اجتماعات أديس ابابا هي خطوة أولى نحو التأسيس لإنهاء الحرب في السودان !!
محمد نور كتنتابي
قال المتحدث الرسمي للخارجية الإثيوبية، السفير ملس ألم أن أستقرار السودان هو أستقرار لإثيوبيا ، ومايحدث للشعب السوداني شئ مؤلم جدا جدا .
جاء ذلك خلال مجمل رده لمحرر “الراصد الإثيوبي “ خلال المؤتمر الصحفي الإسبوعي اليوم الخميس ، حول ماهو الدور الإثيوبي مستقبلا فيما يخص ملف أستقرار السودان .وقال الم ،أن لإثيوبيا ادوارا كبيرة لعبتها خلال الأعوام السابقة منذ فترة الأمبراطور هيلي سيلاسي الأولي ،وحتي وقتنا الحالي ،من أجل استقرار السودان ، وكانت هنالك تحركات منذ العام 1972التي أبرمت بموجبها إتفاقية أديس أبابا مرورا بالدور الذي لعبه رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد ،قبل ثلاثة أعوام لخلق تقارب بين المكون العسكري والمدني .
وبحسب ملس الم ، ان الموقف الاستراتيجي لإثيوبيا هو دعم اية عملية سلام لاستقرار السودان في كافة المواقع ،وان إثيوبيا مع عملية تفاوضية شاملة برعاية الاتحاد الأفريقي ومشاركة ايغاد، وليس هذا فحسب بل أن إثيوبيا تدعم كل الجهود التي تبذل من أجل أي خطوات للسلام والاستقرار في السودان من خلال كافة المنابر في دول الجوار ، مؤكدا أن العلاقة مع السودان علاقة تاريخية وسياسية وشعبية ، ولنا حدود طويلة بين البلدين ، وهذا ماجعل إثيوبيا تعمل علي تسهيل أستقبال السودانيين الفارين من الحرب .
وأشار الم الي أن موقف إثيوبيا ، واضح و ثابت وهو مع أستقرار السودان ، وليس من مصلحتنا أن يكون هنالك عدم أستقرار في السودان او في ايا من دول الجوار
وكان قد حذر رئيس الوزراء الدكتور أبي أحمد علي مما وصفه في ابريل 2 023 بـ”أية محاولات ذات دوافع وأجندات خفية للتدخل في الشأن السوداني تسعى لتدمير مقدرات البلاد “، في إشارة إلى المعارك الحالية بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وقال أبي أحمد في بيان في تلك الفترة “نحن في إثيوبيا لدينا إيمان راسخ بأن الشعب السوداني الأبي لديه كل الحكمة لتجاوز هذه المحنة التي يمر بها الآن”، معتبرا أنه “من الصواب أن يترك له حلها بنفسه وإن أي تدخل في الشأن السوداني يجب أن يكون هدفه فقط قصد تحقيق المصالحة بين الأشقاء وإحلال السلام”. وأردف “ففي حين تتجلى رغبة اثيوبيا، حكومة وشعبا، في أن ترى أبناء السودان يحلون مشاكلهم بأنفسهم بالحكمة المعهودة، نؤكد من جانبنا مرة أخرى على أننا دائما مع المصلحة العامة للسودان وشعبه وندين بشدة كل المحاولات التي تسعى للتدخل في الشأن السوداني بطرق غير مشروعة”.
وفي 4 مايو 2023 التقى رئيس الوزراء أبي أحمد في مكتبه ، المبعوث الخاص لرئيس مجلس سيادة جمهورية السودان، السفير دفع الله الحاج علي.وقال رئيس الوزراء آبي عبر صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي: “لقد دعوت الأطراف المتصارعة في السودان للجلوس إلى طاولة الحوار، وحل الخلافات من خلال الحوار”.وأكد رئيس الوزراء آبي، خلال الاجتماع مع المبعوث الخاص لرئيس مجلس سيادة جمهورية السودان، من جديد عن إيمان إثيوبيا بأن السودان سيخرج من وضعه الحالي خلال فترة قصيرة من خلال الاستفادة من حكمة أبنائه ومشاركته الودية.
وعليه انطلقت يوم الإثنين الاسبق ، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، اجتماعات للقوى السياسية السودانية بهدف مناقشة سبل وقف الحرب واستعادة الحكم المدني للفترة الانتقالية.وشارك في الاجتماعات التي تستمر إلى يوم الأربعاء، مجموعة من الأحزاب السياسية ومنظمات مجتمع مدني ولجان المقاومة، إضافة لشخصيات بارزة يتقدمها رئيس الوزراء المستقيل عبدالله حمدوك.حسب الراكوبة
وقال حمدوك، خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية، إن الاجتماعات تمثل بداية لعملية أكثر شمولًا تفتح المجال لمشاركة القوى المدنية المناهضة للحرب والداعمة للسلام واستعادة الانتقال المدني الديمقراطي كافة.وأكد أن معاناة الشعب السوداني مع الحرب الجارية تحتم على الجميع مضاعفة الجهود للتوافق على مشروع سياسي وإنهاء النزاع ومعالجة آثاره الإنسانية الملحة وتحقيق السلام الشامل.
من جهته قال القيادي بقوى الحرية والتغيير، خالد عمر يوسف، إن الاجتماعات التي انطلقت في أديس أبابا، يشارك فيها أكثر من 75 ممثلًا للقوى السياسية ولجان المقاومة وحركات الكفاح المسلح والنقابات والمهنيين وأطياف من المجتمع المدني غير الحزبي بمكوناته الحديثة والتقليدية.
وأجمع المشاركون على المضي قدماً في مسار عقد “المؤتمر التأسيسي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية، (تقدم)، لإيقاف الحرب وإستعادة الديمقراطية في البلاد.
وشملت مداولات الاجتماعات؛ تطوير الموقف التفاوضي للقوى المدنية، والإصلاح الأمني والعسكري، وقضايا العدالة الانتقالية، وإعادة البناء المؤسسي لأجهزة الدولة ( الخدمة المدنية والأجهزة العدلية)؛ إضافة إلى السلام ورتق النسيج الاجتماعي، ومحاربة خطاب الكراهية، وصناعة االدستور الدائم، والبرنامج الاقتصادي لإعادة البناء والاعمار، وقضايا الولايات و الحكم المحلي.
أسس الحل
تزامنت اجتماعات القوى المدنية مع عودة طرفي القتال إلى طاولة مفاوضات جدة التي ترعاها الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية في مدينة جدة.
وأعلنت القوى المدنية دعمها لمنبر جدة التفاوضي ومبادرة الاتحاد الأفريقي التي أعلنها في الخامس والعشرين من يونيو والتي تتبني خطة تدمج بين رؤية منبر جدة ومقترحات الهيئة الحكومية للتنمية “الايقاد” والتي تنص على إجراءات تؤدي لوقف الحرب، وإطلاق عملية سياسية تفضي لانتقال السلطة من العسكر للمدنيين.
وتستند خطة الحل على 6 نقاط أساسية تشمل:
تفاؤل وشروط
يشدد المحلل الصحفي شوقي عبدالعظيم على أن أي معالجات للشان السوداني يجب ان تسبقها وحدة عريضة للقوى السياسية والمدنية الرافضة للحرب والداعمة للتحول المدني؛ معتبرا أن مخرجات الاجتماعات التحضيرية للقوى المدنية جاءت متوافقة مع مطالب وقف الحرب ومخاطبة الأزمة السياسسية والأمنية والإنسانية.حسب اخبار السودان
وأضاف عبدالعظيم لموقع سكاي نيوز عربية “اعتقد ان اجتماعات اديس ابابا أسست للوصول لجبهة مدنية عريضة، ونجحت في تذويب العديد من الخلافات التي نشبت خلال الفترة الماضية”.
ومن جانبه؛ رأى شهاب الدين الطيب القيادي في تحالف قوى الحرية والتغيير أن الاجتماعات لتحضيرية للقوى المدنية تمكنت من تجاوز العديد من التحديات التي سبقتها.
وأوضح في حديث لموقع سكاي نيوز عربية “شهدت الاجتماعات مشاركات، متنوعة وتمكنت من صياغة مخرجات وأجندة قوية للمؤتمر التاسيسي”.
ووفقا لمحمد عبدالعزيز عضو اللجنة الإعلامية للاجتماعات التحضيرية للقوى المدنية، فإن الاجتماعات ستمثل علامة فارقة في مسار التحول والأحداث الجارية حاليا في السودان؛ مشيرا إلى انها شهدت ميلاد أكبر تحالف مدني في تاريخ السودان القريب.
وقال عبدالعزيز لموقع سكاي نيوز عربية إن اجتماعات أديس ابابا هي خطوة أولى نحو التأسيس لإنهاء الحرب والمضي قدما نحو استئناف عملية التحول المدني.
وفي ذات السياق؛ قال القيادي النقابي محمد عبدالباسط عزالدين لموقع سكاي نيوز عربية إن مخرجات الاجتماعات التحضيرية لاتزال عبارة عن مسودات مشاريع تحتاج إلى تنسيق وتكامل جهود القوى الوطنية المنحازة للسلام والتحول الديموقراطي في جبهة عريضة تتوافق على رؤية واضحة تشخص كارثة الحرب ومسبباتها وتداعياتها وتضع لها المعالجات.
لكن عزالدين أكد نجاح الاجتماع في الوصول إلى تلاقح لأفكار كانت متباينة تماما بين قوى مدنية متباعدة في الرؤى؛ وأسست بالتالي لبدء خطوات نحو تشكيل واقع سوداني جديد.
وأضاف عبدالعزيز أن الاجتماع التحضيري نجح عبر مناقشات عميقة في بلورة مسودات أوراق عمل المحاور الاقتصادية والسياسية والإنسانية والأمنية التي ستعرض على المؤتمر التأسيسي؛ الذي يشارك فيه الف مشارك منهم 30% كحد أدنى نساء.
من جانبها، قالت ممثلة المجتمع المدني النسوي رويدة مطر في كلمتها “كقوة نسوية، نطالب بالضغط الفوري لوقف إطلاق النار وتوفير المسارات الآمنة، والضغط ووقف تمدد الحرب. وأضافت أن “أبشع الانتهاكات تمارس ضد النساء في الحرب، ونشدد على الحرص لإشراك النساء وليس التمثيل الديكوري”.
وقال رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك إن “الحرب اللعينة التي تتعرض لها البلاد منذ الخامس عشر من أبريل/نيسان الماضي، أودت بحياة الآلاف من السودانيين الأبرياء ونزوح ولجوء الملايين، وأحدثت دمارا للبنى التحتية والمنشآت العامة والخاصة وممتلكات المواطنين بصورة تهدد وجود الدولة السودانية”.
ورحبت دول الترويكا (النرويج والمملكة المتحدة والولايات المتحدة) في بيان الخميس بالاتفاقات التي تم التوصل إليها في أديس أبابا، باعتبارها “خطوة مهمة باتجاه تشكيل جبهة مدنية مؤيدة للديمقراطية تتسم بالشمول، وتمثل القوى المختلفة”.
وقال البيان الصادر عن وزارة الخارجية الأميركية نيابة عن الدول الثلاث إن الاجتماعات التي عقدت في إثيوبيا تعبر عن “التزام الشعب السوداني ببناء مستقبل ديمقراطي”، وحضت على البحث عن “نقاط التقاء وتشكيل إجماع وطني”.
واخيرا عبر رئيس الوزارء الدكتور ابي احمد عن دعمه لكل ما يتوافق عليه أهل السودان واستعداده لتقديم كل السند لما ستسفر عنه العملية السياسية، مشدداً على أهمية أن تكون العملية سودانية بالكامل دون السماح لأي طرف خارجي بالتدخل أو فرض أي حلول هل حقق السودانين الاشقاء ذلك من السلام والامن للشعب السوداني العظيم ؟! .