مفهوم الحوار الوطني!

تعريف الحوار الوطني

الحوار الوطني الحوار الوطني هو تبادل الرأي في القضايا المهمّة بين مختلف فئات الشَّعب السياسية، وفصائله العاملة؛ فالتعدُّد الحزبيّ والاختلاف الفكريّ من طبيعة البشر، لذا تنشأ في الدول أحزاب سياسيَّة لها رأيها السياسي الخاص، ورؤيتها المستقلَّة للأمور بناءً على قناعاتها الخاصَّة، وفهمها وتقييمها للمصلحة، وتنشأ عادةً اجتهاداتٌ مُختلفة من قبل هذه الأحزاب والمُسمَّيات، والكيانات السياسيّة، وقد تتعارض فيما بينها، ممَّا يؤثر على نهج العلاقات اليوميَّة فيما بينها في الدولة، ويؤثّر على بعض القرارات، لذا لا بُدَّ من اعتماد سياسة الحوار فيما بينها بهدف الخروج إلى رأيٍ توافقيٍ يحقق نظرةَ وطموح الجميع، وللحوار الوطني آدابُه التي تجب مُراعاتها، وتترتّب عليه نتائج إيجابيَّة تنعكس على الشكل الوطني.

آداب الحوار

الوطني تقديم المُتحاورين للمصلحة العامّة على المصالح الحزبيّة؛ يتجلى ذلك بتوفُّر الاستعداد التام عندهم للتنازل عن المواقف المُثيرة للخلاف لصالح المصلحة العامَّة. عدم الارتباط بأجندة خارجيَّة، وحسابات خاصة تُعقِّد فُرص الوصول لحلولٍ مُشتركةٍ حول مسائل الخلاف. انتهاج العلميَّة والمهنيَّة في عرض المواقف المُختلفة؛ ويتجلى ذلك بتوفُّر الأدلة المهنيَّة والعلميَّة لديهم عند عرض آرائهم. الحياديَّة في الأطراف المُنظِّمة للحوار، كمظهر للنيَّة الصافية لديها، ممَّا يُعطي فرصاً لنجاح الحوار. انتهاج آداب الحوار العامّة؛ كخفض الصوت، وتجنُّب السبّ والتجريح، وفسح المجال للمُتحاور ليقول رأيه.

هناك عناصر مشتركة في جميع هذه العمليات  اولا ً َ ، تستخدم جميعها الحوار كأداة لادارة  عمليات التغيير المعقدة.  ثانيا : تشتمل جميعها على نطاق أوسع من الجهات الوطنية صاحبة  وتتناول نطاقا ً أوسع من القضايا مقارنة بالاتفاقات المعقودة بين النخبة، التي كانت   شائعة انذاك ومع أن كل عملية استجابت إلى مجموعة ٍ فريدة ّ من التحديات فقد بشرت جميعها بالتحول بعيدا عن عقد صفقات النخبة والتوجه نحو سياسات أكثر شموال وتشاركية. ومع ذلك فمثلما يعرض بلانتا واخرون (2015) ، التسليم بان هذا التحول بديهي . فهم يفترضون بان الحوار الوطني ، ليكون شاملا ، لا بد له من حبك هذه الفرضية او هذا الهدف بفعالية فيك خطوة من خطوات العملية . ومن الناحية العملية نجد ان “ادوات التغيير عضة للتاثير ، مثلما هي حال النزاع ” (نقلا عن سيبرت في تورتونن ولينينماكي 2015 ، ص7) مما يجعل التنقل في مسالك هذا الواقع بطيقة بناءة يتخذ اهمية اكبر . علاوة علي ذلك، ليست هنالك مخططات اولية او قوالب نمودجية او صناديق ادوات متاحة لتصميم عملية الحوارت الوطنية . ولا بد من ات تكون الاداة المفترضة لتحويل مسار كل نزاع واهدافها متجذرة في السياق الذي تسعى الي دعم تغييرة

بعض الامثلة لنجاح الحوار الوطني

وقد أصبحت لجنة الحقيقة والمصالحة مثالاً تحتذي به البلدان الأخرى التي تهدف إلى الانتقال من حُقب الأزمات السياسية أو القمع الشديد. وقد حققت اللجنة نجاحاً في إشراك مواطني جنوب أفريقيا والجمهور العالمي في مجرياتها من خلال الأفلام ووسائل الإعلام، مما دفع العديد من الجهات في مختلف أنحاء العالم للاحتفاء بإنجازات اللجنة، وشجع العديد من الدول على نقل هذا النموذج.

أنواع جبر الضرر

يسعى جبر الضرر إلى تحقيق الإعتراف بالأذى الذي تعرّض له ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان المنتظمة ومعالجتها. في هذا السياق، يزوّد برنامج العدالة التعويضية للمركز الدولي للعدالة الانتقالية منظّمات الضحايا والمجتمع المدني وصانعي السياسات عبر العالم بالمعرفة والخبرة المقارنة حول جبر الضرر.

يُمكن أن تصمم مبادرات جبر الضرر بطرق عديدة. كما يُمكن أن تشمل التعويض المالي للأفراد أو الجماعات؛ ضمانات عدم التكرار؛ الخدمات الاجتماعية مثل الرعاية الصحية أو التعليم؛ واتخاذ تدابير رمزية مثل الاعتذارات الرسمية أو الاحتفالات العامة.

بعض الأمثلة:

من عام 1996 إلى عام 2008، دفعت الحكومة التشيلية أكثر من 1.6$ مليار للمعاشات التقاعدية لبعض ضحايا نظام بينوشيه، وأقامت برنامج رعاية صحية متخصص للناجين من الانتهاكات. وقد رافق هذا اعتذار رسمي من رئيس الجمهورية.

تقوم الحكومة المغربية حالياً بتنفيذ كل من التعويضات الفردية والمجتمعية لأكثر من 50 سنة من سوء المعاملة على نطاقٍ واسع. وتشملُ هذه التعويضات تمويل المشاريع المقترحة من قبل المجموعات التي اُستبعدت في وقت سابق عن عمد من برامج التنمية لأسباب سياسية.

في عام 2010، اعتذر رئيس سيراليون رسمياً للنساء ضحايا النزاع المسلح الذي دام 10عاماً في بلاده. يُشكل هذا الاعتذار جزءاً من الجهود الجارية لتوزيع تعويضات متواضعة، وإعادة التأهيل وغيرها من الفوائد للضحايا.

وفي خلال جلسة الأسئلة والأجوبة في احدى  الندوت، سأل أحد الموجودون عن كيفية مسامحة المجتمعات للذين ارتكبوا جرائم، ليس بحق الشعب فحسب، بل أيضاً بحق الوطن عندما منعوه من التطور. فأجمع المشاركون على أنّ السؤال الذي يجب على الناس طرحه ليس كيف يمكنهم المسامحة، بل ماذا يتوجب عليهم فعله من أجل وطنهم. هل يريد الشعب أن يبني دولة جديدة، أو أنه يريد أن يعود لأساسات الحقبة السابقة؟ ويطرح هذا السؤال نفسه أمام جميع دول الربيع العربي، كما يجب أن يكون جزءاً من عملية حوار وطني طويلة – وشاقة في بعض الأحيان – من شأنها أن تأتي برؤية وطنية موحدة؛ رؤية تركّز على العدالة الانتقالية لا “العدالة الانتقامية”.

واخيرا  إنّ الأنظمة الراشدة هي التي تجعل من الحوار الوطنيّ نهجاً وسياسة لها، فيزدهر بسياستها الوطن، وبخلاف الحوار الوطني يوجد القمع والاستبداد، وتكثر الصراعات الداخليَّة، وتعمُّ الفوضى والاضطرابات، ممَّا يؤثّر على الاستقرار في شتى مجالات الحياة؛ فيعمُّ الجهل، ويكثر التخلُّف، وتتفكك الجبهة الداخليَّة، وتتعرض البلاد لمطامع الأعداء والطامعين. مفهوم الحوار الوطني -إبراهيم العبيدي

 

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *