*رئيس غرفة دبي: إثيوبيا بالنسبة لنا اللبنة الأولى في توسعنا العالمي!
عمر حاجي
إن للمرأة الإثيوبية تاريخ حافل بالإنجازات الهائلة ومميز في ريادة كل المجالات، وظلت إثيوبيا تشهد تطورا كبيرا ونهضة لافته في مختلف المجالات عبر الحقب الماضية ولا زالت تتطلع الى مزيد من النهضة والتطور الذي شكلته فئات المجتمع الإثيوبي عبر مؤسساته الحكومية ومنظمات المجتمع المدني.
ومن بين تلك الشرائح الفاعلة والمؤثرة تمثل المرأة الإثيوبية الحلقة الأقوى والأكثر حضورا وفعالية كعنصر أساسي في النهضة الإثيوبية على مر العصور. وفي صدد تسليط الضوء على دور المرأة الإثيوبية في نهضة البلاد، دورها في التصنيع والإختراع والإبتكار.
وفي هذا الصدد، قالت وزيرة المرأة والشؤون الاجتماعية الدكتورة إرجوجي تسفاي: إن معرض سيدات الأعمال 2023 يلعب دورًا أساسيًا في تعزيز مشاركة المرأة في الصناعة التحويلية، وله أهمية قصوى في ضمان مشاركة المرأة، والقدرة التنافسية، والإنتاجية في قطاع التصنيع. كما أن المعرض يمكن رائدات الأعمال من المصنعين وقادة المؤسسات التجارية من تبادل الخبرات من خلال التشاور، وتقديم المنتجات المختلفة التي تنتجها سيدات الأعمال بشكل أساسي وإنشاء روابط مع الأسواق.
ووفقا للدكتورة إرجوجي: إن هذا المعرض الذي افتتح رسميًا للمرة الأولى على مستوى البلاد لا يخلق فرص عمل دائمة للباحثين عن العمل فحسب، بل يجعلهم مكتفين ذاتيًا كرواد أعمال. ولهذا، تعمل الوزارة على تهيئة الظروف المواتية من خلال صياغة السياسات والاستراتيجيات. ويجري العمل على ضمان مشاركة المرأة في قطاع الإنتاج وجعلها مفيدة اقتصاديًا. ويعتبر هذا المعرض مؤشرا على اهتمام الحكومة بالقطاع.
على الرغم من أن مشاركة المرأة في ريادة الأعمال تظهر تقدمًا واعدًا، إلا أنها لا تزال تواجه عقبات خطيرة بسبب عوامل مختلفة، مثل الوصول إلى التمويل، والأراضي، والبنية التحتية، ونقص التدريب على مهارات ريادة الأعمال، وعدم إمكانية الوصول إلى المعلومات والتكنولوجيا. وبغية الحد من هذه التحديات، نظمت الوزارة بالتعاون مع أصحاب المصلحة المعنيين منتدى التمكين الاقتصادي للمرأة. ومن ثم، فإن مثل هذا المعرض سيقوي المنتدى بطرق مختلفة.
وسيسمح المعرض لسيدات ورائدات الأعمال باكتساب وتبادل الخبرات والمعارف القيمة إلى جانب إنشاء منصة لتقديم أعمالهن، فإن المعرض يمكن المرأة من إنشاء روابط أسواقية مع شركات مختلفة. وتعمل الحكومة لتمكين المرأة من العمل لحسابهن الخاص بمختلف الأشكال، إلى جانب خلق وظائف دائمة لهن. وتحقيقا لهذه الغاية، تم صياغة العديد من السياسات والاستراتيجيات لخلق بيئة مواتية. وتم بذل الجهود لتعزيز مشاركة المرأة في قطاع الصناعة والتصنيع والإستفادة من الاقتصاد، بالإضافة إلى وضع سياسات واستراتيجيات لتعزيز قدرة المرأة الإثيوبية على ريادة الأعمال.
وفي هذا السياق، أجرت صحيفة ” العلم” مقابلة مع السيد خالد علي المدير الإقليمي في إفريقيا لغرفة دبي في أديس أبابا حول ملاحظاته عن معرض السيدات الإثيوبيات، وقال: إن وجود مثل هذا المعرض في إثيوبيا شيئ مهم جدا بالنسبة لنا، ونحن نؤمن بدور المرأة وتمكينها في الإقتصاد. وعندما تنظر إلى الإمارات في الإقتصاد الرقمي مثلا، فإن المرأة تؤسس 12 % في الإقتصاد في الإمارات، وعندما تنظر إلى المعدل الموجود في الشرق الأوسط تجدها 8 % ، ونحن فوق المعدل الموجود في الشرق الأوسط 50 % بالمائة.
وهناك 55 من الشركات قد تأسست بقيادات نسائية خلال أربع سنوات الماضية، موجودة في دولة الإمارات. 85 % من هذه الشراكات موجودة في دبي. ومن هذا المنطلق، فإن هذا المعرض نرى بأنه خطوة مهمة، وإعلان مهم لتمكين المرأة الإثيوبية، كما ننظر إليه أنه مكان جيد للتعارف وبناء الشبكات، والوصول إلى هذه الدرجات من الإنتاج حسب ما ذكره السيد خالد.
وحول كيف ترى دور غرفة دبي في تعزيز ودعم المرأة الإثيوبية في مثل هذه التجارة وتبادل الخبرات، قال السيد خالد: إن غرفة دبي تحتضن المنظمات التجارية، وهي من أقوى المنظمات التجارية الموجودة لدينا، كما أن المرأة الإماراتية تتصدر في كثير من المجالات، حيث لها دور ومجال كبير جدا، ونحن نترجم أهداف الدولة في هذا المجال.
وفيما يتعلق بتقييم التبادل التجاري بين إثيوبيا والإمارات العربية المتحدة، قال السيد خالد: “نحن نؤمن بإثيوبيا منذ عشر سنين، حيث فتحنا أول مكتب دولي لنا في إثيوبيا. فإثيوبيا بالنسبة لنا اللبنة الأولى في توسعنا العالمي، وننظر إليها بنظرة خاصة جدا، وبنظرة إيجابية وحميمية، ليس نحن موجودين منذ عشر سنين فقط، بل أن إثيوبيا كأرض في تاريخينا الإسلامي لدينا مكانة خاصة لها. كما أننا متقاربون جدا فكريا ولغويا، وفي العادات، والتقاليد وفي الدين، والتاريخ، بالإضافة إلى القرب الجغرافي، وفي كثير من الأشياء.
وأما بالنسبة لحجم التبادل التجاري بين البلدين، فإنه يزداد يوما بعديوم، وكثير من الشركات الإثيوبية تأتي إلى دبي وتأخذ البضائع المختلفة من دبي، وهذا، ليس فقط لشراء وتوفير خدماتها في دبي، بل لإنطلاقها إلى البلدان الإفريقية، هذا واحد. ثانيا، أنا لم أت إلى هنا اليوم، لكي أشارك “معرض السيدات الإثيوبيات” فقط، بل لكي أرافق بعض الشركات الإماراتية التي أتت الآن لكي ترى وتكشف فرص الإستثمار، بل أقول ” فرص الشراكة “. وأن الآن في غاية السعادة، وأتمنى أن تكون إن شاء الله، بالشراكة التجارية الحقيقية. وأنا أأمن في الإستثمار بالشراكة الحقيقية. ونحن نعرف ما لدى إثيوبيا من ثروات طبيعية، ولكن الثروة الحقيقية هي الطاقة البشرية حيث إنها رائعة وممتازة، وهذا، ما نبحثه نحن.
ومن جانب آخر، سلطت المؤسسة والمدير العامة السيدة سلاماويت دجني الضوء على التحديات التي واجهتها في تحويل المعرض إلى واقع. وأن هذا المعرض سيوفر منصة وفرصة لسيدات وروادة الأعمال للتواصل والإبداع والتسريع مع الشركات المختلفة، وخلق فرص للنمو الوظيفي، والتنمية، والتجارة تحت سقف واحد، مشيرة إلى أن أكثر من 100 شركة عرضت منتجاتها وخدماتها، وكان قد شارك وزار المعرض الذي عقد تحت شعار،” كسر الحواجز وبناء الجسور” أكثر من 35000 شخصا.
ووفقًا لها، فإن المعرض سيعمل على توسيع نطاق ريادة المرأة، والإنتاجية، وروابط الأسواق، والقدرة التنافسية، والمشاركة والفوائد. كما لفتت الأنظار إلى أن المعرض هو منصة تتيح لرائدات الأعمال والمصنعين وقادة المؤسسات التجارية العاملة في مختلف قطاعات الأعمال الترويج لمنتجاتهم وخدماتهم لأكثر من 35 ألف زائر.
ولا شك، فإن دور المرأة الإثيوبية في نهضة بلادها، يعد أمرا مثيرا للإعجاب، هذا ما تؤكده الشواهد لحضورها الطاغي والمميز في كل المجالات، فالمرأة الإثيوبية ليست قيادية سياسية وتنفيذية فحسب، بل إنها صاحبة مبادرات إنسانية، وحضورها في مجال الإقتصاد والتجارة والعمل المهني بمحتلف مستوياته مؤكدة على أن المرأة الإثيوبية لا تعرف حدودا للإنجاز ولا حواجز تمنع من المشاركة بدورها في صناعة التغيير والإصلاح في البلاد. وأصبحت إثيوبيا بطلة في تمكين المرأة وإدخالها في السياسة ومصدراً مهماً للاستقرار الإقليمي.