**رئيس البنك الأفريقي للتنمية يقول لوزراء التنمية في مجموعة السبعة أن أفريقيا لديها ما يلزم لإطعام نفسها.
برزت إثيوبيا وسط أزمة الغذاء التي تلوح في الأفق، كدولة أفريقية اتخذت خطوات مهمة لتحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج الغذاء.
وأكد رئيس للبنك الأفريقي للتنمية، الدكتور أكينوومي أديسينا خلال اجتماع مع وزراء التنمية في مجموعة السبعة يوم الخميس الاسبق ، أن إثيوبيا وبدعم من التقنيات الزراعية لبرنامج التحول الزراعي الأفريقي التابع للبنك الأفريقي للتنمية، لم تستورد الحبوب في عام 2022.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تواجه فيه أفريقيا نقصًا حادًا قدره 30 مليون طن متري على الأقل من الإمدادات الغذائية بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، إذ أثرت الحرب بشكل خاص على استيراد القمح والذرة وفول الصويا من كلا البلدين.
وصرّح الدكتور أديسينا لوزراء التنمية لكندا وفرنسا والاتحاد الأوروبي وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة قائلا: ” لقد قدمنا إلى إثيوبيا أكثر من 61000 طن متري من البذور من أصناف القمح المقاومة للحرارة “.
كما أشار الدكتور أديسينا إلى أن البذور مكنّت إثيوبيا من زيادة مساحاتها المزروعة من إنتاج القمح من 50 ألف هكتار في 2018 إلى 167 ألف هكتار في 2021 وإلى 400 ألف هكتار في 2022. وقال رئيس البنك إنه علم خلال لقاء مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد الأسبوع الماضي أن إثيوبيا لم تستورد القمح هذا العام.
وقال الدكتور أديسينا أن إثيوبيا تنتج قمحًا على مساحة 650 ألف هكتار، وهي في طريقها لزراعة مليوني هكتار العام المقبل. وتمكنت البلاد من حصد 2.6 مليون طن، وهي تخطط لبدء التصدير إلى دولتي كينيا وجيبوتي العام المقبل.
وأشاد السيد أديسينا بهذا الأمر قائلا “أنها قصة نجاح مثيرة للإعجاب، وأن أفريقيا لديها ما يلزم لإطعام نفسها”.
وحضر الاجتماع وزراء من عدة دول أفريقية، بما في ذلك السنغال وجنوب أفريقيا وتونس وزامبيا، الذي نظمته ألمانيا التي تتولى الرئاسة الحالية لمجموعة السبعة. ولعب الوزراء الأفارقة دورًا نشطًا في المناقشات حول الموضوع الأساسي وهو “الاستجابة للأزمات المتعددة في القارة الأفريقية – التركيز على الأمن الغذائي”. كما شارك في الاجتماع ممثلو مفوضية الاتحاد الأفريقي، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، وصندوق النقد الدولي، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومجموعة البنك الدولي، وبرنامج الأغذية العالمي.
وقال مفوض التجارة والصناعة بمفوضية الاتحاد الأفريقي، السيد ألبرت موشانجا أن أفريقيا تظل على الرغم من الجهود المبذولة في جميع أنحائها لحل مشكلة إنتاج الغذاء، مستوردا صافيا للغذاء، مشددا على أن الوقت قد حان لإنهاء ذلك.
ودعم متحدثون آخرون وجهة نظر السيد موشانجا، وسلطوا الضوء على تأثير الحرب في أوكرانيا، وتغير المناخ، بالإضافة إلى التدابير المتوسطة والطويلة الأجل لضمان الأمن الغذائي في أفريقيا.
وقال وزير المالية السنغالي، السيد أمادو هوت، إن حكومته خصصت 11٪ من ميزانيتها لقطاع الزراعة للمساعدة في معالجة الأزمة، مضيفا أن الحكومة السنغالية رفعت ميزانيتها الزراعية الإجمالية بنسبة 17٪.
وأشارت مساعدة المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي للشراكات والمناصرة، السيدة أوتي كلامارت، واصفة المساعدة الإنسانية بأنها استجابة “إسعافات أولية”، إلى أن الحرب في أوكرانيا يجب أن ينظر إليها باعتبارها نقطة تحول عالمية.
وقال المدير العام لمنظمة العمل الدولية، السيد جيلبرت هونجبو إن الحل يكمن في تغيير النظام الغذائي والأهمية القصوى للحماية الاجتماعية للفقراء.
وأشار وزير التنمية البريطاني، السيد جيمس كليفرلي إلى أنه “لا يوجد شيء طبيعي أو حتمي بشأن نقص الغذاء في أفريقيا”، كما قال إن إزالة الحواجز الداخلية للتجارة داخل أفريقيا لإثبات فوائد التجارة الحرة كانت نقطة مهمة أخرى.
وكشف السيد أديسينا إن خطة الإنتاج الغذائي الطارئ الأفريقي التي تبلغ قيمتها 1.5 مليار دولار والتي وضعها البنك الأفريقي للتنمية، ستستخدم لدعم البلدان الأفريقية في إنتاج الغذاء بشكل سريع. وأوضح أن ذلك سيكون من خلال دعم المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة لسد النقص الغذائي الناجم عن انقطاع الإمدادات الغذائية نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية. وتواجه أفريقيا الآن نقصًا يقدّر بـ 30 مليون طن متري على الأقل من الغذاء، خاصة القمح والذرة وفول الصويا المستوردة من كلا البلدين.
وسيوفر مرفق الإنتاج الغذائي الطارئ الأفريقي لبذور المعتمدة لـ 20 مليون مزارع أفريقي من أصحاب الحيازات الصغيرة. ويخطط البنك الأفريقي للتنمية لاستثمار 1.3 مليار دولار في تنفيذ الخطة، وقال السيد أديسينا إنه سيسعى للحصول على دعم مجموعة السبعة مقابل 200 مليون دولار اللازمة لسد فجوة التمويل.