السلام هو الحياة للأجيال القادمة

الأستاذ على آدم برمجي

    تقرير سفيان محي الدين     

        

 
إن الحوار هو من المواضيع التي حظي إهتمام العديد من المفكرين والسياسيين والباحثين في الوقت الراهن، نظرا للأهميته في التقريب بين وجهات النظر المتباينة، وتحقيق التعايش السلمي والعيش المشترك على أُسُس من الاحترام المتبادل والحرص على المصالح المشتركة بين الشعوب .
كما تتجلى أهمية الحوار في علاج العديد من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، فهو ضروري وواقعي  تُمليها ظُروف العصرفي العديد من المناطق التي تَشْهد صِراعات مُستمرة، فهو السبيل الوحيد لتحقيق السلم والأمن الاجتماعي على مستوى البلاد ،وحول هذا الموضوع أجرى مندوب صحيفة -العلم -مع الأستاذ على آدم برمجي الذي يعيش في كندا وزار البلاد موخرا  ، وهو من أحد  المحبين والمتمنين لأثيوبيا السلام والإستقرار وجاء الحوار كالآتي :-

العلم : مارأيكم في الدورالذي إتخذ الدكتورأبي أحمد رئيس الوزراء الأثيوبي حول تنفيذ الحوار السلمي بين جميع المعارضة  ؟                                             

   قال الأستاذ على آدم برمجي إن الحوار أولوية قصوى لمعالجة الأزمة السياسية والإجتماعية  في البلاد، وأن السلام هو الحياة للأجيال القادمة في جميع المُجتمعات وأن العمل على تجنّب تَصعيد العُنف والصراعات وتأمين بيئة آمنة يُعدّ الأساس لتَنمية أي مُجتمع، في مُختلف القطاعات؛ إذ لا يُمكن تنمية أي دولة، وأي جيل، دون وجود مناخ آمن ومُناسب لذلك. يعتبر من أهم ما يُشجّع المواطنون والمحبون للسلام  وتلك المُبادرات المُختلفة والتنافس في الابتكارات التي تُسهم في تنمية المُجتمع في كل القطاعات، ودعم هذا المناخ وتشجيعه وعليه لن يكون أي عمل إلاّ بوجود السلام والأمن؛ إذ لا يُمكن أن يتوجّه الشباب  والمواطنون للابتكار في ظروف الحرب، أو النزاعات المُسلحة، وغياب الأمن والإستقرار  في البلاد .

العلم : الحوار السلمي  بين جبهة تحرير تجراي والحكومة الفيدرالية  الذي تم في بروتوريا في جنوب افريقيا عززالسلام في البلاد ،ومؤخرا مع المعارضة في تنزانيا  كيف تقيمون هذا الحوار الاخير  ؟

أشار الأستاذ على إنني أرحب وأشجع قرارالدكتور أبي  في مجال  مواصلة المفاوضات و الحوار السلمي  بين الحكومة وجبهة تحرير أرومو وأرجو أن يكون الحواربيهما مثمرا وبناءة ومخلصا لصالح  الوطن والمواطنين على أسس المساواة  والعدالة ،لأن مناطق جبهة تحرير أورومو أكثر أهمية وإستراتيجية في تعزيز السلام والإستقرارفي أثيوبيا وليس فحسب بل يشمل السلام والإستقرارفي أنحاء أثيوبيا وربما يعم السلام والإستقرار أيضا  في القرن  الإفريقي  ،و هو ماينبغي لمصلحة الجميع ، ولذا نرجو أن يكون  هذا السلام بالتحلي وبالصدق والوفاء  والإخلاص بأقرب وقت ممكن  ، ومن هنا تتحقق نجاح توجه البلاد  قبلة  إلى أنشطة إنمائية متطورة سياسية وإجتماعية  واقتصادية متطورة وتقود البلاد إلى أمام تقدما مزدهرة  في الحاضر  والمستقبل .

العلم : مادور تعزيز السلام والإستقرار والوحدة  في أثيوبيا  ؟

وذكر الأستاذ على إن دور تعزيز وحدة أثيوبيا والسلام والإستقرار تعزز شوكة البلاد وتوحد صفوف الأثيوبيين ،كما تلملم  شملهم وتجعلهم كيانا وجسدا واحدا  على إختلاف أعراقهم  وأنسابهم  وألوانهم وأقاليمهم ،وأن الوحدة والتكاتف مطلب لجميع الأمة ، كما أن الإسلام  ينادي إلى الوحدة والتكاتف  والتعاون كما قال تعالي ” وتعاونو على البر والتقوى  ولاتعاونوا على الإثم  والعدوان الخ…وبأن الإختلاف  يسبب الفشل ،كما قال تعالى(ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ) الخ(واعتصموا  بحبل الله جميعا ولاتفرقوا) وفي الحديث لاترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم بعضا ).

العلم : ماهي سمات الشعوب الأثيوبية في التعايش السلمي

أشار الأستاذ على : أن الشعوب الأثيوبية عاشت مع بعضهم  البعض بالتعاون وتبادل الإحترام الإحترام ووقوفها إلى جانب بعضهم البعض في الأفراح والأحزان ومواصلة العادات  القيمة  إلى الأبد، وأن التعصب  الديني  والقومي ليس له مكان في أثيوبيا  والذي يسعى وراء  هذا ليس لصالح المجتمع بل عفى الزمن عليه واليوم عصر الثقافات والوعي المزدهر ولانريد إعادة  أفكار العصور المظلمة واليوم نعيش في القرن الواحد والعشرين ،وأن الذي يسعى وراء هذا لايمثل  الشعوب الأثيوبية ،بل يسعى وراء تحقيق الأهداف الخاصة،  وأكد الأستاذ على آدم على أن التعايش السلمي  لابد  أن نواصل في تعزيز ثقافة التعايش السلمي والتعاون، والسلام والأمن، وأن نفتخر بقيمنا  العزيزة  التي تتمتع  بها  البلاد  ونشعر ونشارك معا  بالأفراح  والأحزان  وذلك  بدون تمييز العرق واللون والدين والأخلاق .    

. العلم : كيف نكافح التعصب  ؟

وأكد الأستاذ على على أن الدستور الأثيوبي  حمى  حقوق القوميات وساوى  بين الأديان  والقوميات ، كما يجب بذل جهود حثيثة  لأجل التغلب على مكافحة  التعصب  القومي  والتوجه  إلى روح جديد وذلك عبر  خلق روح التعاون  والأخوية،  مشيرا إلى أن البلاد   بحاجة إلى تعزيز وحدة  الشعوب وبذل إلى عملية  المصالحة الوطنية. بصورة سلمية وسلسة .

العلم : بذل الدكتور أبي أحمد جهودا لتعزيز وحدة  صف المسلمين كيف قيمتم هذا  ؟

وذكر الأستاذ على بأن رئيس  الوزراء الأثيوبي الدكتور أبي أحمد  أول رئيس أو ملك أثيوبي   يتحاور مع المسلمين معلنا بالوحدة  والتآزر حول الشؤون الدينية  الإسلامية  ونجح فيه  في تحقيق وحدة المسلمين ،كما  أن أثيوبيا  من بين الأوائل  الدول  التي  قبلت  الإسلام  والمسلمين وخاصة رحبت صحابة الكرام وآوتهم  لذلك يجب  “علينا أن نحافظ  سمات الشرف والمجد لأثيوبيا  مشيرا إلى أن الحكومة الأثيوبية  بقيادة رئيس الوزراء الدكتور أبي أحمد  لعبت دورا كبيرا  في إنجاح قضيا المسلمين ومعالجتها  مثل هذه القضية بصورة سلمية وبناءة،كماأن المجلس الحالي  الجديد “له فصل جديد في تاريخ مجلس الأعلى  للشؤون الإسلامية  لأجل بناء الأمة الإسلامية  والتطوير،وآمل في المستقبل لكل  المسلمين الوحدة والسلام  وقد كان ديننا  الحنيف واحد منذ هجرة  صحابة الكرام  إلى الحبشة وإلى وقت الحاضر  وأتمني  أن لايكون الإنقسام  وأن تستمر صفوف وحدة المسلمين والتعايش السلمي  إلى الأبد، وكما ظهر تلك الصفات الحميدة ألا وهي انتقال السلطة  في الوقت الحالي  بصورة سلمية  وعبر الديمقراطية  وأتمنى  في المستقبل  أن تستمر  هذه الصفات  في الشعوب الأثيوبية والمسلمين  على حد سواء .

العلم :  ماهي وصيتكم الأخيرة للحكومة ولجبهات المعارضة للحوار السلمي ؟

ذكرالأستاذ على آدم  يجب على كلا الطرفين أن لا يستخدم العنف وعدم التعنت وأن مصلحة الشعوب والوطن فوق كل شيئ  وأن الحرب لا يفيد الجميع وليس فيه مصلحة الشعوب بل ترجع البلاد إلى الوراء  إقتصاديا وإجتماعيا  وسياسيا  وأيضا أن الحرب تدمرالبنية التحية من الأنشطة المتطورة وذلك كماحصل في إقليم تجراي أثناء الحرب  و دمرت الممتلكات العامة والخاصة”ولذلك يجب  كلا  الطرفين أن يأخذا العبرة من الحرب  التي دار رحاها في الشمال وهل افادت الحرب  الصومال  والسودان واليمن  وليبيا  وسوريا وغيرها وهلم جر.. لم تنفع  الحرب  تلك البلدان ،ونحن في  الخارج نشجع الحوار السلمي المخلص والذي يعود فيه فائدة  الوطن ولصالح المجتمع ،وعلى كل حال ،نحن مع الحكومة الأثيوبية التي تسعى  ليلا ونهارا لأجل تعزيز الحوارالسلمي في هذا البلد ، وكما تتمنى الجاليات الأثيوبية في الخارج من قبل جبهة تحريرأرومو أن تلبي  مطالب الشعب الذي يتعطش إلى السلام  في طول البلاد وعرضها  لأن الجبهة قامت لأجل  هذه الأمة  المضطهدة منذ الحكومات السابقة بإيجاد الحقوق الكاملة  لشعب أرومو خاصة والشعب الأثيوبي عامة .  

والجدير بالذكر بأن تحقيق  الديمقراطية  مرتبط  بالسلام والإستقرارومن هنا ينبغي مشاركة الحوار الجهات المعارضة كلها  مع الحكومة لأجل إنقاذ الوطن ،كما أن وحدة  الوطن من أهم مقومات استقرار البلد  ولا يتحقق الإستقرار الا بوحدة قوة الدفاع  التي هي حامية  الوطن  بعد حفظ  الله تعالى ،فهذا الوطن هو سفينة  لنا  فلايصلح لقيادة السفينة في الأمواج المتلاطمة إلا ربان واحد وإلا سوف تغرق السفينة بالجميع ،كما أن الشعب الأثيوبي أن يقف مع الحوار الوطني  لأنها مصلحة الجميع وأيضا أرجو من الشعب أن يضغط على جميع الأطراف حتى تكتمل  مسيرة السلام ليعم جميع أنحاء البلد ، وأن الشعب فوق جميع الأحزاب فعليه أن يراقب جميع الأطراف ويقف مع الحق وما فيه مصلحة  العباد والبلاد ،وأسأل الله تعالى أن يديم  لبلادنا  الأمن والسلام ويعم به جميع ربوع بلادنا  والسلام الإستقرار  .

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *