تقرير: سفيان محي الدين
تلعب وسائل الإعلام بشتى أنواعها دورًا كبيرًا في تشكيل الوعي المجتمعي لدى قطاع كبير من الأفراد من جهة، والمجتمعات من جهة ثانية، سواء أكانت الرسالة سلبية أم إيجابية، فالإعلام سلاح ذو حدين، ومن هذا المنطلق، يجب على كل عاتق القائمين على هذه الآلة في العالم ، أن يعززوا دورهم في انتقاء ما يعرض في شتى وسائل الإعلام من كل إذاعة أو تلفاز أو غيرها ،فواجب على هذه الوسائل نحو المجتمع و هو بنـاء الوعـي الجماهيري، وتوجيه المجتمع نحـو انتقـاء المحتـوى الإيجـابي القيـم والمفيـد، وتشـجيع أبنائهم عـلى المشـاركة في تقديـم وتطويـر محتـوى متميـزلصالح المجتمع ، وكذلك اسـتخدام التكنولوجيـا الحديثـة في إيجـاد مضامـين إعلاميـة مبتكرة.
وفي هذا الصدد قال الدكتور تجني ورقو وهوعضو في مفوضية الحوار الوطني إن الحوارالوطني والسلام كلاهما فوق كل شيئ ولذا يجب على الشعوب الأثيوبية إختيار الحوار البناء والسلمي والسعي علي المحافظة علي السلام والإستقرار وبذل الجهود بالتعاون.
واضاف ان أثيوبيا تتكون من عدة قوميات و أديان وتعيش منذ آلاف السنين بالتعاون والتكاتف والتعايش السلمي والوقوف إلى جانب بعضهم البعض في السراء والضراء ،وذلك على وجه تعزيز المساواة بين الشعوب، ومن هنا تسعى هذه المفوضية الي خلق روح الحوار السلمي والتعاون وإحلال السلام السلمي بين الشعوب الأثيوبية.
وأشار الدكتور إلى أن الهدف من هذه المفوضية هو الحوار و ترسيخ السلام والإستقرار وبذل الجهود في مجال الوحدة والسلام والإستقرار لكل الشعوب الأثيوبية التي تأكل وتتغذى من مائدة واحدة وتشرب أيضا من نهرأواحد وان أثيوبيا هي أرض السلم والسلام وان الوحدة هي أساس المجد والدفاع عن الوطن كما حدث في معركة عدوا المجيدة لدي التصدي للعدوان الخارجي الإيطالي .
وقال ان البلدان المتقدمة الأوروبية إزدهرت في شتى المجالات الإقتصادية والسياسية والإجتماعية لأنها حافظت على وحدتها وأن أثيوبيا تمتلك الثروة الطبيعية من المياه والهواء الطلق النقي ويمكنها تحقيق الازدهار مثل تلك الدول .
ومن جانبه قال الدكتور وندمو لجسا المسؤول في قسم التعليم في جامعة جما ومحاضر في مجال صياغة السرديات الإعلامية لتعزيز الوحدة والشمول في عملية الحوار الوطني إن وسائل الإعلام الأثيوبية تلعب دورا كبيرا في مجال تعزيز الحوار الوطني من خلال تنفيذ أعمال الصحافة والعمل بالصدق والوفاء والأمانة وعدم التحيز والإنحياذ في هذا المجال .
ونوه الدكتور وندمو على أن الإعلام الأثيوبي يجب أن يعمل و يأخذ الآراء من المجتمع حتي يكون للحوار الوطني نتائج إيجابية ومثمرة بصورة فعالة ويحقق التقارب والتفاهم بين الشعوب .
ومن ناحيته حث البروفيسور مسفين أرايا، المفوض الرئيسي لمفوضية الحوار الوطني الإثيوبية جميع أصحاب المصلحة على العمل بجدية أكبر في تقديم أجندات تمكن من تعزيز الديمقراطية والحوار السلمي في أنحاء البلاد .
كما أكد أيضا على الدور الحاسم لأصحاب المصلحة في عملية التشاور الوطني الجاري حيث حث المشاركين أيضا على تقديم أجندات تركز فيه بشكل خاص على تعزيز وبناء قدارت السلام والإستقرار التي تحقق الديمقراطية على مستوى البلاد .
وحث أيضا الصحفين بنقل النتائج الإيجابية و المثمرة خلال اجراء الحوار للشعوب أولا بأول وذلك بعد التأكد من الآراء الإيجابية للمجتمع بهدف تعزيز التقارب والتفاهم .
ومن ناحيتها قالت الدكتورة هيوت يوهانس وهي من جامعة هواسا قسم تعليم الصحافة إن إجتماع مفوضية الحوار الوطني مع الوسائل الصحافة الأثيوبية كانت بتوجيهات من قبل الحكومة الفيدرالية من اجل مواصلة الحوار السلمي والبنا ء، وأنه يجب ان يعمل كل الصحفيين لخدمة الوطن والمواطنين من خلال الدعوة إلى السلام والإستقرار.
واضافت ان على الجهات المعنية في الحكومة تعزيز حقوق الإنسان وبذل الجهود في تحقيق الديمقراطية ،كما ينبغي على الوسائل الإعلام التاكد من مصادر الأخبار قبل نقلها .
واشارت الي ان المجتمع عليه أن يقبل الجهود التي تبذلها الحكومة وأن يسعي ورائها بالتكاتف من اجل تعزيز الديمقراطية و الأمن والسلام في البلاد.
واضافت أن الاستقرار والتعايش السلمي يساهمان في بناء بيئة للتعايش السلمي بين الأفراد والمجتمعات، كما أن الحوار وحل الخلافات بالتفاوض تعززان التعاون والتضامن ويمكن تحقيق التنمية المستدامة وأيضا أن الإستقرار هو عامل أساسي لجذب الاستثمارات وتعزيز النمو الاقتصادي وتحسين مستوى الحياة.
ومن ناحيته ذكر الدكتور عبديسا زراي خبير الصحافة في جامعة أديس أبا با ومحاضر فيها في مجال قسم الصحافة بأن الهدف من تأسيس مفوضية الحوار الوطني هو مكافحة الآراء السيئة وذلك عبر توعية المجتمع و تعزيز الحوار السلمي وإبراز أهمية الوحدة والسلام والإستقرار من اجل بناء أثيوبيا مزدهرة في كل مجالات الأنشطة الإنمائية المختلفة مثل أنشطة توسعة الديمقراطية والنمو الإقتصادي و تعزيز البنية التحتية التي تهدف إلى تغيير صورة البلاد في شتى المجالات.
وأكد الدكتور على أن الصحفيين يجب أن يتحلوا بالأمانة اثناء نقلهم للاخبار وألا ينشروا الإشاعات التي من شأنها هدم كيان المجتمع، وأن يجعلوا من أنفسهم رقباء على ما يعرضون ويكتبون حتى لا نعيش في الفوضي والتخبط واللامصداقية، التي من شأنها أن تضر بكيان الدولة والمجتمع ، وبالتالي تنعكس سلبًا على الفرد والمجتمع في سير الحياة .
ومع الاعتماد المتزايد على الإنترنت، أصبحت منصات التواصل الاجتماعي تؤدي دورًا رئيسًا في بناء الوعي، وصارت ركنًا أساسيًّا للتواصل اليومي واستقبال المعلومات بالنسبة لكثير من الأشخاص في العالم، فهناك من يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي كوسيلة للترفيه وتقضية الوقت، وربما لإضاعة الوقت، وآخرون أدركوا مدى قوة تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، فاستخدموها بشكلها الإيجابي الفعال للمجتمع .
وخلاصة القول أن السلم والسلام يمثلان ركيزا أساسيا لبناء مجتمعات مزدهرة وعادلة ومستدامة، حيث يعززان التعايش السلمي والتفاهم و تحقيق العدالة والتنمية ورعاية حقوق الإنسان على مستوى البلاد .