المهرجان الثقافي يبني الجسور بين الشعوب!!

عمر حاجي

أديس أبابا(العلم) إنطلق المهرجان الثقافي، لـ “الجنوب الكبير” في العاصمة أديس أبابا، ليقدم باقة نابضة بالحياة من التعبيرات الفنية. وأقيمت فعاليات الافتتاح في المسرح الوطني الإثيوبي. حيث شهدت عروضًا آسرة (لسيرج إيمي كوليبالي) وفرقة فاسو للرقص (بوركينا فاسو، مالي، بلجيكا)، إلى جانب الفنانين من وزارة الثقافة والفنون الجميلة في كمبوديا.

وتهدف منظمة التعاون الجنوبي، من تنظيم هذا المهرجان إلى المساهمة في تحقيق تحول اجتماعي منصف وعادل ومزدهر للمجتمعات من خلال تعزيز التعليم المتوازن والشامل، سعيًا إلى نيل الحقوق الأساسية في الحرية والعدالة والكرامة والاستدامة والتماسك الاجتماعي والأمن المادي والمعنوي لشعوب العالم. واستضافت هذه المنظمة مهرجان الجنوب الكبير للدورة الثانية في الفترة من 27 إلى 29 من شهر يونيو 2025 المنتحي للتو الذي عقد تحت شعار، “شعوب في حركة، وثقافات حية”.

ويتطلع المهرجان إلى تحقيق الأهداف التالية:

توفير مساحة نابضة بالحياة للقاء، وتبادل الأفكار بين الفنانين والمبدعين وشعوب الجنوب الكبير. ويُتيح المهرجان لجميع الفنانين القادمين من مختلف الأشكال والأنواع الفنية فرصة التعبير، من خلال الأصوات والأجساد، عن السرديات المتنوعة، والمتعددة التي تُشكل واقع عالم الأغلبية المُكتم، مُقدمًا لمحة عن المستقبل الذي يستحقه الجنوب، والبشرية جمعاء.

وفي هذا الصدد، قال الأمين العام، منصوربن مسلم، في كلمته الافتتاحية، مؤكدا على الأهمية العميقة للثقافة، إنها “ليست تافهة، بل هي جوهر مساعينا”. وشدد على أنه بدون الثقافة، ولقاء شعوبنا، وذكريات الأجداد التي شكلتنا، والتطلعات المعاصرة التي ترشدنا، لا يمكن تحقيق أهدافنا. كما وصف المهرجان ببراعة ليس مجرد احتفال، بل إنه “يجسد أحلامنا” وتطلعاتنا المطبقة”، ملخصًا بذلك روح مهرجان “الجنوب الكبير”. مؤكدا على أن المهرجان يهدف، إلى جانب الاتفاقيات الحكومية، بناء الجسور بين شعوبنا، ومقاومًا بذلك، نزع الطابع الثقافي وفولكلورات الصراعات.

وذكر منصوربن مسلم، بأن شعوب الجنوب الكبير، بكل تنوعها، ليست أشباحًا من الماضي، بل هي شعوب في حركة، مستوحاة من ماضيها وجذورها. لكنها تزدهر في التطلعات المعاصرة، تتطور وتتغير وتتحول وتشكل المجتمع. تأكيد الطابع الحيوي لثقافات الجنوب الكبير، لا المُنفصلة عن ماضيها، ولا الراكدة فيه، بل في تحول دائم، وتوازن دائم بين استيطان الماضي وثورات المستقبل. بدمقرطة الثقافة، وليس مجرد موضوع للملاحظة، بل كقوة حيوية تُشكل وتُشكل في آنٍ واحد. وتبقى وفية لذاتها تجاه ماضيها، وأصيلة لجوهرها في حوار مع العالم وداخله.

ومن جانبه، قال السيد نبيو نغاتو، الوزير بوزارة الثقافة والرياضة الإثيوبية، لدى افتتاح المهرجان رسميًا: إن الثقافة، جوهر مساعينا، وإثيوبيا، أرض حرة لشعب حر، وردد هذه المشاعر، معربًا بفخر، أن إثيوبيا لم تُستعمر أبدًا. وإنها دولة حرة لشعب حر بروح حرة، مما يفسح المجال للإبداع من جميع الأنواع.

وأعرب الوزير، عن أمله في أن تُثري استضافة هذا المهرجان الإبداع الإثيوبي، وخاصة إبداع الشباب، مشيرا إلى أن الرؤية الفنية، وهذا التعبير الفني، من الجنوب العالمي، الذي كنا ننتظره طويلاً، يمكن أن يلهم جيلنا القادم من الفنانين. وقد أقر بالتاريخ الغني للمسرح الوطني، الذي استضاف العديد من الأعمال الفنية والحفلات الموسيقية من جميع أنحاء العالم على مدى سبعة عقود الماضية.

وشدد السيد نبيو، على الأهمية الخاصة لتلك التي تأتي من الشعوب، والبلدان التي مرت أو تمر بتجارب مماثلة، وتجارب الظلم والاضطهاد، وتجارب التراث الثقافي الغني.

وكان قد قام هذا المهرجان لمدة ثلاثة أيام في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا، بالتعاون مع وزارة الثقافة والرياضة الإثيوبية والخطوط الجوية الإثيوبية، والتي هي الشريك الرسمي، وقد شارك فيه واجتمع يومي السبت والأحد الموسيقيون من دولة كل، من أوروغواي، وكوبا، وإثيوبيا، وجامايكا، وتونس، والكاميرون، وكمبوديا وبوركينا فاسو، لعرض الموسيقى ومشاركة تجاربهم الثقافية لبلدانهم.

ومع إبراز الاستمرارية الممتدة عبر القارات الثلاث في الجنوب الكبير، مع ثقافات معاصرة تحفظ ذاكرة التبادلات القديمة، وتعزز حيوية تطلعات شعوبها التكاملية نحو مستقبل أصيل. لإيقاظ أشكال التعبير الثقافي المتعدد لشعوب الجنوب الكبير، مقدمةً قراءات وتأويلات جديدة، من خلال تنوع التعبير الفني والواقع، وداعيةً إلى شقّ الطرق سيرًا على الأقدام.

وقد قدم المهرجان، على مدى ثلاثة أيام، فعاليات ثقافية غنية، من خلال الموسيقى والمسرح والرقص،احتفاءً بالثقافات الحية والمتطورة في الجنوب الكبير. كما يهدف هذا الحدث الكبير، إلى توضيح الهوية الثقافية والاحتفاء بها، وتشجيع الحوار بين الثقافات، وتعزيز الوحدة من خلال التعبير الفني المشترك. كما يوفر مساحة شاملة للتعاون الثقافي، والمشاركة العامة، والتبادل الإبداعي. هذا، وقد حضر هذا المهرجان، رواد الثقافات والممثلين الدبلوماسيين، وجمهور غفير من المواطنين.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai