التحالف الاثيوبي الصومالي ضد الإرهاب

سمراي كحساي

كان رئيس الوزراء أبي أحمد من أوائل القادة الذين هنأوا الرئيس حسن شيخ محمود بانتخابه رئيسًا للصومال في مايو 2022.

كما أصدرت وزارة الخارجية الاثيوبية بيانا لتهنئة الرئيس الأسبق حسن شيخ محمود على إعادة انتخابه رئيسا للصومال.

وأعربت وزارة الخارجية في البيان عن تطلع إثيوبيا حكومة وشعبا للعمل مع الرئيس وإدارته بروح العلاقة الودية طويلة الأمد بين إثيوبيا والصومال.

و منذ انتخابه ، يقوم الرئيس بزيارات عمل مختلفة في المنطقة و في الـ 28 من سبتمبر ، قام الرئيس بزيارة رسمية لإثيوبيا حيث لقي ترحيبا حارا من كبار المسؤولين الحكوميين بمن فيهم رئيس الوزراء أبي أحمد.

و خلال إقامته في إثيوبيا ، أجرى الرئيس حسن شيخ محمود مناقشات مع رئيس الوزراء آبي وغيره من كبار المسؤولين الحكوميين حول القضايا الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك. وأعرب الزعيمان عن التزامهما بتعزيز العلاقات خاصة فيما يتعلق بتعزيز استقرار منطقة القرن الأفريقي .

وأثار الطرفان وناقشا العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك والإقليمي التي تتراوح من التعاون إلى التغلب على تهديدات الإرهاب والتطرف إلى التعاون الاقتصادي الثنائي.

و أشار بيان مشترك صدر في 30 سبتمبر 2022 ، في ختام الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس حسن شيخ محمود ، إلى أن البلدين اتفقا على تعزيز العلاقات الثنائية طويلة الأمد والعلاقة بين الشعبين على أساس احترام وحدة أراضي وسيادة شعبي البلدين.

و بعد الإشادة بقوات الدفاع الإثيوبية الباسلة التي قدمت أسمى التضحيات من أجل السلام والاستقرار وبناء الأمة في الصومال ، جدد الطرفان تصميمهما على التعاون الفعال في الحرب ضد أعداء بلادهما ومكافحة الإرهاب والتطرف واستخدام اجهزتهما الأمنية الخاصة لتعزيز آليات التعاون القائمة والاتفاق على تبادل المعلومات الاستخبارية بين البلدين من اجل مكافحة الارهاب.

كما أشاد الزعيمان بالهجوم الناجح الأخير للجيش الوطني الصومالي ضد حركة الشباب في منطقتي حيران وغالمودوغ. و في البيان المشترك ، دعا القادة مجلس الأمن الدولي إلى النظر في طلب حكومة الصومال برفع حظر الأسلحة المفروض على البلاد لأكثر من 30 عامًا لضمان تجهيز الصومال بشكل كافٍ للتصدي بشكل فعال للتهديد الأمني ​​ من قبل جماعات الشباب الإرهابية.

وشدد الطرفان على الحاجة إلى العمل معا ، وتقليل آثار التدخلات الخارجية غير المبررة التي يمكن أن تقوض جهودهما المشتركة من أجل السلام والاستقرار في المنطقة ومكافحة الإرهاب بشكل فعال.

ولهذه الغاية ، اتفقا على إجراء مشاورات ثنائية منتظمة والتعاون في المنتديات متعددة الأطراف والإقليمية لتعزيز مصالحهما الوطنية المشتركة على أساس الاحترام المتبادل لسيادة وسلامة أراضي البلدين.

كما أكد الزعيمان على أهمية توسيع التعاون في مجالات التجارة والاقتصاد والبنية التحتية وكذلك الاتصالات بالإضافة إلى التعاون السياسي والأمني الراسخ.

ووجها المكاتب الحكومية المعنية لعقد اللجنة الوزارية المشتركة بالتناوب في أقرب وقت ممكن لمناقشة وتحديد الاتجاهات وآليات التنفيذ بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك ، وفقا للبيان.

و في مسائل السلام والأمن الإقليميين ، عملت إثيوبيا وإريتريا والصومال معًا بعد التقارب بين إثيوبيا وإريتريا.وبعد استعادة العلاقات الثنائية بين إثيوبيا وإريتريا وإريتريا والصومال ، اتفقت الدول الثلاث على العمل بالتنسيق لتعزيز السلام والأمن الإقليميين بهدف بناء علاقات وثيقة.

وعقدت إثيوبيا والصومال وإريتريا قمة ثلاثية وأصدرت إعلانًا مشتركًا حول التعاون الشامل في 5 سبتمبر 2018.كما عقدت الدول الثلاث قمة ثلاثية ثانية وأكدت من جديد التزامها بالسلام والتعاون الإقليمي الشامل. و في إطار الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) ، تعمل إثيوبيا والصومال بالتعاون مع التكامل الاقتصادي الإقليمي والسلام والأمن.

وبما أن السلام والأمن مشترك بين البلدين لأنهما جيران ، فإن إثيوبيا والصومال يتعاونان بشكل وثيق في المجالات الأمنية والعسكرية. وتدعم إثيوبيا جهود إعادة إعمار الصومال من خلال بناء قدرات المؤسسات الأمنية الصومالية وقد دأبت على توفير التدريب لقوات الدفاع والشرطة الصومالية.

وكجزء من الدعم لتحقيق الاستقرار في الصومال ، نشرت إثيوبيا أكثر من 4000 جندي من قوات حفظ السلام تحت قيادة بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال ، والتي حلت محلها بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال (ATMIS) ولعبت دورًا مهمًا في المكاسب الأمنية التي تحققت في القتال ضد حركة الشباب.

وفي الآونة الأخيرة ، قامت إثيوبيا بنشر قوات في الصومال للمساعدة في محاربة الجماعة الإرهابية.و في 20 سبتمبر ، رحب نائب رئيس ولاية جوبالاند الصومالية وكبار القادة العسكريين في جوبالاند بقائد كتيبة حفظ السلام الآلية السادسة المنتشرة في الولاية.

وقال نائب رئيس ولاية جوبالاند محمد سعيد في حفل الاستقبال إن الصومال وإثيوبيا دولتان شقيقتان متحدتان في التاريخ والثقافة.واشار الي إن كتائب حفظ السلام الإثيوبية تضحى بأرواحها كل يوم من أجل السلام والاستقرار في الصومال.

واضاف “بالنيابة عن جميع سكان الولاية ، أتمنى للكتيبة السادسة الآلية لحفظ السلام الذين جاءوا إلى ولاية جوبالاند للحفاظ على السلام وقت عمل جيد  .”

ومن جانبه قال القائد العام للكتيبة السادسة الآلية لحفظ السلام ، العقيد وداجي بوجالي ، إن الكتيبة السادسة  مستعدة لضمان السلام و تعزيز الامن  في ولاية جوبالاند.

أشادت القائمة بأعمال سفارة الصومال لدى اثيوبيا خمسية عبد القادر حسن بدور قوات الدفاع الأثيوبية في المساهمة للحفاظ على السلام والأمن فى الصومال.  جاء ذلك فى مقابلة حصرية أجرتها القائمة بالأعمال  مع وكالة الأنباء الأثيوبية بمقر السفارة .

وأوضحت بأن العلاقات الثنائية بين الصومال واثيوبيا أزلية وهنالك العديد من مظاهر التشابه الثقافي والإثني بين الدولتين.

وذكرت حمسية بأن أهمية الزيارة التي قام بها الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود  تصب فى مجال تعزيز وتقوية العلاقات بين البلدين.”تأتي أهمية الزيارة فى تقوية ورعاية العلاقات الثنائية  بين البلدين والمتعلقة بالإقتصاد والتجارة والثقافة والعلاقات الأمنية فى نفس الوقت”.

وأشادت خمسية بدور القوات الأثيوبية فى المساهمة فى الحفاظ على السلام والإستقرار فى الصومال، وقالت “إن قوات الدفاع الأثيوبية قاموا بأعظم تضحيات من أجل السلام والإستقرار فى المنطقة”.

وشددت حمسية على دور التعاون المشترك فى محاربة الإرهاب بإعتباره العدو الأول والذى يعمل على إعاقة التنمية الإقتصادية، ومشيدة بالنجاحات التي حققت فى محاربة “حركة الشباب” فى منطقة هيراو بالصومال.

وأكدت حمسية على أهمية العلاقات الثقافية بين البلدين ” هنالك العديد من الطلاب الصوماليين الذين تخرجوا من الجامعات الأثيوبية خلال ال10 سنوات الماضية، وهذا إنجاز كبير للحكومات وزيادة للترابط الثقافي، ونشكركم على ذلك”.

يرى المحلل الأمني والسياسي عبدالرحمن سهل أن هجوم مقاتلي “الشباب”،وحول الهجوم الذي شنته حركة الشباب الارهابية التابعة لتنظيم القاعدة للاراضي الاثيوبية ” ليس إلا محاولة يائسة تحاول استباق عملية أمنية أعلنت عنها الحكومة الصومالية لدحر الإرهابيين في قرى وبلدات جنوب ووسط البلاد. وقال سهل للأناضول إن الهجوم يحمل في طياته رسائل داخلية وخارجية.

ففي الداخل تريد الحركة استعراض قوتها، واستعداد مقاتليها لمواجهة أي عملية أمنية ضدها في المرحلة المقبلة.

أما في الخارج، فتحاول التمدد عبر الأراضي الإثيوبية لإعلان تمسكها بهدف إنشاء دولة إسلامية في المنطقة الأفريقية.

ويشير سهل إلى أن الحركة حصّلت أموالا ضخمة في السنوات الخمس الماضية، بما يمكّنها من استمرار قتالها واستقطاب مقاتلين جدد.

نعم وهذه حقيقة يجب ان تتوقف عندها الحكومة الصومالية والاثيوبية ويعملا معا من اجل مكافحة الارهاب وهذا ما تؤكده المسودة التي تم تسريبها مؤخرا من قبل جبهة تحرير تجراي الارهابية وتعاونها مع حركة الشباب الصومالية واكد الجبهة بانها تريد تفتيت اثيوبيا وزعزعة الامن والاستقرار فيها اذا التعاون بين الحكومتان مهم جدا  المحلل السياسي علي احمد –السودان

وبدأت العلاقات بين إثيوبيا والصومال عندما حصلت الصومال على استقلالها عام 1961. وتعتبر علاقات البلدين متجذرة واعادت إثيوبيا افتتاح سفارتها في مقديشو في عام 2007 بعد انقطاع العلاقات ولديها قنصليات في غاروي وهرجيسا. كما أعيد فتح السفارة الصومالية في عام 2006 في أديس أبابا.

وأشارت المعلومات التي تم الحصول عليها من وزارة الخارجية إلى أن إثيوبيا لعبت ولا تزال تلعب دورًا حاسمًا في عملية تشكيل الدولة وجهود إعادة إعمار الصومال على المستوى الثنائي ومن خلال الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية.

و منذ تشكيل الحكومة الانتقالية الصومالية في عام 2004 ، تعمل إثيوبيا والصومال بالتنسيق في مكافحة الإرهاب ، ومن أجل ضمان الاستقرار الدائم والتحول السياسي في الصومال.

 

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *