عمر حاجي
إن مساهمة إثيوبيا في أفريقيا لا تقتصر على خلق رمز للحرية فحسب، بل إنها لعبت دورا قياديا في تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية التي هدفت إلى مساعدة الدول الأفريقية التي كانت تحت الحكم الاستعماري في الحصول على استقلالها. وبناء على ذلك، قامت اثنان وثلاثون دولة في مايو 1955 رسميًا بتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية.
ولعبت إثيوبيا دورًا رائدًا في جعل هذه المنظمة حقيقة واقعة. وقد كان للإمبرطور هيل سيلاسي الذي كان زعيماً لإثيوبيا دوراً كبيراً في تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية التي تأسست كهدف أساسي وهو ضمان استقلال الدول الأفريقية وحققت مهمتها.
ومن ثم تم إنشاء الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا. ولعبت إثيوبيا دورا مهما في إنشاء الاتحاد الأفريقي برؤية أفريقية جديدة ووضعه موضع التنفيذ، تماما كما فعلت قبل أربعة عقود. وهناك تذكر مساهمات هائلة قدمها الإثيوبيون والقادة الأوائل للبلاد من أجل حرية أفريقيا. وتحت قيادة إثيوبيا، بذلت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية جهودا هائلة لإنشاء حكومات إقليمية قوية تكافح الإرهاب وتهديدات الأمن الوطنية والتي تشكل تهديدات أمنية هائلة وعرقلة للاستقرار في منطقة شرق إفريقيا.
وفي هذا السياق، ما أكد عليه السفير الاثيوبي لدي الجزائر السفير نبيات جيتاتشو، على أنه لم تكن هناك حكومة قوية في الصومال من قبل، وكان هناك صراع طويل الأمد في جنوب السودان، وفي مواجهة تلك التحديات كرست إثيوبيا نفسها بالكامل لإحلال السلام والاستقرار في القرن الأفريقي.
وكان دور إثيوبيا أمرًا حيويًا في تمكين الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية من خلال إجراء مفاوضات طويلة أدت الى توقيع الطرفين اتفاقية عام 2015 بشأن حل النزاع في جنوب السودان .علاوة على ذلك، ساعدت إثيوبيا بصفتها رئيسًا لمنظمة إيغاد، مع الاتحاد الأفريقي عن كثب في تحقيق المصالحة والتفاهم بين أصحاب المصلحة السودانيين بعد سقوط حكم الرئيس بشير.
كما أوضح السفير نبيات، أن توقيع الإعلان السياسي والدستوري وتشكيل حكومة مدنية انتقالية في السودان في 21 أغسطس 2019 ، وذلك استجابة لمطالب الشعب السوداني ، أظهر إسهام إثيوبيا دور مميز في احلال السلام في المنطقة. كما اعترف السفير نبيات بأن الشؤون الأمنية في القرن الأفريقي لا تزال تتطلب نهجا إقليميا حازما لرعاية استقرار طويل الأمد ومواجهة هذا الخطر، كما إن إثيوبيا تعمل جاهدة لتعزيز علاقاتها مع الدول المجاورة التي يمكن أن تكون مثالية للدول الأخرى.
ومن أجل ضمان السلام والاستقرار في القرن الأفريقي، لعبت البلاد دورًا رئيسيًا في إحلال السلام في السودان والصومال وجنوب السودان من خلال تطبيق مبدأ الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية. وستواصل إثيوبيا تعزيز جهودها لإقامة علاقات إقليمية على أساس المنفعة المتبادلة مع الدول المجاورة. وتعزيز العلاقات بين الشعوب في القرن الإفريقي خاصة والقارة الإفريقية بصورة عامة.
وهذا ما أكد عليه ضباط عسكريون أفارقة من الدول المجاورة للبلاد، على مساهمة إثيوبيا الاستثنائية في السلام والأمن في القارة، والتي تعود إلى حركة التحرير الأفريقية. وقد قامت كلية الدفاع الحربية الإثيوبية بتخريج ضباط عسكريين من إثيوبيا وكينيا وجنوب السودان وأرض الصومال وتنزانيا وأوغندا وبوروندي.
وكان قد وحضر الضباط دورات قصيرة وطويلة الأمد في مجالات الأمن العسكري والقيادة الإستراتيجية. وفي حديثهم إلى وكالة الأنباء الإثيوبية، أشاد الخريجون بإثيوبيا لتعاونها القوي مع الدول المجاورة في المجال العسكري ودعمها الطويل لحرية البلدان الأفريقية.
وفي هذا الصدد، قال العميد الكيني أوسالد أودور أوبيو: إن التدريب الذي تلقاه في الكلية لمدة عشرة أشهر زوده بمهارات وخبرات هائلة للوفاء بالتزامات بلاده بشكل فعال. مضيفا إلى أن الكلية الحربية مكنته أيضًا من فهم ومعرفة حكمة الإثيوبيين في تحقيق النصر الأفارقة على المستعمر الإيطالي في معركة عدوا، مشيرا إلى أن التدريب سيزيد من تعزيز التعاون الإقليمي والقاري ردًا على تهديدات السلام والأمن التي تواجهها إثيوبيا في المنطقة مثل الإرهاب.
علاوة على ذلك، أشاد بمساهمة إثيوبيا في السلام الإقليمي والقاري منذ نظام زمن الإمبراطور هيلا سيلاسي، حيث لعبت دورا كبيرا في تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية لضمان السلام والأمن ودعم النضالات المناهضة للاستعمار في أفريقيا. وقال: إن دور إثيوبيا في السلام والأمن يعود إلى سنوات عديدة. كما أن مساهمة الإمبراطور هيلا سيلاسي في توفير أماكن التدريب لعدد غير قليل من قوات التحرير الأفريقية أعطت الكثير من الدول الأفريقية الاستقلال .
وشدد العميد أوبيو على أن حركة الوحدة الأفريقية في إثيوبيا تعود إلى فترة النضال من أجل الاستقلال الاستعماري، وأن البلاد تنفذ حاليا مهمتها في مكافحة الإرهاب من خلال نشر بعثات حفظ السلام الخاصة بها.
ومن جانبه، قال العقيد مانجونج أنيجونج دوت من جنوب السودان: إنه تلقى المعرفة في مجال الأمن العسكري والقيادة الإستراتيجية من الناحية النظرية والتطبيقية في الكلية. مضيفا إلى أن المعرفة والخبرة في القيادة العسكرية التي اكتسبها في الكلية ستساعده على تعزيز التعاون الإقليمي والقاري بين الدول الأفريقية.
وقال العقيد مانجونج: إن إثيوبيا دولة عظيمة تلعب دورا هاما وإيجابيا في الشؤون الأفريقية، مشيدا بالتزام إثيوبيا بقضايا الحرية القارية والسلام والأمن في جميع الأنظمة منذ الإمبراطور هيلا سيلاسي.
وأوضح العقيد مانجونج، أن إثيوبيا قدمت الدعم لنيلسون مانديلا وكوامي نكوروما وغيرهم من الزعماء الأفارقة في الحرب ضد النضال الاستعماري في أفريقيا، مضيفا إلى أن الأنظمة المتعاقبة بعد الإمبراطور هيلا سيلاسي دعمت أيضا جنوب السودان لاستقلاله مما يدل على التزام إثيوبيا بالحرية القارية وتعزيز حماية السلام والأمن.
وقال العقيد مانجونج : إن دور إثيوبيا في القضايا الأفريقية دائمًا حيوي وإيجابي. حيث إن دورها بدأ منذ فترة طويلة.
ومن جانب آخر، أعرب العقيد أحمد عيديد عمر من أرض الصومال عن امتنانه للحكومة الإثيوبية وقوات الدفاع الوطني والكلية الحربية على الفرص التي قدمت له والتي من شأنها تعزيز قدرته العسكرية لبلاده.
وأشار العقيد أحمد إلى أنه تلقى تدريباً سابقاً في القوات المسلحة الصومالية، في مدرسة هورسو للتدريب العسكري للوحدات في إثيوبيا، مضيفا أن إثيوبيا دولة عظيمة تلعب دورًا بناء في الحفاظ على السلام والأمن في المنطقة من خلال مكافحة الإرهاب.