قضايا الساعة في حوار  خاص مع الإعلامي السوداني المخضرم الأستاذ الحاج السيد أبو ورقة

نناشد رئيس الوزراء الإثيوبي  بتسهيل إجراءات العالقين السودانيين واستثنائهم من  الإقامة لعام واحد علي الاقل لظروف الحرب 

سد النهضة مدعاة للفخر وفائدته التنموية ستعم السودان ومصر قبل اثيوبيا

نحن نحيا بروح نهر نهر أباي العظيم والعلاقة بيننا لا يفصلها  سوي كوبري القلابات المتمة

الشعب الاثيوبي محب لعمله ومحترم ومقدر لدي الشعب السوداني

حوار / حالي يحيي

١/ كيف تقيم العلاقات الإثيوبية السودانية علي مر التاريخ.؟

اولا لابد من إيصال صوت  دشكر وتقدير لإدارة صحيفة العلم  المنتشرة في الوطن العربي وأنا اعتبرها بوابة مهمة لنافذة الدبلوماسية الشعبية للعالم العربي، ونحن في اثيوبيا لا نعتبر أنفسنا غرباء بل نحن في وطننا الثاني بحكم التاريخ والجغرافيا المشتركة ويكفينا فخرا اننا نشرب من نهر أباي هذا النيل العظيم، والتاريخ يشهد بأننا جميعا ننتمي لأمة واحدة ونحن شعب واحد في بلدين، ربما يفصلنا كوبري القلابات المتمة فقط،  وتربطنا ايضا وشائج الدم الواحد ونتعامل مع الثقافة والموسيقى بوجدان واحد ، نشترك في كل الآلات الموسيقية، وانا شخصيا اعرف هذه البلاد الطيبة منذ رئيس الوزراء الراحل ملس زيناوي ، واعتبر العلاقة بين البلدين علاقة لا يمكن أن تتأثر باي تطورات عابرة فهي متجزرة ومتاصلة ومستقرة ونأمل فقط أن تستمر الي الافضل لمصلحة شعبي البلدين، بدليل أن أكثر مئات الآلاف من الاشقاء الاثيوبيين  يعيشون في السودان، يجدون كل الحب والتقدير  والمعاملة الكريمة،

والشعب الاثيوبي محب لاخيه السوداني ،ونحن منذ التاريخ ظللنا نتبادل التقدير المشترك الأمر الذي نعتبره الأرضية الحقيقة ومنطلق لتميز العلاقات.

٢/ ماذا عن الأزمة السودانية والموقف الاثيوبي تجاهها..؟

نقدر ونثمن الدور الاثيوبي في هذا الخصوص ، بالرغم من الجهود التي بذلت من الجانب الاثيوبي بشأن تعامله مع السودانيين الا اننا ما زلنا نطمع في تعامل بالمثل ونناشد رئيس الوزراء دكتور آبي أحمد ونناشده من منطلق مكانته الوجدانية لدي الشعب السوداني نناشده عبر صحيفة العلم بضرورة  تدخله المباشر

  في تسهيل إجراءات العالقين السودانيين واستثنائهم من إجراءات الإقامة لظروف الحرب ، ولست هنا باي حال من الاحوال نطلب أمرا نعتبره جزء أصيل ضمن  دور الشعب الاثيوبي وموقفه الطيب  مع إخوته في السودان خاصة في محنته في هذه الحرب العبثية، حرب دفعت كل من استطاع اختيار دول للإقامة فيها علي الاقل ولو مؤقتا، وبعضهم أراد  العبور فقط عبر اثيوبيا، وما طلبنا من اثيوبيا ينبغي أن يقدر رسميا وشعبيا في هذه الظروف المعلومة للجميع ، يكفينا شرفا ان مئات الآلاف من أبناء الشعبين تصاهروا وذابوا في مجتمعاتنا المشتركة، وكما ذكرت لك جميعا نستمد حياتنا من نهر النيل العظيم،

وأعتقد أن الأزمة في السودان يمكن أن تحقق رؤية إستراتيجية لبناء الوحدة بين السودان واثيوبيا، ونثمن تجربة اثيوبيا السياسة وادارتها لأزماتها  المختلفة، نتمني ان لا يعاني اي سوداني في بلده الثاني في اثيوبيا في ظل وضع انساني بالغ الحرج، خاصة وان غالبية  السودانين فروا الي اثيوبيا دون ان يحملوا اي مال أو أوراق ثبوتية حتي…

٣ / ما هو المطلوب من النخب السودانية في حل الأزمة السودانية…

سبب الازمة في السودان هم النخب التي تختلف سياسيا دون مراعاة لمصالح الشعب المكلوم … ونأمل ان تعطي هذه الحرب درسا للجميع وان يستفيد منها الساسة السودانيون لصنع مستقبل افضل لشعب سوداني كريم

٣ / اثيوببا لا تزال تقف موقف انساني مقدر  مع العالقين في ظل  تعطيها  مع الازمة السودانية انسانيا.. ؟

لا شك ان دور اثيوبيا مقدر لكننا نأمل في رفع مستوي التعاطي مع الازمة السودانية بشكل اكبر  خاصة الدور  الشعبي الي جانب النخب الإثيوبية المثققة ودور الاعلام  مع الازمة السودانية بشكل اكبر ، فنحن نعي جيدا الدور الرسمي في هذا الشأن واتوقع قريبا في وساطة اثيوبية في دفع الحوار بين الفرقاء السودانيين. وجمع البرهان وحميدتي في أديس أبابا وإنهاء هذه الحرب العبثية.

٤/ الا تعتقد أنه يمكن حل الازمة دبلوماسيا وسياسيا .. خاصة وان هناك مبادرات من الاتحاد الافريقي ومنظمة الايغاد وجهات اعتبارية اخري…؟

اولا هذه الحرب قد لا تتوقف قريبا بحكم الواقع والمشهد علي الارض ، بل العكس ما زال الناس يخرجون الي دول الجوار وما زالوا مكدسين في الحدود يرقبون الدخول لاثيوبيا من أجل الأمن والسلام، 

وهذه الازمة برأي هي معركة بين البرهان وحميدتي الشعب السوداني يدفع تكاليفها الباهظة، ونحن كنا في  غني عن حرب تدمر الأخضر وتقضي علي اليابسة. دور إثيوبيا كما ذكرت مقدر ولكن ليس هناك ما نترقبه قريبا من حل يأتي عبر وساطة افريقية بسبب تأخر هذا الدور، وكانما ان ليس هناك بشر  في السودان يتعرضون لقتل يومي في كل مكان.. الازمة في السودان لا تتعدي ان تكون خلافا سياسيا بين  الجنرال البرهان والجنرال حميدتي ووراؤهما تحالفات خارجية ربما تظل مؤثرة في مسار الحرب والسلام بينهما، ونحن ننتظر مستقبل السودان في ظل دور سلبي لكوادر الحكومة العميقة السابقة الان ولا ندري الي اين سيكون الاتجاه،

٥/ كيف تصف دور اثيوبيا في صنع السلام في السودان ..؟

 ما زلت اؤكد واردد اننا نحن في السودان نعول كثيرا وبشغف في دور اثيوبيا ودكتور ابي احمد  شخصيا وبشكل كبير في دور شعبي مهم جدا لأن  دور اثيوبيا  مطلوب ومحوري، واثيوبيا كجارة شرقية تتاثر انسانيا بما يجري في السودان، ولا نعلم ما هو الهدف من هذه الحرب،

 ومن هذا المنطلق اعيد ان الحل الخارجي للازمة السودانية نتوقعه فقط من اثيوبيا ، لانها حريصة علي سلامة السودان وليس من جهة خارجية اخري.

٦ / كيف وجدت ظروف العالقين السودانيين في اثيوبيا وهم منتشرون في عدد من المدن الإثيوبية…؟

بكل أمانة ظروف أغلبهم ماساوية جدا وهم يعانون من مصروفات معيشتهم الي جانب  ان عدد كبير منهم لا يجدون مبالغ لتجديد الإقامة الشهرية ومن هنا نرجو بكل تقدير للحكومة الإثيوبية الفيدرالية رفع إجراءات الإقامة عن السودانيين في هذه الظروف علي الاقل لعام واحد، أو  التعامل بصورة تقديرية مع كل حالة … ونحن نحترم القانون الاثيوبي . ونرجو مستقبلا ان نترك صورة طيبة عن اثيوبيا في اذهان من اجبروا الفرار الي اثيوبيا ، فتاريخ اثيوبيا مشرق للافارقة وليس للسودانين فقط انسانيا وخلال فترات النضال ضد الاستعمار.

 ٧/ ما هو دور الجالية لمقابلة هذه الازمة خاصة العالقين … ؟

الجالية دورها محدود والمشكله اصبحت فوق طاقتها بحسب متابعاتي.. الدور الاكبر مطلوب من السفارة السودانية في مخاطبة الجهات الرسمية وعكس أوضاع السودانيين للمسؤولين الإثيوبيين،  الكل يمكن ان يكون له دور كل من موقعه لحل تبعات الازمة السودانية،  لكننا ربما سنظل نرفع اكفنا بالدعاء والصبر  حتي يأتي الفرج من الله.

٨/ الم تخاطبوا الجهات الإقليمية والدولية بهذا الخصوص ..؟

نعم قابلت مرخرا في اديس ابابا السيد فولكر بيرث المبعوث الدولي للسودان، من منطلق دعمنا للاتفاق الاطاري الموقع في الخرطوم وكنا نرجو منه ان يكون ارضية مشتركة لحلحلة جميع الخلافات السياسية وعودة الديمقراطية للسودان وعودة رئيس الوزراء الشرعي الدكتور عبد الله حمدوك. لكن حدث انقلاب علي الاتفاق دون تنفيذه علي ارض الواقع والانقلاب هذا كان بيد عناصر تابعة للحكومة السابقة ما زالوا يتحركون في الفضاء السياسي السوداني.

 ٩ / لكن الازمة السودانية السياسية ليست وليدة اليوم …؟

صحيح لكنها مرت بمخاض عسير ولا تزال تمر دون أن يتوافق السودانيون علي ادني الشروط الممكنة لإنقاذ ما يمكن انقاذه ، وليس هذا الحديث من باب اليأس لكنه من باب المكاشفة دون أن ندفن الرؤوس في الرمال.. ونكون واقعيين في نهاية المطاف لا يمكن ان يأتي حلا سحريا من الخارج ام لم يتوافق اهل السودان في اختيار الحلول التي تؤمن السلام والاستقرار والا سنظل ندور في صينية فارغة من محطة أو هدف…

١٠ / هل انت متفائل لمستقبل السودان ….؟

طالما هناك روح تنبض بالخير فينا نظل نتفاءل خيرا لمستقبل السودان ، بالرغم من ما جري كان بايادي سودانية ، لكننا سننتظر اليوم الذي نجد فيه أنفسنا نعود الي وطن كبير يسع الجميع دون إقصاء لاحد بسبب دين أو لون أو عرق.

نحن نريد سودان تتدول فيه السلطة سلميا وبايجاز يجب أن نستفيد من تجارب اثيوبيا في السلم والحرب.

١١/ اثيوبيا تستعد للملء الرابع لسد النهضة، كيف تقيم  مستقبلا هذا المشروع للمنطقة.؟

 هذا المشروع مشروع وطني تنموي واثيوبيا ظلت لعقود دون أن تستفيد من ثرواتها الطبيعية، واغلب السودانيين يقفون مع قيام السد لان السودان ومصر هما اكبر المستفيدين .. ولم نري اي ضرر لحق بنا خلال عمليات الملء الثلاث السابقة ما يعني ان ما تؤكده اثيوبيا وظلت تردده من ان الجميع سيكون كاسبا هو الواقع والصحيح ، ولا تزال تطالب باستخدام المياه العابرة للحدود بعدالة وبشكل منصف لفائدة الجميع مستقبلا

مؤسسة الصحافة الاثيوبية

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *