الدبلوماسية الإثيوبية و سد النهضة

سمراي كحساي

شهدت إثيوبيا تغيييرات و إصلاحات كبيرة خلال السنوات الخمس الماضية بعد استلام رئيس الوزراء آبي أحمد السلطة في اثيوبيا وخاصة في مجال الدبلوماسية وقضية سد النهضة الاثيوبي.

وفي هذا الاطار كان لنا وقفة مع سعادة مستشار وزير المياه والطاقة ونائب البرلمان الإثيوبي ورئيس مجموعة الصداقة لدول غرب آسيا في البرلمان الإثيوبي السيد محمد العروسي حول رحلة الدبلوماسية الاثيوبية وسد النهضة خلال السنوات الخمس الماضية والحوار كالتالي:

 هناك إصلاحات كثيرة تم تنفيذها في اثيوبيا بعد استلام رئيس الوزراء آبي أحمد السلطة كيف ترى التحسن الجاري في البلاد؟


في الحقيقة من الصعب أصلا التقييم  اتذكر ذات مرة سئل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء الإماراتي وحاكم دبي سألوه عن توقعاته في نسبة نجاح آمالك وطموحاتك فقال تسعين في المئة وبعد سنة تقريبا سألوه نفس السؤال قال تسعين في المئة فسأله المذيع كيف لم تتغير طموحاتكم منذ تلك الفترة؟ قال لا زادت التحديات فارتفعت آمالنا وسقف آمالنا وطموحاتنا. وهذا هو ما يحصل اليوم فنحن متفائلون و على قدر كبير من الأمل. و نرى الكثير من الإنجازات في نفس الوقت، فإذا نقول أن هناك عجلة تنمية شهد بها القاصي والداني تتسارع وتيرتها في إثيوبيا رغم كثير من التحديات والعوائق، وكثير من العقبات التي تجاوزتها إثيوبيا بامتياز والتي تعمل على تجاوزها وهي واثقة أنها تتجاوزها بكل اقتدار بإذن الله تعالى.


من أحد التغييرات في الأعوام السابقة الديمقراطية كيف ترى السلام حاليا والديمقراطية بشكل عام؟


في الحقيقة حتى لو سألتني على الصعيد الشخصي أقول أنا حديث بعالم الديمقراطية فربما مفهومنا للديمقراطية يختلف كثيرا عن مفاهيم الآخرين، مفاهيم الدول،مفاهيم، الأفراد و الكيانات و كل من يحاول أن ينتسب إلى هذه المنظومة الديمقراطية يتحدثون عن الديمقراطية. طبعا هناك تصنيفات كثيرة ومسميات للدول وأشكال وألوان لهذه الأحزاب، وكذلك بحكم ما تحكمه بحكم القواعد التي يعني ترتكز عليها في حكمها أو في رؤيتها أو في أهدافها، فبالتالي نقول أن هناك أفقا ربما يراه الكثيرون أنه أفق ذات فسحة عالية هذا الأفق الذي نتحدث عنه في عالم الديمقراطية. طبعا لا يعني أن نتحدث عن الديمقراطية ونشيد ببعض جوانبها ونجاحاتها في إثيوبيا بان نقول أن الديمقراطية مكتملة الأركان في إثيوبيا، وأنها يعني لا غبار عليها بحيث أنه لا يمكن انتقادها. لا. بالطبع يجب أن ننتقد أيضا الديمقراطية في حال وجود أخطاء، وهذا ما علمتنا إياه قيادتنا، وبلادنا أيضا أن ننتقد هذه الأخطاء ولكن يجب وهذه قاعدة أساسية يجب لكل من ينتقد أن يرتكز عليها. ما هي هذه القاعدة أن ننتقد بهدف الإصلاح؟ أنا أعلم أن هذا الخطأ الذي أمامي أو ربما هذا المنهج الذي تسير عليه الدولة الذي يسير عليه المسؤولون الذي يسير عليه بعض الكيانات المعنية بالمجتمع المدني إذا رأينا أنها محل عرضة، ورأينا أنهم مجرد بشر يخطئون ويصيبون. يجب أن نعلم أن هذا النقد الذي نقدمه أو ننتقده لأجل هذا الخلل الذي نؤمن بأنه خلل، وليس بناء على عاطفة معينة أو بناء على هوى، بل يجب أن يكون مرتكزا علميا.

يجب أن يكون أيضا لديه أبعاد وآفاق كبيرة جدا، بحيث أننا نضع الاعتبارات لكل ما نود طرحه أو لكل ما أردنا مناقشته. نريد أن نعلم ما هي الاعتبارات المترتبة عليها، خاصة أننا في دولة تعدادها أكثر من مئة مليون نسمة تتعدد وتتنوع فيها الديانات والمعتقدات والأفكار، وكذلك القناعات و اللغات أكثر من ثمانين لغة في بلادنا، فبالتالي هذا الطيف الواسع وتلك الأطياف الواسعة من الأمم يجب أن تكون الديمقراطية لديهم بما يتوافقون عليه وبما يخدم مصالح بلادهم وليس بما يخدمهم على الصعيد الفئوي. نحن لا نتحدث عن فئات، إنما نتحدث عن مجتمع عريق عن دولة عريقة عن دولة عميقة عن دولة ذات أبعاد وذات مساحة كبرى ذات تأثير إقليمي وعالمي أيضا.

نحن لسنا بصدد سرد التاريخ  الإثيوبي أو العراقة الإثيوبية أو الحضارة الإثيوبية. لكننا في نفس الوقت نقول أن كل هذه الاعتبارات تحتم علينا أن ننظر إلى هذه الديمقراطية بما يجعلها عامة للجميع يستفيد منها الجميع. على الصعيد الشخصي أيضا، إذا تحدثنا عن آفاق الديمقراطية التي لمستها في بلادنا، أعتقد بأننا حتى وإن لم نستطع أن نذكيها بالكامل، فإننا نقول أنها بلغت مرحلة متقدمة لم تبلغه الكثير من الدول، وذلك في عهد فخامة رئيس الوزراء الدكتور آبي أحمد، وكذلك في ظل القيادة الحالية. نعم هناك الكثير من التحديات و المآخذ على الدولة، وهذا أمر بديهي في كافة الدول، وليس هذا هو المعتبر، وليس هذا هو الميزان.لكن الميزان كيف استطعنا أن نتعامل مع هذه التحديات؟ كيف استطعنا أن نوجد الحلول الجذرية لكل هذه التحديات التي تواجهنا؟ فنحن في ظل هذه التحديات ما الذي ينبغي علينا أن نكثف من تكاتفنا ووحدتنا على الحق وتشاور سرنا أيضا وتحقيق العدالة وتعزيز الديمقراطية في بلادنا. فبالتالي هذا هو المطلوب من بلادنا قيادة وشعبا خاصة في ظل المرحلة الراهنة. ونحن على تفاؤل كبير  نعم نقول أن هناك ربما المتغيرات التي فاجأت البعض أو التي لم يتقبلها البعض ولم يستسيغها بشكل عام إذا في ظل هذه القناعات حول هذه المتغيرات وبناء على الاعتبارات التي ذكرناها في بلادنا الواجب أن يتصدر اولو العزم أو الرأي والفكر ويتناقشون ويتحدثوا فيما بينهم دون أن يؤثروا على الرأي العام حتى يستطيعوا علاج أعماق الأزمات التي ربما تواجه الدولة. أنا على ثقة بإذن الله أن هناك الكثير من التحديات التي تتغلب عليها أثيوبيا كما تغلبت عليها سابقا، وهذا يعني من. من المبررات لهذا الاعتقاد هو ما تسير عليه الحكومة اليوم. نعم الحكومة أمامها تحديات واسعة داخلية خارجية كأي دولة، لكن اعتقد بأن الآفاق التي منحت لبلادنا اليوم بإمكاننا أن نستغلها في علاج هذه التحديات والوقوف جنبا إلى جنب مع قيادتنا على الحق في تعزيز العدالة وتعزيز مبدأ الشفافية والمساءلة، وكذلك تطبيق العدالة والقانون للكل ولكل أفراد الشعب الإثيوبي من المواطنين. أعتقد أن هذه من التحديات الكبيرة التي تواجه الديمقراطية في بلادنا.


كونك رئيس مجموعة الصداقة لدول غرب آسيا في البرلمان ما هي طبيعة عملك؟ ما هي المهام الأساسية التي تقوم بها في هذه المجموعة؟


طبعا أولا نشكر لمعالي رئيس البرلمان معالي تادس تشافو  على هذه الثقة الغالية التي منحنا إياها وكذلك الثقة التي منحونا إياها الشعب الإثيوبي في ترشيحهم لنا في البرلمان الإثيوبي. أنا فخور بهذه الثقة أيضا وفخور بثقة الشعب الإثيوبي وقيادته في أن وضعت في هذا المنصب. أعتقد بأن المهام التي ربما تنتظر البرلمان الإثيوبي مهام كثيرة أيضا، خاصة في ظل قضايا الانفتاح على الدول وفتح آفاق الدولة الإثيوبية في العالم، وبالتالي رأت القيادة العليا أن تقسم بالتعاون طبعا مع أصدقاء إثيوبيا والبرلمانات في الدول الصديقة مع إثيوبيا. في ظل هذا التعاون استطاعوا أن يقسموا أعضاء البرلمان البرلمان الإثيوبي إلى مجموعات حسب القارات في العالم، فطبعا طبيعة العمل تهدف إلى تعزيز هذه الصداقة البرلمانية بين الكيانين التشريعيين في البلدين، وتعزيز هذه الصداقة بينهما بناء على تبادل المعلومات و على تبادل الخبرات والكفاءات و على التطوير، وهذه اعتقد بأنها الرؤية التي تسير عليها القيادة العليا في ظل عهد فخامة رئيس الوزراء الدكتور آبي أحمد وتلك الجهود التي تبذلها حكومته لتعزيز التكنولوجيا وكذلك استخدام التكنولوجيا والتطور والازدهار في بلادنا بما يتناسب ويتلاءم مع الدولة العصرية المتقدمة المتحضرة بـعدالتها وكذلك تقنيتها وكذلك حضارتها وعراقتها.


كيف تقيم  العلاقات الحالية بين دول الخليج  كالسعودية و الكويت ودولة قطر؟ كيف ترى علاقات اثيوبيا مع هذه الدول؟


اعتقد بأن اثيوبيا من الدول الدبلوماسية عالميا  و أظنها الثالثة في الدبلوماسية عالميا اذا لم تخني الذاكرة. بمعنى ان اغلب سفارات دول العالم ابوابها موجودة في اديس ابابا عاصمة افريقيا ونحن نفتخر بهذا الأمر ونعتز بهذه الثقة من أشقائنا العرب الذين رأوا بأن اثيوبيا دولة آمنة دولة تستحق السلام. دولة يتعايش أهلها يتعايش أهلها مع الغير ويتقبلون الآخرين و هذا يدلل على انفتاح الدولة الاثيوبية. طبعا هناك ربما كانت الآفاق يشوبها أو تشوبها بعض الضبابية في المشهد السياسي الاثيوبي. آفاقها كانت منغلقة على نفسها خلال العقود الماضية خاصة مع الدول العربية. طبعا هناك مراحل ربما متقلبة في التاريخ نعلمها جميعا. ولا يتسع المقام لذكرها أو لحصرها. هذه المراحل تعددت وتنوعت حسب هذه المراحل أيضا يعني هناك مراحل شهدت انفتاحا حتى أن كثير من أشقائنا العرب. يعني اكتسب الهوية الإثيوبية وأصبح إثيوبيا اللهم إلا بالنسب. فنجد هذا التخالط ربما يعني كون نسيجا اجتماعيا قبل أن يكون على الصعيد الدبلوماسي والسياسي، أما على الصعيدين الآخرين وهما الدبلوماسي والسياسي. أعتقد بأن إثيوبيا دولة لديها ميزان سياسي. تتخذه بعض الدول الإفريقية نموذجا يحتذى به، خاصة في ظل تطوير هذه النماذج الإثيوبية.في دبلوماسيتها وكذلك في تعزيز آفاقها. وكذلك تعزيز مهاراتها ومهارات التواصل مع الآخرين. يعود هذا الأمر طبعا. إلى عدة أسباب وكذلك إلى عدة عوامل. من أهم هذه العوامل حاجة إثيوبيا لهذا الانفتاح وفتح هذه الآفاق أمام الدولة الإثيوبية. ثانيا الفرص التي ربما تكتظ بها الساحة الإثيوبية. والمجتمع الإثيوبي فرص في شتى الجوانب، الجوانب الاقتصادية الجوانب العمرانية و كل الفرص نجد بأن لديها مساحة شاسعة في إثيوبيا ينبغي اللعب عليها والعمل عليها فهناك يعني العديد من العوامل التي ربما نستطيع أن نقول أنها ترتكز على أهم المرتكزات السياسية التي تنتهجها الدول في تعاملها مع الآخرين. نحن نسعى إلى تعزيز هذه العلاقات. نقوم باكتساب الخبرات والمعرفة من الخبراء وكذلك من العلماء في بلادنا وأهل الرأي وأهل الاختصاص، وفي نفس الوقت نسخر ما استطعنا أن نتعلمه و  نكتسبها من ثقافة ومعرفة في خدمة. هذا المنصب وما وصلنا إليه. في خدمة الشعب. وكذلك تعزيز هذه الثقة بين المجتمع وبين القيادة بحيث. نسعى إلى إزاحة هذه الحواجز التي تعيق. بين حقوق الشعب وكذلك القيادة فلنا واجبات وعلينا واجبات أيضا.

ما هي التحديات التي تواجهها إثيوبيا في قضية سد النهضة حاليا ؟


طبعا أعتقد بأن هذه تحديات عميقة وربما كثيرة منها لا تتبين للرأي العام. تعمل القيادة بجدارة واقتدار على العمل حتى التغلب عليها. ونعمل كذلك أيضا على الدفاع عن بلادنا بكل ما أوتينا من قوة. وتكون هذه القوة بشكل أولي تتمثل في إيضاح الحق الإثيوبي لأننا لسنا في خصومة مع الأشقاء في مصر في قضية سد النهضة.

نحن نعلم مدى التقارب الإثيوبي السوداني في قضية سد النهضة منذ نشوب هذه الأزمة، بل قبل نشوب هذه الأزمة. يعني لا يمكننا أن نسرد أو نحصر العلاقات الإثيوبية السودانية لتميزها. رغم ذلك، لم نتحدث باسم السودان في يوم من الأيام ولم نتبنى القرارات السودانية لأننا نؤمن بأن الأشقاء في السودان لديهم حرية في قراراتهم وهم الأحرار فيما يقولون و يستطيعون التحدث عن أنفسهم، بينما حاول الأشقاء في مصر منذ نشوب الأزمة وعملوا على استمالة الجانب السوداني والذي لم ينجحوا فيه. لماذا؟ لأنه ما بني على باطل فهو باطل. نحن نعتز بهذه العلاقات مع الأشقاء في السودان وكذلك نعتز بعلاقاتنا القيمة الإيجابية بيننا وبين الأشقاء في مصر. نحن لا ننكر هذه العلاقات فلذلك أقول بصريح العبارة أنه لا توجد بيننا خصومة فهذه الأزمة تزيد وتيرتها بشكل موسمي. لماذا؟ لأنهم علموا بأن ملء وتشغيل سد النهضة إنما هو موسمي فعملوا على استغلال هذه المواسم في سد النهضة لأجل تصعيد الموقف أكثر فأكثر. لم يخدم هذا النهج موقفهم، ونحن دعونا هم إلى المفاوضات إيمانا منا بأن المفاوضات والحوار هو السبيل الأمثل والأوحد لحل كافة الخلافات. فبلا نقاش لن نحل الأزمة لنجلس في المفاوضات ونتمسك بالشروط. ما هي هذه الشروط؟ ليست شروطا عاطفية أو تعجيزية كما يفعل الإخوة في مصر.

هذه الشروط هي  حتى ننظم هذه المفاوضات حتى يستحيل أو يكون محال عليهم خرق هذه الاتفاقية كما يفعلون الآن بـ لجوءهم إلى بعض الدول. وكذلك يعني بعيدا عن اتفاقية إعلان المبادئ رغم أن هناك تقنين لهذا الأمر وتوافق على هذا الأمر، فبالتالي نقول أن هذا الموقف الذي تشاهدونه اليوم يتصاعد. هو موسمي ونحن أوضحنا الحقائق بأننا نقدر مخاوف الأشقاء في مصر، لكن لنفتح أو نتدبر في هذه المعلومات التي ترد إلينا الرسمية مثلا الرسمية اتهامات من قبل المسؤولين في الحكومة المصرية. يعني اتهامات وتهديدات مبطنة وبعضها شبه معلنة. وتسخير الأذرع الإعلامية و أنا أتحدث على الصعيد الرسمي على الصعيد الإعلامي، وعلى الصعيد المجتمعي هناك حملة. لتشويه الموقف الإثيوبي. طبعا نحن لا نساء إذا ما كان ذلك مبنيا على حقائق علمية، لكن بناء على عاطفة. الى الجانب المجتمعي. انظري ماذا يدور في وسائل التواصل الاجتماعي؟ يعني ربما ساق الله لنا الحسنات في هذا الشهر الفضيل يعني على هذه الشتائم التي يبادرون بها في شهر رمضان عفا الله عنا و عنهم. هؤلاء الآن ضللوا بهذه المعلومات التي يصدرها إليهم من يزعم بأنه يعني خبير في السدود بأنه خبير في المياه. ويصدرون هذه المعلومات حتى يتمكنوا من إغاظة هذا المواطن البسيط الذي يخشى على قوت يومه ويخشى على مصدر حياته المياه. وكأن إثيوبيا هي التي تقطع عنه المياه. فيحاولون اغاظته  حتى يشغلوه عن التحديات الحقيقية التي تواجهه. هذا هو الموقف باختصار إذا ما أردنا أن نوصف الموقف بشكل دقيق الأمر فيه مبالغة من قبل الإخوة في مصر، وهذه المرونة من قبل إثيوبيا واضحة للعلن. طبعا رغم هذه الهالة الإعلامية التي يمتلكونها، إلا أن العالم بدأ يشاهد ويتدبر في مدى المصداقية الإثيوبية على مدار أزمة سد النهضة. في كل هذه المراحل. إثيوبيا أثبتت حقيقة ما كانت تردده في كل مبرراتها في بناء واستكمال سد النهضة وإجراء التعديلات والمشاريع عليه. لديها هذه المبررات وهي التي تذكرها دائما في العلن، بينما لم تصدق واحدة من هذه الأباطيل التي صدروها وعلقوها بسد النهضة، مستغلين غياب الأفق الإعلامي الإثيوبي في العالم في تلك الفترات السابقة. وعندما فتح هذا الإعلام بدأت معلوماتهم ربما حتى استطعنا التأثير بفضل الله على هؤلاء المواطنين الذين ضللوا من ذي قبل. أنا لا أتحدث عن هؤلاء العاطفيين من جماعة تحيا مصر والذين يملؤون الأفق الإلكتروني بالشتائم. أنا لا أتحدث عن هؤلاء. نعم تحيا مصر و الحياة عند الله. يعني تحيا مصر وإثيوبيا والسودان وكل دول العالم. لكن هذه الشعارات الشعبوية التي يرفعون راياتها دائما ليست هي التي ننتظرها منهم.  نحن نود أن نشاهد مخاوف حقيقية منطقية نستطيع أن نناقشها مع قيادتنا حتى إذا ما كان هناك ضرر. نقول يا قومنا أوقفوا هذا الضرر عن إخوتنا في مصر، لكن أنتم تقومون بهذا السياق الذي تنتهجوه بتصدير هذه الرؤية التي لديكم التي لا نستطيع أن نستفيد منها ولا تستفيدون منها أنتم أيضا. فبالتالي أعتقد أن هناك يعني إنجازات الأعمال لا تتوقف في سد النهضة بإذن الله. سد النهضة مشروع قومي وطني إثيوبي يخص كل مواطن إثيوبي على وجه المعمورة. مستعدون لأجله أن نزلزل كل من يحاول أن يمس سد النهضة بسوء و الإثيوبيون أمنوا بسد النهضة وفائدته وجدواه ليس على حساب أحد كما يصوره إعلام حمالة الحطب الذي يحاول أن يستغل حتى هذه الأيام الفضيلة في نشر هذه المعلومات المضللة، فهذا النهج الضلالي الذي ينتهجوه يجب أن نقطع دابرهم  في هذا النهج الذي يحاولون تصديره للمجتمع، ونرحب بعلاقاتنا وكذلك حسن علاقاتنا مع الأشقاء في مصر، ونحن نقول لهم بأنكم أنتم يا أهلنا في مصر وفي السودان أنه لو أن هناك كما تزعمون رغبة من قبل القيادة أو رغبة من قبل العالم، كما يزعم بعضكم بأن نضر بمصر ونحبس عنها المياه  ونحن لا  نقبل أن تقوم تنميتنا وازدهارنا على حساب الآخرين خاصة على حساب دول الجوار تربطنا مع الأشقاء في مصر  علاقات وطيدة و تربطنا مع الأشقاء في السودان علاقات وطيدة، لكننا نرفض هذه الممارسات ممن يمارسونها وهذا لا يمثل مصر  ولا يمثل السودان ولا يمثل إثيوبيا. نعم هناك أيضا من إثيوبيا من يتجاوز ونحن نرفض هذا التجاوز ونقول له يجب أن نقوم هذا الاعوجاج بالاحترام للآخرين بسلامنا مع الآخرين ورغبتنا في الخير لنا ولغيرنا. فلذلك يجب أن نفهم بأن الأمر ليست خصومة كما يفهم البعض أو كما يريد أن يجسده ويرسخه البعض في أذهان العالم وفي أذهان الشعبين المصري والإثيوبي. هناك خلافات فنية نستطيع أن نحلها إذا ما أردنا حلها. فبالتالي يجب أن نعمل على حل هذه الخلافات بالتعاون بين القيادتين ونمنع هذه الممارسات السلبية ونتعاون في منعها حتى نستطيع أن نوجد هذه البيئة الآمنة التي نطمح إليها جميعا لنجد فيها حلولا لأزماتنا وخلافاتها.


أشكرك سعادة مستشار وزير المياه والطاقة ونائب البرلمان الإثيوبي ورئيس مجموعة الصداقة لدول غرب آسيا في البرلمان الإثيوبي السيد محمد محمد العروسي لهذا اللقاء.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *