الحوار الوطني وأثره في الاستقرار والتطور

محمد أمين حسين موسى، الأستاذ المحاضر في جامعة أديس أبابا

الحوار الوطني الشامل أسلوب من الأساليب المتحضرة لكشف الحقائق وفض النزاعات ودليل الرقي والتطور، فما مفهوم الحوار الوطني؟ وما أهميته وأهدافه، وما الظروف الداعية إلى ذلك، ثم ما كيفية إنجاحه، وما دور المثقفين والسياسيين في ذلك، وما فوائد تحقيق الحوار الوطني للوطن والمواطن؟

يقصد بالحوار الوطني الشامل إتحاد كافة أطياف ال شعب والتنسيق الكامل فيما بينها وبين فصائلها المختلفة؛ وذلك من أجل الوصول لحلول مرضية في القضايا والمشكلات العامة التي تهم المواطن وتواجه الوطن.

ومن أهم أهداف الحوار الوطني وأهميته  أنه من خلال الحوار الوطني المثمر :

يتم طرح القضايا والمشكلات التي تواجه المواطن العادى والجماعات وكافة فصائل الدولة و تبادل الآراء ووجهات النظر المختلفة بهدف الوصول لرأي موحد صحيح.

إن الاجتماعات والحوارات الوطنية أمر هام وضرورى لتحقيق أهداف الدولة المنشودة ودعم المواطن وحقوق المواطنة.

كما أنه سبيل لتحقيق المصالح العامة للفرد والمجتمع بأسره ، فهو يساهم في التصدي لكافة المشكلات التي تعرقل سبيل النهضة في الوطن والتي تؤرق المجتمعات والأفراد.

وبالإضافة إلى ذلك فإن الحوار الوطنى يعكس الصورة الجيدة التي تدل على الترابط  بين أفراد الوطن الواحد ومدى تعاونهم المشترك في كافة المجالات، ومن ثم بلوغ الأهداف الوطنية السامية وتحقيق مصالح العامة ، والاستفادة من ثمار التعاون المشترك بين المسئولين والمثقفين في الوطن .

علاوة  على ذلك فإن الحوار الوطنى بين فصائل المجتمع وأطيافه المتباينة يساهم على النهوض بالوطن وتحقيق أسباب ازدهاره وتقدمه للأمام.

وليس هذا فحسب، فإن الحوار الوطني يساهم في تحقيق التوافق الجماعي الوطني من خلال التعاون المشترك المثمر بين أطياف الشعب من أجل تحقيق المصالح العامة للوطن وللمواطن.

ومن أهم أهداف الحوار الوطنى هو تحقيق المصالح العليا للوطن بغض النظر عن المصالح الشخصية الفردية لعدد من الأفراد والأحزاب ، هنا يتحد الجميع لتحقيق مصلحة واحدة فقط وهى مصلحة الوطن والمواطنين كافة من جميع الأطياف.

أما أهم الأسباب والظروف التي تستدعي الحوار الوطني الشامل، فيمكن تلخيصها في النقاط التالية:

الشعور بالتهديدات الخارجية والداخلية  نتيجة الصراعات الداخلية من جهة والأطماع الخارجية في خيرات البلد من جهة أخرى.

الشعور بالتدهور الاقتصادي وتدهورالعلاقات الاجتماعية بين فئات المجتمع في البلاد ورغبة الحكومة والشعب في تحسين أوضاع البلاد اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا.

الرغبة في تحسين حياة المواطن، وتحسين صورة الدولة أمام المجمتع الداخلي والدول المجاورة، والحفاظ على سمعتها ومكانتها لدى لدى المجتمع الدولي.

الرغبة في تغيير المفاهيم الخاطئة السائدة في المجتمع حول بعضهم البعض من جهة وبينهم وبين الحكومة من جهة أخرى.

وأما فيما يتعلق بكيفية إنجاحه فيمكن ذلك من خلال:

التوعية الشاملة حول أهمية الحوار الوطني والمصالحة الوطنية بكل الوسائل والفرص المتاحة.

مشاركة كافة أطياف المجتمع والأحزاب السياسية في الحوار الوطني.

اختيار الشخصيات التي لديها قبول اجتماعي وسياسي، تثق بهم جميع أو أغلب فئات المجتمع.

الاحترام المتبادل بين الفئات المشاركة والاعتراف بالآخر ككيان وطني مهم، والتحلي بآداب الحوار من الاستماع الجيد للآخرين والرد على الرأي المخالف بطريقة أدبية.

تسخير وسائل الإعلام  لنشر الحقيقة والمعرفة والأخوة والتعاون والسلام بمختلف اللغات المحلية واللغات الأجنبية ، فإن دورها مهم في إنجاح مسعى الحوار الوطني.

احترام وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وتقديم مصلحة الوطن والمواطن على المصالح الشخصية والحزبية.

أما دور المثقفين ورجال الدين والسياسيين  في إنجاح الحوارالوطني فأضعاف أدوار الفئات الأخرى، ويمكن الإشارة  إلى  شيء من ذلك أيضا من خلال:

أن يؤمن بضرورة الحوار الوطني وإدراك التحديات المختلفة التي تعانيها البلاد.

الحث على الروح الوطني في خطابتهم السياسية والثقافية.

الابتعاد عن الخطابات الهدامة وتأجيج روح العنصرية والانتقام.

تقديم المصلحة الوطنية على المصلحة الفردية أو الشخصية.

توعية المجتمع بما يحقق روح التعاون والأخوة فيما بينهم.

فإذا قامت هذه الفئات بأدوارها خير قيام، وأجري الحوار الوطني الشامل على الوجه الأكمل، فيمكن أن تتحقق الكثير من النتائج ، ومن أهمها:

دعم استقرار الوطن ودعم نظام الحكم في الدولة .

تجنب الخلافات والاختلافات في الآراء بين أطياف الشعب.

العمل على تحقيق مصالح موحدة وهى مصلحة الوطن والمواطن .

الأمر الأهم هو الظهور بصورة لائقة متحضرة أمام الدول المجاورة  وتحسين علاقتنا بهم .

سبيل مضمون لتحقق الأمن والأمان بل والاستقرار في المجتمع.

وضع حد لكافة الخلافات والنزاعات الموجودة بين أطياف الشعب.

هذا وبه التوفيق،