قال الملحقون الدفاعيون من مختلف البلدان أثناء زيارتهم المركز الإثيوبي الدولي للتدريب على قوات حفظ السلام إن الرجال والنساء الإثيوبيين لعبوا دورًا مهمًا في تعزيز السلام في المناطق الساخنة في العالم منذ الأيام الأولى لعمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وحتى العمليات الأكثر نشاطًا اليوم.
قال الملحق الدفاعي الزامبي اللواء موسوندا نثينجا إن إثيوبيا تضحي بأرواح كثيرة من أجل ضمان السلام في إفريقيا والعالم. وتابع: “أود أن أقول إنها حققت أداءً بشكل جيد للغاية. بالنظر إلى الوقت من عام 1951 حتى الآن ، تم إنجاز الكثير. مشيراً إلى أن الكثير من الأرواح فقدت من أجل السلام في إفريقيا والعالم”.
هكذا هي اثيوبيا وهي أكبر مساهم بقوات في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ، وتعود مشاركتها في العمليات المأذون بها من الأمم المتحدة إلى عام 1951 ، كجزء من قوة الأمم المتحدة متعددة الجنسيات في الحرب الكورية، واليوم في دارفور في السودان وابيي وجنوب السودان وفي قوات حفظ السلام في الصومال تحت المظلة الافريقية .. السؤال الذي يطرح نفسه لماذا ؟!.
تعمل اثيوبيا من اجل تعزيز السلام مع الصومال وجيبوتي وكينيا من اجل منع تهديدات حركة الشباب وضرب الحركة في معاقلها الأصلية قبل أن تتوسع بشكل يهدد أمن إثيوبيا والمنطقة ككل ولاسيما في الإقليم الصومالي، شهد العام الماضي إعلان أجهزة الأمن الإثيوبية تفكيك العديد من شبكات الشباب في داخل البلاد، وفي نقلة نوعية قام التنظيم بهجمات داخل الإقليم الصومالي في إثيوبيا الصيف الماضي .
ويحظى إتفاق السلام الإثيوبي- الاثيوبي بين الحكومة وجبهة تحرير تجراي بدعم الإتحاد الإفريقي، الذي تعهد بتحقيق السلام في إثيوبيا، وتعزيز العمل الإنساني في إقليم تجراي ودعمه، الإقليم بما يحقق الاستقرار والسلام بكل المنطقة ان دل انما يدل علي موقف اثيبوبيا الثابت من جل تحقيق السلام .
أن اتفاق السلام الذي تم التوصل إليه في جنوب إفريقيا هو انتصار للسلام و يعزز الانتصار التاريخي للأثيوبيين الأبطال على الأرض.)، كان هذا اول تعليق صدر من رئيس الوزراء الدكتور ابي احمد غداة التوقيع على الاتفاق.، أعقبه بتصريح لاحق انه (لا يوجد سلام شرير ، او حرب جيدة) ،فمن السهل صناعة الإنتصار ، ولكن من الصعب المحافظة عليه ، خاصة وان الاتفاق جاء بعد (ولادة متعثرة جدا)، وفى ظل تحديات ومخاطر تحيط بالبلاد ، من كل جانب ، ولا زالت ، فإن لم يتم تداركها والقضاء عليها فقد تتسبب فى الإنهيار والعودة لنقطة الصفر والمربع الأول ورغم ذلك استطاعت اثيوبيا التخطي لكل العقبات وسارت في الطريق الصحيح الذي جعل السلام هو السلاح الوحيد من اجل ابناء البلاد .
ومما تجدر الإشارة هنا، عقد رئيس الوزراء أبي أحمد ورئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان في وقت سابق، اجتماعا على هامش القمة الاستثنائية لقادة مجموعة شرق ووسط أفريقيا للتنمية (إيغاد) بالعاصمة الكينية نيروبي على حل القضايا الخلافية بين بلديهما سلميا. كما ناقش القادة القضايا الثنائية والإقليمية واتفقا على العمل معا لحل الخلافات بين إثيوبيا والسودان سلميا.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن إثيوبيا والسودان تطالبان بقضايا حدودية منذ 60 و 70 عامًا، وهذا يمثل مصدرًا للمشاكل الحالية. حيث إن قضية الحدود مع السودان حدثت بسبب عدم ترسيم الحدود بين البلدين.
وردا على أسئلة من مجلس نواب الشعب صباح يوم الثلاثاء الماضي ، قال رئيس الوزراء إن هناك خلافات بين إثيوبيا والسودان على مدى الستين عاما الماضية. وأوضح أن النزاع الحدودي مع السودان هي مشكلة قديمة تتعلق بترسيم الحدود سببت نزاعات بين البلدين بين الفترة والاخرى، مشيرا الى ان البلدين تسعى لحل النزعات بطريقة سلمية من خلال انشاء لجنة وزارية مشتركة مشيرا أنه يمكن التوصل إلى حل مستدام بعد ترسيم الحدود.
وأضاف أنه لتحقيق السلام الدائم أقامت الدولتان علاقات تعزز الحوار وتخرج بقرارات تعود بالنفع على الجانبين.
وفيما يتعلق بالمزاعم بان جنوب السودان تحتل جزء من أراضي اثيوبيا، أكد رئيس الوزراء ان هذه المزاعم غير صحيحة، وان جنوب السودان لاتسعى لاحتلال اجزاء من اراضي أثيوبيا وغزو المناطق الحدودية ,وأشار إلى أن هناك بعض المشاكل فيما يتعلق بعبور بعض الرعاة بأكثر من 20 ألف رأس من الماشية دخلوا الى اراضي إثيوبيا بحثًا عن المراعي، بسبب الجفاف، مؤكدا أن الحكومة تتواصل مع حكومة جنوب السودان لحل القضية.
في حديث وزارة الخارجية الإثيوبية قالت عن عملية توطيد السلام الجارية في إثيوبيا ، إن حكومة إثيوبيا تتخذ تدابير نحو ترسيخ مكاسب السلام بما في ذلك شطب الجبهة الشعبية لتحرير تغراي من قائمة الإرهاب. وأضاف إن العديد من المستثمرين والسياح يتدفقون على إثيوبيا في أعقاب وقف الأعمال العدائية في شمال إثيوبيا والخطوات الرئيسية الأخرى للحكومة لضمان وجود سلام دائم في البلاد.
واعلن عن عقد منتدى أعمال إثيوبي أمريكي، خلال الشهر المقبل، بمشاركة عدد كبير من رجال الأعمال والمستثمرين بالبلدين فى مختلف المجالات.
واخيرا ان نجاح وإستدامة العملية السلمية بفضل السياسية الخارجية لتصفير المشاكل التي تتنتهجها اثيوبيا ساعد في الحفاظ على مكتسبات اتفاق السلام الإقليمي في المنطقة واتساع نطاقه ليشمل جميع الدول في منطقة القرن الافريقي .