مبادرة إثيوبيا في البصمة الخضراء مثالية للدول الأفريقية

عمر حاجي

كانت إتفاقية الأمم المتحدة الإطارية في شأن تغير المناخ عام 1992 أوردت أن التغير في مناخ الأرض وآثاره الضارة يمثلان شاغلاً مشتركاً للبشرية مع تزايد تركيزات الغازات الدفيئة بدرجة كبيرة في الغلاف الجوي جراء أنشطة بشرية، وما تؤدي إليه هذه الزيادات من استفحال ظاهرة الدفيئة الطبيعية وما يسفر عن ذلك بصفة عامة من ارتفاع درجات الحرارة على سطح الأرض والغلاف الجوي، مما يؤثر سلباً في الأنظمة الإيكولوجية (للنظم السليمة للصحة، والغنية في التنوع البيولوجي) وعلى الطبيعية والبشرية”.

 ونباءعلى هذا، بدأه رئيس الوزراء أبي أحمد رسميًا في 26 مايو 2019 ، هو مشروع وطني لزراعة 4 مليارات شتلة، وذلك بهدف الحد من التغير المناخي والإحتباس الحراري الذي يشغل العالم في كيفية مكافحته. حيث أطلقت إثيوبيا مشروع “البصمة الخضراء” لغرس 20 مليار شتلة حتى عام 2024، بهدف استعادة الغطاء النباتي في مناطق البلاد المتأثرة بتغير المناخ، وضمن جهود أديس أبابا لمواجهة التحديات البيئية والأخطار الناجمة عن الاحتباس الحراري العالمي، ومكافحة الجفاف الذي تعانيه مناطق واسعة في شرق القارة الأفريقية.

وتستهدف غرس 20 مليار شتلة بحلول عام 2024 لاستعادة الغطاء النباتي في عديد من مناطق البلاد المتأثرة بسلبيات المناخ. وهدف المشروع لمواجهة التغيرات البيئية والتكيف مع الظروف المناخية ومكافحة الجفاف الذي تعانيه كثير من الأقاليم الإثيوبية. لكن هل نجحت إثيوبيا في استجابتها لواقع الظروف المحلية والنداءات الدولية في شأن المناخ في مشروع “البصمة الخضراء”، وما المردود المستقبلي للمشروع؟

كما دعا أبي أحمد في أغسطس (آب) 2020، بعد النجاح الذي حققته الحملة في كلمة له بمدينة بحر دار حاضرة إقليم أمهرة المواطنين إلى الوفاء بمسؤولياتهم في الحفاظ والرعاية على ما تم تحقيقه من غرس الشتلات. وكان قد لعب رئيس الوزراء أبي أحمد وجميع أعضا القوى السياسية في جميع أنحاء البلاد مع الشعوب الإثيوبية بجميع فيئاته المختلفة في هذا المشروع الضخم متماسكين يدًا بيد في تحقيق دور أثيوبيا في مكافحة التغير المناخي، كما أحرزت الرقم القياسي في غرس أكثر 350 مليون شتلة خلال يوم واحد مما جعلها الأولى في العالم. كما أن مبادرة إثيوبيا لغرس شتل الأشجار استراتيجية مثالية للدول الأفريقية والعالم أجمع. لأنها تربط بين طموح جدول الأعمال للأمم المتحدة الذي يهدف للتنمية المستدامة لعام 2030 وجدول أعمال الاتحاد الأفريقي  لعام 2063. وكانت تتوقع حكومة إثيوبيا أن تغطي 22 مليون هكتار من الأراضي الخالية بالأشجار بحلول عام 2030، ويتم ذلك من خلال تشجيع غرس شتل الأشجار مما يخلق مساهمة كبيرة في الزراعة وتنمية الغابات والحفاظ على البيئة.

 وفي السياق، قال مفوض الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد إن حملة البصمة الخضراء هي مبادرة نموذجية يمكن أن تتبعها دول أفريقية أخرى.

في مقابلة مع وكالة الأنباء الإثيوبية قال المفوض إن غرس الشتلات مهمة، خاصة بالنسبة لأفريقيا، مشيراً إلى أن أنشطة تنمية الغابات مثل حملة البصمة الخضراء الإثيوبية ضرورية للتخفيف من مشكلة القارة الأفريقية من حالات الجفاف المتكرر بسبب تغير المناخ.

 وأشار المفوض في هذا الصدد إلى أن إثيوبيا تعمل على تعزيز خطوة نموذجية في مجال التنمية الخضراء، حيث غرس الشتلات تعيد الحياة، مضيفاً أن إفريقيا تتأثر بتغير المناخ والجفاف والتصحر وإزالة الغابات، وهذا النوع من المبادرات (البصمة الخضراء) مهم للقارة الافريقية عامة.

ومن جهة اخري قال السيد مشيل سعد، رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في إثيوبيا: أن مبادرة البصمة الخضراء في إثيوبيا لها دور في مكافحة التغير المناخي في افريقيا وتحظى بتقدير كبير، حيث إن مبادرة البصمة الخضراء الإثيوبية خطة ممتازة وتحظى بتقدير كبير. كما أن غرس الأشجار سيساعد في تقليل الصدمات المناخية في إثيوبيا، نظرًا لأن البلاد تقع في القرن الأفريقي، فهي تتعرض دائمًا للتغير المناخي، مشيرا إلى أن هذه المبادرة فائدتها ليست لإثيوبيا فحسب، بل أيضًا للدول الأخرى، وأنه من الضروري التعاون في هذه المبادرة المشجعة.

حملات منظمة لدول الجوار

وقدمت إثيوبيا 316 مليون شتلة إلى جارتها السودان. ضمن مشروعها البصمة الخضراء الذي يستهدف زيادة الغطاء النباتي في إثيوبيا ومنطقة القرن الأفريقي.

وخططت الحكومة  لتقديم نحو مليار شتلة من الاشجار لدول الجوار الإثيوبي وبالفعل قامت بتنفيذ هذا المخطط علي سبيل المثال منها 316 مليون للسودان عبر نهر “أباي” النيل. كما قدمت إثيوبيا أيضا 386 مليون شتلة لكينيا، والصومال 129 مليون شتلة، وإريتريا 29 مليون شتلة وجنوب السودان 91 مليون شتلة عبر نهر “بارو السوباط”، وجيوبتي 9 مليون شتلة.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *