مواجهة التهديدات الامنية المشتركة في القرن الافريقي

سمراي كحساي

أعربت إثيوبيا والصومال عن رغبتهما في زيادة تعزيز التعاون وفي هذا الوقت يبدو أن مواجهة التهديدات الامنية المشتركة بينهما تأتي على رأس جدول أعمالهما.

و بعد إعادة انتخاب الرئيس حسن شيخ محمود ، أعرب رئيس الوزراء أبي أحمد تويتر عن إن قيادته تتطلع إلى العمل عن كثب مع القيادة الجديدة في الصومال حول المصالح الثنائية والإقليمية المشتركة.

وقال:” أود أن أهنئ الرئيس الأسبق حسن شيخ محمود على إعادة انتخابه رئيسًا لجمهورية الصومال الفيدرالية إنني أتطلع إلى العمل معكم عن كثب بشأن المصالح الثنائية والإقليمية المشتركة “.

و رداً على رسائل رئيس الوزراء آبي ، شكر رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية المنتخب حديثاً حسن شيخ محمود رئيس الوزراء آبي أحمد وكتب على تويتر “أتطلع بالتأكيد للعمل معكم على تعزيز علاقاتنا الثنائية والدبلوماسية”.

وتولى الرئيس حسن شيخ محمود منصبه رسميًا في الـ 23 من مايو 2022 في حفل أقيم في الصومال ، بمكتب الرئاسة في العاصمة مقديشو.

ومن المقرر أن تؤدي عودة حسن شيخ محمود كرئيس للصومال إلى تعزيز العلاقات مع الجارتين إريتريا وإثيوبيا ، مع نتائج إيجابية بعيدة المدى في جميع أنحاء منطقة القرن الأفريقي ، كما يقول سورافيل جيتاهون ، الباحث في العلوم السياسية.

وقال سورافيل ، وهو أيضًا محاضر في جامعة دري داوا ، في الجزء الشرقي من إثيوبيا ، إن القيادتين في كل من إثيوبيا والصومال تعملان على التعاون لتعزيز السلام والأمن في المنطقة.

واضاف ان البلدين عملا بشكل وثيق ليس فقط في جوانب الأمن الإقليمي ولكن أيضًا من أجل التكامل الإقليمي.

واشار الي انه تم إنشاء التحالف الثلاثي بين أديس أبابا وأسمرا ومقديشو في المنطقة أيضًا لتعزيز مبادئ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الثلاثة في القرن الافريقي.

وقال سورافيل ان إثيوبيا تلعب دورًا مهمًا في تعزيز السلام في الصومال والمنطقة بأسرها حيث تحارب جميع دول المنطقة حركة الشباب الإرهابية ، جناح القاعدة في شرق إفريقيا.

وذكرت الشرطة الفدرالية الإثيوبية ومفوضية شرطة أديس أبابا في الـ 26 من مايو 2022 أنها قامت بعملية مشتركة ، أحبطت بشكل استباقي الأعمال الإرهابية التي كانت تخطط حركة الشباب لارتكابها في إثيوبيا ، ولا سيما في العاصمة أديس أبابا.

كما كشف مسؤولو التحقيق الجنائي لمفوضتي الشرطة الفيدرالية وأديس أبابا أنه تم القبض على أكثر من 340 مشتبهاً بهم على صلة بهؤلاء ومن بينهم من لهم صلات بالإرهابيين في كل من جبهة تحرير تجراي واونغ شني ، في حين قيل أن آخرين متورطون في الفساد و أنشطة غير قانونية.

وسيؤثر التحالف الثلاثي إثيوبيا وإريتريا والصومال بشكل إيجابي في منح دول القرن الأفريقي الاستقلال في شؤون المنطقة ، وهذا يحتاج إلى مزيد من التعزيز في القيادة الجديدة.

ولدى جيبوتي وإريتريا وكينيا وإثيوبيا شعوب متشابهة ومن ثم فإن الكثيرين يقترحون أن الترابط يجب أن يتم تعزيزه حيث ترتبط المنطقة ارتباطًا وثيقًا بالثقافة والموارد المشتركة.

وإثيوبيا بحاجة ماسة إلى المنافذ البحرية ، كما تحتاج باقي دول المنطقة أيضًا إلى الطاقة والسلع الطازجة من إثيوبيا ويعتبر اعراب الزعيمين عن العمل معًا رسالة كبيرة مفادها أن ما بدأ من التعاون سيستمر.

وبعد يوم من انتخاب الرئيس الصومالي الجديد ، أعلنت إدارة واشنطن قريبًا أنها ستعيد نشر قواتها في الصومال.

وكان القصد من الحرب على الإرهاب أن تمثل مرحلة جديدة في العلاقات السياسية العالمية وكان لها عواقب مهمة على الأمن وحقوق الإنسان والقانون الدولي والتعاون والحكم ، وفقًا للخبراء في السياسة العالمية.

وتعيد إدارة بايدن نشر (700) جندي في مقديشو و يثبت هذا ، من بين أمور أخرى ، حقيقة أن الحكومة الحالية في الصومال بحاجة إلى مزيد من الدعم لمواجهة تهديدات حركة الشباب.

وكان رد القيادة الصومالية على الخطوة التي اتخذتها ادارة بايدن هي ان : “الولايات المتحدة هي دائمًا شريكنا المخلص في معركتنا من أجل الاستقرار ومكافحة الإرهاب.”

وعلى عكس قرار بايدن تمامًا ، سحب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب 700 جندي أمريكي حيث زعم الضباط أن حركة الشباب قد ضعفت في ذلك الوقت و بعبارة أخرى ، غير الرئيس الأمريكي الحالي ، جو بايدن ، قرار دونالد ترامب بسبب تصاعد نشاط حركة الشباب الإرهابية في الصومال.

ويبدو أن حكومات إثيوبيا والصومال والولايات المتحدة قد نظرت إلى حركة الشباب على أنها تهديد متجدد يجب القضاء عليه في مهده.

ومن جانبه أبدى الرئيس الصومالي الجديد اهتمامًا بالتعاون مع الأطراف الإقليمية والعالمية من اجل مواجهة التهديدات الامنية المشتركة في منطقة القرن الافريقي.