سفيان محي الدين
بعد خوضها لتمرد ضد الحكومة الفيدرالية الصومالية لمدة خمسة عشر عاما، وسعت جماعة الشباب الإسلامية المرتبطة بتنظيم القاعدة هجماتها، حيث استهدفت مؤخرا الأراضي الإثيوبية، وهو ما أثار مخاوف محللين وخبراء من أن هذه الخطوة تعدّ تصعيدا أمنيا خطيرا قد يشكّل بداية محاولة الحركة للتمدد العسكري خارج الصومال ضمن المخطط المصري لزعزعة الاستقرار في اثيوبيا .
ما هي «استراتيجية مصر» في اثيوبيا ، للتعامل مع سد النهضة ؟!
في عدة محاور، منها «العمل على إضعاف إثيوبيا بشكل مخابراتي، عن طريق زرع فريق استخباري، ودعم المعارضة الإثيوبية كورقة ضغط على الحكومة الإثيوبية».احدى المسؤوالين الاثيوبيين في عام 2013
وأضاف أن «من بين المحاور التي تلعب عليها مصر استغلال الدين والقوميات بالتغلغل داخل المجتمع الإثيوبي وزرع الفتن، ودعم دول الجوار والتنسيق معها لزعزعة استقرار إثيوبيا، والتنسيق مع صناديق التمويل الدولية بهدف منع الدعم عن إثيوبيا».
وتابع أن من ضمن المحاور التي تعمل عليها مصر الخيار العسكري، وقلل في الوقت نفسه من لجوء القاهرة إلى هذا الحل.
واليوم أعلنت السلطات الإثيوبية ان قواتها قتلت ثلاثة من كبار قادة حركة الشباب الإرهابية التي هاجمت مؤخرا الحدود مع إثيوبيا ونقلت وكالة الأنباء الإثيوبية عن اللواء، تسفاي أياليه ، قائد قوات الدفاع وقوة المهام الانتقالية التابعة لقيادة الأمن الإثيوبية إن فؤاد محمد خليف (شنغلي)، الذي كان من كبار قيادات الحركة قتل في هجوم للقوات الأمن الإثيوبية المشتركة.
وأضاف المسؤول الإثيوبي، أن المتحدث العسكري باسم حركة الشباب خاصة العمليات عبد العزيز أبو مصعب، وعبيدة نور عيسى، قائد حركة الشباب المكلف بجبهة الحدود بين إثيوبيا ومحافظة بكول قتلا في العملية أيضا.
وكانت حركة الشباب المتشددة شنت صباح الجمعة الماضي هجوما مسلحا على منطقة عاتو الحدودية في محافظة بكول جنوب غرب الصومال بعد معارك دامية استمرت لأسبوعين.
وبهذه المناسبة اجرت صحيفة العلم مقابلة مع الشيخ عبد ا للطيف محمد وهوكاتب لإدارة مجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مدينة دلومنا : ظهرت مؤخرا جماعة الشباب الإرهابية قبل سنتين في هذه المنطقة للدخول بين الشعوب لأجل خلق الفوضيى وخلق الإصطدام وتظهر فكرتهم هؤلاء تكفير الإنسان وهم من الخوارج ، فهم يكفرون كل من إرتكب كبيرة وأصرعليها ولم يتب ،وكذلك يكفرون حكام المسلمين والعلماء وكل من عارض فكرتهم فلم يقبل رأيهم ومن هنا قاومت جميع الشعوب الأثيوبية واستنكرت ونددت تلك الجماعة بآرائهم وأهدافهم ولذلك طردت تلك الجماعة بسبب هذا من المنطقة ،كما أن حكومتي إقليمي الصومال وأوروميا والحكومة الفيدرالية معا إتخذت التدابير اللازمة حين تحركت حركة الشباب الارهابية في الوقت الحالي متجهة إلى حدود البلاد من جهة الصومال ولكن قد أحاطوهم بالقوات الأثيوبية الفيدرالية والقوات الصومالية في مقدشو وهم يعملون في الوقت الحالي بالإئتلاف والتنسيق ، كما نجحوا قبل سنتين وتم السيطرة والقضاء عليهم والآن شعبنا يراقب بحذر شديد واستعداد وان الشعب في المنطقة يقف بجانب الحكومة لمكافحتهم قبل أن يتغلغلوا في داخل البلاد وهم فئة غير مرغوب فيها لأن الشعوب الأثيوبية لاتعطي فرصة لمثل هذه الجماعة الإرهابية المدمرة العميلة التي تريد زعزعزعة استقرا وسلام البلاد .
إن الهجمات الأخيرة التي شنتها حركة الشباب في إثيوبيا هي مؤشر واضح على رغبة الإرهابيين في الجبهة الشعبية لتحرير تجراي في السيطرة على السلطة المركزية باستخدام أي وسيلة لازمة.
في حديثه إلى وسائل الإعلام المحلية، شدد دكتور دريس غيتاتشو المساعد في علم الاجتماع في كلية إيونا ، على أن الجبهة الشعبية لتحرير تجراي نظرًا لتحالفها مع القوى المختلفة، فإنها ترتبط الآن بحركة الشباب لزعزعة استقرار البلاد وإضعاف الحكومة المركزية.
مع وجود جماعة شني من جهة وحركة الشباب من جهة أخرى، فإن الهدف الرئيسي وراء كل الهجوم هو السيطرة على السلطة المركزية للحكومة ، بحسب قوله.
فيما يتعلق بتناوله لهذه القضية، أشار الكاتب والصحفي أبيبي غلاو إلى أن جميع الكيانات التي تحاول خلق الفوضى في البلاد وتحاول بشكل خاص تفكيك الحكومة المركزية، مضيفا إلى أن الوضع الحالي في إثيوبيا ساهم بشكل كبير في خلق بيئة مواتية وكذلك فتح الأبواب أمام أعدائها الذين لا تهدف نواياهم إلا إلى زعزعة استقرار إثيوبيا.
كما نعلم، أن مصر هي العدو التاريخي لإثيوبيا التي كانت ولا تزال وراء الأحداث السلبية الكبرى التي تحدث في إثيوبيا. وتعمل شني مع الجبهة الشعبية لتحرير تجراي عن كثب لتحقيق هدفهم الرئيسي.
ووفقاله أنها يمكن أن تتحالف الجبهة الشعبية لتحرير تجراي مع أي كيان سواء كان محليًا أو دوليًا طالما أنها تريد أن تصل إلى وجهتها وتكتسب رغبتها السياسية، مضيفا أن هذا هو السبب في أنها لا تزال تحاول إثارة حرب أخرى بينما تعرب عن استعدادها للانخراط في محادثات سلام.
ومن جهة اخري قال السيد عبد القادر هرسي المحلل السياسي الصومالي: إن جبهة تحرير أورومو(شني ) تعمل مع حركة الشباب وفي الوقت الحاضر اتفقت مع جبهة تحرير تجراي للعمل بالتنسيق مع الحكومة المصرية التي توظيف الجماعات المتطرفة لتحقيق أجنداتها في اثيوبيا بسبب مياه النيل وسد النهضة ، لذا عملت على تأسيس علاقات سرية مع حركة “شباب الارهابية ” في الصومال، حيث تنشط الحركة في منطقة القرن الأفريقي، وجنوب البحر الأحمر لزعزعة أثيوبيا وهم يسعون لتدمير أثيوبيا ،كما أن حركة الشباب لهم نوايا العمل لتفكيك أثيوبيا وخلق الفوضى وزعزعة البلاد في شتى الإتجاهات بالتنسيق الحقيقي لهؤلاء الشباب مع الحكومة المصرية .
تجدر الإشارة إلى أن اللواء تسفاي والمفوض العام محمد احمد ناقشا مؤخراً مع بعثة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي في الصومال وقوات الدفاع الوطني الإثيوبية في المنطقة، سبل تعميق التعاون بين الجانبين في الحالة التي يمكن فيها تطهير وتدمير مقاتلي حركة الشباب الإرهابيين المختبئين على الحدود بين الصومال وإثيوبيا من خلال عملية مشتركة.
في مقابلة حصرية مع وكالة الانباء الاثيوبية ، قال سيمو بارفنيوم الدبلوماسي الاروربي : إن الجبهة الشعبية لتحرير تجراي الآن يائسة وتجد شركاء في السودان ومصر لشن حرب كارثية أخرى.
كشف خبير الشؤون الدولية والدبلوماسي الفنلندي المخضرم بارفاينين أن جبهة تحرير تجراي لا تقوم فقط بتجنيد مقاتلين في تجراي لبدء جولة أخرى من الحرب ولكنها تعمل مع جنرالات مصريين وسودانيين لإحداث حالة من عدم الاستقرار.
يذكر أن إثيوبيا كانت قد كشفت أن القوات الأجنبية قاتلت إلى جانب مقاتلي تجراي في معارك نوفمبر وأكتوبر 2021 في إقليم أمهرا ، حيث لا يزال هناك قلق متزايد بشأن كيفية دعم مصر والسودان للجماعات المسلحة ، لا سيما الجبهة الشعبية لتحرير تجراي الإرهابية ومجموعة شني التابعة لحركة الشباب الصومالية .
قالت فاندا فيلباب براون ، السياسة الخارجية في معهد بروكينغز ، لـ “المونيتور” إن مصر لديها مصلحتان أساسيتان في القرن الأفريقي ، بما في ذلك الصومال: الأمن المائي لنهر النيل وحرية الملاحة والوصول الاستراتيجي في منطقة القرن الأفريقي. البحر الأحمر .
قال محمد عزالدين ، رئيس مؤسسة النيل للدراسات الأفريقية والاستراتيجية ، لـ “المونيتور” إن الصومال له أهمية جيوسياسية لمصر وأمنها القومي.
ويرى المحلل الأمني والسياسي عبدالرحمن سهل أن هجوم مقاتلي حركة الشباب ليس إلا محاولة يائسة تحاول استباق عملية أمنية أعلنت عنها الحكومة الصومالية لدحر الإرهابيين في قرى وبلدات جنوب ووسط البلاد.
وأظهرت الاضطرابات الإقليمية في الحدود المشتركة مدى حاجة إثيوبيا والصومال إلى تعزيز تعاونهما العسكري والاستخباراتي للحد من محاولة حركة الشباب نقل أنشطتها الإرهابية إلى رقعة أوسع.
واخيرا إثيوبيا ستنتصر بالتأكيد علي الارهاب والارهابيين الدوليين في الخارج والداخل ! .