سفيان محي الدين
لدى شعب أرومو عادات وتقاليد تلعب في حل النزاعات بين الشعوب ومن الحقائق التاريخية التي يجب على كل أحد معرفتها أن قومية أورومو هي قومية كبيرة وواسعة الانتشار ومتماسكة النسب ومتوارثة لعادتها وتقاليدها وتعيش على أراضيها الواقعة على هضبة الحبشة ويشاركها الكثير من القوميات الاثيوبية.
إن نظام أبا غدا هو نظام اجتما عي وتقليدي فريد من نوعه يستخدمه شعب أورومو في رعاية سيادة البلاد والأمن والسلام وحل المشاكل الإجتماعية والنزاعات وذلك النظام ليس فحسب بل صالح للشعوب الأثيوبية في سير الحياة الإجتماعية ويتم إكتساب نظام أباغدا من خلال تجربة المجتمع عبر الأجيال، ويحتضن ذلك النظام الأنشطة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية للمجتمع وهو الذي يتعامل مع قضايا أخرى وعلى سبيل المثال مثل حل النزاعات وإحلال السلام والتعويض وحماية حقوق المرأة والجنايات الإجتماعية والمنازعات في الحدود الأراضي المتاخمة مع قوميات أخرى .
وأنه أيضا هو بمثابة آلية لفرض السلوك الأخلاقي والمثالي ، وبناء على ذلك أنه يغرس التماسك الاجتماعي ، والتعبير عن أشكال ثقافة المجتمع ،وحول هذا أجرى مراسل صحيفة العلم مع السيد غزالي أبا سمل رئيس المحكمة العليا في إقليم أروميا في فندق شيرتون يوم الثلاثاء الماضي وجاء الحوار كالتالي :
العلم : ماهي أهمية وإعادة نظام سير الحياة الإجتماعية وخاصة في حل النزاعات والخلافات التي تحصل داخل المجتمع ؟
وفي هذا الصدد قال السيد غزالي أباسمل رئيس المحكمة العليا في إقليم أروميا إن تقاليد أرومو في رعاية حقوق الإنسان هو نظام عادل يراعي حقوق الإنسان كل من النساء والشيوخ والأطفال ،وحتى حقوق الحيوانات والنباتات و ليس فيه الشوائب من الظلم والجور وهو يرضي الطرفين المتخاصمين و قد استمرت تلك العادات آلاف السينين ولكن في الآونة الأخيرة حين سيطر الملوك الأثيوبية في الأنظمة السابقة قد إندثرت واختفت عن الساحة الأثيوبية تلك العادات و لكن لقد كانت في بورنا ، وكرويو ،وغوجي وحتى الآن ظل ولا مايزال يستخدم في حل النزاعات وفصل المتخاصمين بين القبائل والشعوب والآن الشعب أورومو بدأ يتنفس ويسعى إعادة تلك العادات التي اختفت ومن هناقام خبراء أباغدا والمثقفين من الشعب الأورومي تطبيق تلك النظام في إقليم أروميا بهدف حل المشاكل الإجتماعية .
العلم : وماهي فائدته في حل النزاعات التي تحصل بين المجتمع ؟
وذكر السيد غزالي بأن المواطنين يستطيعون حل المشاكل الإجتماعية عبر طريق التقاليد والعادات و ساعد الكثير من المتخاصمين على حل المشاكل الإجتماعية بطرق سلمية قبل الذهاب إلى المحكمة العامة .
وأكد السيد غزالي على أن حل المشاكل الإجتماعية لدى المحاكم الشعبية التي تتكون من أباغدا وشيوخ القبائل يقلل التكلفة وكما أنه يساعد إنتهاء القضية بين المتخاصمين قبل أن يذهبوا إلى المحكمة القضائية .
وأشار السيد غزالي إلى أن المحكمة العامة تعتمد عل الشواهد وطبقا على هذا تتم فرض القضاءفي المحكمة وقد تكون القضية حسب المدعي عليه ويفرض له في المحكمة العامة وذلك طبقا واعتمادا على الشواهد وربما قد تكون صادقة أوكاذبة .
وأعرب السيد غزالي على أن حل المشاكل الإجتماعية بطريق أباغدا وهادسيقي وشيوخ القبائل فيه نتائج ايجابية كثيرة أولا “أبا غدا” يقدم الوعد والوعيد من عند الله ويناشد المتخاصمين بالوعد والوعيد ويحذرهم أن لايقدموا الشكاوي عبر الكذب ،عليك أن توضح الأمور وليس لصالحك إذالم يكن حقا لك بل تعود عليك البلاء والعقاب الشديد من عند الله وماتنفعك حقوق الإنسان وتسحق البركة من مالك الأصلي ولن تنفعك وربما يزال منك النعمة التي كانت لك ومن هنا يعودان المتخاصمان إلى إظهار الحق وبعد ذلك يدعونهم إلى العفو والمسامحة .
وأكد السيد غزالي على أن المحاكم الشعبية التي تتكون من أبا غدا وهادسينقي وشيوخ القبائل لم يكتفوا باظهار الحق بل يعملون المصالحة بينهما بكل إخلاص وقلوب مخلصة وسلمية وبعد ذلك يقوم المتخاصمان بالمصافحة والمعانقة واستمرار سير العلاقات الإجتماعية بينهم في مجال العمل .
وقال أن حل النزاعات والخلافات على نظام تقاليد والعادات الأرومية قد تم تطبيقه في بعض الأماكن وعلى سبيل المثال قد تم تطبيقه وتجربته في مدينة أديس أبابا ،وإقليم عفر، والصومال وسوف تنتقل هذه العادات القيمة في الأقاليم الأخرى في المستقبل وهو نظام فيه يراعى فيه الحقوق الإنسانية والإجتماعية على مستوى إقليم أوروميا .
العلم : ماهي أغلب الشكوات التي تصدرمن قبل المجتمع في هذ المجال ؟
وأوضح السيد غيو واريو غدا وهو قاضي في إقليم أروميا:بأن أغلب الشكوى التي تقدم من قبل المجتمع والذي يأتي الأفراد إلى المحكمة وهوقضية الأراضي وأن الشكوى للأراضي مرتفعة بنسبة 60% ولاتحل في وقت قريب وتؤخذعدة موعد بالتكرار نظرا لأجل النظر بالبعد والإمعان حتى تتحقق الحقيقية الملكية الأراضي من قبل المتخاصمين ، لمن هذا ؟ وهذا والهدف من ذلك التأكد ومعرفة الحقائق بالغاية ويعتمد القاضي في هذ المجال في المحكمة الذين إلتزموا القانون في الشكوات بطريق إلتزام قانون الدولة والنظر إلى الشواهد وهذا قدتكون القضية أيضا صادقة أوكاذبة .
كما تلعب المحاكم الشعبية أيضا دورا في حل المشاكل الإجتماعية و في خفض عدد الشكاوى في السجلات الإجتماعية وعودة الحقوق إلى صاحب الحق بطرق سلمية ومرضية من الجانبين .
وهذه الورشة سوف تلعب وتؤدي إلى تعريف نظام أباغد ا وشيوخ القبائل ودورهم في حل النزاعات الإجتماعية وذلك عبر نظام المحاكم الشعبية و العادات والتقاليد والذي يعود الفائدة إلى المجتمع الأثيوبي ولكن ليس نفرض الذهاب إلى المحكمة القضائية العامة قبل عرض المشاكل على المحاكم الشعبية التي تتكون من أباغدا وشيوخ القبائل وليس فيه إجباري ، ولكن نحن نشير أن العرض على أباغدا وشيوخ القبائل ربما تقلل التكلفة وتنتهي القضية بوقت قريب وأسلوب سهلة ، وأن حل النزاعات عبر المحاكم الشعبية تقرب المجتمع والتفاهم ، وأما محكمة القضاء العامة بالقانون ربما ترضي طرف صاحب الإنتصار ولاماترضي المحكوم عليه.
وفي عام 2013 تشير الدلائل لسجلات الشكاوي 24 ألف شخص بين المتخاصمين ،وأمافي عام 2014 قد إستفاد اللجوء إلى نظام تقاليد العادات وحل النزاعات واستفاد منهم حوالي 5000 ألف فرد من الأشخاص بين المتخاصمين بطريق العادات والتقاليد وفي إحصائيات أخرى عام 2015 إلى حوالي 150 ألف شخص من المستفيدين بحل المشاكل عبر طريق أباغدا وشيوخ القبائل ومن وقت إلى وقت يزيد الإستفادة في حل النزاعات عبر نظام أباغدا وشيوخ القبائل .
وأما دورتوعية المجتمع بهذ النظام في المناطق والمراكز يزيد يوما بعديوم ،وكماترتفع أيضا معنوياتهم بالإستفادة من عاداتهم النبيلة والقيمة ،لأن هذه العادات تعزز الترابط المجتمع ومعرفة شرف عاداته ومن هنا يتقلل الكذب والظلم والإعتداء وتجاوز الحد على الآخرين ، وفي نفس الوقت الوقوف أمام أباغدا وشيوخ القبائل يخاف المتخاصمان الكذب والجور لأن باغدا هو يوعدمهم بخيانة الإله ولذا يميل كل المتخاصمين إلى الرجوع طريق الحق والصواب .
العلم :مالذي يستفيد القضاة العامة إذا إنخفض عدد الشكاوى التي تحال إلى المحكمة القضاة العامة ؟
وذكر غيو بأن انخفاض عدد الشكاوي عن القضاة العامة تساعد النظر القضايا بعمق وإمعان حتى تكون القضية صادقة وطيبة ترضي الجميع ،ومن هنا تساعد العادات القيمة المصالحة الإجتماعية عبر المحاكم الشعبية و العادات والتقاليد ومن هنا أيضا يصبح المجتمع بعيدا عن الكذب والخيانة ويعتمد على الصدق والوفاء ، وكما أن المجتمع يفرح بعاداتهم التي كانت مندثرة ومختفية لأن هذه العادات القيمة تراعي حقوق الإنسان كل من الأطفال ،والنساء ،والشيوخ ومن هنا يعتمد الشعب على التعامل الصادق وبعيدا عن الكذب والشوائب و لايحصل الظلم والإعتداء على الآخرين ،وأن الحقوق لاتضيع في كل من الإدرات الحكومية العامة والخاصة وفي المجتمع والأفراد ومن هنا ينخفض الغش وأخذ مال الإنسان بالظلم ، لأن الحقوق تراعي في نظام العادات وتقاليد أرومو في شتى المجالات ..
العلم : وهل جعلت الميزانية وبناء الإدارة الخاصة لجلوس أباغدا في المواقع التي ينظرفيها حل المشاكل الإجتماعية من قبل الحكومة الفيدرالية والمحلية ؟
وأشار غيو إلى أن الحكومة لم تجعل الميزانية والإدارة ولكن قبل تعريف هذه العادات والتقاليد لم تفرض الميزانية بل يقدم الشعب الدعم اللازم ،وأ ن المواقع تحت الشجرة وأما بعد المصادقة لتعريف نظام العادات والتقاليد رسميا في الوقت الحاضر ، وأنا آمل في المستقبل من الطرف الحكومة الفيدرالية و الحكومة المحلية لجعل الميزانية في المستقبل القريب لأنهم يخدمون المجتمع بالمصالحة الوطنية في حل النزاعات وإحلال السلام والإستقرارفي أنحاء البلاد .
العلم :وهل يقدم لهم التدريبات في مجال حل المشاكل الإجتماعية عبر طريق المحاكم الشعبية ؟
وأشاد السيد غيو إلى أن التدريبات في المستقبل سوف تقدم لهم التدريبات اللازمة وليس نحن نوجههم في مجال حل الخصومات وهم بطريقهم الخاصة ، وأمانحن نشير لهم نظام قانون الحكومة في المحكمة القضائية وحتى هم يعرفوا ولايحصل الإصطدام في محكمة القضاة والعادات والتقاليد ،ونحن نتحاور معهم خلال التدريبات وكيف تكون هذه العادات شاملة بجميع أنحاء الإقليم وتصبح أيضا منتقلة إلى الأقاليم الأخرى وشاملة في أنحاء أثيوبيا في مجال الإستفادة منها ، لأنه يعزز الترابط والتماسك بين جميع الشعوب الأثيوبية في حل المشاكل الإجتماعية .