عمر حاجي
إن هيئة البن والشاي الإثيوبية تحرز تقدمًا كبيرًا في تحسين إنتاج وجودة منتجات البن والشاي والتوابل الشهيرة وتصديرها في البلاد. ومن خلال الالتزام بتعزيز سلسلة القيمة بأكملها، تهدف هيئة البن والشاي إلى زيادة الإنتاجية وتوسيع وجهات الأسواق وتعزيز أرباح العملة الأجنبية. وينعكس هذا النهج الشامل في النتائج التي تحققت على مدى السنوات الأخيرة.
ولتحقيق وصول المنتجات عالية الجودة إلى الأسواق الدولية، أكدت هيئة البن والشاي الإثيوبية على الحفاظ على الجودة والحد من الهدر. وهذا ينطوي على عمليات دقيقة من الإنتاج إلى التسويق، مما يسمح بتقديم البن والشاي والتوابل بأفضل صورة ممكنة. ومن خلال تعزيز جودة الإنتاج وإضافة القيمة، نجحت الهيئة في زيادة إنتاج البن الموجهة للأسواق الخارجية، مما أدى إلى تعزيز عائدات العملة الأجنبية بشكل كبير. وتماشياً مع هذه المهمة، أعدت هيئة البن والشاي خطة استراتيجية مدتها 15 عامًا التي تحدد ستة ركائز أساسية تهدف إلى تعزيز مبادرات التطوير والتسويق.
وفي هذا الصدد، أكد المدير العام للهيئة البن والشاي، الدكتور الدونيا دبلا، في حوار تم الإجراء معه، على أن البن يحقق نتائج أفضل سنة بعد سنة خلال السنوات القليلة الماضية. على سبيل المثال، في السنة المالية 2023/24، صدرت إثيوبيا 300 ألف طن من البن، مما أدى إلى الحصول على أكثر من 1.4 مليار دولار أمريكي من الإيرادات. ويعزى هذا النجاح إلى جهود الإصلاح المختلفة التي تركز على تبسيط سلسلة الأسواق وتحسين وصول المزارعين إلى الموردين والمصدرين.
وكان أحد الأهداف الأساسية لهيئة التجارة التفضيلية هو تقصير سلسلة الأسواق. من خلال خلق بيئة مواتية للمزارعين للتواصل مع الموردين والمصدرين. كما قللت الهيئة من هدر المنتج وحافظت على جودة الإنتاج. حيث تم إنشاء نظام جديد لضمان إمكانية توصيل البن من المزارعين مباشرة إلى المصدرين في غضون إطار زمني محدد. وإذا لم يفي المصدرون بالعقود في غضون ثلاثة أشهر، تنتهي صلاحية هذه العقود، مما يعزز الكفاءة والصادرات في الوقت المناسب.
وقبل هذه الإصلاحات، صدرت إثيوبيا ما بين 180.000 إلى 190.000 طن من البن. والآن، بفضل جهود تبسيط الإنتاج، ارتفع هذا الرقم إلى 300 ألف طن. علاوة على ذلك، نجحت الهيئة في إدخال 100 ألف طن إضافي من البن إلى الاسواق الدولية.
وذكر الدكتور الدنيا، أن إثيوبيا تسوق نوعين رئيسيين من البن: الأول، البن التجاري والمتخصص. والبن التجاري، على الرغم من إنتاجه بكميات أكبر، عادة ما يكون أقل جودة ويتمتع بسعر أقل في الأسواق الدولية. وعلى النقيض من ذلك، فإن البن المتخصص أصغر حجماً وأعلى جودة ويتمتع بسعر ممتاز. على سبيل المثال، قبل ثلاث سنوات، كان طن واحد من البن التجاري يباع بحوالي 2800 دولار أمريكي للطن، في حين كان سعر البن المتخصص يتجاوز 5500 دولار أمريكي للطن، أي ضعف السعر تقريبًا. وكمركزت الاستراتيجيات الأخيرة على زيادة إنتاج البن المتخصص مع تقليل الاعتماد على البن التجاري.
وأفاد المدير العام أن نسبة البن المتخصص ارتفع من 30% إلى 60% على مدى ثلاث سنوات، مما أدى إلى زيادة كبيرة في الدخل من 700 مليون دولار أمريكي إلى 1.4 مليار دولار أمريكي. ولمزيد من تعزيز الإنتاج والإنتاجية، تتعاون الهيئة مع مؤسسات البحث لتحديد أنواع البن الفعّال في مناطق مختلفة. وقد أدى هذا إلى إدخال أنواع جديد من البن بنجاح وإزالة النباتات القديمة والأقل إنتاجية. ونتيجة لذلك، ارتفع إنتاج البن من 600 ألف طن متري إلى مليون طن متري متوقع في العام المقبل.
وقال الدكتور الدنيا: إن إثيوبيا تصدر البن حاليًا إلى خمس أسواق رئيسية: الولايات المتحدة واليابان وبلجيكا وألمانيا والمملكة العربية السعودية، حيث تمثل ألمانيا حوالي 20٪ من إجمالي الصادرات. وتشير البيانات الأخيرة إلى الاهتمام المتزايد من كوريا الجنوبية والصين، وكلاهما يظهر كسوق حيوي للبن الإثيوبي. وتعمل هئية البن والشاي بنشاط للاستفادة من هذه الفرص، خاصة مع تزايد أهمية الصين في المشهد العالمي للبن. وأن التدابير الاستباقية التي اتخذتها هيئة البن والشاي الإثيوبية لا تعمل على تحسين جودة وكمية البن المنتج فقط، بل إنها تزيد أيضًا بشكل كبير من أرباح النقد الأجنبي.
ومع الإصلاحات الجارية والتركيز الاستراتيجي على البن المتخصص ووجهات الأسواق الجديدة، تتمتع إثيوبيا بوضع جيد لتعزيز سمعتها كمنتج رئيسي للبن على الساحة العالمية. ومع استمرار الهيئة في تنفيذ استراتيجيتها الممتدة لخمسة عشر عامًا، ستظل إمكانات النمو والنجاح في قطاع البن واعد. ومن أجل تعزيز صادرات البن الإثيوبي، فإنه من المتوقع أن تتخذ السلطات الحكومية والمزارعين من أصحاب الحيازات الصغيرة عدة إجراءات رئيسية: والأهم من ذلك كله تنفيذ وإنفاذ السياسات التي تعزز البيئة المواتية لإنتاج وتصدير البن جنبًا إلى جنب مع تبسيط إجراءات التصدير للحد من البيروقراطية وتعزيز الكفاءة. بالإضافة إلى ذلك، يتفق الكثيرون على أن تحسين البنية الأساسية للنقل والخدمات اللوجستية لتسهيل تسليم البن في الوقت المناسب من المزارع إلى الأسواق الذي هو شريان الحياة لقطاع البن والمشروبات الأخرى.
علاوة على ذلك، فإن تعزيز مرافق المعالجة للحفاظ على جودة المنتج والحد من الهدر أمر بالغ الأهمية. فيما يتصل بهذا، فإن الاهتمام الواجب بالبحث والتطوير يشكل نقطة انطلاق لقطاع البن. وبالتالي، فإنه من الضروري للغاية الاستثمار في البحث لتحديد أصناف البن عالي الغلة والمقاومة للأمراض، والمناسبة للمناخات والمناطق المختلفة والتعاون مع المؤسسات الزراعية لتوفير التدريب والموارد لأفضل ممارسات الزراعة.
كما أنه ينبغي لرجال الدولة التركيز على الترويج الفعال للبن الإثيوبي في الأسواق الدولية من خلال المعارض التجارية مع بذل جهود لا هوادة فيها لتطوير استراتيجيات التسويق التي تسلط الضوء على الصفات الفريدة للبن الإثيوبي، مثل أصلها ونكهته، وتشجيع المزارعين الصغار على الانخراط في أنشطة ذات قيمة مضافة، مثل التحميص والتعبئة والتغليف، لزيادة هوامش الربح، وتسهيل الوصول إلى التمويل للمزارعين الصغار للاستثمار في تقنيات وتكنولوجيا إنتاج أفضل حسب قول الدكتور الدنيا.
وأوضح الدكتور الدنيا، أنه يلعب علماء الزراعة وعلماء النبات دورًا لا غنى عنه في تطوير المشروبات مع أفكار ذات أولوية مسبقة مثل تنفيذ الممارسات الزراعية الموصى بها لتحسين جودة البن وإنتاجيته، مثل التسميد المناسب، ومكافحة الآفات، وتقنيات الزراعة المستدامة والمشاركة في برامج التدريب التي تقدمها خدمات الإرشاد الزراعي أو المنظمات غير الحكومية.
وذكر الدكتور الدنيا، فإنه من الأفضل النظر في الممارسات الرئيسية التالية لتعزيز الإنتاجية، وفرص الأسواق لقطاع مشروبات البن وفقًا للتجريبيين. أولاً وقبل كل شيء، من الضروري التنظيم في التعاونيات لزيادة القوة التفاوضية، وخفض التكاليف، وتحسين الوصول إلى الأسواق، والانخراط في جهود التسويق الجماعي لجذب المشترين والتفاوض على أسعار أفضل، مع التركيز على الحفاظ على معايير الجودة العالية طوال عملية الإنتاج، من الحصاد إلى المعالجة، الاستثمار في تقنيات المناولة ما بعد الحصاد للحفاظ على جودة البن والحد من الخسائر، تنويع المحاصيل جنبًا إلى جنب مع البن للتخفيف من المخاطر المرتبطة بتقلبات الأسواق. بالإضافة استخدام ممارسات الزراعة الحرجية لتعزيز التنوع البيولوجي وتحسين صحة التربة، مما يعود بالنفع على إنتاج البن.
وهكذا، فإن تعزيز إثيوبيا نمو قطاع البن وصادراته بشكل كبير واعد، ولتحقيق هذا الجهد، فإن التعاون بين السلطات الحكومية والقطاع الخاص، والمزارعين من أصحاب الحيازات الصغيرة أمر ضروري. وذلك، من خلال التركيز على دعم السياسات، وتطوير البنية التحتية، وتحسين الجودة، والوصول إلى الأسواق، كما يمكن للأطراف المعنية تعزيز القدرة التنافسية للبن في الأسواق العالمية من أجل الحصول على عائدات أكبر من هذا القطاع الحيوي.