التعاون لمكافحة الارهاب في القرن الافريقي الي اين ؟ !!

في نوفمبر الماضي أعلنت الصومال أن المدير العام لجهاز استخباراته والأمن الوطني مهد محمد صلاد، وقع اتفاقية تعاون مع نظيره الإثيوبي تمسغن طرونه، في أديس أبابا  ، ونقلت وكالة الأنباء الصومالية، ، أن صلاد وطرونه، اتفقا على العمل عن قرب في تبادل المعلومات المهمة، ومكافحة الإرهاب معاً ضد المجموعات الإرهابية، مشيرة إلى أن جهازي الاستخبارات الصومالية – الإثيوبية «يشعران بأهمية القضاء على المجموعات الإرهابية للدولتين، التي تم تقويض قدراتها الآن بسبب القتال الذي يخوضه الجيش الصومالي ضدها».

واليوم أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة التزامها بدعم الصومال والاتحاد الإفريقي في مكافحة الإرهاب وتحقيق السلام والاستقرار، مدينة في ذات الوقت الهجوم الذي شنته حركة «الشباب» الإرهابية على قوات حفظ السلام الأوغندية المنتشرة في الصومال.

اكدت ذلك البعثة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة في تغريدة نشرتها على حسابها الرسمي بموقع تويتر

وكان قد بحث المفوض العام للشرطة الفيدرالية الإثيوبية، دملاش غبرميكائيل، مع قائد الشرطة الصومالية، الجنرال صلب أحمد، ومدير عام الشرطة الوطنية بالإنابة في جيبوتي، العقيد عمر حسن، القضايا الثلاثية المشتركة.

وجرى خلال اللقاء، بحث سبل تعزيز الجهود الثلاثية في مكافحة الإرهاب والجرائم الأخرى العابرة للحدود.

وشدد الأطراف الثلاثة على ضرورة العمل المشترك من أجل تعزيز قدرات ضباط الشرطة في البلدان الثلاثة.

السؤال الذي يطرح نفسه مكافحة ارهاب في منطقة القرن الافريقي الي اين ؟!

وصف الخبراء  الاتفاقية الموقعة بين اثيوبيا والصومال على العمل عن قرب في تبادل المعلومات المهمة، ومكافحة الإرهاب معاً ضد المجموعات الإرهابية،، بأن لها معنى خاصاً ومفيداً للدولتين المجاورتين، وأمن منطقة شرق أفريقيا..وما تعرضت له قاعدة “بولومرير” الواقعة على بعد 120 كيلومترا جنوب غرب العاصمة مقديشو والتي تؤوي قوة أوغندية إلى هجوم تبنته الحركة الجهادية المرتبطة بتنظيم القاعدة والتي تقاتل منذ 2007 الحكومة الفدرالية المدعومة من الأسرة الدولية لدليل علي اهمية التعاون بين دول الشرق الافريقي بصفة خاصة والمجتمع الدولي لمكافحة الارهاب . 

وحلت قوة الاتحاد الإفريقي في الصومال “أتمص” التي تضم نحو 20 ألف جندي وشرطي ومدني من أوغندا وبوروندي وجيبوتي وإثيوبيا وكينيا في نيسان/ابريل 2022 مكان قوة الأمم المتحدة التي تم نشرها منذ عام 2007 لمكافحة تمرد حركة الشباب.

تعد بعثة الإتحاد الإفريقي على رأس شركاء الصومال في مواجهة الإرهاب حيث اتخذ مجلس السلم والأمن الأفريقي في فبراير 2007 قرارا بإرسال قوة إفريقية قوامها ثمانية آلاف جندي إلى الصومال ثم تطورت بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال AMISOM، حيث كانت تضم حتى عام 2012 ما يقرب من 5000 جندي من دولتي أوغندا وبورندي، حتى صارت تضم 22 ألف جندي من خمس دول أفريقية، هي: أوغندا (6000 جندي)، وبورندي (5400 جندي)، وإثيوبيا (4300 جندي)، وكينيا (3600 جندي)، وجيبوتي (1000 جندي). ويعد الاتحاد الأوروبي الداعم الأكبر للبعثة؛ حيث قد قدم 1.1 مليار يورو لبعثة أميصوم خلال الفترة من (2007- 2015). كما أعلن مؤخرا عن  تقديم مساعدات مالية إضافية بقيمة 120 مليون يورو و2.3 مليون جنيه إسترليني على التوالي لدعم الجيش الصومالي وبعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال. كما أعلنت بعثة الاتحاد الإفريقي (أتميص) أكثر من مرة أنَّها جزء من العمليات العسكرية التي حرَّرت بعض المناطق من الشباب، وإن كان دورها يقتصر على المشاركة في  المعارك القريبة من قواعد تمركزها، وهي تعطي الأولوية للقيام بمهام حماية المواقع الحيوية، مثل المؤسسات الحكومية والمطارات والموانئ والطرق الرئيسة، لكنه دور حيوي أيضا وداعم للإدارة الصومالية في أداء مهمامها وواجباتها.

ومن بين الدول الإفريقية تأتي كل من إثيوبيا وكينيا وجيبوتي على رأس قائمة أهم الشركاء الأفارقة للشعب الصومالي في مواجهة الإرهاب بحكم التقارب الجغرافي وانتمائهم لمنطقة حيوية واحدة من العالم وهي منطقة القرن الإفريقي. وفي هذا الإطار كثَّف الجيشان الكيني والإثيوبي انتشارهما على طول حدودهما مع الصومال، كما شنَّت المقاتلات الكينية والإثيوبية العديد من الغارات على معاقل الحركة في الأقاليم المتاخمة للدولتين، بخاصة في أقاليم هيران وبكول وغدو وسط وجنوب الصومال، كما اتجهت الجارات الثلاث لتعزيز التنسيق والتعاون العسكري والأمني مع إدارة الرئيس شيخ محمود لمواجهة التهديدات المتصاعدة لحركة الشباب، لا سيما بعد الهجمات التي قامت بها الحركة في شمال شرق كينيا، وتنفيذ المئات من مقاتليها توغلات كبيرة (قرابة 100 كم) في العمق الإثيوبي، قبل التصدّي لهم وتكبُّدهم نحو 800 قتيل على يد شرطة “ليو” التابعة لإقليم الصومال الإثيوبي وقوات الدفاع الإثيوبية، وهو التعاون الذي أشار إليه الرئيس شيخ محمود في لقائه الأخير مع المواطنين.من مقال – صفاء عزب-الصومال الجديد

وكانت عودة عناصر من القوات الأمريكية لدعم الإدارة الصومالية الجديدة في مواجهتها للإرهاب بمثابة نقطة تحول مهمة في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الصومال بعد أن كانت قد انسحبت من المنطقة في ظل حكم ترامب.

كان حديث الرئيس شيخ محمود مع المواطنين مؤخرا خلال جلسته العامة معهم عن الدعم العسكري الذي طلبه من دول الجوار ،إثيوبيا وكينيا وجيبوتي، للمشاركة في الحرب على حركة الشباب، توضيحا مبينا لأهمية دور الشركاء الإقليميين والدوليين في مواجهة قوى العنف والإرهاب، بما لا ينتقص من سيادة البلاد، لا سيما وأنه أشار إلى أن حكومته هي التي تملك توجيه العمليات، وأن هذا التعاون مرتبط بمدة محدددة قوامها تسعون يوما.يؤكد اهمية التعاون لمكافحة الارهاب ليس في الصومال بل في كل القرن الافريقي وافريقيا معا .

واخيرا اذا لم تقوم دول الشرق الافريقي اولا والاتحاد الافريقي والمجتمع الدولي لدعم الصومال في ان يكون له جيش قوي ومدرب ويمتلك أسلحة كافية لتمكينه من القيام بمهامه في حماية حدوده وأراضيه من أي تهديد، وكذلك تطوير الأجهزة الشرطية والاستعانة بخبرات وتجارب الدول المجاورة والعمل معا من اجل ارساء السلام في الصومال الذي هو جزء مؤثرا في الاقليم.. فان الاوضاع قد تسير الي الاسواء اذا ترك الصومال لوحده !.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

One Comment to “التعاون لمكافحة الارهاب في القرن الافريقي الي اين ؟ !!”

  1. Как правильно выбрать материал для перетяжки мебели, стильных
    Как преобразить интерьер с минимальными затратами, новый взгляд на привычную мебель
    Топ-3 причины для перетяжки мебели в доме, закажите услугу профессионалов
    Вдохновляющие идеи для перетяжки мебели, которые понравятся каждому
    Перетяжка мебели: секреты мастеров, которые стоит выслушать
    Мебельная компания “КакСвоим”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *