سد النهضة يعزز التعاون بين دول القرن الافريقي

سمراي كحساي

 

كواحد من البنى التحتية الضخمة على نهر عابر للحدود ، يمكن أن يكون  سد  النهضة الاثيوبي الكبير مصدرًا للتعاون ليس فقط مع السودان ومصر ، ولكن أيضًا للمنطقة بأكملها.

ومن المعلوم ان هدف اثيوبيا من تشييد السد هو انتاج الطاقة الكهربائية بغرض الاكتفاء الذاتي و التصدير مما يجعل من مشروع سد النهضة مشروعا ذا جدوى استراتيجية و اقتصادية و اجتماعية هامة للغاية بالنسبة لدول القرن الافريقي .

وبقيام سد النهضة ستختفي ظاهرة فيضان النهر السنوي ،ويترتب على ذلك حجز الصخور الطينية و جذوع الاشجار التي كانت تتسبب في قفل بوابات الخزانات في السودان اسفل النهر و التي كانت تكلف جهدا و مالا كثيرا كل سنة .

و سيعمل انسياب المياة بكميات منتظمة على مجرى النهر في زيادة الكفاءة الانتاجية للكهرباء من سدود ( الروصيرص و سنار و مروي ) و تضاعف كفاءتها الحالية و بانتظام و على مدار السنة كما يقلل تكاليف الصيانة السنوية للتوربينات و يمدد العمر الافتراضي للخزان فيؤمن امداد كهربائي افضل للمستهلك السوداني .

كما سيعمل الانسياب المنتظم للمياه و التي يتم التحكم في كمياتها عبر بوابات الخزان أعلى النهر على امكانية الزراعة على المساحات المتاخمة للنهر عدة مرات في السنة بدلا عن مرة واحدة فقط مما يحدث توسعا رأسيا في الانتاج الزراعي المروي .

وفي هذا الاطار قال دبلوماسيون سابقون من السودان والصومال أن دول القرن الأفريقي يجب أن تتعاون لبناء علاقات اقتصادية مثل تعزيز التعاون بشأن سد النهضة الإثيوبي الكبير لأنه مشروع أفريقي ضخم نموذجي من خلال تجنب الخلافات السياسية.

وقال المستشار والدبلوماسي السوداني السابق مكي المغربي لوسائل الإعلام المحلية في اثيوبيا إن العلاقات الاقتصادية بين دول القرن الأفريقي يجب أن تُبنى بالتعاون والنمو المشترك.

واشار الي  إن سد النهضة سيكون سببًا إيجابيًا لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتنمية المتبادلة.

وقال :”موقفي من سد النهضة واضح وهو ان المشروع يساهم كثيرًا في تنمية إفريقيا. ومن ثم فهو نموذج للتنمية الأفريقية للمشاريع الضخمة. لهذا السبب ، يجب على الأفارقة دائمًا الدفاع عن سد النهضة. و يجب على الدول الأفريقية الأخرى استخلاص دروس مهمة من إثيوبيا “.

ووفقا له فإن سد النهضة الكبير لا يفيد إثيوبيا فحسب ، بل يساهم أيضًا كثيرًا في تنمية السودان.

واضاف : “سيساعد سد النهضة السودان في الحصول على مياه مستقرة على مدار العام وسد النهضة مهم جدًا بالنسبة لهذا ، وسيساعد المشروع الدول على التمتع بالتكامل الاقتصادي وأولئك الذين يرغبون في رفض السد لأنه يتعارض مع تطوير المشاريع الزراعية في السودان  هم مخطئون ولديهم أجندات أخرى  ” .

وأوضح أن الدول الغربية وبعض الجهات الفاعلة تقف ضد سد النهضة ولا تريد لأفريقيا أن تستفيد من أراضيها وتربتها ومواردها الطبيعية وقال ان  هذا هو السبب في أنهم ضد سد النهضة.

كما أوصى بالحاجة الماسة لتحديد احتمالية العلاقة الاستراتيجية بين السودان وإثيوبيا.

و من جانبه قال المحلل الأمني والدبلوماسي الصومالي السابق سونكور جيري إنه يتعين على دول القرن الأفريقي التوقف عن الدخول في حالة توتر لأن الحرب بين هذه الدول لن تفيد جميع الأطراف.

واضاف: “علينا تطوير التكامل الاقتصادي بين البلدان الافريقية ونحتاج إلى العمل معًا مثل البلدان الأوروبية الأخرى التي تنسق مع بعضها البعض.”

وأشار إلى أنه يجب تجنب عدم الاستقرار السياسي لأنه لا يمكن جني أي ربح من خلال الصراعات ، وينبغي على السياسيين البارزين الحاليين التركيز على بناء بنى تحتية اقتصادية متبادلة أكثر من أي وقت مضى.

وتجدر الإشارة هنا إلى ان سد النهضة الإثيوبي الكبير الذي يجري بناؤه يتم تمويله من قبل جميع الإثيوبيين بغض النظر عن العمر والجنس والعرق والدين ويعلق جميع الإثيوبيين أهمية كبيرة على سد النهضة اكثر من أي وقت مضى  وهو مشروع يفتخر ويعتز به جميع الإثيوبيين.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *