أثيوبيا بلد الحضارات القديمة والآثارالجذابة للسياح – شرق هررغي (منطقة بابلي ) –

تقرير سفيان محي الدين

إن شرق هررغي أحد آثار الإسلامية  ، كما لها  سمات متميزة بأنواع القهوة الجذابة  في العالم «البن الهرري»،إذ يسود اعتقاد بأن القهوة خرجت منها إلى العالم،.أما الضباع البرية،فهم أصدقاء أعزاء، لهم حكايات مثيرة وتشاطرهم حياتهم اليومية،بل إنها مصدر التفاؤل والتشاؤم.وقد ولد فيها الإمبراطور هيل سيلاسي وحكمها بين 1930و1974. وتعتبر هذه المنطقة ذات  الثقافات الإسلامية بالرغم من الاختلاف والتنوع  لها امتداد تاريخي جامع يعبر عن قول الله سبحانه وتعالى،، إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ،،

 رغم بعد الحبشة عن مكة احتضنت شرق هررغي دعوة الإسلام الأولى وكانت لها مأوى ونصير .

نعرض للقراء الكرام هذه المرة عن الآثار الإسلامية القديمة التي إكتشفت في شرق هررغي    (أثيوبيا) ومن بين تلك  الآثار ،ألا وهي الآثارالتي تضم المساجد والبنيات المعمارية الفنية التي بنيت قبل  1400 هـ عام  في منطقة شرق هررغي (منطقة بابلي ) وتحتضن تلك المنطقة مسجد  تم بناؤه  من الأحجار والطين وليس فحسب بل معظم بناء المدينة من الأحجار والطين  ورغم طول الأعوام عليهما لم يتأثرا بناؤهما بالعوامل المناخية ،كما أن المسجد ظل ولايزال يخدم  المسلمين باداء الصلاة فيه والعبادات المختلفة  ،كما  يحتوي علي فصل لتدريس الطلاب عبارة عن حجرة  تدريس الطلاب فيه  علماء الدين الإسلامي  من الفنون المختلفة ، حيث يدرس هناك الحديث والفقه والنحو وقراءة القرآن الكريم  على اللوحات الخشبية .

ويوجد مخطوطة القرآن الكريم  التي  كتبت باليد على جلد الحيوانات  ولم تتأثر بالتمزق  ولا إزالة الكتابة عنه علي الرغم من طول الزمان عليه وتشبه  كتابها كأنها قد  كتبت في الوقت الحاضر: وحول هذا أجرت صحيفة (بريسا من مؤسسة الصحافة  الأثيوبية أثناء زيارتها تلك المواقع (وهي  التي تطبع في كل أسبوع باللغة الأ ورومية  )(يوم السبت ) مع الشيخ آدم عثمان وهو الإمام التاسع والعشرون في هذا المسجد القديم منذ تاسيسه وجاء الحوار كالتالي :

 العلم : نرجومن سماحتكم نبذة تاريخية  عن هذه الموقع  وهذا المسجد ؟

وفي هذ الصدد قال الشيخ آدم عثمان إلامام الكبيرفي ذلك  المسجد :إن هذه الموقع  الأثري و الإسلامي لم يجد الإهتمام من الجهات المعنية  في العهود السابقة والآن في الوقت الحاضر ركزت الحكومة المحلية برعاية  هذه الموقع  الأثري والجذاب  للسياح وسوف  يكون جزءا لا يتجزء من جلب السياح  إلى هذا الموقع الأثري الإسلامي ودفع عجلة السياحة الي الامام في تلك المنطقة ، علما بأن المسجد والآثار قد مر عليهما أكثرمن 250 عاما  ولم تتغيرا كأنهما بنيت في وقت قريب.  وفي ذلك المسجد ،يوجد قرآن كتب باليد على جلود الأبقارالذي تم دبغه ،وأما الحبر الذي كتب به هذا القران هو قد صنع  من القمح المحروقة بأسلوب تقليدي ، وثم  تم خلطه مع  مايسمى (حبي) التي تمنع إفساد الحبر من الجلد  وهي تخرج من بعض الأشجارما يسمى (ددشا ) وتعتبر من الأسمدة الكيماوية التي تعطي للحبر موادا كيماوية يمنع من إزلة الكتابة ، ويستفاد من تلك  المواد في مجال  الكتابة قبل دخول  التكنلوجيات والأقلام  الحديث ، وكما مرعلى ذلك الأثر أكثر من 547عاما ،ولذا توحي المواقع  بدخول الإسلام في وقت مبكربعد بعثة الرسول  صلى الله عليه وسلم من صحابة الكرام أو في وقت  الذي اعتنق النجاشي الإسلام.

يحتوي المسجد علي الآثار الأخرى التي تخدم مصالح الصلاة،ألا وهي  ألاحذية  القديمة المصنوعة من الأخشاب ونسجت حبالها المربوطة من الجلود و يتوضأ عليها  المصلون في ذلك المسجد، ويستفاد من تلك الآثار في القديم آباؤنا وأجدادنا  من صنع الأحذية من الخشب  والجلود وهذه الآثار هي التي ظهرت في الأيام  القديمة .

وأشار الشيخ آدم إلى أن أهالي هذه المنطقة يرغبون من قبل الحكومة  والجهات  المعنية في المستقبل أن يركزوا علي  البنية التحتية وهي أساس الحياة من بناء الطرق  والفنادق وتمديد  الطاقات الكهرومائية والمياه النقية الصالح للشرب ،وأن هذه  الأعمال إذا نفذت  بجدية  تمكن  التسهيلات للسياح ،وأن هذه المناطق سوف تلعب دورا كبيرا لجذب السياح الأجانب من الداخل والخارج  ، وكما تسهم أيضا المنطقة في خلق فرص العمل  للشباب إذا تمت تقديم الخدمات والمستلزمات اللازمة للسياح  في هذه المنطقة  ،وأيضا تجلب العملة الصعبة  للبلاد ،علما بأن السياحة لعبت في بلدان العالم وخاصة  الأوروبية دورا كبيرا في  تطويرإقتصاد البلاد  وذلك من خلال دخول  المستثمرين  وإزدياد عدد السياح  .

وذكر الشيخ آدم بأن هذه المنطقة وآثار القديمة  تعرضت للدمار بسبب الحرب التي نشبت مع الصوماليين في عهد نظام الدرج .