البصمة الخضراء الأثيوبية نموذجا إفريقيا

**فرحان عبدالله حرسي, كاتب وباحث اثيوبي في العلاقات الإفريقية العربية

**ياسين احمد بعقاي, رئيس المعهد الاثيوبي للدبلوماسية الشعبية

حسب تقديرات برنامج الأمم المتحدة للبيئة تعد أفريقيا هي أكثر القارات تأثرا وضررا بشدة بسبب آثار تغير المناخ. وبالنظر إلى موقعها الجغرافي، ستكون القارة معرضة بشكل خاص بسبب القدرة التكيفية المحدودة إلى حد كبير، وتفاقم انتشار الفقر. ويشكل تغير المناخ تهديدا خاصا لإستمرار النمو الاقتصادي وسبل كسب العيش للسكان الضعفاء. .

البصمة الخضراء الاثيوبية

إنطلاقا من الإستجابة لآثار تغير المناخ أطلق رئيس الوزراء الأثيوبي الدكتور أبي أحمد، مشروع البصمة الخضراء الأثيوبية والذي كان الهدف منه غرس مليار شتلة على أرجاء البلاد كافة. ولكن بمساهمة فعالة من كافة فئات المجتمع الأثيوبي ، أصبحت جميع الأقاليم الأثيوبية تتنافس فيما بينها ، حتى تحول من مشروع محلي إلى مشروع إقليمي ،وتخطى إلى القارة الإفريقية.

دبلوماسية البصمة الخضراء الأثيوبية

بعد اربع سنوات من مبادرة رئيس الوزراء الأثيوبي بمشروع البصمة الخضراء الأثيوبية عام 2018 والذي انتقل مع الوقت من مشروع الدولة الإثيوبية الى مشروعا وطنيا شعبيا يتبناه الشعب الأثيوبي في كل الأقاليم الإثيوبية. بعد نجاح مشروع البصمة الخضراء الأثيوبية على المستوى الوطني اصبحت أثيوبيا دولة رائدة في تصدير دبلوماسية البصمة الخضراء إلى سبع دول في أفريقيا والتى تعتبر جزء من الدبلوماسية الرسمية والشعبية الأثيوبية التى تساهم في تعزيز العلاقات بين الدول والشعوب على أساس المصالح المشتركة والتعاون القاري لمعالجة آثار تغير المناخ. وفيما يلي نتناول مزايا وفوائد برنامج البصمة الخضراء:

1: التوازن البيئي-

ا:- مكافحة التصحر

تواجه مناطق عديدة في شرق إفريقيا خطر التصحر، ومن ضمنها مناطق في أثيوبيا. وبالتالي برنامج البصمة الخضراء إحدى طرق مقاومة التصحر، ووقف زحفه، وبل وتحويل المناطق المتصحرة إلى مناطق خضراء من خلال زراعتها بنباتات تستطيع التأقلم مع الجفاف.

ب:- وقف انجراف التربة وتدهورها .

انجراف التربة مشكلة بيئية ، تواجه المناطق المتصحرة وغيرها .

برنامج البصمة الخضراء، يساعد على تثبيت التربة ، وعدم انجرافها من خلال التشجير ، التي سوف تتغذى منها . ويساعد التشجير أيضا على الإستفادة من مياه الأمطار بامتصاصها ، وعدم السماح لها بالجريان السطحي والتسبب بالفيضانات.

ج:- إمتصاص الغازات السامة .

تعاني المدن الحديثة عديدا من الغازات السامة والإنبعاثات الكربونية، والتي تأتي من المصانع والعوادم الهوائية من المركبات العامة والسيارات الخاصة.

ولإتاحة مزيد من الأوكسجين والهواء النقي لساكني المدن، توجه جزء من برنامج البصمة الخضراء إلى المدن .

وعدت عمدة أديس أبابا خلال إحتفلات السنة الإيثوبية الجديدة ، بأنها سوف تحقق ترجمة حقيقية اسم العاصمة من خلال زراعة الزهور في كل مكان في العاصمة.

2:- تعزيز السياحة وتنشيط الإقتصاد.

عزز برنامج البصمة الخضراء السياحة الداخلية من خلال الحدائق الكثيرة ، التي تم افتتاحها في كثير من المدن الإيثوبية. توافد كثير من الأهالي لقضاء إجازاتهم وأوقات فراغهم وكذلك إقامة الحفلات والمناسبات الإجتماعية في الحدائق . وهدا درّ دخلا إضافيا لإدارة البلديات.

كذالك خلقت الميادين الخضراء والحدائق فرص عمل لكثير من المواطنين ، فكثير من السيدات بدأن إعداد القهوة والشاي .وتم افتتاح المقاهي والكفتريات التي تقدم الوجبات المختلفة. كما أن هناك الحرفيين الدين يكسبون لقمة عيشهم عن طريق التقاط الصور الفوتوغرافية لرواد الحدائق والميادين والساحات الخضراء . وكذلك سائقي سيارات الأجرة. كل هؤلاء وجدوا مصدر دخل عن طريق برنامج البصمة الخضراء.

3:- تعزيز الصحة النفسية والأسرية .

برنامج البصمة الخضراء يمد الطاقة الإيجابية للمواطنين من خلال التفسح والتنزه، وقضاء

أوقات سعيدة

في جو مبهج مما يرفع عن كاهل المواطنين الإرهاق النفسي وضغط الأعمال اليومية .

كدلك أصبح فرصة سعيدة لإلتقاء الأهالي والأصدقاء وقضاء أوقات طيبة في فضاءات مفتوحة وأجواء منعشة، كما أن الأطفال، وجدوا مساحات واسعة ، وآلات يقضون بها هواياتهم المفضلة . هذا التلاحم والتزاور يخلق جوا من السعادة ، واكتساب راحة جسدية ، وصحة نفسية للمجتمع، ويقضي على الكثير من الإنحرافات والسلوكيات.

كما برزت من خلال هدا البرنامج الوحدة الوطنية ولإكتفاء الذاتي .

4:- الإشادة الدولية والإقليمية.

أشاد كثير من المنظمات والهيئات المعنية بالبيئة والتغيرات المناخية وغيرهم من المنظمات ببرنامج البصمة الخضراء، وأشاروا إلى أنه خطوة إيجابية يجب نقلها ونشرها في باقي الدول.

4:- دبلوماسية البصمة الخضراء.

أطلق نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية السيد دمقي برنامج تعزيز الأخوة الأفريقية من خلال دبلوماسية البصمة الخضراء الاثيوبية. وينفذ ذلك شباب وشابات من المتطوعين الأثيوبيين لنشر ثقافة البصمة الخضراء على الدول الإفريقية.

فقد تطوع عشرات من الشباب من منظمات المجتمع المدني على غرس شتلات في عدة دول إفريقية.

وقد انطلق هدا البرنامج في جمهورية جنوب السودان . تجدرالإشارة إلى أن أثيوبيا تبرعت عدة مرات لجمهورية جيبوتي شتلات كثيرة قبل انطلاق هدا البرنامج.

إذا أصبح برنامج البصمة الخضراء ماركة أثيوبية، وحمام سلام من أجل الأخوة والصداقة والتعاون في كل أنحاء القارة الإفريقية إلى أن يشمل كل الكرة الأرضية.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

One Comment to “البصمة الخضراء الأثيوبية نموذجا إفريقيا”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *