موقف إثيوبيا الثابت في تعزيز الوحدة الافريقية

سمراي كحساي

خلال فترة الحكم الاستعماري لأفريقيا ، لعبت إثيوبيا دورًا فريدًا حيث عملت على تشجيع وتحفيز الأفارقة للضغط على القوى الاستعمارية.

و كان الهدف من ذلك هو الدفاع عن التضامن والكفاح من أجل الحرية التي أشعلت حركات إنهاء الاستعمار الأفريقي في جميع أنحاء العالم.

و لعبت إثيوبيا ، كونها واحدة من الدول الرائدة التي روجت لفكرة الوحدة الإفريقية ، درا مهما في رفع معنويات جميع الشعوب السوداء في جميع أنحاء القارة لتشكيل حركات الاستقلال الأفريقية.

ويعرف عن الإمبراطور هايل سيلاسي الأول ، الذي حكم إثيوبيا من عام 1930 إلى عام 1974 ، دائمًا في إفريقيا وحول العالم بالتزامه بتعزيز الوحدة والتضامن بين الدول الأفريقية ؛ ولدعمه القوي لحركات الوحدة الأفريقية.

و بالتأكيد ، كان طموحه هو رؤية أفريقيا موحدة ومزدهرة وقوية. و خلال فترة حكمه ، فعل ما في وسعه لتعزيز الوحدة الافريقية من خلال دعم الكفاح من أجل الاستقلال وتعزيز التعاون بين جميع المواطنين من أصل أفريقي.

و لقد كان الإمبراطور هايل سيلاسي الأول أيضًا أحد القادة الذين سهلوا تشكيل الهيئة القارية ، والمنظمة السابقة للوحدة الأفريقية (OAU) ، والاتحاد الأفريقي الحالي (AU) بالتأكيد ، وكان القادة الإثيوبيون الذين وصلوا إلى السلطة في أوقات مختلفة أيضًا حريصون على الترويج للتضامن والوحدة بين البلدان الأفريقية وشعوبها تحت روح الاخوة الإفريقية.

و في عهد العقيد السابق منجستو هايل ماريام ، أخذ البطل الأسطوري في جنوب إفريقيا نيلسون مانديلا التدريب العسكري للتحضير للمعركة ضد الفصل العنصري.

و تلقى مانديلا ، إلى جانب أخذ التدريب العسكري من القوات الإثيوبية ، جواز سفر إثيوبي الذي مكنه من التحرك بحرية والحفاظ على كفاحه ؛ في حين أن العديد من الدول ادارت ظهرها له في ذلك الوقت.

و حتى في هذه الأيام ، تلتزم قيادة إثيوبيا بتعزيز  إحياء فكرة الوحدة  الإفريقية ، ورفعها إلى أعلى مستوى من اجل خلق أفريقيا متكاملة ، مزدهرة ، قوية وسلمية.

و لهذا الغرض ، تقوم البلاد بالأنشطة المتعددة الجوانب التي تمهد سبل ضمان تنميتها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية لأنها حاسمة في  تعزيز الوحدة الافريقية.

والأهم من ذلك ، تعمل إثيوبيا حاليًا على إنشاء علاقات متينة بين بلدان المنطقة  من اجل زيادة تعزيز الإقليمي.

كما تسعى اثيوبيا ايضا إلى تعزيز العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الممكنة مع بلدان القرن الافريقي وباقي الدول الافريقية من خلال تحفيز التجارة ، وبناء اتصال طريق فعال ، وأنظمة الاتصالات والبنية التحتية التي تخلق أرضية أفضل للتكامل والوحدة.

وتعتبر كل من اتفاقيات شراء الطاقة الموقعة بين إثيوبيا مع كينيا والسودان وانشاء أكبر مشروع للبنية التحتية للطرق السريعة المصمم للربط بين كينيا وإثيوبيا وجنوب السودان خير مثال في هذا الصدد.

مما لا شك فيه ، أن المبادرات تشجع الخطوات من حيث تعزيز الشراكة بين البلدان والتقدم في طموح التكامل الإقليمي لأفريقيا.

ومع ذلك ، ينبغي تطبيق المزيد من الجهود والالتزامات لتحقيق التطلعات المطلوبة لأنه بدون تفاني الدول الأخرى ، لا يمكن إنجاز الطموح المطلوب.

 وبالتالي ، يجب أن تبذل جميع الدول الافريقية طاقة غير عادية لتحويل الطموح الي حقيقة في ارض الواقع.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *