إن القرار الذي اتخذته القمة العربية الأخيرة بشأن مشروع سد النهضة الإثيوبي العظيم يعد تدخلاً سافرا في شؤون الدول الأخرى .
ويذكر أن حكومة إثيوبيا أعربت عن استيائها من القرار الذي جاء فيه أن القرار إهانة للاتحاد الأفريقي والدول الأعضاء فيه الذين يعملون على التوصل إلى حل تفاوضي ودي لهذه المسألة.
وعليه ردت إثيوبيا على البيان العربي الصادر عن القمة العربية في جدة بالسعودية، حول ملف سد النهضة معتبرة أنه ترديد لما وصفته بـ “الخطاب العدائي المصري”.
واعتبرت وزارة الخارجية الإثيوبية، في بيانها الذي صدر يوم الاثنين الماضي ، بيان قمة جدة بشأن السد، بأنه محاولات مصرية جديدة للضغط على أديس أبابا، ولكن هذه المرة عبر الجامعة العربية، مؤكدة أنها تعمل وستواصل العمل باحترام مبدأ الاستخدام العادل والمعقول لمياه نهر اباي ، وشددت على أن ما وصفته بمحاولات مصر للضغط على إثيوبيا باستخدام جامعة الدول العربية تعكس عدم حسن نيتها، وانتهاكها لاتفاق إعلان المبادئ الذي أبرمته مع إثيوبيا والسودان في عام 2015 الذي يعرف باعلان المبادئ في الخرطوم .
إن وزارة الخارجية الإثيوبية ذكرت أنه في عام 2015، وقعت مصر وإثيوبيا والسودان اتفاقية إعلان المبادئ، وذكرت أنها تنص بوضوح على أن بناء السد يجب أن يستمر إلى جانب المفاوضات حول المبادئ التوجيهية والقواعد الخاصة بـ الملء وتشغيله وذكرت أيضا أنه قد تم الاتفاق على تفاصيل ملء السد ، بما في ذلك الحجم والمدة، من قبل خبراء الدول الثلاث.
بكل وضوح قبلت الدول الثلاثة… لماذا البكاء اليوم علي اللبن المسكوب والهرولة الي الجامعة العربية وليس هذا فحسب بل أن محاولات مصر للضغط على إثيوبيا من خلال قمة جامعة الدول العربية يمثل افتقارها إلى حسن النية وانتهاكًا لاتفاق إعلان المبادئ الذي أبرمته مع إثيوبيا والسودان.
نعم هي إهانة للاتحاد الأفريقي..أن مناقشة قضية سد النهضة فى الجامعة العربية يتعارض مع الاتحاد الأفريقى أو أي منظمة دولية أخرى، وسبق أن تم مناقشة تلك القضية في مجلس الأمن ورد مجلس الامن هذه القضية الي الاتحاد الافريقي البيت الحقيقي لحل القضايا الافريقية عبر الافارقة وليس الغير.
إن تدخل دول جامعة الدول العربية في قضية سد النهضة والمشاريع التنموية في أفريقيا أمرغير مقبول.جاء ذلك في مقال الصحفي والمحلل الأوغندي كونغو المهدي آدم، نشرته صحيفة “Plus News” بشان البيان الذي أصدرته قمة جدة العربية الأخيرة بشأن سد النهضة.
وأوضح الصحفي كونغو، أن اباي هو جسم مائي أفريقي بحت ، موجود بالكامل في إفريقيا وأي قضايا تنشأ حوله يجب أن يعالجها الأفارقة تحت شعار الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية.
وقال الصحفي، أن مصر تعمل على إحباط جميع المحادثات التي تُعقد تحت رعاية الاتحاد الأفريقي، وتركزبشكل كبير على تدويل القضية وجعله تهديدا أمنيا.
واثيوبيا أنها على ثقة من أن أعضاء الجامعة ، ولا سيما الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي ، سوف تنأى بنفسها عن هذا البيان، مشيرة إلى أنه يجب عليهم منع مصر من إساءة استخدام الجامعة، مما قد يؤدي إلى حدوث صدع في الصداقة والعلاقات التاريخية العربية الأفريقية الدائمة.
مما لا شك فهي ان مصر في إفريقيا ,والسد أيضا إفريقي إثيوبي محلي , وهذا الموضوع يعني الاتحاد الإفريقي وأن محاولة مصر دائما الضغط على الدول العربية لإصدار بيان ضد إثيوبيا لايؤثر بشيئ.
إن رد الخارجية الإثيوبية على البيان دقيق وأن هذا البيان يشير إلى الدبلوماسية الإثيوبية العريقة وخبرة الإثيوبيين في الرد بطريقة هادئة وراقية وكذلك الإشارة إلى مخالفة بيان جامعة الدول العربية الأنظمة والقوانين الدولية التي تعطي لإثيوبيا الحق في استخدام مواردها المائية وخاصة أن إثيوبيا هي منبع النيل وأن 86 %بالمائة مصدر مياه النيل من إثيوبيا وأن عدم أخذ جامعة الدول العربية هذا الواقع في الإعتبار وتجاهلها التام وإصدارها البيانات المتكررة يدل أولا على أن مصر تضغط بشدة على الجامعة وأنها هي التي تسير الأمر داخل هذه الجامعة وثانيا أن جامعة الدول العربية مازالت هي المتحدث شبه الرسمي
باسم الحكومة المصرية لاسف الشديد ويجب ان تعلم الجامعة ان اكثر من 60 في المئة من الاثيوبيين لا يتحصلون علي طاقة كهربائية يعشون في الظلام .
واخيرا لم يكن القرار الذي اتخذ عبر الجامعة العربية متحيزًا ومنحازًا فحسب ، بل لم يأخذ أيضًا العلاقات التاريخية للدول العربية مع إثيوبيا والعلاقات المستقبلية كان بالاحرى ان تعمل الجامعة علي إيجاد حل يفيد الجميع بشأن مشروع سد النهضة بناءً على إعلان المبادئ الموقع في عام 2015 بين مصر وإثيوبيا والسودان وتدفع للحوار البناء لا التحيز و التدخلاً السافر من قبل جامعة الدول العربية او المصرية ان صح التعبير .
لا بعد ان “تنضج” جامعة الدول العربية ، وتخرج من طور المراهقة السياسية التي نراها في ابشع صورها حاليا واتبعوا مراهق سياسي (مصر ) يمارس هذه اللعبة منذ زمن ضد القارة الافريقية عامة واثيوبيا خاصة .