استضافة أديس أبابا الناجحة للقمة الافريقية

سمراي كحساي

تقف أديس أبابا، عاصمة إثيوبيا النابضة بالحياة، كمثال ساطع للدبلوماسية الأفريقية والثراء الثقافي و بفضل تاريخها الغني، ومناظرها الطبيعية الخلابة، وصناعة السياحة المزدهرة، تتمتع أديس أبابا بالقدرة على أن تصبح وجهة رئيسية للمؤتمرات والفعاليات الدولية.

وعلى وجه الخصوص، يُظهر سجل أديس أبابا في استضافة قمة الاتحاد الأفريقي ومؤتمر السيدات الأوائل قدراتها الاستثنائية كمدينة مضيفة.

و قد أظهرت قمة الاتحاد الأفريقي هذا العام مدى كون المدينة مركزًا مناسبًا للمؤتمرات للضيوف من القارة. وقالت وزيرة الدولة بالخارجية، السفيرة برتوكان أيانو، إن اديس ابابا استقبلت أكثر من 8000 ضيف من الاتحاد الأفريقي ووفقا لها، وصلت 54 رحلة طيران إلى مطار بولي الدولي و أثناء قيامه بمهمته المعتادة، كان المطار يستقبل ضيوف الاتحاد الأفريقي دون انقطاع.

وقالت إن إثيوبيا خدمت ضيوف الاتحاد الأفريقي الذين وصلوا إلى أديس أبابا لحضور القمة السابعة والثلاثين للاتحاد الأفريقي والمؤتمرات ذات الصلة مع الأخذ في الاعتبار البروتوكول الذي تستحقه ولجعل الضيوف يشعرون بالراحة.

ومكنت الأهمية التاريخية والتراث الثقافي المدينة من أن تكون مركزًا دبلوماسيًا ووجهة سياحية مناسبة و تجذب المدينة انتباه القادة من جميع أنحاء العالم.

وباعتبارها المقر الرئيسي للاتحاد الأفريقي، ترمز المدينة إلى وحدة القارة الأفريقية وتطلعاتها كما ان  استضافة قمة الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا تعزز مكانة المدينة كمركز للمناقشات السياسية والاقتصادية التي تشكل مستقبل أفريقيا.

علاوة على ذلك، تفتخر أديس أبابا بثروة من التراث الثقافي الذي من المؤكد أنه سيأسر الزوار الذين يحضرون مؤتمر السيدات الأوائل.و تضم المدينة العديد من المتاحف، مثل متحف إثيوبيا الوطني، الذي يضم بقايا لوسي المتحجرة الشهيرة، وهي واحدة من أقدم أسلاف البشرية. و يتيح استكشاف هذه الكنوز الثقافية للمشاركين التعمق في تاريخ إثيوبيا الغني، مما يعزز التقدير الأعمق لتراث أفريقيا المتنوع. وعلى سبيل المثال، فإن بناء متحف عدوة للنصر التذكاري وغيره من المراكز الترفيهية في قلب المدينة يجذب انتباه القادة من جميع أنحاء القارة.

إن التطور السريع الذي تشهده أديس أبابا والاستثمار في البنية التحتية الحديثة يجعلها مضيفًا مثاليًا للمؤتمرات واسعة النطاق. و يُعد مطار بولي الدولي بالمدينة بمثابة مركز طيران رئيسي، حيث يوفر اتصالاً ممتازًا بمختلف الوجهات الدولية كما تعد إمكانية الوصول أمرًا بالغ الأهمية للأحداث بهذا الحجم، مما يضمن ترتيبات سفر سلسة للمشاركين من جميع أنحاء العالم.

وفي السنوات الأخيرة، شهدت أديس أبابا نموًا كبيرًا في قطاع الضيافة لديها، حيث تلبي الفنادق وأماكن المؤتمرات ذات المستوى العالمي احتياجات الزوار الدوليين.

و تفتخر المدينة بمجموعة من خيارات الإقامة التي تناسب مختلف الميزانيات، بدءًا من الفنادق الفاخرة من فئة الخمس نجوم  كما توفر مرافق المؤتمرات الحديثة، والتي تكملها خدمات رفيعة المستوى مما يضمن بيئة مريحة ومثمرة للوفود.

إن استقرار أديس أبابا السياسي طويل الأمد والتزامها بالأمن يجعلها وجهة جذابة للمؤتمرات رفيعة المستوى. لقد أثبتت الحكومة الإثيوبية باستمرار قدرتها على توفير بيئة آمنة ومأمونة لكل من المواطنين المحليين والزوار الدوليين.

ومثل هذا الاستقرار ضروري لاستضافة أحداث بهذا الحجم، مما يضمن قدرة المشاركين على التركيز على أهداف المؤتمر دون مخاوف بشأن سلامتهم.

ان الجمال الطبيعي الذي يحبس الأنفاس هو أيضًا أحد مظاهر أديس أبابا  كما إن مبادرة الإرث الاخضر وإنشاء الحدائق ومشاريع ضفاف الانهار تضيف الكثير إلى الطقس الصحي إلى جانب الجمال الحسي.

و لجعل المدن الإثيوبية أكثر جاذبية وحيوية كمراكز للمؤتمرات السياحية، يمكن للحكومة الإثيوبية اتخاذ عدة خطوات:

تطوير البنية التحتية: يجب على الحكومة الاستثمار بشكل أكبر في تحسين البنية التحتية للمدن، بما في ذلك أنظمة النقل والطرق والمطارات والمرافق العامة وهذا سيسهل على السائحين وحاضري المؤتمرات السفر إلى المدن وداخلها.

مرافق المؤتمرات: يجب على الحكومة تعزيز تطوير مرافق المؤتمرات الحديثة المزودة بأحدث التقنيات ووسائل الراحة ويشمل ذلك مراكز المؤتمرات وقاعات المعارض وقاعات الاجتماعات التي يمكنها استيعاب عدد كبير من المشاركين.

خيارات الإقامة: يجب على الحكومة تشجيع تطوير مجموعة من خيارات الإقامة، مثل الفنادق والمنتجعات والشقق الفندقية، لتلبية احتياجات الحاضرين في المؤتمر كما يجب أن توفر أماكن الإقامة هذه غرفًا مريحة ومرافق مؤتمرات وخدمات أعمال.

بيئة صديقة للأعمال: يجب على الحكومة الحفاظ على بيئة صديقة للأعمال من خلال تبسيط العمليات الإدارية، والحد من البيروقراطية، وضمان إطار ضريبي وتنظيمي مناسب لمنظمي المؤتمرات والشركات في قطاع السياحة.

التسويق والترويج: ينبغي للحكومة أن تعمل بنشاط على تسويق المدن الإثيوبية كوجهات للمؤتمرات من خلال الحملات الإعلانية المستهدفة، والمشاركة في المعارض والمؤتمرات التجارية الدولية، والتعاون مع شركاء صناعة السياحة و سيساعد ذلك في خلق الوعي وجذب منظمي المؤتمرات والحاضرين من جميع أنحاء العالم.

السلامة والأمن: يجب على الحكومة، كما فعلت، إعطاء الأولوية لسلامة وأمن السياح وحاضري المؤتمرات من خلال تنفيذ تدابير فعالة لإنفاذ القانون، وتعزيز البنية التحتية الأمنية، وتوفير الخدمات الطبية وخدمات الطوارئ الكافية.

الأنشطة الثقافية والترفيهية: ينبغي للمدن الإثيوبية، على خطى أديس أبابا، أن تقدم مجموعة من الأنشطة الثقافية والترفيهية لتعزيز التجربة الشاملة للحاضرين في المؤتمر. يمكن أن يشمل ذلك جولات بصحبة مرشدين في المواقع التاريخية والعروض الثقافية والموسيقى التقليدية والرقص وفرص ممارسة الأنشطة الخارجية مثل المشي لمسافات طويلة ورحلات السفاري في الحياة البرية.

التعاون مع القطاع الخاص: ينبغي للحكومة أن تتعاون مع القطاع الخاص، بما في ذلك أصحاب المصلحة في صناعة السياحة والضيافة، لوضع وتنفيذ استراتيجيات لتعزيز المدن الإثيوبية كمراكز للمؤتمرات السياحية. ويمكن أن يشمل ذلك إقامة شراكات بين القطاعين العام والخاص، وحوافز للاستثمار الخاص، والمشاركة مع الشركات والمجتمعات المحلية.

و من خلال تنفيذ هذه التدابير، يمكن للحكومة الإثيوبية خلق بيئة مواتية للمؤتمرات السياحية، وجذب الأحداث الدولية، وتعزيز صناعة السياحة بشكل عام، مما يؤدي إلى النمو الاقتصادي والتنمية في المدن.

وفي الختام، فإن أديس أبابا، بتاريخها الغني، وبنيتها التحتية الحديثة والتقدمية، والتزامها بالأمن، تقف مضيفة استثنائية لقمة الاتحاد الأفريقي ومؤتمر السيدات الأوائل. إن قدرة المدينة على المزج بسلاسة بين التراث الثقافي والمرافق الحديثة تخلق بيئة مواتية للمناقشات المثمرة والتجارب التي لا تنسى.

ومن خلال اختيار أديس أبابا كمكان لمثل هذه التجمعات الهامة، تعرض إثيوبيا إمكاناتها كقوة سياحية وتعزز مكانتها كمنارة للدبلوماسية الأفريقية. ومع استمرار أديس أبابا في النمو والتطور، فإنها تستعد لتصبح وجهة رائدة للمؤتمرات الدولية وشهادة على تقدم أفريقيا وتطلعاتها.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *