تحتفل الكنيسة الإثيوبية الأرثوذكسية بعيد الصليب يوم ١٧ و ١٨ و ١٩ مسكرم من كل عام و فى مساء اليوم السابق اى يوم ١٦ مسكرم حيث يقام احتفال عظيم فى ميدان الصليب ( مسكل ) وسط العاصمة الإثيوبية أديس أبابا تقدم فيه مجموعة من التسابيح و التراتيل و العروض الخاصة بالصليب من غالبية كنائس اديس ابابا و تحضر مجموعة كبيرة من الشخصيات الدبلوماسية و ممثلين السفارات و الدول و الاباء الأساقفة و على رأسهم قداسه ابونا متياس الاول بطريرك الكنيسة الإثيوبية الأرثوذكسية و عدد من الكهنة و الشمامسة و الرهبان و ملايين من الشعب و يتحول الميدان إلى قطعة من السماء على الأرض و يأخذ الاحتفال عدد من الساعات و هو تقليد شعب متميز خاص با اثيوبيا .
دور الإحتفال بعيد الصليب فى تنشيط السياحة
وفي مقابلة مع صحيفة العلم قال ابونا انجيلوس النقادى ممثل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في اثيوبيا ان الاحتفال المهيب بعيد الصليب يمثل نوعا من جذباً سياحياً عالمياً لعديد من الجنسيات المختلفة فى العالم، والتي تعبر عن سعادتها ودهشتها عن هذه الإحتفالية الفريدة العريقة، والتي تمثل مظهر من مظاهر التفرد للكنيسة الأثيوبية الأرثوذكسية.
ولذلك تم تسجيل هذا الإحتفال لدى منظمة اليونسكو (منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة والفنون) منذ عام 2013، كأحد التراث العالمي غير المادي، وبحسب موقع اليونسكو فإن تعريف التراث غير مادي يشمل التقاليد أو التعبيرات الحية الموروثة من أسلافنا والتي انتقلت الينا و إلى أحفادنا ، مثل التقاليد الشفوية وفنون الأداء والممارسات الاجتماعية والطقوس والأحداث الاحتفالية والمعرفة والممارسات المتعلقة بالطبيعة والكون أو المعرفة والمهارات اللازمة لإنتاج التقليد و الحرف.
و لا يقتصر الإحتفال بعيد الصليب مسكل فى” ميدان الصليب مسكل” فقط بل يشمل كافة مناطق اثيوبيا، حيث يتجمع المواطنون للإحتفال من خلال إيقاد “شعلة الصليب مسكل” الخاصة بهم و ترانيم الكنيسة . الإحتفال الروحي بميدان الصليب مسكل يعمل على إدخال روح التسامح والتراحم بين أبناء الوطن الواحد بمختلف الأعراق والتنوع الثقافي وكذلك يهدف إلى نبذ التعصب والكراهية، وهو دعوة متجددة الى إعادة النسيج الإجتماعي الوطنى فى اثيوبيا من خلال التجمع والوحدة .
ومثل هذه الإحتفالات يمكن ان تكون منارة للعالم فى الإحتذاء بها من أجل خلق عالم أفضل مليء بتقبل الأخر وإحترام الأخر والرأي الأخر.
و لهذا ادعو الجميع للمشاركة فى إحتفالات اثيوبيا “بعيد الصليب مسكل” القادم وإكتشاف التراث الإنساني والثقافة المتفردة فى الترانيم والمزامير وأداء القساوسة في صفوف تحكي إنقياد الإنسان لخالقه العظيم والدعوات لتثبيت السلام والتسامح والوحدة والأخوة.
وعيد الصليب المقدس من الأعياد السنوية المهمة التي تحتفل بها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية و الكنيسة الإثيوبية الأرثوذكسية فى نفس اليوم معا . لان الكنيستان يشتركان فى نفس التقويم و هما أبناء الشهيد العظيم مارمرقس الرسول كاروز الديار المصرية و بطريركها الاول.
تحدثنا مصادرنا القبطية و الكتب التاريخية عن يومين يتحفل بهم بعيدى الصليب العيد الاول فى يوم ١٠ من شهر برمهات القبطى الموافق ١٠ من الشهر مجابيت الاثيوبى و هو عيد اكتشاف الصليب المجيد ولأن هذا اليوم يقع دائما فى الصوم الكبير فيحتفل به يوم واحد دون كسر الصوم و تم ترحيل الاحتفال الكبير إلى يوم ١٧ توت الشهر القبطى الموافق ١٧ مسكرم الشهر الاثيوبى بعد اكتمال بناء كنيسة الصليب فوق القبر المقدس المعروفة بكنيسة القيامة اليوم فى اوروشاليم و تدشينها فى هذا اليوم. الاحتفال بعيد الصليب المقدس . يحتفل بعيد الصليب ثلاث ايام متوالية هما ايام ١٧ و ١٨ و ١٩ توت من الشهر القبطى الجارى الموافق ١٧ و ١٨ و ١٩ مسكرم الشهر الاثيوبى من كل عام و يكون الاحتفال بالالحان الفرايحى و له طقس خاص به فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية و كذالك الكنيسة الإثيوبية الأرثوذكسية .
ومن جانبه قال القس هبتا ماريام تسما ان الإحتفال بعيد مسقل هو واحد من اهم واكبر الأعياد الوطنية المسيحية الذي تحتفل به الكنائس الأرثوذكسية في جميع انحاء اثيوبيا بالأخص في قلب العاصمة اديس اببا في ميدان مسقل (الصليب) حيث يكون بشكل اكبر، ويصادف هذا العيد اكتشاف الصليب الحقيقي الذي صلب عليه السيد المسيح.
واضاف القس هبتاماريام ان “دمرا” يعتبر حدث مذهل وبهيج يوضح التراث الديني والثقافي لإثيوبيا و ان على الإثيوبيين أن يقدروا ويفخروا بتراثهم الرائع وإعطاء الاهتمام المناسب للحفاظ عليه جيدًا.
وشدد على ضرورة تكثيف الجهود من قبل الدولة للترويج لقطاع السياحة الإثيوبي إلى بقية العالم لمساعدة الآخرين على معرفة البلاد بشكل أفضل وهو أمر مهم في العديد من جوانب التنمية الوطنية.
وأضاف أن المهرجانات الكبيرة مثل عيد الصليب (مسقل) ستساعد الآخرين في التعرف على التراث الثقافي والتاريخي والديني للبلد.
وتابع: “إن هذه ثقافة غنية جدًا وأوصي الناس بالقدوم لرؤية إثيوبيا” .
وحافظت إثيوبيا على التقاليد الأفريقية لفترة طويلة جدًا و لم تضعفها الثقافة الأوروبية و هذا التقليد لا يزال أفريقيًا حقيقيًا كما كان دائمًا منذ مئات السنين لذا فإن زيارة إثيوبيا تعتبر فرصة للأفارقة للالتقاء واكتشاف التقاليد الافريقية الاصيلة.