*البروفيسور محمد حبيب: إثيوبيا والعديد من الدول العربية أقامت علاقات دبلوماسية طويلة الأمد
سمراي كحساي
تتمتع إثيوبيا بموقع متميز جغرافيا بين الدول المحيطة بها ويربط بينها وبين الدول العربية التاريخ والثقافة مما يمكنها من لعب دور إقليمي في منطقة القرن الأفريقي.
وفي هذا الاطار شدد البروفيسور محمد حبيب، الباحث وأستاذ القانون الدولي والعلاقات في جامعة أديس أبابا ، على ضرورة زيادة تعزيزالعلاقات الدبلوماسية القائمة بين إثيوبيا والعالم العربي من أجل المنفعة الاقتصادية المتبادلة.
ووفقًا للبروفيسور محمد حبيب، يتعين على الجانبين تصحيح المنظور السلبي والسرد الإعلامي غير المفيد وعدم تسييس القضايا وتحليل العلاقات بينهما بطريقة واقعية ومتوازنة للبناء على الارتباط الاجتماعي القائم منذ فترة طويلة والعلاقات الدبلوماسية طويلة الأمد والعلاقة الضخمة بين الشعبين من أجل روابط اقتصادية أفضل و ذات منفعة متبادلة.
وأشار البروفيسور محمد إلى أن “العلاقة بين إثيوبيا والعالم العربي تحتاج إلى تحليل بطريقة أكثر واقعية وأكثر توازنا”.
ولفت البروفيسور محمد أيضاً إلى أن إثيوبيا والعديد من الدول العربية أقامت علاقات دبلوماسية طويلة الأمد وعلاقات بين الشعوب ، بما في ذلك العلاقات الاجتماعية المباشرة والروابط الأسرية بسبب الهجرات التاريخية والحالية من كلا الجانبين.
واضاف ان العلاقات الدبلوماسية لإثيوبيا مع العديد من الدول العربية قديمة. استمرت إثيوبيا على مدار الخمسين عامًا الماضية في الاعتراف بالدولة الجديدة متى تم تشكيلها.
وكانت الدول العربية متطلعة للغاية لإقامة علاقات دبلوماسية مع إثيوبيا”، على حد قوله.
وأوضح أن هذا يدل على أن إثيوبيا والعديد من الدول العربية تحافظ على الاحترام تجاه بعضها البعض.
وأوضح البروفيسور محمد ، أن العلاقات بين الشعوب والعلاقات الاجتماعية مع الدول العربية أكبر منها في البلدان الأخرى لأن إثيوبيا هي الدولة الإفريقية الوحيدة التي لم تستعمَر وليس لديها علاقة مباشرة مع البلدان الناطقة بالإنجليزية أو الفرنكوفونية.
وقال محمد إن العلاقات الشاملة الحالية تحتاج إلى مبادرات تعزيزية لتكون بمثابة نقطة انطلاق لتعزيز العلاقات الاقتصادية للعلاقات متبادلة المنفعة.
وأكد أن الاستثمار والعلاقة الاقتصادية مهمان للغاية في هذه اللحظة، ولكن العلاقات الاقتصادية تحتاج إلى تعزيز بشيء آخر.
وأشار إلى أنه يمكن للدول أن تتخذ العديد من المبادرات من أجل الخير ولتحسين علاقاتها ، مضيفًا أن بدء علاقات جيدة في قطاع الرياضة أو استضافة مؤتمر بين إثيوبيا والدول العربية على سبيل المثال وتحسين المحتوى الإعلامي يمكن أن يسهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية، بما في ذلك التجارة والاستثمار.
إثيوبيا هي الدولة الإفريقية الوحيدة التي كانت تربطها علاقات وثيقة وتجاذبات مع كل الأديان السماوية أي اليهودية والمسيحية والإسلام وهذا وحده ما جعل منها بلداً فريداً من نوعه.
ومن الملفت للنظر أن توطيد العلاقات التاريخية بين العالم العربي والإسلامي من جهة وإثيوبيا من جهة أخرى حصل عن طريق دولة إثيوبية مسيحية وسلمية ومستقرة نسبيا وموحدة وكانت كريمة بما يكفي لتكون ملجأ آمنا لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وبعض أفراد أسرته.
و من المعروف تاريخيا أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه بالهجرة من مكة وعبور البحر الأحمر لإيجاد ملاذ آمن في المملكة المسيحية الإثيوبية المجاورة هربا من الظلم والاضطهاد، وكان ذلك في سنة 615 بعد الميلاد. ونتيجة لذلك يمكن وصف العلاقات الإثيوبية مع العالم العربي بشكل عام والإسلام بشكل خاص بالفريدة من نوعها والمبشرة.
ولم تستفيد إثيوبيا ولا العالم العربي من الإمكانيات الهائلة ومن الروابط الاقتصادية والتجارية التي تجمع الدول خصوصا تلك الدول التي لحمت بينها الجغرافيا وربط بينها التاريخ والثقافة وعندها تكامل من شأنه أن يعود بالنفع المتبادل على شعوب المنطقة على المدى البعيد.
وإن ما لا ينبغي أن يحدث هو هذا التأخر في تحقيق منافع كبيرة وفوائد على قائمة على الاحترام المتبادل وتحقق نتائج دبلوماسية واقتصادية وتجارية وعلاقات أخرى نابعة من التطورات الخاصة بكل جانب بوصفها كيانات اجتماعية واقتصادية وثقافية متميزة بدل أن تبدو معادية لبعضها البعض.