البعد الامني المشترك في العلاقة الاثيوبية السودانية

رحب رئيس الوزراء الإثيوبي الدكتور ابي احمدم بزيارة رئيس المجلس السيادي السوداني لفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان،، لافتاً إلى أنها “تأتي في إطار تعزيز وتطوير مسيرة العلاقات والتعاون الثنائي بين الدولتين.وأكد آبي أحمد حرص بلاده على إستدامة الأمن والاستقرار في السودان، مشدداً على أهمية تضافر الجهود ودعم وتكامل المبادرات المطروحة لحل الأزمة السودانية وإنهاء الحرب لضمان استقرار وأمن السودان والمنطقة.
وأكد رئيس الوزراء إستعداد بلاده لدعم كل ما من شأنه دعم السلام والاستقرار في السودان مشيرا إلى العلاقات الاستثنائية التي تربط بين إثيوبيا والسودان،فضلا عن المصير المشترك لشعبي البلدين.

وأشار البرهان إلى العلاقات الأزلية بين السودان وإثيوبيا مؤكداً أن الشعبين يربطهما مصير مشترك. معرباً عن أمله فى دفع وتعزيز علاقات التعاون المتميزة بين البلدين إلى آفاق أرحب.حول هذه الزيارة كتبت الاندبندنت العربية مقال اشارت فيه :-

زيارة البرهان لأديس أبابا أشارت إلى أهمية علاقات البلدين في ظل الأوضاع الإقليمية وما تمثله الدولتان لبعضهما من بعد أمني مشترك يتأثر بوقائع ما يحدث في أي منهما، وتعكس مرافقة حاكم إقليم شمال دارفور مني أركو مناوي للبرهان خلال الزيارة، حرص القيادة السودانية على الكشف عن الأبعاد الإنسانية في الصراع وتجاوزات ميليشيات “الدعم السريع”. حسب كاتب هذه السطور هاشم علي حامد كاتب وباحث في شؤون القرن الأفريقي في الاندبندنت العربية  تحت عنوان ماذا حملت حقيبة البرهان إلى أديس أبابا؟

في هذا السياق، يقول رئيس تحرير صحيفة “العلم” الإثيوبية أيوب قدي إن “زيارة رئيس مجلس السيادة السوداني تأتي تأكيداً على أن الخرطوم لم تغفل عن أهمية إثيوبيا ودورها من منطلق موقعها الاستراتيجي في القرن الأفريقي، وكذلك ظل رئيس الوزراء آبي أحمد يحرص على بذل جهود تفضي إلى توافق سوداني- سوداني منذ تفجر الوضع السياسي عقب عزل الرئيس السابق عمر البشير”.

ويضيف أن “استقرار السودان هو استقرار لإثيوبيا، وما يحدث للشعب السوداني شيء مؤلم بحسب ما جاء خلال المؤتمر الصحافي الأسبوعي للمتحدث الرسمي باسم الخارجية الإثيوبية السفير ملس ألم”.

وعن أثر التوترات يشير قدي إلى أن “الاضطرابات سواء في السودان أو إثيوبيا لها آثار على البلدين بحكم موقعهما الجغرافي، وليس هذا فحسب، بل إن إثيوبيا والسودان يعتبران من الدول الحاضنة للاجئين في القرن الأفريقي، لذلك فإن الاضطرابات فيهما لن تجلب سوى الخراب والدمار والهجرة الخارجية والداخلية”.

وأردف أنه “بذلك يكون استقرار السودان جزءاً لا يتجزأ من استقرار إثيوبيا والعكس صحيح، إذ يشترك البلدان في حدود بطول 1600 كيلومتر وهما وجهان لعملة واحدة، والاضطرابات في السودان لا تؤثر في إثيوبيا فحسب، بل في منطقة القرن الأفريقي. فعلى سبيل المثال إثيوبيا تعاني أزمات وتمرداً داخلياً ظهرت تداعياته على السودان في شكل تدفق للاجئين وأزمات سياسية عدة، وعلى مستوى آخر تقوم إثيوبيا بدور وسيط موثوق به في عملية التوافق القائم في السودان، فتأزم الأوضاع في السودان له تأثيره الخطر في إثيوبيا وفي المنطقة كلها”.

ويوضح قدي أنه “وفقاً للتقارير الواردة من الأمم المتحدة، فإن الولايات المتحدة حددت منطقة شرق أفريقيا والقرن الأفريقي وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى باعتبارها المناطق الأكثر خطراً لتصدير الإرهاب المحلي والدولي، وأن هذا الجزء من القارة عرضة أيضاً لعدد من الصراعات الداخلية والإقليمية. وضمن هذه الحيثيات يجب على الدولتين الشقيقتين التنبه للأخطار التي تستهدف استقرارهما، سواء كانت أطماعاً دولية أو تهديدات إقليمية بفعل الإرهاب والعناصر المرتزقة التي تحركها جهات ذات أطماع في المنطقة”.

شفافية

من جهته يقول الباحث في الشؤون الدولية عادل عبدالعزيز إن “العلاقات السودانية- الإثيوبية ستأخذ مساراً جديداً مختلفاً عن مسارات سابقة”، مشيراً إلى أن “اللقاء الأخير بين البرهان وآبي أحمد اتسم بالوضوح الشديد وناقش كل القضايا العالقة بشفافية شديدة وموضوعية عالية، وكان الهم الأساسي في هذا اللقاء المصلحة المشتركة للبلدين بما ينعكس على القرن الأفريقي بأكمله”.

ويضيف “السودان وإثيوبيا لديهما موارد لا تحصى ولا تعد، فقط تحتاج إلى الاستثمار الخارجي، وهذا لا يحدث إذا لم يكن هناك استقرار في المنطقة، ومن أجل ذلك يجب على البلدين السعي الجاد إلى تحقيق هذا الاستقرار لمصلحة الطرفين ولمصلحة المنطقة بكاملها”، مردفاً “سعت إثيوبيا إلى أن يكون السلام بديلاً للحرب في أقاليم البلاد المختلفة وهذا أمر في غاية الأهمية وبذلت جهوداً كثيراً بالنسبة إلى هذا الملف، لكن كيف يتم هذا السلام ولديها أكثر من 10 ملايين لاجئ في السودان، بينما الأخير مشغول بحرب داخلية في العاصمة وبعض الولايات؟”.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *