دور إثيوبيا في دفع عجلة التعاون الإقليمي من خلال “إيغاد” ؟

عمر حاجي

قد أدى التزام إثيوبيا بالتكامل الإقليمي ومشاركتها النشطة في مبادرات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) إلى تعزيز دورها في المنطقة. ومن خلال عضويتها، ساهمت إثيوبيا في تطوير سياسات واستراتيجيات الكتلة الإقليمية التي تهدف إلى معالجة التحديات المشتركة التي تواجه المنطقة. وعززت مشاركة البلاد في بعثات حفظ السلام من مكانتها ونفوذها في (إيغاد).

وإثيوبيا من أكبر المساهمين بقوات حفظ السلام وموارد في بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال (أميسوم) التي تهدف إلى استقرار البلاد ومكافحة الإرهاب. وكانت البلاد في طليعة الجهود المبذولة لمعالجة الهجرة غير النظامية والاتجار بالبشر والتهريب في المنطقة. كجزء من التزامها بتعزيز السلام والاستقرار تشارك إثيوبيا بنشاط في المبادرات التي وضعتها الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية. وتركز هذه المبادرات في المقام الأول على حل النزاعات، وتعزيز التنمية الاقتصادية، وتشجيع التجارة والاستثمار الإقليميين.

وتتمثل إحدى الطرق التي تساهم بها إثيوبيا في تعزيز السلام والاستقرار في تقديم دعمها العسكري لبعثات حفظ السلام التي تقودها (إيغاد) في الصومال وجنوب السودان. وإثيوبيا مساهم رئيسي في هذه المهام، حيث توفر القوات والموارد الأخرى اللازمة لنجاحها. وبصرف النظر عن المشاركة في بعثات حفظ السلام، تلعب الدولة أيضًا دورًا وسيطًا حاسمًا في حل النزاعات من خلال الدبلوماسية. وتمكنت إثيوبيا من خلال جهود الوساطة التي تبذلها من جلب البلدين إلى طاولة المفاوضات مما أدى إلى عدة اتفاقيات تهدف إلى تعزيز السلام والاستقرار.

وهناك طريقة أخرى تساهم بها إثيوبيا في مبادرات (إيغاد)، وهي المشاركة في برامج مختلفة تهدف إلى تعزيز التنمية الاقتصادية الإقليمية. والتي تهدف إلى خلق نمو اقتصادي مستدام لا يفيد إثيوبيا فحسب، بل البلدان الأخرى في المنطقة أيضًا. ونتيجة لمشاركتها النشطة في مبادرات (إيغاد) برزت إثيوبيا كحليف رئيسي في تعزيز الاستقرار الإقليمي. وقد أكسبها التزام البلاد بالسلام والاستقرار احترام الدول الأعضاء الأخرى في “إيغاد” والمجتمع الدولي ككل. وعلى وجه الخصوص تحظى مساهمات إثيوبيا في بعثات حفظ السلام والجهود الدبلوماسية لحل النزاعات بتقدير كبير. وذلك من خلال دعمها العسكري، وجهود الوساطة، وبرامج التنمية الاقتصادية.

وأثبتت إثيوبيا التزامها بتعزيز الاستقرار الإقليمي. ومع استمرار الدولة في لعب دور نشط في مبادرات (إيغاد)، فإنها تستعد لتقديم مساهمات أكبر في تقدم المنطقة. ومن خلال مشاركتها مع (إيغاد)، سهلت إثيوبيا المفاوضات التجارية التي ساعدت على تخفيف الحواجز التجارية وتحسين تدفق السلع بين الدول الأعضاء. كما لعبت الدولة دورًا فعالًا في تعزيز تطوير البنية التحتية في المنطقة، مما خلق فرصًا للشركات لتزدهر وللناس للوصول إلى خدمات أفضل. لم تستفد إثيوبيا من جهود البلاد نحو التعاون الاقتصادي فحسب، بل أفادت أيضًا الدول المجاورة لها، من خلال خلق فرص للتجارة والاستثمار والتنمية الإقليمية. كان دور إثيوبيا كعضو مؤسس للهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية حاسمًا لنجاح المنظمة، حيث أن موقعها كقوة سياسية واقتصادية مهمة في المنطقة يسمح لها بتقديم رؤى وتوجيهات قيمة في الشؤون الإقليمية.

ومن خلال مشاركتها النشطة في (إيغاد)، اضطلعت إثيوبيا بدور قيادي في تعزيز زيادة التعاون والتكامل والتعاون بين الدول الأعضاء لتحقيق أهداف مشتركة. ساهمت هذه المشاركة بشكل كبير في نجاح المنظمة في تعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة وبناء السلام داخل المنطقة. بشكل عام ، كانت مشاركة إثيوبيا في الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية محورية، ولا تزال حاسمة بالنسبة للتأثير الإيجابي الذي تهدف المنظمة إلى تحقيقه.

وقد تم تأسيس (إيغاد) كمنصة مهمة للدول الأعضاء للتعاون في مختلف القضايا التي تهم المنطقة. تلعب إثيوبيا، بصفتها دولة عضوًا في الإيجاد، دورًا أساسيًا في هذه المنظمة الإقليمية. إن مساهمات إثيوبيا في (إيغاد) واسعة ومتنوعة، وتؤثر على العديد من المجالات مثل الاستقرار السياسي، وتعزيز الأمن، والتنمية الاقتصادية، والتكامل الإقليمي. تتيح مشاركة إثيوبيا في (إيغاد) أن تكون جزءًا من الجهود الإقليمية لمواجهة التحديات المتعلقة بالسلام والأمن والتنمية الاجتماعية والاقتصادية وغيرها من القضايا الملحة التي تؤثر على المنطقة.

لقد فتحت تطورات البنية التحتية مناطق كان يتعذر الوصول إليها سابقًا مما جعل من الممكن للشركات الوصول إلى المزيد من العملاء أكثر من ذي قبل. جعلت الطرق حركة البضائع أسرع وأكثر كفاءة، بينما وفرت خطوط السكك الحديدية الجديدة قناة إضافية لنقل البضائع عبر الحدود. إلى جانب ذلك، أتاحت خطوط نقل الطاقة المحسّنة الكهرباء على نطاق أوسع في المنطقة، مما خلق فرصًا عديدة للشركات التي تعتمد على الكهرباء للعمل بكفاءة.

وبرزت إثيوبيا كلاعب مؤثر في التكامل الإقليمي، حيث اتخذت البلاد خطوات رئيسية لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين الدول المجاورة لها. لا يمكن التقليل من دور إثيوبيا القيادي في هذا الصدد، حيث لعبت البلاد دورًا حيويًا في تشكيل وقيادة جهود التكامل الإقليمي نحو مستقبل أكثر ازدهارًا لجميع المعنيين. من خلال العمل الوثيق مع الدول المجاورة. نجحت إثيوبيا في تعزيز المزيد من الوحدة والتعاون والاحترام المتبادل داخل المنطقة. ويمثل التزام إثيوبيا بالتكامل الإقليمي نموذجًا إيجابيًا للدول الأخرى في المنطقة وخارجها. من خلال مشاركتها النشطة في تعزيز التجارة الحرة والاتحادات الجمركية والأسواق المشتركة، أظهرت إثيوبيا أن التكامل يمكن أن يكون أداة قوية لإطلاق النمو الاقتصادي وتحسين مستويات المعيشة.

من خلال جهودها الدؤوبة، ساعدت إثيوبيا في خلق طريق نحو مستقبل أكثر تكاملاً وازدهارًا للقارة ككل. كانت مشاركة إثيوبيا في (إيغاد) مهمة من نواح كثيرة. قدمت الدولة مساهمات مهمة في مختلف الجوانب التي ساعدت على تعزيز أهداف المنظمة. على سبيل المثال، لعبت إثيوبيا دورًا محوريًا في تعزيز الترابط والتكامل الإقليميين. من خلال العديد من مشاريع تطوير البنية التحتية، مثل بناء الطرق والسكك الحديدية وشبكات الطاقة، سهلت إثيوبيا حركة البضائع والأشخاص عبر الحدود، وبالتالي تحسين التجارة والتعاون داخل المنطقة.

ومن المساهمات المهمة الأخرى لإثيوبيا في “إيغاد” قيادتها في تطوير السياسات والاتفاقات التي تعزز التعاون الاقتصادي. وكان للبلاد دور فعال في تسهيل المناقشات والمفاوضات بين الدول الأعضاء مما أدى إلى توقيع اتفاقيات مختلفة بشأن التجارة والاستثمار والقضايا الاقتصادية الأخرى. وقد عززت هذه الاتفاقيات التجارة والاستثمار عبر الحدود، مما أدى إلى زيادة النمو الاقتصادي والتنمية في المنطقة. عندما يتعلق الأمر بتعزيز السلام والأمن في المنطقة لعبت إثيوبيا دورًا محوريًا في دعم جهود (إيغاد). وشاركت الدولة بنشاط في العديد من بعثات حفظ السلام التي تهدف إلى استعادة الاستقرار في المنطقة. ومن بين هذه المهام نشر إثيوبيا قوات حفظ السلام لدحر مقاتلي حركة الشباب في الصومال. وبتحملها هذه المسؤولية أظهرت إثيوبيا تفانيها الراسخ في مكافحة الإرهاب وتعزيز التعايش السلمي بين الدول في منطقة القرن الأفريقي.

إن استعداد الدولة للقيام بدور نشط في بعثات حفظ السلام دليل على الأهمية التي توليها لتعزيز العلاقات المتناغمة بين البلدان المجاورة. من خلال نشرها قوات حفظ السلام لمحاربة حركة الشباب في الصومال تثبت إثيوبيا أنها ليست ملتزمة فقط بحماية أمنها القومي ولكن أيضًا بضمان سلامة و أمن الآخرين في المنطقة. وفي سياق مماثل، لعبت إثيوبيا دورًا محوريًا في التوسط في النزاعات في جنوب السودان والسودان والصومال. في هذه السياقات، تستفيد إثيوبيا من نفوذها ومواردها لجلب الأطراف المتحاربة إلى طاولة المفاوضات. وبالتالي، كان للبلاد دور فعال في إيجاد حلول دائمة للصراعات التي تهدد استقرار المنطقة.

ولا يمكن المبالغة في التأكيد على الدور الذي تلعبه إثيوبيا في ضمان السلام والأمن في المنطقة. وفي هذا السياق، قال الأمين التنفيذي للمتحدث باسم الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية، نور محمود شيخ في مقابلة أجرات معه مؤسسة الصحافة الإثيوبية، إن إثيوبيا تدعم وتلتزم بتحقيق هدف الهيئة منذ إنشائها، مشيرا إلى أن حكومة إثيوبيا تلعب دورًا مهمًا في ضمان السلام والأمن الإقليميين، ومكافحة تغير المناخ وغيرها.

كما تلعب إثيوبيا دورًا جريئًا في تحديد أولويات (إيغاد) لفائدة البلدان المجاورة والاضطلاع بمجموعة واسعة من الأنشطة التي تتراوح بين مكافحة الكوارث الطبيعية والكوارث التي من صنع الإنسان، والاستخدام المعقول للموارد المائية، وضمان ودعم السلام والأمن في البلدان المجاورة، وضمان الأمن الغذائي وغيرها. وهكذا، حلت الحكومة الإثيوبية سلميا الصراع الشمالي، وهو ما يظهر بوضوح التزام إثيوبيا بالسلام والاستقرار في القارة. على الرغم من أن المنطقة متقلبة وعرضة للحرب الأهلية، فإن الالتزام الذي قطعته إثيوبيا على نفسها بإيجاد حل دائم للصراع في الجزء الشمالي منها يستحق الثناء.