تعزيز الاستثمارات الهولندية في اثيوبيا

سمراي كحساي

 يعد قطاع الثروة الحيوانية جزءًا لا يتجزأ ومركزيًا من الزراعة ، ووفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة ، تمثل الثروة الحيوانية ما يقرب من 40 في المائة من إجمالي الإنتاج الزراعي في العالم المتقدم و 20 في المائة في البلدان النامية مثل إثيوبيا.

و تحتل إثيوبيا المرتبة الأولى في إفريقيا والعاشرة في العالم من حيث عدد الثروة الحيوانية. و يقدر عدد الحيوانات الأليفة بالدولة وفقا لمعهد  التنوع البيولوجي الاثيوبي  حوالي 47.5 مليون رأس من الماشية ، 26.1 مليون رأس من الاغنام ، 21.7 مليون رأس من الماعز ، مليون جمل ، 39.6 مليون دجاجة .

وتعتبر  التكلفة العالية للأعلاف ونقص الأراضي ، إلى جانب جودة الأعلاف وتوافرها ، فضلاً عن عدم كفاية خدمات الإرشاد البيطري ، قيودًا  وتحديات رئيسية لهذا القطاع.

ومع ذلك ، تخطط الحكومة لزيادة الإنتاج إلى 11.8 مليار لتر من منتجات الألبان ، و 1.7 مليون طن من اللحوم ، و 5.5 مليار بيضة ، و 106 ألف طن من لحوم الدجاج في خطة التنمية خلال ال 10 سنوات القادمة.

وفي هذا الاطار نظمت اثيوبيا بالتعاون مع وزارة الزراعة وسفارة مملكة هولندا في إثيوبيا وغرفة التجارة والصناعة الأفريقية معرض الدواجن الاثيوبية والمعرض الأفريقي للثروة الحيوانية الذي انطلق  في فندق سكاي لايت في اديس ابابا الاسبوع الماضي بحضور كبار المسؤولين الحكوميين والخبراء والزوار وغيرهم من أصحاب المصلحة.

وفي مقابلة حصرية مع صحيفة العلم قال مدير شركة هيندريكس جينتيكس الهولندية في افريقيا بيتر ارتس انه قد شارك مرات عديدة في معرض الدواجن الاثيوبية والمعرض الأفريقي للثروة الحيوانية وان هنالك فرص واعدة في الاستثمار في قطاع تربية الحيوانات في اثيوبيا حيث يبلغ عدد السكان حوالي  120مليون.

واضاف ان شركة هيندريكس جينتيكس هي شركة لتربية الحيوانات وعلم الوراثة والتكنولوجيا وهي شغوفة بتربية الحيوانات وان الشركة لديها مشاريع لتربية الدجاج البياض والديك الرومي والدواجن التقليدية.

وقال ان الشركة رائدة في مجال التربية وعلم الوراثة والتكنولوجيا متعددة الأنواع مع أنشطتها الأساسية في الديوك الرومية والدجاج البياض والدواجن التقليدية  و تهدف إلى توفير حلول وراثية مبتكرة ومستدامة لتلبية الطلب العالمي المتزايد على الغذاء.

واشار الي ان الشركة لديها أكثر من 3500 موظف وانها تدير مواقع في أكثر من 25 دولة حول العالم.

وقال ان المعرض يعتبر  منصة ممتازة للجمع بين شركاء الأعمال الإثيوبيين والأجانب الذين يعملون بنشاط في قطاع الثروة الحيوانية و إن هناك أكثر من 10 شركات ومنظمات تعمل مع قطاع الثروة الحيوانية تشارك في المعرض من هولندا.

وأشار إلى أن العديد من الشركات الهولندية ترغب في إقامة روابط سوقية مع الشركات الإثيوبية التي تعمل في منتجات الألبان.

ومن جانبه قال نيكو مات الذي يمثل شركة فان دن هيوفل لمعدات معالجة منتجات الألبان ان شركته لديها معرفة بالسوق وبالاحتياجات اللازمة ، وانها يمكنها تطوير قطاع معالجة  منتجات الألبان في إثيوبيا إلى الأفضل  .

واضاف نيكو:” نحن نصدر معدات معالجة منتجات الألبان  إلى مختلف البلدان الأفريقية. و هذا هو سبب مجئنا إلى إثيوبيا “.

واشار الي ان قكرة المعرض بدأت من خلال سفارة هولندا  وان شركته لديها مصنع واحد في منطقة سلولتا وانها ترغب في توسيع نطاق عملائها في إثيوبيا.

وقال:”لقد عملنا في هذا القطاع في إثيوبيا لمدة ست سنوات. ونأتي أيضًا سنويًا للمشاركة في المعارض التجارية  و تخطط الشركة أيضًا لفتح مكتب هنا حتى نتمكن من العمل مباشرة من مكتبنا في إثيوبيا”.

واضاف :”تحتوي معالجة الألبان بشكل أساسي على وحدات البسترة  بما في ذلك الآلات الإضافية لمعالجة المواد الغذائية.  كما لدينا خزانات معالجة للزبادي والحليب  و آلات التعبئة وإلى جانب ذلك ، نحن متخصصون أيضًا في معدات صناعة الجبن وغيره”.

كما ذكر نيكو مات أن الأعمال التجارية في إثيوبيا لديها القدرة على جذب المستثمرين من أوروبا وأمريكا الشمالية ومن أجزاء أخرى من العالم المتقدم.

وقال “ما أراه هنا هو إمكانات هائلة في البلاد ذات الكثافة السكانية العالية. لذلك أعتقد أن هناك الكثير الذي يمكن تطويره في قطاع معالجة منتجات الألبان  في اثيوبيا. أعتقد أن المستثمرين يمكن أن يهتموا بسبب الإمكانات الهائلة للبلاد مثل توافر الأراضي ووجود مثل هذا العدد الهائل من السكان كسوق واعد.”

وعلى الرغم من أن إثيوبيا هي المالك الرئيسي لأكبر عدد من الماشية في افريقيا، إلا أنها لم تحصل على الفوائد المطلوبة من هذا القطاع.

وسيساهم  تنظيم  معارض المنتجات الحيوانية بشكل كبير في تسخير قطاع الثروة الحيوانية غير المستغل وجذب المستثمرين الاجانب للاستثمار في قطاع تطوير المنتجات الحيوانية.

ووضعت الحكومة الاثيوبية أهدافًا طموحة لتحويل نظام الدواجن الحالي بخطة لإنتاج فائض من البيض ولحوم الدواجن للتصدير. ووفقًا لخطة السنوات العشر ،سيصل إنتاج البيض إلى 5.5 مليار بحلول عام 2029 من 2.8 مليون حاليًا.ومن المتوقع أيضًا أن تزداد مساهمة لحوم الدواجن في إجمالي استهلاك اللحوم الوطني من 9 إلى 30 في المائة حاليًا بحلول عام 2030.

كما ان قدرة شركات  الدواجن والالبان المحلية آخذة في الازدياد و يقوم عدد متزايد من الشركات الأجنبية بإنشاء قاعدة لها  في إثيوبيا.

 

 

 

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *