التجربة الاثيوبية في مجال زراعة القمح.. تفاؤل بمستقبل أفضل للقارة السمراء

فائز الزاكي حسن – اعلامي سوداني

مع ازدياد معدلات نقص الامن الغذائي بسبب التغيرات المناخية والصراعات السياسية ، ينهض حلم القارة الافريقية في التغلب علي تلك التحديات من اثيوبيا ، التي تقدم أنموذجا في التعلّم من الصعوبات وتحويلها إلى فرص.

ووفقا للاحصاءات الدولية فان قارة أفريقيا تستورد 30% من القمح من روسيا وأوكرانيا ، وفي عام 2020 استوردت افريقيا قمحاً من روسيا بأكثر من 3,500 مليون دولار، وهذا ما يجعل افريقيا اكبر قارة متضررة من الازمة الروسية الاوكرانية.

وفي خضم معضلة النقص الحاد في الغذاء بافريقيا ، تنهض التجربة الاثيوبية في مجال زراعة محصول القمح كتجربة واعدة تبعث علي التفاؤل بمستقبل افضل للقارة السمراء.

وبفضل استراتيجية محكمة وخطة طموحة تمكنت إثيوبيا من زيادة إنتاجها من القمح من 1.42 مليون طن في عام 2021 إلى 2.4 مليون طن في عام 2022 ، بزيادة قدرها 70٪.

وتحتل اثيوبيا الان المرتبة الاولي في انتاج القمح علي صعيد دول إفريقيا جنوب الصحراء ، فيما تقوم خطتها الوطنية علي تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح بحلول عام 2023 وتصدير منتجاتها إلى دول أفريقية أخرى.

وقال رئيس الوزراء الإثيوبي الدكتور أبي أحمد عقب زيارته مؤخرا لمزرعة استراتيجية للقمح بمنطقة شرق شوا بإقليم أوروميا ” عندما تتضافر جهود الإثيوبيين سيحققون أهدافهم في مجال الأمن الغذائي ، ويتغلبون على التحديات، وتزدهر إثيوبيا”.

واضاف “في محافظتي دُوغدا وبُورا بمنطقة شرق شيوا في إقليم أوروميا، نجح ثمانية آلاف مزارع في زراعة القمح من خلال الزراعة العنقودية على 31,000 هكتار من الأرض.”

وتابع” عندما تتضافر جهودنا ونعمل معًا، سنحقق أهدافنا في مجال الأمن الغذائي ، وسنتغلب على التحديات، وستزدهر بلادنا “.

وتبعث التجربة الاثيوبية بجملة رسائل في بريد دول القارة الافريقية بضرورة تغيير سياساتها المعتمدة علي واردات الغذاء ولاسيما القمح ، وان افريقيا الواعدة بارضها وانسانها قادرة علي تحقيق الاكتفاء الذاتي.

ويقع علي عاتق الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي الايفاء بتعهدات البرنامج الشامل للتنمية الزراعية في إفريقيا والذي ينص علي إنهاء الجوع بحلول عام 2025.

ووفقا لبرنامج الزراعة الوطنية للقمح الصيفي للسنة المالية الإثيوبية 2015 فان اثيوبيا ستكون قادرة على التحول في جميع الجوانب إلى جانب ضمان الاكتفاء الذاتي الغذائي للبلاد.

وأواخر العام المنصرم، كشفت الحكومة الاثيوبية عن خطتها لزراعة 400 ألف هكتار من القمح بهدف الحصول على 16 مليون قنطار، بعد نجاحها في تنفيذ 64% من المستهدف.

ويتوقع ان يبلغ حصاد زراعة 300 ألف هكتار هذا العام 10 ملايين قنطار من القمح،فيما تستورد اثيوبيا 17 مليون قنطار من القمح سنويا.

وتبذل الحكومة الاثيوبية جهودا كبيرة لوقف استيراد القمح تمامًا في غضون 3 إلى 5 سنوات.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *