دور الثقافة في تعزيز القطاع السياحي في اثيوبيا

سمراي كحساي

تاسست الأكاديمية الإثيوبية للثقافة والتنمية في الـ 18 من ديسمبر 2022 بالسويد.وتم اختيار ان يكون ميلاد الأكاديمية الإثيوبية للثقافة والتنمية بتاريخ 18 ديسمبر الذي يوافق اليوم العالمي للغة العربية.

وتعمل الاكاديمية على نشر ثقافة السلام والتعايش السلمي بين الإثيوبيين في إطار تعزيز الوحدة الوطنية الإثيوبي على أساس إحترام التنوع الثقافي والإثني والديني واللغوي و العمل على زيادة المعرفة والوعي بمفاهيم وقيم المصالحة الوطنية لترسيخ السلام والتعايش السلمي بين الإثيوبين على أساس المصالح المشتركة والازدهار المشترك.

كما تركز الاكاديمية على أهمية الإستثمار في الثقافة الإثيوبية المتنوعة كمصدر من مصادر التنمية على سبيل المثال بلورة السياحة الدينية في اثيوبيا سواء كانت المعالم الإسلامية أو المسيحية التاريخية والمعاصرة من خلال تعريف السياحة الثقافية التي تساهم في تنويع مصادر التنمية الإقتصادية لإثيوبيا.

وفي هذه المناسبة اجرت صحيفة العلم لقاء مع حسين أحمد بعقاي مدير الأكاديمية الأثيوبية للثقافة والتنمية واللقاء كالتالي:

كيف يمكن أن تلعب الثقافة في تعزيز أو الترويج للسياحة في أثيوبيا؟

بداية ينبغي أن نعرف مفهوم الثقافة قبل الحديث عن دور الثقافة في تعزيز السياحة في أثيوبيا. نحن رؤيتنا في الأكاديمية الإثيوبية للثقافة والتنمية أن الثقافة مصدر من مصادر التنمية ولهذ نريد أن نكون إحدى المنظمات الرائدة في أثيوبيا وافريقيا في تعزيز الثقافة من أجل التنمية المستدامة. وانطلاقا من هذا الفهم والرؤية للثقافة وعلاقتها بالتنمية فإنها تقوم بدور كبير في تسويق السياحة في أثيوبيا وخاصة السياحة الثقافية والسياحة الدينية والسياحة للطبيعة الخلابة لأن أثيوبيا تعتبر من الدول التي تتسم بالثراء في تنوع التراث الثقافي والديني والإثني واللغوي فهذه السمات الثقافية المتنوعة تجذب السياح في العالم إلى زيارة أثيوبيا والتعرف من قرب على الجغرافيا البشرية والجغرافيا الطبيعية.

كيف يمكن أن تلعب جمعيتكم في تعزيز قطاع السياحة من خلال استخدام عوامل الجذب الثقافي في أثيوبيا؟

بما أننا في الأكاديمية الاثيوبية للثقافة والتنمية نهتم بالثقافة وربطها بالتنمية المستدامة ولهذا رفعنا شعارا هو: الثقافة من أجل التنمية المستدامة حتى نساهم في تسويق أثيوبيا سياحيا خاصة في أوساط الشعوب العربية لأننا أثيوبيين ناطقين باللغة العربية ومعظمنا من المواليد في الدول العربية وخاصة دول الخليج فبالتالي لدينا ثنائية الهوية الإثيوبية والعربية التي تجعلنا جسورا ثقافية بين الشعب الإثيوبي والشعوب العربية لتعزيز التواصل الثقافي والمصالح المشتركة ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا. ومن ضمن المشاريع التي سنقوم بها في المرحلة القادمة  إنتاج بعض الأفلام القصيرة باللغة العربية عن السياحة الثقافية نستهدف بها السياح العرب وكذلك ترجمة بعض الكتب عن أثيوبيا من اللغات الاثيوبية المحلية إلى اللغة العربية حتى نساهم في التعريف بأثيوبيا وشعبها في العالم العربي. على سبيل كتاب (Fiker ske mekaber الحب حتى المقابر /الموت).

ولكي نساهم في تعزيز دور السياحة الثقافية في أثيوبيا فلدينا مشروعين ثقافين نسعى إلى ايجاد التمويل من الدولة الأثيوبية ومن بعض الدول العربية حتى نستطيع تنفيذ المشروعين .

الأول يتمثل في ” معرض الكتاب العربي الأول في أديس أبابا ” وأما المشروع الثاني  يتمثل في تنظيم “مهرجان أديس أبابا الثقافي الدولي” وفكرة هذا المشروع اقتبسناه من دولة أفريقية عربية وهو “مهرجان موسم أصلية الثقافي الدولي” والذي يقام في المملكة المغربية الشقيقة و مهرجان موسم أصيلة الثقافي الدولي يقام بمدينة أصيلة المغربية منذ سنة 1978م وهو من أهم أشكال الجذب السياحي للمدينة، ويعم جميع المجالات كالأدب والموسيقى وفنون الرسم والنحت. وتتحول المدينة خلال هذا المهرجان الذي يستمر على مدى أسبوعين انطلاقا من السابع من شهر أغسطس وحتى الثاني والعشرين من نفس الشهر، إلى معرض فني مفتوح يستقطب الزوار والمبدعين والأدباء من شتى أنحاء العالم، كما تستضيف خلال كل موسم دولة كضيف شرف وتشارك هذه الدولة بمبدعيها وفنانيها في كل المجالات التي يعرفها المهرجان. نحن نعتقد مثل هذا المهرجان الثقافي الدولي في أديس أبابا سوف يساهم في تسويق أثيوبيا ثقافيا وسياحيا في العالم.

ماهي الفرص والتحديات التي يواجهها قطاع السياحة في اثيوبيا؟

هناك فرص كبيرة جدا لتطوير السياحة في أثيوبيا وخاصة في ظل الإصلاحات التي قامت بها الحكومة الأثيوبية بعد انتخاب الدكتور آبي أحمد وحصوله على جائزة نوبل للسلام لمبادرتها للمصالحة الوطنية والمصالحة مع إريتريا. فإن أهم الفرص التي ساهمت في تعزيز السياحة في أثيوبيا تكمن في توفر وجاهزية البينة التحتية المتمثلة في الفنادق والطرق والخطوط الجوية الأثيوبية داخليا واقليميا وعالميا وكذلك سماح البنوك الأجنبية ودخولها الى أثيوبيا يساهم في تشجيع المستثمرين الأثيوبيين والأجانب في الإستثمار في القطاع السياحي في أثيوبيا.

أما بالنسبة للتحديات التي تواجه السياحة في أثيوبيا بتقديري تتمثل في تدريب الكوادر البشرية التي تعمل في مجال السياحة فلابد من التركيز في تأهيل وتطوير الكفاءات والقدرات لدى العاملين في القطاع السياحي الحكومي والخاص ولهذا  نناشد وزارتي السياحة والثقافة بالتعاون والتكامل من خلال الا

أهتمام بتحسين ورفع مستوى الأداء والجودة في القطاع السياحي حتى يتم كسب قلوب السياح وإرضاهم بجودة الخدمات التي تقدم لهم لأن سياح أثيوبيا هم بمثابة سفراء أثيوبيا في السياحة في بلدانهم.

ومن التحديات أيضا عدم ووجود وتوفر دليل ومرشد سياحي عن أثيوبيا باللغة العربية للسياح العرب فحين أن هناك دليل ومرشد سياحي باللغة الانجليزية واللغات اللاتينية. ولهذا نناشد وزارة السياحة بأن تصدر دليل ومرشد سياحي باللغة العربية حتى تسهم في تعزيز السياحة للسياح العرب وخاصة لدينا من الأثيوبيين الذين ينطقون اللغة العربية وفهم الثقافة العربية ولديهم الكفاءات في ترجمة وتأليف دليلا ومرشدا سياحيا باللغة العربية يكون لهم هاديا ومعينا للمعالم الثقافية والتاريخية والدينية والأجتماعية في أثيوبيا.

كيف يمكن أن تلعب إتفاقية السلام بين الحكومة وجبهة تحرير تجراي في تعزيز السياحة؟

إتفاقية السلام الأثيوبية تسهم في تعزيز السياحة في أثيوبيا لأن السلام شرط من شروط الأستقرار الأمن لتعزيز التنمية وجذب الإستثمارات والسياح لأثيوبيا. فبسبب الحرب في الجزء الشمالي في أثيوبيا خلال السنتين الماضيتين توقفت السياحة في إقاليم عفار وتجراي وامهرا.

 أما الأن بعد إتفاقية السلام الأثيوبية فإن فرص تعزيز السياحة كبيرة جدا وخاصة السياحة الدينية للمعالم والحضارة المسحية والإسلامية المتمثلة في تراث النجاشي وتاريخ الهجرة الاولى في الإسلام التي مدونة في سيرة الرسول صل الله عليه وسلم ويعرفها المسلمين في العالم الإسلامي الذين يقدر عددهم بأكثر من مليار وثمانمائة مسلم فهذ يتعبر تسويق نبوي للتاريخ الإسلامي في أثيوبيا وكذلك المعالم المسحية المتمثلة في مسلات اكسوم وكنيسة لاليبلا وغيرهما التي تجذب السياح من العالم المسيحي لأثيوبيا. ومن الأماكن السياحية الجذابة بحيرة تانا منبع النيل الازرق في مدينة  بحر دار وسد النهضة كأكبر سد في أفريقيا لتوليد الطاقة الكهربائية وأسوار مدينة هرر العريقة وقصر الملك أباجيفار وفي عفار منشأ أول ظهور البشرية “لوسي” وفي غوندر حصون فاسيل وأيضا المنتجعات السبعة في مدينة بيشوفتو دبرزايت والينابيع والشلالات في صوديري والمنتزهات الجديدة في أديس أبابا والمتاحف العلمية والمكتبات وغيرها مما تجعل السائح يتمتع بجمال أثيوبيا الساحرة.

هل لديك أي  مقترحات من أجل تعزيز القطاع السياحي في اثيوبيا؟

بما أني معلم اللغة العربية ومهتم جدا بدور الإعلام في تسويق السياحة ولهذا إنني أدرس حاليا رسالة الماجستير في جامعة مينسوتا الأميركية  فرع أثيوبيا في أديس فبتقديري أن المسؤولين في الحكومة الأثيوبية وخاصة وزارة الإعلام والسياحة لابد أن يتعاونوا في توظيف الإعلام من اجل تسويق السياحة في أثيوبيا من خلال إنتاج أفلام قصيرة عن المعالم السياحية لكل الأقاليم في أثيوبيا باللغة العربية والإنجليزية مثل أفلام وثائقية لقناة الجزيرة  ” أثيوبيا على الاقدام” الذي نجح في تسويق أثيوبيا في العالم العربي بطريقة إعلامية احترافية عالية غيرت الصورة النمطية لأثيوبيا والأثيوبيين.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

One Comment to “دور الثقافة في تعزيز القطاع السياحي في اثيوبيا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *