عمر حاجي
إن استئناف الخدمات والرحلات إلى شمال البلاد هي فرصة عظيمة لتدفق السياحة في شمال إثيوبيا في هذا الموسم. حيث إن السياحة تعتبر واحدة من القطاعات الإقتصادية الجوھرية لكثير من الدول االفريقية، وتعتبر صناعة السياحة من الصناعات الھامة لما لھا من أھمية كبيرة في دعم التنمية الشاملة اقتصاديا وسياسيا وثقافيا واجتماعيا، وأنشطتھا الخدمية المتنوعة من علاقات مباشرة وغير مباشرة بالتنمية المستدامة.
وكان قد برزت الأهمية الإقتصادية لقطاع السياحة بعد أن أصبح ھذا القطاع في النصف الثاني من القرن العشرين أحد المكونات الھامة في الھيكل الإقتصادي لدى كثير من دول العالم. وبعد أن تغلبت بنجاح على التحديات المختلفة في عام 2022.
ودخلت إثيوبيا الآن العام الميلادي الجديد بأمل وثقة متجددة. وحافظت على سيادتها وسلامتها الإقليمية بالتضحية بأبنائها وبناتها الشجعان. والحرب التي استمرت لعامين وشكلت تهديدًا وجوديًا للدولة الإثيوبية قد إقتربت أخيرًا من نهايتها بتسوية سلمية. وفي الأيام القليلة الأولى من عام 2023 تكاتف الإثيوبيون للاحتفال رسميًا بنهاية الصراع في شمال إثيوبيا والتبشير بعودة زمن السلام والتنمية.
وقد استعد الإثيوبيون للاحتفال بعيد الميلاد للأتباع الدين المسيحي في 7 يناير دون أن يكونوا في ظل حرب مدمرة مستمرة لأول مرة بعد عامين. وسيكون عام 2023 بالتأكيد عام سلام ومصالحة واستقرار بالإضافة إلى فترة انتقالية من شأنها أن تجلب إعادة تشكيلات أساسية للمشهد السياسي.
وستبدأ إثيوبيا في تنشيط استراتيجيات العلاقات الخارجية لإعادة ضبط نفسها لتكون وجهة مفضلة للاستثمارات الأجنبية المباشرة والوجهة السياحية. حيث إن استئناف الخدمات في الجزء الشمالي من البلاد يمثل فرصة كبيرة لتدفق السياح إلى المناطق، وفقًا لوزارة السياحة.
و في هذا السياق قالت سلامويت داويت وزير الدولة للسياحة: إن شهر يناير هو الشهر الذي يرتدي فيه الإثيوبيون ملابسهم الملونة ويرفعون معنويا وروحيا وهو الشهر الذي لا يشعر فيه المواطنون بالإلهام والنشوة فحسب، بل الأجانب أيضًا. ويعتبر هذا الشهر أيضًا، وقتًا مثاليًا لقضاء الإجازة والترفيه للسياح الذين لا يتمتعون ببيئة ممتعة في بلدانهم.
وذكرت سلامويت: بأن قطاع السياحة الذي عانى مشاكل عديدة بسبب كوفيد -19 والحرب في الشمال، قد تعافى الآن وعاد إلى مجده السابق. فإن التدفق السياحي ينمو حاليًا بسرعة حيث تعمل الحكومة بجد من خلال صياغة السياسة والاستراتيجية التي تعمل على تطوير القطاع، مشيرة إلى أن أكثر من ربع مليون سائح أجنبي زاروا إثيوبيا خلال الربع الأول من العام الإثيوبي.
وذكرت الوزيرة أيضا، أن هناك مؤشرات على أن تدفق السياح من المرجح أن يزيد مرتين بعد أكتوبر. كما أن تدفق السياح في هذا الموسم سيكون في ذروته بالنسبة لشمال إثيوبيا بشكل خاص.
وبالنسبة للوجهات السياحية في أمهرا وعفر وتجراي حيث يوجد تراث عالمي، هناك فرصة إضافية، مشيرة إلى أنه يتم بذل الجهود لجعل إقامة السائحين في البلاد أطول مدة، بالإضافة إلى الترويج للوجهات السياحية الطبيعية والثقافية والتاريخية وتطوير وجهات جديدة.
وفي إشارة لها، فإن أكبر عدد من الرحلات الجوية في تاريخ السياحة في جوندار والمناطق المحيطة بها قد كان خلال العام الإثيوبي الماضي، ومن المتوقع زيادة تدفق السياح وعائدات النقد الأجنبي في هذا العام أيضا.
صنفت منظمة السياحة العالمية ، وهي وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة ، قرية في إثيوبيا من بين أفضل القرى السياحية لعام 2022.
وكانت قد صنفت منظمة السياحة العالمية القرية البيئية كواحدة من أفضل القرى السياحية نظرًا لقوتها الدافعة للتنمية الريفية من خلال حماية الموارد الثقافية والطبيعية والتقاليد والقيم المجتمعية وأنماط الحياة وتعزيز وتطوير القضايا الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في جميع القطاعات .
تقع القرية في ثالث أعلى جبل في إثيوبيا جبل تشوك على بعد حوالي 300 كيلومتر شمال غرب أديس أبابا في منطقة غرب جوجام بإقليم أمهرا .
تُعد هذه القرية الجبلية مكانًا تقام فيه تجربة سياحية فريدة تجمع بين حماية البيئة والسياحة على مستوى المجتمع المحلي وتجربة السياحة الفريدة.
رحب الأمين العام لمنظمة التجارة العالمية زوراب بولوليكاشفيلي بالأخبار، وقال إن السياحة يمكن أن تكون مغيرًا حقيقيًا لمعيشة المجتمعات الريفية ، وتعرض أفضل القرى السياحية من قبل منظمة السياحة العالمية قوة القطاع لدفع التنويع الاقتصادي وخلق الفرص لجميع القرى خارج المدن الكبرى .
وليس هذا فحسب بل يقصد عشرات آلاف المسلمين سنويا مسجد النجاشي، الذي بني على أول أرض عرفت الإسلام بأفريقيا، يتربع مسجد النجاشي في قرية النجاشي، الواقعة على بعد 30 كلم من مدينة مقلي، عاصمة إقليم تجراي، شمالي أثيوبيا، وتعد تلك القرية أول موضع في القارة السمراء يدخله الإسلام، حينما طلب النبي محمد صلى الله عليه وسلم من صحابته الهجرة إلى أرض الحبشة، في السنة الخامسة من البعثة (615 ميلادية).
المنتزه يحتضن بعض الحيوانات النادرة في العالم التي قد لا توجد إلا في إثيوبيا مثل قرد “البابون” والثعلب الأحمر والوعل الجبلي.
يعد منتزه جبال سمين الوطنية في شمال إثيوبيا من أجمل المعالم الطبيعية في العالم، حيث يتمتع بقمم جبلية متعرجة ووديان عميقة وحواف حادة يبلغ ارتفاعها نحو 1500 متر.
وتضم المنطقة العديد من القمم التي يزيد ارتفاعها على 1000 متر، وتبلغ ذروتها في أعلى نقطة في إثيوبيا التي تسمى قمة “رأس داشين” والتي يبلغ ارتفاعها أكثر من 4.5 كيلو متر، وهي رابع أعلى قمة في أفريقيا، وليس من الصعب تسلقها، ويمكن الوصول إليها عن طريق حديقة جبال سمين.
قال جون هانتر ، من الولايات المتحدة ، مدينة نيويورك ، إن العالم بحاجة إلى معرفة إمكانات إثيوبيا من مناطق الجذب السياحي مثل هذه. وزار أجزاء مختلفة من البلاد بما في ذلك مدينة غوندر القديمة بإقليم أمهرة. وأضاف قائلا: “لقد رأينا بعض المناظر الطبيعية الرائعة ، والمدن والقرى والبلدات الجميلة. هناك أيضًا العديد من المواقع التي تهم السائحين ومواقع تراثية المسجلة لدى اليونسكو ومن المهم جدًا الحفاظ على هذه المواقع التراثية “.
ومنذ نهاية هذا الشهر الإثيوبي، بالإضافة إلى الاحتفالات والمناسبات العامة التي تجذب السياح، تم الترتيب لتمديد الإقامة السياحية من خلال إعداد باقة لعيد الميلاد في لاليبيلا وعيد الغطاس الإثيوبي في جوندار. كما سيسمح ذلك للزوار ليس بالمشاركة في الاحتفالات العامة العامة فحسب، بل بزيارة المعالم الطبيعية والتاريخية في المنطقة وشراء المنتجات التقليدية.