خطة لإنشاء مركز السياحة الصحية في إثيوبيا!

عمر حاجي

أديس أبابا(العلم) أولا: نبذة مختصرة عن السيد ياسين راجو، وتاريخ حياته والعمل الذي كان يمارسه، وقال:” أنا عشت في المملكة العربية السعودية لأكثر من أربعين عاما، بعد أن خرجت من بلادي عن طريق السودان بسبب الضغوطات السياسية خلال نظام الإمراطور هيل سلاسي والدرج ، ومكثت في السودان فترة خمس أو ستة أشهر، ومن ثم تابعت رحلتي متوجها إلى المملكة وأريد أن أشتغل”.

وسرد حديثه، وقال:  إن هناك منظمات كثيرة في المملكة، ومن بين هذه المنظمات منظمة تجراي. وبعد فترة من الزمن نصبوني رئيسا لمنظمة تجراي في السعودية، وكنت أجهز لأناس ليس لديهم رخصة الإقامة. وحصلت رخصة لحوالي 51 شخصا من بينهم أنا بالذات. وقد تمت هذه العملية عبر التعاون والتنسيق مع جبهة تحرير إريتريا، لانها كانت ضد نظام الدرج، وكذلك، نحن. وعملت مع هذه الجبهة الإتفاقية لكي يساعد المواطنين التجراويين أولا أنفسهم، ومن ثم بلادهم.

كما أنني تعرفت على عدد من الأشخاص البارزين السعوديين هناك. ومن بين هؤلاء الأشخاص، الدكتور ياسين الغمضي، مؤسس منظمة البصر الخيرية العالمية. وكان الدكتور ياسين الغمضي يدعو إلى إنشاء منظمات تساعد الإنسان من ذوي مرضى العيون،- وكان هو أحد أصدقائي الذي تعرفت عليه كما قلت آنفا- وكان يعالج مرضى العيون في الشرق الأوسط وفي آسيا وأفريقيا للأناس الفقراء في الدول الفقيرة، وكنت أنا أتتبعه. وهذه من بعض مختطفات بسيطة من تاريخي الطويل.

وفي هذا السياق، أجرت صحيفة ” العلم” مع السيد ياسين راجو لأن لديه خطة لإنشاء مؤسسة العيون بإسمه، حول هدف إنشاء مؤسسة ياسين للبصر الخيرية والخطة المستقبلية التي يريد مواصلته، ودورها في تقديم الخدمة للمواطنين؟ وعن مصادر التمويل له في تحقيق المشروع الإنساني الكبير وغيرها من الأسئلة؟

قال السيد ياسين: إن خطة إنشاء مؤسسة ياسين للبصر الخيرية لديها رسالة سامية، لأنها ستكون منظمة طوعية تقدم أفضل خدمات في مجال طب العيون والتدريب والتعليم الاكاديمي لمكافحة العمى في بلدي من خلال كوادر بشرية مؤهلة ومدربة. بحيث تقدم  هذه المؤسسة خدمات مجانية لمرضى العيون وخاصة الفئات الفقيرة، وفي مجال الكشف الطبي، وإجراء عملية جراحية لإزالة أسباب العمى، وتركيب عدسات لاصقة وتوزيع نظارات طبية وأدوية.

وأما الهدف من إنشاءهذه المؤسسة خلال هذه فترة وجودي في المملكة ولدت لي بنت بصيرة العين، وجلست لمدة 30 يوما ولا تنظر. ومن ثم أجريت الفحص لها لدى الطبيب، وقال لي الطبيب: إن عيونها لا تنظر وبعد أن تأكدت ذلك، رجعت إلى الدكتور ياسين الغمضي من أجل هذا الموضوع بالذات، ونحن جدد لا نعرف غيره. ووجهنا إلى أمير سلطان فهد بن خالد، على الرغم من أن كفيل حرمتي كان نجل فهد بن خالد، وذهبنا إليه، وكلمناه عن طريق طباخه الخاص، وعندما ذهبنا إليه أرسلنا طائرة إلى جدا وأرسلنا إلى مستشفى العيون إلى الرياض، وتعالجت هناك، وشافت بنتي، وهي عمرها الآن 35 سنة.

وبعد تعافت بنتي وشافت دعوت الله وتعهدت بأن أقدم الخدمة والمساعدة للإنسان، وهذا، هو هدفي الرئيسي من خطة إنشاء مؤسسة ياسين للبصر الخيرية في بلدي بأقرب وقت ممكن إن شاء الله.

وبناء على ذلك، لما رجعت إلى بلادي وتقابلت مع وزير الصحة في تلك الفترة، قالوا لي أدرس عن هذه المؤسسة، وهدفها، ربما تكون مؤسسة دينية أو سياسية ممكن أن تكون منظمة شبابية ؟!. ومن ثم ذهبت إلى الرياض وقمت بالدراسة عن هذه المؤسسة لمدة ثلاثة أشهر، وبعد أن أنهيت عن دراسة المؤسسة تكلمت مع سفير بلادنا وأعطيت المعلومات عن المؤسسة، وجئت إلى البلد وتكلمت مع رئيس الجمهورية الذي هو جرما ولد جورجيس الراحل في ذلك الوقت – وكان إنسانا طيبا ولطيفا بالمرة…- وكتب لي أوراقا إلى الجهات المختلفة، منها، المباحث والأمن، ووزارة الصحة وغيرها ذات المعنية.

ومن هنا، بدأت فكرة إنشاء مؤسسة ياسين للبصر الخيرية.

علما أنني عملت مع مؤسسة البصر العالمية في إثيوبيا لمدة 25 سنة. وأول ما بدأت بتقديم علاج البصر مع أطباء العالم، كانت في إقليم عفر، وهرر، وجامبيلا. (وفي تلك الفترة لم نجد الطائرة ولا السيارة). وذهبت إلى رئيس الوزراء الراحل ملس زيناوي وعرضنا عليه الموضوع، وأمرنا بإعطاء المرحوية وذهبنا إلى هناك وتم علاج حوالي 10 آلاف أشخاص، وكانوا سعداء وفرحانين جدا. بالإضافة إلى تقديم خدمات العلاج نعطي النظارات والأدوية والتوعية أيضا. كما ذهبنا إلى نقمتي، ودنبيدولو، وإلى جما، وغودي – الصومال. وقد إستفاد خلال تلك الفترة حوالي 70 ألف شخص إجماليا. منهم، 5 آلاف استطاعوا أن يشوفوا، وألفين أخذوا النظارات و6 آلاف أخذوا أدوية العيون والباقي أعطينا لهم التوعية حول الحفاظ على النظافة عبر الغسل بالصابون. لان العين أهم شيئ في حياة الإنسان، ومن أجل ممارسة حياته اليومية.

وبعد أن تلقينا مع الرئيس جرما وملس زيناوي فتحت لنا أبواب تقديم الخدمة للمواطنين، وذهبنا إلى تجراي وأمهرا، وإلى دري دوا، وورابي – سلطي، وإلى عفر، وبني شانقول جموز، وأديس أبابا، وفي جميع الأماكن التي ذكرتها لك تم الكشف والعلاج عن 700 ألف شخص، منهم 50 ألف تم إجراء العملية الجراحية وشافوا والباقي منهم أخذوا النظارات والأدوية.

وأشار السيد ياسين: إلى أنه أول ما بدأت العمل مع مؤسسة البصرية العالمية سألوا عن الأرض لإنشاء المؤسسة في إثيوبيا، لكن للأسف الشديد لم أجد الأرض، وهذا يعتبر فديحة كبيرة لبلادي خلال تلك الأنظمة المتلاحقة. ورغم ذلك، أنا بدأت منذ خمس سنوات مضت لإنشاء هذه المؤسسة. وقدمت الطلب إلى الحكومة وإلتقيت مع رئيس الوزراء الدكتور أبي أحمد من أجل الحصول على الأرض، هناك أمل كبير الآن 98 %  والتي فشلت فيه سابقا. مؤكدا على أن كل شيئ جاهز من تمويل الأمول من قبل السفير الأميريكي لدى إثيوبيا.

وقال السيد ياسين واصفا المشروع : إن مشروع بناء هذا المستشفى سيكون أكبر مستشفى العيون في البلاد، ولديه مركز إجراء البحوث والدراسة للعيون، ومركز السياحة الصحية في إثيوبيا. مؤكدا على  قوله: إن هذا، ليس دعاية، بل سيظهر على أرض الواقع في الوقت القريب إن شاء الله. لأنه كل شيئ جاهز، وننتظر تسليم الأرض فقط. وسنأتي بالأطباء والدكاترة بعد الحج. وأن هذا العلاج  ليس العيون فحسب، بل لأمراض الكلى  والسراطان، وفيستولا والأطفال، وأمراض النساء. وقد تم الإتفاق مع وزاة الصحة في هذا الإطار.

وذكر السيد ياسين، بأنه قد أطلقت مؤسسة البصر الدولية برنامج خدمة تطوعية لتقديم فحص مجاني للعيون وجراحة العيون في مستشفى ألرت في وقت سابق من شهر مارس الماضي. حيث استفاد حوالي 10 آلاف من المواطنين من الفحص البدني لعلاج العيون وحوالي 400 حالة تم إجراؤها من أجل إزالة إعتام عدسة العين في 17 مارس الماضي 2023. وفي مدينة أديس أبابا تم الكشف لـ 10ألف مواطن في مستشفى ألرت الذي حضرها السفير الدكتور فهد الحميدي سفير المملكة. وفي إقليم تجراي في مستشفى أكسوم ماريام  تم الكشف لـ 10 ألف مواطن من قبل الوفد المكون من 18 من أطباء متخصصين الذين وصلوا إلى البلاد من باكستان خلال هذا الشهر.

 كما أن مؤسسة البصر الدولية لديها نية لبناء مستشفى العيون في الأقاليم على مراحل مختلفة، بعد بناء المستشفى في العاصمة، ووافقت إدارة مدينة أديس أبابا لتقديم الأراضي لبناء أكبر مستشفى ومعهد التدريب فى أديس .

وذالك ما أكد عليه، كبير مستشاري وزارة الصحة الدكتور دانئيل جبر ميكائيل من جانبه: إننا نعمل مع مؤسسة البصر منذ أكثر من عقدين واستفاد أكثر من نصف مليون شخص من هذه المؤسسة، وتم إجراء أكثر من 50 ألف عملية جراحية لإزالة إعتام عدسة العين على مرضانا مجانًا مما مكن أكثر من 50 ألف إثيوبي من التعافي من مشاكلهم البصرية. وأن هذه الأنشطة الإنسانية مهمة للغاية. وفي هذه الجولة بالذات، استفاد من هذه المهمة أكثر من 30 ألف مريض.

وقال مستشار الوزارة، إنهم كانوا في الأسبوع الماضي في مستشفى جما، وورابي، حيث تلقى أكثر من 20 ألف مريض العلاج الطبي خاصة باستخدام قطرات العين، مشيرا إلى أنه يوجد في إثيوبيا حوالي 1.5 مليون شخص يعانون من ضعف البصر، معظمهم بسبب إعتام عدسة العين والتراخوما. وأن إعتام عدسة العين هو السبب الرئيسي للعمى في إثيوبيا، وفي أماكن أخرى في البلدان النامية والذي يمكن الوقاية منه من خلال خدمات جراحية بسيطة.

ووفقًا للمستشار، فإنه على الرغم من وجود عدد مراكز العيون وعدد أطباء العيون لدى الدولة، لدينا عدد كبير من الأعمال المتراكمة، حيث نحتاج إلى دعم من الشركاء مثل منظمة البصر العالمية، والآخرين لدعم الأشخاص المحتاجين للشفاء من مشاكل البصر. وعلى الرغم من وجود خمسة مراكز من الدرجة الثالثة لجراحة العيون فقط، لكن نحن بحاجة إلى دعم لبناء مستشفى العيون في أديس أبابا وأماكن أخرى. كما ذكر الدكتور سليمان بوسا رئيس قسم طب وجراحة العيون بمستشفى ألرت أن هذه المنظمة تأتي للمرة الثالثة وتقوم بإجراء جراحة العيون وإدارة أمراض العيون.

والجدير بالذكر، أن مؤسسة البصر العالمية تأسست في عام 1990 في المملكة العربية السعوديه بواسطة مجموعة من أطباء العيون، وهي مؤسسة خيرية تطوعية غير حكومية وغير ربحية، تهدف إلى مكافحة العمى في كل من قارتي آسيا وإفريقيا، حيث تغطي أكثر من 48 دولة في قارتي آسيا وإفريقيا من خلال أنشطتها. وذلك من خلال التعاون مع المانحين، وبناء علاقة وثيقة مع الشركاء الذين لهم دور بارز في تقديم عمل الخير.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

One Comment to “خطة لإنشاء مركز السياحة الصحية في إثيوبيا!”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *