رغم الضغوط التي وضعت غير ضرورية على الحكومة الاثيوبية التي كانت تقاتل العناصر المناهضة للسلام في الداخل على الرغم من جميع الضغوط الخارجية والداخلية ، تمكنت الحكومة الإثيوبية من السيطرة على المواقف وتهدئة البلاد نسبيًا ، مما أدى إن ترفع حالة الطوارئ، والحوار الوطني المقترح ، والوصول غير المقيد للمساعدات الإنسانية في المناطق المتضررة من النزاع، هي شواهد على التزام الحكومة بالسلام الدائم في البلاد.
بالرغم من كل هذه الجهود من أجل السلام، واصلت الجبهة الشعبية لتحرير تجراي استفزاز المناطق المجاورة، مما زاد من عرقلة الدعم الإنساني لاقليم تجراي.
مما لا شك فيه أن تتغلب اثيوبيا على مثل هذه التحديات من خلال جهودها الخاصة. لقد مرت إثيوبيا بالصعوبات خلال العامين الماضيين أو أكثر. لقد نجت من التحديات وتتقدم نحو ظروف أفضل نسبيًا. “وهكذا ، سيتم تجميد المزيد من المشاكل في الوقت المناسب.”البروفسور ادام كامل
اليوم يعاني القرن الافريقي من كارثة انسانية اخري من جنوب إثيوبيا إلى شمال كينيا، مرورا بالصومال، تواجه منطقة القرن الأفريقي جفافا يثير قلق المنظمات الإنسانية إذ يهدد بالجوع 13 مليون شخص.
في هذه المناطق التي يعيش سكانها بغالبيتهم على تربية المواشي والزراعة، عرفت مواسم الأمطار الثلاثة الأخيرة منذ نهاية العام 2020، شحا في المتساقطات يضاف إلى اجتياح الجراد الذي أتى على المحاصيل الزراعية بين 2019 و2021 وياليوم بداء يظهر مرة اخري لتدمير ما تبقي من امل لشعوب هذه المنطقة المنكوبة .
وتفيد الأمم المتحدة أن 5.7 مليون شخص بحاجة إلى مساعدة غذائية في جنوب إثيوبيا وجنوب شرقها، من بينهم نصف مليون طفل وأمهات يعانون من سوء التغذية. وفي شرق كينيا وشمالها حيث أعلن رئيس البلاد حالة الكارثة الوطنية في سبتمبر، يحتاج 2.8 مليون شخص إلى مساعدة.
صرّح الأمين التنفيذي للهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية، الدكتور ورقنه غبيهو، بأن أكثر من 29 مليون شخص في شرق أفريقيا يواجهون نقصا حادا في الغذاء بسبب حالة الجفاف المتكررة.وناشد الأمين التنفيذي الدول الأعضاء في “إيغاد” وشركائها أن يتكاتفوا لمنع احتواء الوضع المتردي في المنطقة، وتقديم مساعدات حاسمة بشكل عاجل.، فإن ما يصل إلى 16 مليوناً من إجمالي الأشخاص المتأثرين بشدة بالوضع بحاجة إلى مساعدات غذائية فورية.
خاصة إقليم الصومال وبرونا وبعض المناطق في اوروميا المتأثرة بالجفاف والجراد الذي سيقضي علي الاخضر واليابس وإقليمي أمهرة وتجراي المتأثرين بالحرب الأخيرة. واكد رئيس الاقليم الصومالي مصطفى محمد ، إن أكثر من مليون من الثروة الحيوانية نفقت نتيجة الجفاف ويعتبر هذا الاسواء منذ 40 عام الماضية .
وفي كينيا على سبيل المثال، نفق ما لا يقلّ عن 1.4 مليون رأس ماشية، بحسب ما تفيد الهيئة الوطنية لإدارة الجفاف.
يعيق نقص التمويل الاستجابة الإنسانية للجفاف الشديد في جنوب شرق إثيوبيا حيث يركز المانحون الدوليون والحكومة الفيدرالية مواردهم على الصراع المستمر منذ 16 شهرًا والذي اثر علي اقليم امهرا وعفار و تجراي والمناطق الشمالية الأخرى وبرونا والصومالي من جراء الجفاف وظهور الجراد الصحراوي وخطورة الموقف مع شح المياه نعم انه ناقوس الخطر يضرب المنطقة ككل وبصورة عامة القرن الافريقي ككل .
نقص التمويل يحبط استجابة إثيوبيا للجفاف مع تكاثر الأزمات واخيرا ظهور الجراد الصحراوي الذي سيغضي علي الاخضرواليابس والمؤسف ان معظم المانحيين “يركز معظم المانحين على حالات الطوارئ الأخرى السائدة الآن في إثيوبيا وادخال السياسة في القضايا الانسانية .” رغم ان ناقوس الخطر يدق ليس في اثيوبيا وحدها بل كل القرن الافريقي الذي يعاني الامرين .
قال رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في إثيوبيا إن المساعدات الإنسانية المقدمة للمحتاجين في إثيوبيا ليست كافية مقارنة بالأزمات المعقدة التي تواجهها البلاد.
في مقابلة حصرية مع وكالة الأنباء الإثيوبية ، قال رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في إثيوبيا ، ميشيل سعد ، إن الكثير من الناس بحاجة إلى مساعدات إنسانية في إثيوبيا. لسوء الحظ ، لم تتوقف المعاناة. نحن نطالب بأكثر من 3 مليارات دولار أمريكي لدعم أكثر من 22 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية.”
واخيرا لا يمكن ان يقف المجتمع الدولي متفرج مما يحدث في اثيوبيا الدولة المهمة من القارة و لا يمكن معالجة ذلك إلا من خلال المساعدة الإنسانية العاجلة والمستمرة لإنقاذ الأرواح الابرياء وتوفير سبل العيش حتى يتمكنوا من الاستمرار في موسم الحصاد المقبل ومحاربة الجراد قبل ان يستفحل ويخرج عن السيطرة هل من مجيب ؟!.