موقف اثيوبيا الثابت من اجل سلام السودان !

ما لم يكن الحل “سوداني سوداني”  ويكون التفاوض على أساس قبول الآخر لا يمكن أن تستمر أي مبادرة. المختص في الشأن السياسي، الطيب عبد الرحمن الفاضل، 

ما زال الأمل معقوداً في أن يصل السودانيون إلى ايقاف الحرب  والخروج بالسودان الي بر الامان ، وإيجاد حلول تنهي الأزمة السياسية الحالية وقف التصعيد العسكري، والعودة إلى الاتفاق الإطاري، بما يضمن أمن واستقرار السودان وشعبه الشقيق..لاسيما، وسط تعدد المبادرات لإيجاد حلول تفتح الطريق وترسم خارطة الاتفاق النهائي بين الأطراف السودانية..

وعليه أدان رئيس وزراء اثيوبيا الدكتور ابي احمد ، جميع المحاولات التي تسعى للتدخل في الشأن السوداني. جاء ذلك في بيان صادر عن رئيس الوزراء أبي أحمد ، يوم الإثنين الماضي ، ونشر باللغة العربية عبر حسابه الرسمي على وسائل التواصل الأجتماعي .

وأعرب رئيس الوزراء، في البيان عن إيمانه راسخ بأن الشعب السوداني الشقيق، عبر تاريخه العريق لديه كل الحكمة ،لتجاوز هذه المحنة التي يمر بها في الوقت الراهن .وأكد : على أن أي تدخل في الِشأن السوداني ، يجب أن يكون هدفه فقط تحقيق المصالحة بين الأشقاء وأحلام السلام ، وان أي محاولات لدوافع وأجندات خفية تسعي الي تدمير مقدرات البلاد .

نعم  أن ما يحدث في دولة السودان الشقيق هو شأن داخلي ولا ينبغي التدخل فيه حتى لا يحدث تأجيج للصراع الذي لا يعد مناسبا للسودان ولا للمنطقة بأكملها، وعليه على أن موقف اثيوبيا  الثابت هو عدم التدخل في شئون الدول لأن اثيوبيا  تعتبر أن كل دولة لها خصوصيتها في إدارة سياستها الداخلية وأوضاعها.

ولم تقف اثيوبيا متفرجة علي ما يجري في السودان بل قامت باجراء مناقشات مع المسوؤليين السودانيين واستعراض تداعيات الأحداث الجارية داخل السودان الشقيق جراء حالة التصعيد بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع بالسودان، وما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع خلال الفترة القادمة من نتائج وتداعيات تؤثر على أمن وسلامة  السودان الشقيق اولا والمنطقة ككل.

أجرى نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإثيوبي دمقي مكونن، الإثنين، اتصالاً هاتفياً، من  وزير الخارجية المكلف بجمهورية السودان، علي الصادق علي. وجرى خلال الاتصال، بحث الأوضاع الراهنة في السودان، مع التأكيد على أهمية وقف التصعيد العسكري، والعودة إلى الاتفاق الإطاري، بما يضمن أمن واستقرار السودان وشعبه الشقيق.

وأعرب دمقى عن تضامن إثيوبيا مع شعب السودان ، معرباً عن تعازيه لعائلات أولئك الذين لقوا حتفهم خلال لاشتباكات في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وعليه أجرى وزير الدولة للشؤون الخارجية الإثيوبي، السفير مسغانو أرغا، الإثنين، محادثات مع سفير السودان لدى إثيوبيا، جمال الشيخ أحمد، حول الأحداث الجارية في السودان الشقيقة.

وصرح السفير مسغانو، بأن إثيوبيا تتابع بقلق بالغ بعد اندلاع الاشتباكات بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع ، مؤكدا على موقف دولة أثيوبيا المتمثل في ضرورة خفض التصعيد والعمل على إيجاد حل سلمي للأزمة بين الأطراف المعنية.

وشدد على ضرورة إيجاد حل سلمي من قبل السودانيين أنفسهم من خلال الحوار، معربا عن ثقته في أن الإثيوبيين وموظفي البعثة الدبلوماسية الإثيوبية في السودان سيحصلون على الحماية اللازمة.

مما لا شك فيه ان رغبة إثيوبيا حكومة وشعبا لرؤية أبناء السودان يحلون مشاكلهم بأنفسهم بالحكمة المعهودة لديهم.وليس هذا فحسب بل أن إثيوبيا تقف مع المصلحة العامة للسودان حكومة وشعبا ، وتدين  بشدة جميع المحاولات التي تسعي للتدخل في الشأن السوداني بالطرق غير المشروعة .

نعم ..موقف اثيوبيا  الثابت بعدم التدخل في شئون دول الجوار وخاصة السودان ، إلى أن اثيوبيا كانت تقوم دائما بدور الوساطة ولعب دور إيجابي لإحداث هدوء واستعادة الأمن والسلام والاستقرار سواء في دولة السودان أو غيرها. لا سيما وإثيوبيا هي الوسيط الأكثر حضورا وتأثيرا في صفوف قوى الحرية والتغيير، كما أنها تمتلك أيضا روابط مع قادة المجلس العسكري. وقد مكَّن هذا الدور أديس أبابا سابقا من انتزاع موافقة الأطراف السودانية على المبادرة الإثيوبية التي حدَّدت أُطُر تقاسم السلطة بين طرفَيْ النزاع، ورسمت هياكل الحكم خلال الفترة الانتقالية  كان دور اثيوبيا دائما ايجابي في السودان وهذا ما اكدته كل الاطراف والاشقاء في دولة السودان . نجح الوسيط الإثيوبي حينئذ، وارتبط نجاحه أساسا بالمواقف الإيجابية التي اتخذها آبي أحمد فيما يخص الثورة السودانية .

وفي تلك الفترة وأعرب المجلس العسكري الانتقالي عن شكره وتقديره لحكومة جمهورية إثيوبيا الفدرالية على “مبادرتها الكريمة وحرصها على تقريب وجهات النظر بين الأطراف السياسية في السودان”. وقال رئيس وزراء إثيوبيا في بيان: “يجب أن يتصرف الجيش والشعب والقوى السياسية بشجاعة ومسؤولية في اتخاذ خطوات سريعة نحو فترة انتقالية ديمقراطية توافقية في البلاد”. وأشار البيان المشترك إلى أزلية وعمق العلاقات التاريخية بين شعبي البلدين، وضرورة المحافظة عليها وتنميتها، وأبان أن الهدف من زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي في تلك الفترة هو إظهار التضامن والوقوف مع حكومة وشعب السودان ومؤزارته للوصول إلى توافق سوداني – سوداني يؤدي إلى استقرار الفترة الانتقالية، باعتبار أن السودانيين هم الأقدر على حل مشكلاتـهم الداخلية، وأعرب الجانب الأثيوبي عن تطلعه إلى التوصل لاتفاق لتشكيل حكومة مدنية ومؤسسات الانتقال الأخرى، بما يفضي إلى التحوُّل الديموقراطي والوصول للانتخابات.

واليوم تكرر اثيوبيا نداءها للشعب والحكومة والاشقاء في السودان كما أعرب أبي عن قلق إثيوبيا بالغ تطورات الوضع في السودان على إثر الاشتباكات الدائرة والعسكرية بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع في السودان.

ودعا رئيس الوزراء ” المكون العسكري وجميع القيادات السياسية في السودان إلى تغليب لغة الحوار وضبط النفس والحكمة، وتوحيد الصف بما يسهم في استكمال ما تم إحرازه من توافق ومن ذلك الاتفاق الإطاري الهادف إلى التوصل لإعلان سياسي يتحقق بموجبه الاستقرار السياسي والتعافي الاقتصادي والازدهار للسودان وشعبه الشقيق”.

وأشار أبي إلى، أن هذه الإشتباكات تخالف الأعراف والقيم السودانية العريقة لأنها تأتي في الأيام الاخيرة من شهر رمضان المبارك، في الوقت الذي يجتهد فيه الشعب السوداني في الأعمال الصالحة والتقرب من الله عز وجل.

وطالب “كافة الأطراف السودانية بممارسة أقصى درجات ضبط النفس، حماية لأرواح ومقدرات الشعب السوداني الشقيق، وإعلاءً للمصالح العليا للوطن”.

ودعا من جديد أشقاء السودانيين بأن أبواب أديس أبابا، حيث مقر منظمتنا القارية مفتوحة لكم؛ وندعوكم لإستكمال الحوار، ومسار المفاوضات السلمية، التي بدأتموها قبل الإشتباكات الحالية. وسوف نقوم بواجب الأخوة والجوار، ونجدد دعوتنا لكم إلى التحكم إلى السبل السلمية، وإسكات اصوات المدافع والرصاص.

وقال أبي في البيان ، “إذا دعوتمونا للوساطة بينكم كأشقاء، في وقت الشدة؛ كأشقاء لا يريدون شيء أخر سوى مساعدتكم في حل هذا النزاع الخطير على السودان، والمنطقة بأسرها؛ فنحن

وأِشاد أبي أحمد في بيانه، بمتانة العلاقات التاريخية بين الشعبين ، موضحا أن الشعب السوداني لأيتفاوض عن عزته وكرامته الوطنية ،مشيدا بالصفات الحميدة للشعب السوداني وتميزه بالكرم الفياض وحسن الضيافة .

مستعدون أن نأتي إلى الخرطوم في أسرع وقت ممكن. ونناشدكم بوقف القتال، والعودة إلى الحوار البناء السلمي من أجل السودان، والشعب السوداني الشقيق، الذي عانا الكثير، وذاق الأمرين من ويلات الحروب ومصلبها.هذا هو موقف اثيوبيا الثابت اتجاه تعزيز السلام في السودان والعودة الي الحوار ثم الحوار !

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

2 Comments to “موقف اثيوبيا الثابت من اجل سلام السودان !”

  1. تنبيه: football skills

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *