تقرير سفيان محي الدين
تعود الخلافات بين جمهورية مصر العرية مع أثيوبيا كان جذورها منذ تم الإبرام حول نهر النيل “أباي ” في عام 1929 إلى المعاهدة البريطانية والتي لم تكن أثيوبيا طرفا فيها بل زعمت المملكة المتحدة أنها تفاوضت بشأنها مع مصر بالنيابة عن أثيوبيا وعدد من دول حوض النيل الأخرى التي كانت خاضعة لسيطرة البريطانيين في العام 1959أي بعد ثلاثة سنوات من إستقلال السودان عن الحكم الإنجليزي المصري ، ووقعت الخرطوم والقاهرة اتفاقية خاصة بهما حول نهر النيل.و حول هذا أجرى مراسل صحيفة العلم مع خبير العلاقات العربية الأثيوبية والتاريخ الأثيوبي و المحلل السياسي الأستاذ محمد أمان آدم برمجي وجاء الحوار كالتالي :
وفي هذا الصدد قال الأستاذ محمد أمان آدم برمجي خبير العلاقات العربية الأثيوبية والتاريخ الأثيوبي والمحلل السياسي إنني أتحدث عن شعوب القرن الإفريقي بان منطقة القرن الإفريقي تعتبر منطقة استراتيجية هامة حيث تطل على البحرالأحمر والمحيط الهندي وباب المندب ولذا فإن شعوب هذه المنطقة متداخلة عرقيا وتعيش جنبا إلى جنب منذ آلاف السنين.
واضاف أن الثقافات والعادات متشابهة ومتداخلة قبل دخول الإستعمار الغربي وعند ما سيطرت قوات الإستعمار الغربي على المنطقة من أجل تحقيق مصالحها قسم المستعمرون الصومال إلى قسمين قسم يحتله الإيطاليون وقسم يحتله الإنجليز وبينما كانت جمهورية أرض الصومال خاضعة تحت الإستعمار الإنجليزي ولذا فإن الأمة الصومالية هي أمة واحدة من الناحية الدينية واللغوية والعرقية وينتمون إلى أبناء الكوشيين وتربطهم عادات ولغات مع أثيوبيا .
وقال انه مع الأسف خلق الإستعمار الغربي النفور والإختلاف لاغراض سياسية ولتحقيق مصالحه ولكن بعد نضال مرير إستقلت المنطقتين عن الاستعمار الإنجليزي والإيطالي لتأسيس جمهورية الصومال في الستينات ،ومن هنا سعت أثيوبيا للإعتراف بجمهورية الصو مال قبل أن يعترف بها غيرها من الأفارقة ، وكلما تعرضت الصومال للمشاكل كانت اثيوبيا هي التي تقف وتقدم المساعدات الإنسانية لها.
ورغم ذلك جعلت الصومال على ” علمها” خمس نجوم بسبب اطماع سياد بري رئيس الصومال وقسمها إلى خمس مناطق وذكر انه يجب تحرير تلك المناطق كل من كينيا ، وأثيوبيا ،وجيبوتي وبعد مكث مدة بسيطة بعد التحرر عن الإستعمار الغربي قام الجنرال سياد بري العسكري بإغتيال عبد الرشيد وبعد ذلك أعلن سياد بري الحرب على أثيوبيا بحجة أنه سوف يحرر الصوماليين عن الإستعمار الأثيوبي ولكن مآله ونواياه باءت بالفشل ،وتدهورت الصومال ونتج من ذلك سقوط الحكومة الصومالية وأصبحت الصومال دون حكومة لمدة عشرين سنة ومن هنا بدأ دخول “حركة الشباب الإرهابية” و القاعدة و تأسيس حركة الشباب في الصومال الذين يهددون القرن الإفريقي .
ومنذ ذلك وقفت أثيوبيا الي جانب الحكومة الصومالية ضد الإرهاب الذي يزعزع الحكومة الصومالية كما أرسلت أثيوبيا أيضا قوات حفظ السلام مع التنسيق مع الأمم المتحدة والإتحاد الإفريقي ووجدت الصومال السلام واستطاعت حماية سيادة أراضيها بكل شرف وعز.
واشار الي ان جمهورية مصر العربية لاتسعي لانقاذ الشعب الصومالي و محاربة حركة الإرهاب بل تسعى لتحقيق أغراضها الخاصة وزعزعة القرن الإفريقي وأمنه.
واضاف ان الأمم المتحدة بالتنسيق مع الإتحاد الإفريقي كونت قوات حفظ السلام حيث سعت أثيوبيا لحماية المنطقة ومحاربة الإرهاب ولمساعدة الحكومة الصومالية وان أثيوبيا عملت على حماية أمن القرن الإفريقي حيث أنها أكبر دولة من الناحية السكانية والقوة الإقتصادية والسياسية ولذا تم ترشيح أثيوبيا من قبل الأمم المتحدة والإتحاد الإفريقي لحماية المنطقة من زعزعة الإرهاب ” حركة الشباب”وقد لعبت أثيوبيا في هذا المجال دورا بارزا في تعزيز أمن القرن الإفريقي .
وذكر الأستاذ محمد أمان بأن جمهورية مصر العربية والجامعة العربية لم تقدم ولم تعمل لأجل تعزيز السلام والإستقرار في الصومال و لأجل توحيد صفوف الصومالين بعد سقوط الجنرال “سياد بري “
وأكد الأستاذ محمد على أن على شعب الصومال ان يفهم ويدرك نوايا مصر التي تسعي لخلق العداوة بين الصومال و اثيوبيا .
وقال أن القرن الإفريقي شعب واحد ومصالحه مشتركة وان الذي سبب المشاكل في السودان هي تدخلات مصر ولم تحل تلك المشاكل حتى الآن وهي تتفرج علي الحرب الضارية بين السودانيين ولم تجلب لهم السلام والإستقرار .
وأشار الأستاذ محمد أمان إلى أن تاريخ مصر العربية تاريخ ملئ بالصراع والتانفس والحقد على أثيوبيا منذ أقدم العصور مع الرغم نحن وهم يشربون من حوض واحد ألا وهي نهر النيل وهم لايقدرون الأثيوبيون وحاولو ا لمنع أثيوبيا من الإستفادة من النيل الأزرق منذ عهد محمد علي باشا مع الرغم من ان اثيوبيا لا تسعى لخلق أي ضرر من خلال الإستفادة من نهر النيل .
واضاف ان المصريين شنوا حملة آنذك حين وصلت حملة عسكرية لأجل السيطرة على البحر الأحمر إلا أن هذه الحملة باءت بالفشل عدة مرات ورجعوا وذلك بسبب صمود الشعب الأثيوبي الباسل ووقوف جميع الشعوب الأثيوبية ضد هذا الهجوم الخارجي.
ونوه الأستاذ محمد أمان على أن بناء أثيوبيا سد النهضة العظيم هوتلبية لرغبات المواطنين الأثيوبيين في مجال الأنشطة الإنمائية ونحن والمصريون يجب أن نستفيد من نهر أباي بدون أن نسبب أي ضرر لدول المصب وخاصة الشعب المصري والسوداني و أن الناس مشتركون في ثلاثة أشياء الماء، والكلأ، والنار ولذا ينبغي أن نستفيد على حد سواء.
واضاف اننا في حاجات ماسة الي الطاقة الكهربائية وتحتاج بلادنا إلى الطاقة الكهربائية في المدن والأرياف لذلك يجب أن نستفيد منه ونحن مشتركون في الإستفادة منه وأنه يجب ان نحافظ على علاقتنا كما كانت في الماضي.
وأشار الأستاذ محمد أمان إلى أن ميناء جمهورية أرض الصومال حين يبدأ تقديم الخدمات سيلعب دورابناءة في مجال تعزيز النمو الإقتصادي بين البلدين وذلك عبر توسع التجارة بينهما كما أن أثيوبيا دولة كبرى من ناحية السكان وتحتاج إلى تصدير المنتجات إلى الخارج و تحتاج أيضا إلي إستيراد الأشياء الضرورية وخاصة إدخال الوقود و السيارات وغيرها من المواد الضرورية للحياة ولذلك سوف يستفيد مواطنو كلا البلدين في مجال خلق فرص العمل بصورة موسعة في هذا المجال.
وقال ان أثيوبيا تلعب دورا كبيرا في تعزيز الأمن الإقليمي ومنع القرصنة وفي مجال الأمن والتجارة الدولية وخاصة المضايق البحرية بما في ذلك مضيق باب المندب الإستراتيجي وتحقيق أمن السفن البحرية على مستوى القرن الإفريقي .