إن العلماء هم سادة الناس وقادتهم الأجلَّاء، وهم منارات الأرض، وورثة الأنبياء، وهم خيار الناس، المرادُ بهم الخير، المستغفَرُ لهم. فإن العلماء هم سادة الناس وقادتهم الأجلَّاء، وهم منارات الأرض، وورثة الأنبياء، وهم خيار الناس، المرادُ بهم الخير، المستغفَرُ لهم. وللعلماء فضل عظيم؛ إذ الناس محتاجون إليهم في كل حين، وهم غير محتاجين إلى الناس. وحول هذا أجرى مندوب صحيفة العلم مع العالم الكبير الشيخ عبد الله البركنتي وهو إمام وخطيب بفترة طويلة سابقا في مدينة ديرا .وجاء الحوار كالتالى : .
العلم :أرجو من سماحتكم اعطاء نبذه عن سيرتكم الذاتية ؟
وفي هذا الصدد قال العالم الكبير الشيخ عبد الله البركنتي وهو إمام وخطيب بفترة طويلة سابقا والآن جالس في مدينة ديرا التابعة لإقليم أروميا إنه ولد الشيخ عبد الله بن محمود بن حمدا من هجرة النبوية سنة 1346 هـ في بلد التي تسمى شفي صبرو، ثم مات عنه أبوه في نحو6ست سنوات تقريبا أوتربى يتيما في كفالة أمه آمنة بنت سادو ودخل في خلوة القرآن الكريم للتعليم بكفالة أمه آمنة بنت سادو الأكي رحم الله لها وغفر، وتعلم القرآن على ثلاثة مشايخ وله من العمر عند ابتداء تعلم القرآن نحو 8 سنوات ثم مشت به أمه آمنة من تلك البلدة التي تسمى شفى صبرو بسبب ضيق المعيشة وقدمت به إلى أخواله مع ثلاثة أولاد معه إلى البلدة التي ولدت أمه وأصبح يتيما في تلك القبيلة التي تسمى بأكياأذانا وتربى بكفالة أمه آمنة هناك لأن أبقارا بقيت من أبيه عندها لابكفالة الأخوال وهو يتعلم القرآن وقتا ويخدم أمه وقتافي نحو رعاية الأبقار ويحرث الأرض الزراعية وبناء البيت وحين بلوغه جزء (عم ) جعلت له أمه وليمة عظيمة وذلك فرحا ببلوغه جزء (عم ) ثم مات إثنان من إخوانه بسبب حدوث المرض الطاعون في المنطقة وبقي مع أمه آمنة نحو اسبوع ثم ماتت أمه أيضا من موت ولديها وبقي وحيدا من الأسر ، وله من العمر ثلاثة عشرسنة تقريبا ، ومن هنا انتقل إلى كفالة وليي سادو لأن عمته (ابسوبنت حمدا) تحته وله حينئذ من الأبقار اللاتي بقيت من أمه ما تكفيه وختم القرآن في كفالة وليه سادو وجعل الشيخ عبد الله بن محمود وليمة الإحتفال لختم القرآن وذبح بقرة لأن له أبقارا بقيت له من أبيه وأمه وقدم دعوة الإحتفال إلى زملاء التلاميذ و شارك كثير من المنطقة في مراسيم الإحتفال ومن خلال هذا أعطى الشيخ عبد الله لمعلمه القرآن تبيعة من البقر الذي ختم القرآن عليه .
العلم : كيف كان تعليمكم بعد ختم القرآن ؟
ثم إنتقل الشيخ عبد الله إلى مجلس العلم منطقة أرسي مسرانجي بعد ختم القرآن لتعلم العلوم الشرعية ودخل في حلقة الشيخ عبد الفتاح المسرانجي لأنه يعلم الفقه على مذهب إمام الشافعي وتعلم عليه الفقه الشافعية من المختصر إلى منهاج وجلس عنده ثلاث سنين ،ثم إنتقل الشيخ عبد الله من عند الشيخ عبد الفتاح إلى محافظة بالي طلبا للعلوم الشرعية واللغة العربية مع سبعة تلاميذ ونزل عند الشيخ الإبراهيم التغري الجالس في غارور شهرا ثم غادر من عند الشيخ الإبراهيم إلى الشيخ جنيدي البالي الجالس في عوبرى منتقلا من الفقه إلى العربية .وبدأحفظ الإعراب وجلس عند الشيخ جنيدي حوالي سنتين ثم انتقل من عنده بعد حفظ الإعراب وتعلم كتب قليل من اللغة العربية ثم إنتقل إلى الشيخ عبدالقادر القطي وتعلم لديه فن الشعر من مدح الرسول صلى الله عليه وسلم من الوراقي والطرافي والهمزية والبردة والامية خلال 8 أشهر ثم رجع إلى مسقط رأسه الذي ولد فيه للحوائج أعني شفي صبرو للحوائج وتعلم خلال تلك الفترة لدى الشيخ ابراهيم الغشي حتى إنقضاء الحوائج وبعد إنقضاء الحوائج رجع إلى بالي ودخل حلقة الشيخ الجنيدي الذي بدأ الإعراب سابقا وقرأ عليه كتب اللغة العربية كثيرا ثم إنتقل منه إلى حلقة الشيخ محمدصافي الجالس في غولولشا ومنها في تواغا وتعلم كتب اللغة اللواتي تسمى بكشف النقاب والوفواكه الجنية وابن عقيل وملحة الإعراب ومجيب ، وفي نحو سنتين وستة أشهر ثم سار من عنده ودخل في حلقة الشيخ على الحوي الغلبي الجالس في قند دغنو ومنها في قنجيلا وقرأ عليه كتب اللغة من النحو والصرف والمعاني والبيان والمنطق ،ومن كتب فقه الشافعية من المبدئ إلى فتح الوهاب في نحو إحدى عشرسنة وستة أشهر وقدم من عنده لتعليم الطلبة إلى البلدة التي تسمى يصرو وعنفيري ومنها جارسو وابتدأ في تعليم التلاميذ نحو سنتين وتزوج في تلك المنطقة بنتين الأولى اسمها مرضية بنت أحمد قا نقو وهي من بالي والثانية اسمها حليمة بنت عبد الله فتو وهي من ديدئ ثم ارتحل مع زوجتيه والتلاميذ إلى الشيخ الجنيدي ثالثا لتعلم العلم المنطقة وقرأ عليه من كتب المنطق الشمت ، ثم رجع إلى تعليم الطلبة في القرية التي تسمى بجارسو ثم ارتحل من بالي إلى ديدئ لطلب الحديث تاريخا للتلاميذ وزوجتيه عند أهلهما ونزل عند مفتي أمان الجالس في قرية التي تسمى دغنوغرو وبدأ قرائة متن المسلم عليه ومتن البخاري على حاج طه لأن حلقة مفتي أمان وحاجطه متقاربان يمشي بينهما تارة يتعلم على مفتي أمان وتارة على حاج طه ثم سار من دوي إلى البلدة التي تسمى برايا ونزل عند مفتي سراج وبدأ عليه متن البخاري وجلس عنده نحو ستة أشهر ثم رجع من عنده إلى دوي وبدأ التعلم عند مفتي أمان وفي هذه المرة الثانية إلى المفتي أمان تارة بتعلم على مفتي أمان وتارة على الشيخ محمد داود الجالس في قبيلة تسمى بجيلي لتعلم الفقه الشافية عنده ثم قدم من دوي إلى ديدئ بعد سنتين ثم سار من ديدأ إلى بالي لأن بعض أ هله وأمواله بقيا في بالي عند أصهاره يوم سيره إلى دوي للتعلم ثم رجع من بالي إلى ديدئ وأخذ جميع أهله وأمواله من عند أصهاره نظرا لإندلاع ثورة الصوماليه حينئذ وفي أرض بالي ولم يبلغ الثورة إلى أرض ديدأ آنذاك ونزل ديدئ عند أخواله في منطقة تسمى بإتيا أذانا وارتحل إليه الطلبة من الجهات الأربعة ثم لم يتمكن الجلوس له عند أخواله في تلك المنطقة لفقد المكان الذي تتعلم فيه الطلبة ثم سار منها مع جميع أهله وأولاده وأمواله والتلاميذ ونزل في منطقة تسمى برو بطريق المدينة التي تسمى بسري ونزل من بورو المكان الذ يسمى ببركنتي وتوافد الطلاب من شرق البلاد وغربها من الجهات الأربعة وجلس في منطقة بركنتي زمنا طويلا حتى اشتهر فيها بلقب الشيخ عبدالله البركنتي ثم سار من بركنتي إلى مدينة تسمى ديرا وذلك بسبب مسجد بني في تلك المدينة مسجد يسمى مسجد عثمان بن عفان رضي الله عنه ولم يكن لذلك المسجد إمام وخطيب راتب ولذك طلب المسلمون الذين يصلون في ذلك المسجد القدوم إليهم فأجاب طلبهم الشيخ ومع ذلك يتردد بين مدينة ديرا وبركنتي ولم ينقطع منها بالكلية لأن فيها أهله وأمواله وعشيرته وجلس في ديرا مدرسا وإماما وخطيبا وفي ذلك المسجد لخدمة الإسلام والمسلمين وكان يزرع الأراضي لأهله وأعطى الله له كل ما يحتاج إليه الناس من المركوب والمحلوب والمحمول وبارك الله له في الدين والدنيا حتى بلغ أولاده وأولاد أولاده نحو احدى وخمسين من الأسر وفي خلال الأزمنة قد يرجع إلى البلدة التي ولد فيها أعني شفي صبرو ببعض أهله وأخذ الأراضي من شفي لأهله داخلا في جمعية البلد وفترة يدرس في شفي وفترة في مدينة ديرا وبركنتي والله ولي التوفيق .
العلم :ومن هم العلماء الذين أخذوا إجازة التدريس من حلقاتكم ؟
1_ الشيخ محمد سرور الأدمتي رحمه الله .
2_ الشيخ شامل السركي .
3_ الشيخ تمام الفرزاني المعروف بشعر( نستري ).
4_ الشيخ عبد الحكيم الشيخ محمد سرور .
5_ الشيخ إبراهيم السادوي.
العلم : وهل لديكم من مؤلفات الكتب والمخطوطات؟
قال الشيخ عبدالله من مؤلفاته ومخطوطاته على النحو التالي :
1_ الرسالة البرقية في محاربة الطاغوت .
2_ علل النحوية المغني لطلاب علم اللغة العربية .
3_الدررالثنية فيما تحتاج إليه البرية لاسيما في الأزمنة الآتية.
4_ تنوير القلوب بتعلم الإعراب.
5_ الرسالة البرقية في إظهار أسرار البينطية أوالسيوف القاطعة للخصومات الباطلية .
وهكذا ظل ولايزال الشيخ عبدالله في آخر عمره يقدم الخدمات الإسلامية بإعطاء الدروس في موقع تقاعده ،وذلك بتدريس تفسير القرآن الكريم واللغة العربية ما تحتاجه الطلبة من النحو والصرف والبلاغة وهلم جر والله والي التوفيق نعم المولى ونعم النصر وجعل الله أعماله في ميزان حسناته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
ومن مزية العلم أن الله عزوجل أثنى على العلماء فقال «إنما يخشى الله من عباده العلماء» فقصر خشيته على العلماء حيث أن الانسان كلما ازداد علما بعظمة الله عزوجل ومدى إحاطته بخلقه وقدرته عليهم وعظيم سلطانه، في مقابل عجز وضعف البشر وقلة حيلتهم فهذه الأمور تزيد من خشية المولى عز وجل وتعظيمه. وقرن الله عز وجل شهادته وشهادة ملائكته بشهادة العلماء فقال «شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط.
وأن العلم سراج يخرج الناس من الظلمات إلى النور ومن الضلالة إلى الهداية ومن الحيرة إلى الرشد وهو أنواع منوعة، وأشرف العلم ما تعلق بمعرفة الله عزوجل وأسمائه وصفاته، فذلك يثمر في القلب من معاني الحب والإنابة والتضرع والتوكل والخوف والرجاء ما يسر النفوس ويطمئن القلوب ويقوم السلوك ما يجعل المسلم راضيا مطمئنا فرحا بما يسره شاكرا لنعم الله صابرا على ما يصيبه من البلايا والرزيا محتسبا أجره على الله.