المراة الاثيوبية في يومها العالمي!

اعداد :خديجة جمال  وأسماء سلطان وياسمين أحمد وحفصة جمال

**المرأة الإثيوبية تاريخ حافل بالإنجازات وحضور طاغي ومميز في ريادة كل المجالات

ظلت إثيوبيا تشهد تطورا كبيرا ونهضة لافته في مختلف المجالات عبر الحقب الماضية ولا زالت تتطلع الى مزيد من النهضة والتطور الذي شكلته فئات المجتمع الإثيوبي عبر مؤسساته الحكومية ومنظمات المجتمع المدني ، ومن بين تلك الشرائح الفاعلة والمؤثرة تمثل المرأة الإثيوبية الحلقة الأقوى والأكثر حضورا وفعالية كعنصر أساسي في هذه النهضة الإثيوبية على مر العصور .

ولعل مشاركة المرأة الإثيوبية ودورها الطليعي في نهضة البلاد ، أمر طبيعي وملموس لا يحتاج إلى جهد لإبرازه ، لكننا بصدد تسليط الضوء على دور المرأة الإثيوبية في نهضة بلادها كمساهمة تقدمها الأكاديمية الاثيوبية للثقافة والتنمية، للمرأة الإثيوبية في يوم عيدها بمناسبة يوم المرأة العالمي؛ الذي يوافق 8 مارس/ آذار من كل عام ، تقديرا لانجازاتها في مختلف المجالات.

تميز المرأة الإثيوبية

وفي هذا الصدد تؤكد الأكاديمية الاثيوبية للثقافة والتنمية ، أن المرأة الإثيوبية تميزت في مختلف المجالات، اجتماعية واقتصادية وحتى سياسية، وأيضاً على الصعيد الرياضي ، وخلال مسيرة الطويلة والمستمرة تميزت المرأة الإثيوبية كثيراً وأمست مؤثرة بشكل كبير.

وتشكل المرأة عنصرا أساسيا في الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية في البلاد، وهو ما يدفع إلى ضرورة تمثيلها في المناصب التنفيذية والتشريعية ، وبحسب آخر إحصاء أجرى في 2007، بلغت نسبة النساء 51 بالمائة من تعداد السكان، مقابل 49 بالمائة للذكور.

وخلال الفترة الماضية استطاعت إثيوبيا أن تخطو خطوات ثابتة في مجال تحقيق المساواة وتمكين المرأة ، وتحرص على التعاون على المستويات الدولية والإقليمية من خلال المشاركة في جميع المبادرات ذات الصلة بتمكين المرأة والارتقاء بأوضاعها ، وتؤكد الحكومة الإثيوبية دوما أهمية تعزيز مشاركة المرأة ومساهمتها الفعالة في كل المجالات ، وتبذل قصارى جهدها للمساعدة في تنفيذ أجندة المرأة ، خاصة أن تمكين المرأة وحماية وتعزيز حقوقها هي عناصر تمثل ركائز أساسية لضمان نهضة المجتمعات الإنسانية، ولتحقيق التنمية المستدامة ولا يمكن أن يتم تعزيز وحماية حقوق الإنسان بشكل كامل دون حماية حقوق المرأة وتمكينها بما يتفق مع ما جاء في العهود والمواثيق الدولية ذات الصلة.

تطور المجتمع من تطور المرأة

وإثيوبيا تؤمن بإن تطور ورقي أي مجتمع يقاس بدرجة تطوره الثقافي والأخلاقي والمعرفي، ويرتبط ارتباطًا وثيقًا، بتطور ثقافة ووعي المرأة، ومساهمتها الفاعلة في بناء المجتمع وتنميته.

وإستمرت مسيرة كفاح المرأة الإثيوبية ، لتحصل على حق الانتخاب، وممارسة الحقوق السياسية كاملة، وقبل ذلك، الحق في التعليم، وشغل أي من المناصب والوظائف العامة، وصولًا لهذا اليوم، الذي نرى فيه المرأة في جميع ميادين العمل الوطني، نساء عاملات بشرف وقوة وكفاءة ومساهمات بفاعلية في بناء إثيوبيا، الأم العظيمة التي أنجبت نساءً ورجالًا أوفياء وكرامًا.

والمرأة الإثيوبية، أثبتت جيلًا بعد جيل، وعلى مدار التاريخ الإثيوبي الطويل، أنها طرف أساسي في معادلة الوطن، وشريك مكتمل في جميع معاركه وحروبه وتحدياته ، ولم يعد دور المرأة الإثيوبية، مقصورا على الأعمال الهامشية والوظائف الإدارية التي سجلت فيها حضورا طاغيا بعد اقتحامها مهنا ووظائف كانت مقصورة على الرجال، وإنما تعدته إلى تقلدها أرفع المناصب التنفيذية والتشريعية في بلادها.

المرأة الإثيوبية الأقوى في أفريقيا  

وتعتبر المرأة الإثيوبية من أقوى النساء في أفريقيا ولها دور كبيراً في الحياة اليومية وتشارك بحب وحيوية وفعالية في قطاعات المجتمع المختلفة ، ما جعلها لاعبا أساسيا في تنمية ونهضة البلاد والدعامة الأساسية للمجتمع وقدمت العديد  من التضحيات لرفعة شأن بلادها جنباً الى جنب مع الرجل حتى في مناطق القتال تجد المرأة الإثيوبية حاضرة تقاتل من أجل رفعة وطنها والزود عنه وحمايته وهو دور المرأة الإثيوبية منذ العصور السابقة وحتى الآن تحقق إنجازات كبيرة يوم بعد يوم في إثبات جدارتها على كل الأصعدة .

وكانت المرأة الأثيوبية في الماضي حاكمة قديما كالملكة زوديتو  أول إمرأة  تتقلد منصبا في الإمبراطورية الإثيوبية وهي بنت الإمبراطور منليك الثاني ، وكانت الإمبراطورة زوديتو تعمل على الحفاظ على الديانات والثقافات ، كما شاركت المرأة الإثيوبية في معركة عدوة التي إحتفلنا به قبل يومين ، وتمثل دور المرأة في تلك المعركة معركة النصر الإثيوبي ” عدوة ” في تصدر المشهد للإمبراطورة طايتو التي كانت تقود الجيوش أمام الغزاة حيث أبلت بلاء حسن حنكة وإقتدارا .

إصلاحات آبي أحمد فتح الطريق أمام  المرأة

وفي إثيوبيا اليوم، يلحظ الزائر بوضوح الحضور الذي تشكله المرأة في كل المهن والوظائف، على عكس قريناتها في العديد من الدول الإفريقية ، ورغم أن بزوغ نجم المرأة الإثيوبية، واحتلالها موقعا مميزا في المجتمع، لم يكن وليد اللحظة، بل نتاج جهد وكفاح امتدا لسنوات، إلا أن وصول رئيس الوزراء الحالي آبي أحمد، إلى السلطة، قبل أربعة سنوات ، منح المرأة قفزة هامة.

فمنذ تسلمه مهام منصبه مطلع العام 2018 ، درج آبي أحمد، على إعطاء المرأة الفرص الأكبر في الحكم، لتصبح رئيسة للبلاد، وتشغل نصف الحقائب الوزارية في أول حكومة له ، بما فيها حقيبة الدفاع، فضلا عن توليها رئاسة البرلمان.

وكانت تلك التحولات التي أحدثها آبي أحمد في حياة المرأة الإثيوبية ، جاءت ضمن سلسلة من الإصلاحات غيرت الوضع السياسي في دولة متنوعة الأعراق واللغات والثقافات، إذ تحتضن إثيوبيا أكثر من 83 قومية، كانت وقتها موزعة على 9 أقاليم سياسية، لتصبح لاحقا 11 إقليما عقب ميلاد إقليمي السيداما وجنوب غرب إثيوبيا ، ونجح آبي أحمد ، في الاستفادة من هذا التنوع، وتوظيفه ليكون مصدرا للثراء وليس للصراع، ما جعل بلاده تتقدم تحت قيادته بثقة وقوة لبناء دولة المؤسسات والقانون ، جعل فيها المرأة الإثيوبية عنصرا رئيسيا وفاعلا .

لتكون أولى إصلاحته إعطاء المرأة الإثيوبية دورها الطبيعي حتى انتخاب مجلس نواب الشعب السيدة “مفريات كامل” رئيسة له، باعتبارها أول امرأة تتولى المنصب في البلاد، قبل أن تتقلد وزارة السلام التي كانت تشرف وقتها على الاستخبارات وجهاز الأمن، بما في ذلك لجنة الشرطة الاتحادية .

وفي ثاني تشكيل وزاري لـ “آبي أحمد”، نالت المرأة نصف التشكيلة الحكومية بـ 10 حقائب من أصل 20، بينها الدفاع التي تولتها عائشة محمد موسى ، وبعد أقل من أسبوعين على إعلان التشكيل الوزاري، انتخب البرلمان السفيرة “سهلي ورق زودي” رئيسة لإثيوبيا لأول مرة .

وقال آبي أحمد  في خطاب إعلان الحكومة أمام البرلمان إن المرأة ستساعد في محاربة الفساد لأنها أكثر كفاءة، وأقل فسادا من الرجل مضيفا أن وزيراتنا سيحطمن المقولة القديمة بأن النساء لا يصلحن للقيادة

ولاقت الخطوة ترحيبا محليا ودوليا، ووُصِفت بـالأمر المهم، في تعزيز ثقة المرأة، وتحقيق عملية المساواة بين الجنسين, ومن يومها ظلت المرأة الإثيوبية تظهر بصورة عادية وطبيعية في العديد من المناصب ، وتتصدر المشهد الإثيوبي في مختلف المجالات خاصة القيادية ووصلت خلاله المرأة إلى مناصب تنفيذية وتشريعية رفيعة، حتى تولت السفيرة ساميا زكريا، رئاسة المجلس الوطني للانتخابات (الجهة المشرفة على إجراء الانتخابات في إثيوبيا)، لأول مرة في تاريخ البلاد، ثم خلفتها أيضا برتكان مدكسا القانونية البارعة والمميزة التي لاتزال على منصبها ونالت شرف الإشراف على الإنتخابات الإثيوبية الأخيرة .

ولم يأت هذا الصعود النسوي من فراغ، إذ أن نسبة المرأة ظلت ثابتة بنسبة 30 بالمائة في البرلمان بغرفتيه الأولى مجلس النواب (547 نائبا)، والثانية المجلس الفيدرالي (108 نواب).

المرأة الإثيوبية والرياضة

وبعيدا عن السياسة خطت المرأة الإثيوبية اسمها بحروف من ذهب في عالم الرياضة، وتميزت في العديد من الألعاب الرياضية وألعاب القوى وخاصة الركض ، ومن بين الأسماء التي لمعت في هذا المجال خلال السنوات الماضية، طرونش ديبابا عداءة المسافات ، والتي توجت بالميدالية البرونزية في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، وحصلت على المركز الثاني في ماراثون شيكاغو إلى جانب فوزها بالمركزين الثاني والثالث في ماراثون بوسطن بالولايات المتحدة عامي 2014 و2015، وسباق المرأة في العاصمة الصينية بكين 2015. والعداؤة درارتو تولو و العداءة ليتيسنبت جدي ولا يمكن الحديث عن مسابقات العدو، دون الإشارة لـ  ليزا دييزا  وهي عداءة للمسافات الطويلة، وحصلت على أول ميدالية دولية في بطولة ألعاب القوى الإفريقية للناشئين عام 2009 في جزر موريس، كما حصلت على الميدالية الذهبية لمسافة 10 آلاف متر، فضلا عن فوزها في ماراثون بوسطن عامي 2013 و2015، وماراثون دبي 2011.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *