التزام اثيوبيا الثابت بالسلام والاستقرار الإقليميين

 

على مدى السنوات القليلة الماضية، عملت إثيوبيا بجد لتعزيز علاقاتها الدبلوماسية وتعزيز السلام والأمن الإقليميين، ليس فقط مع الدول المجاورة لها ولكن أيضًا في جميع أنحاء أفريقيا وخارجها.

وعلى الرغم  من التحديات  لا تزال إثيوبيا تضع نفسها كمنارة لتعزيز السلام والاستقرار الدائمين في قارة مثقلة بالتحديات المتكررة التي تتراوح من عدم الاستقرار السياسي والصراعات العنيفة إلى الأزمات المتعلقة بالمناخ وغيرها.

وكان التزام إثيوبيا وجهودها من أجل السلام والتنمية الإقليمية واضحًا من خلال مشاركاتها الدبلوماسية والعسكرية، مما يدل على التزام واضح بالتعاون وحل النزاعات.

لقد أدركت البلاد أهمية التعاون الإقليمي في معالجة تحديات السلام والأمن؛ وكانت سباقة في إقامة شراكات مع دول في جميع أنحاء أفريقيا. ولعبت هذه الشراكات، بدورها، دورًا محوريًا في مواجهة التهديدات التي تتجاوز الحدود الوطنية وتتطلب استجابة جماعية.

ومؤخرا  أبرمت إثيوبيا اتفاقيات مع العديد من الدول الأفريقية؛ مع التركيز على تعزيز السلام والأمن والاستقرار والتنمية في مختلف أنحاء القارة.

ومن نيجيريا إلى أوغندا، أبرمت إثيوبيا بالفعل اتفاقيات عسكرية استراتيجية مع الحلفاء المجاورين والبعيدين، وحشدت الدول معًا لدعم الأمن والاستقرار القاري. وتشمل هذه الجهود مبادرات تبادل المعلومات الاستخباراتية، والتدريبات العسكرية المنسقة، وتشكيل تحالفات دفاعية استراتيجية تساهم بشكل جماعي في الأمن الإقليمي.

ويمتد التعاون إلى لاعبين أفارقة رئيسيين مثل كينيا والجزائر ودول أخرى تهدف إلى تعزيز أطر الأمن الإقليمي، وتحسين جهود مكافحة الإرهاب، ومعالجة قضايا مثل الجريمة العابرة للحدود الوطنية، والنزاعات الحدودية، وحركة الجماعات المسلحةالمتطرفة. ومن خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية والموارد، تعمل هذه البلدان معًا لمواجهة التحديات التي تتطلب حلولاً جماعية، وتعزيز دور إثيوبيا كقائدة في تعزيز السلام والاستقرار في أفريقيا.

ومؤخرًا، اتخذت إثيوبيا خطوة مهمة أخرى بتوقيع اتفاقية عسكرية مع جيبوتي لرفع مستوى التعاون في مجالات الأمن والاستخبارات والمجالات ذات الصلة. واتفق جهاز المخابرات والأمن الوطني الإثيوبي وجهاز التوثيق الأمني ​​في جيبوتي على إنشاء قوة عمل مشتركة، وتعزيز التعاون الأمني ​​ومعالجة المخاوف، على طول حدودهما المشتركة، وبالتالي المساهمة في السلام والاستقرار الإقليميين.

ويؤكد هذا الاتفاق على أهمية التعاون الإقليمي في الحفاظ على السلام ومعالجة المخاوف الأمنية في منطقة واجهت في كثير من الأحيان عدم الاستقرار بسبب الصراعات ووجود الجماعات المتطرفة.

ومن المعالم الرئيسية الأخرى في الجهود الدبلوماسية الإثيوبية الزيارة الرسمية لوفد صومالي إلى أديس أبابا. وتمثل هذه الزيارة، وهي أول مشاركة منذ توقيع اتفاقية أنقرة، خطوة مهمة في حل المضايقات السابقة، وتعميق الثقة المتبادلة، وتعزيز التعاون الإقليمي والسلام داخل منطقة القرن الأفريقي والمنطقة.

وذكر المدير العام لجهاز المخابرات والأمن الوطني الإثيوبي السفير رضوان حسين على صفحته على وسائل التواصل الاجتماعي بأنه أجرى مناقشات مثمرة مع رئيس وكالة المخابرات والأمن الوطني الصومالي، عبد الله محمد علي، حول قضايا التحديات المشتركة والفرص والطريق إلى الأمام.

وأضاف السفير رضوان أنه في إطار متابعة إعلان أنقرة، تعهد الطرفان بالمضي قدمًا وإحباط أي محاولات من قريب أو بعيد لعرقلة تقدمهما.

وأن زيادة التعاون والتنسيق في إثيوبيا تشير إلى نفوذ البلاد المتزايد – ليس فقط من خلال قوتها العسكرية ولكن أيضًا في نفوذها الدبلوماسي المتوسع. ويتم الاعتراف بالبلاد بشكل متزايد كلاعب مركزي في المشهد المتطور للأمن الأفريقي. من خلال تنمية تحالفات قوية مع كل من الجيران الإقليميين والشركاء البعيدين، تعمل إثيوبيا على تعزيز دورها كقوة استقرار في منطقة القرن الأفريقي وفي جميع أنحاء القارة.

ولاشك أن التزام إثيوبيا الثابت بتعزيز السلام والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي وخارجها واضح من خلال مبادراتها الدبلوماسية الاستراتيجية وتعاونها العسكري. ومن خلال التعامل مع الدول المجاورة وإقامة شراكات في جميع أنحاء القارة، ولا تعالج إثيوبيا المخاوف الأمنية الفورية فحسب، بل تضع أيضًا الأساس للتعاون الإقليمي الطويل الأجل. ويجسد الاتفاق العسكري الأخير مع جيبوتي والمناقشات المثمرة مع الصومال نهج إثيوبيا السباق معالجة التحديات المشتركة وتعزيز الثقة المتبادلة بين الدول.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai