سمراي كحساي
من المؤكد أن إثيوبيا والسودان لديهما علاقات ثنائية طويلة الأمد يمكن أن تصمد أمام أي خلافات قد تنشأ بينهما.
و تعود العلاقات بين البلدين إلى العصور القديمة و على سبيل المثال ، كان التجار المسلمون من السودان جزءًا مهمًا من تجارة إثيوبيا لعدة قرون حيث كان أحد الطرق التجارية الرئيسية لإثيوبيا يمتد غربًا إلى السودان ثم إلى مصر والبحر الأبيض المتوسط. وإلى جانب هذا ، ومنذ العصور القديمة ، كانت علاقات البلدين مزدهرة دائمًا.
ولا تشترك كل من إثيوبيا والسودان في حدود طويلة نسبيًا فحسب ، بل تشتركان أيضًا في القيم الثقافية والاجتماعية والاقتصادية المتشابكة بشكل لا ينفصل.
ولقد مكنت العلاقات الشعبية من خلق ترابط ثقافي واجتماعي و أقامة علاقات ثنائية وودية.و نظرًا لكونهما دولتين في منطقة القرن الافريقي المضطرب ، فقد لعبا أدوارًا مهمة في ضمان السلام والاستقرار المستدامين في جميع أنحاء المنطقة.
وفي هذا الاطار قال الصحفي والكاتب السوداني المتخصص في شؤون القرن الافريقي الدكتور هاشم على حامد إن العلاقات الاثيوبية السودانية علاقات تاريخية وعميقة الجذور وليست علاقات جديدة او مستحدثة.
واضاف ان العلاقات الاثيوبية السودانية هي علاقة تداخل بين الشعبين الاثيوبي والسوداني منذ آلاف السنين وان منطقة السودان واثيوبيا كانت منطقة واحدة في الماضي.
واشار هاشم الي ان المنطقة كانت مرة تسمي السلطنة الزرقاء ومرة تسمي اثيوبيا وارض النوبة وكلها تدل على ان البيئة بيئة مشتركة وتدل على مسمي واحد هو البشرة السوداء حيث ان اثيوبيا هي كلمة يونانية تعني اصحاب البشرة السوداء وان كلمة السودان تعني السواد .
وقال ان المصالح بين البلدين مصالح متداخلة بين الشعبين وان الشعبين كانا شعب واحد في الماضي ولم يكن هناك حدود لأن الحدود رسمها المستعمرين حديثا .
واضاف ان المشاكل التي تحدث بين الشعوب في العهد الحديث اساسا هي مشاكل مصطنعة بسبب سياسات الاستعمار والسياسات المغلوطة في البلدين وهي مشاكل طارئة ووقتية وليست مشاكل ثابتة وهو امر طبيعي بين البشر وان على نطامي البلدين مراعاة مصالح شعبي البلدين.
واشار الي ان حكومتي البلدين عليهما ان تتيحا الفرصة من اجل تداخل الشعوب وخلق علاقات تجارية واجتماعية مع بعضهما البعض.
وقال انه اذا تم تنفذ ذلك فأنه سيتم خلق روابط قوية جدا بين شعبي البلدين وان الدبلوماسية الشعبية مهمة جدا لانها تقوم على مصالح شعبي البلدين وتلعب دورا كبيرا في إذالة الشكوك والتوترات بين البلدين.
واضاف ان التبادل الثقافي في جوانب الفن والادب والجوانب الانسانية الاخري سيلعب دورا كبيرا في توثيق العلاقات بين شعبي البلدين.
واشار الي ان على البلدين إقامة مشاريع تجارية واستثمارية مشتركة في الحدود بين البلدين لانها ستعمل على إذالة جميع المشاكل الحدودية التي تحدث بين البلدين.
وقال ان سد النهضة من اهم المشاريع التي يمكن ان تؤدي الي خلق علاقات تعاونية بين البلدين وتبادل المصالح المشتركة بينهما.
واضاف ان السودان بدا يستورد الكهرباء من اثيوبيا وان ذلك مؤشر ممتاز في مجال التعاون بين البلدين وان السد من المفترض ان يكون مشروع تعاون تبني على اساسه مشاريع زراعية واقتصادية حيث يمكن لاثيوبيا ان تساهم بالكهرباء والسودان يمكنه ان يساهم بالاراضي الزراعية كما يمكن لمصر ان تساهم من خلال الفنيين الزراعيين.
واشار الي ان سد النهضة ينبغي ان ينظر اليه كمشروع تعاون وليس مشروع تنافس بين الدول الثلاث وخاصة بين السودان واثيوبيا وان تنفيذ المشاريع المشتركة بين البلدين ستؤدي الي إزالة جميع التوترات حيث ان مسألة الحدود هي مسألة طبيعية وان اي دولة في العالم يمكن ان يحدث بينها تنازع حدودي مع الدولة الاخري في الحدود.
وفيما يتعلق بلقاء كل من رئيس الوزراء ابي احمد والبرهان قال ان اللقاء كان ايجابي وادي الي فتح معبر القلابات الحدودي بين البلدين وهو مؤشر الي ان العلاقات بين البلدين هي علاقات ثابتة.
واضاف ان مستقبل البلدين مبشر اذا تم اتباع التعاون بينهما وبناء المشاريع المشتركة لانها تؤدي الي تثبيت العلاقات بشكل اقوي كما انها ستعمل على حل المشاكل الحدودية بشكل جذري .
وباختصار ، يشارك كل من الشعب الإثيوبي والسوداني قيمًا اجتماعية واقتصادية وثقافية متشابهة تربطهما ببعضهما البعض بشكل لا ينفصل ولا يمكن لاي طرف ثالث تعكير العلاقات الوثيقة بينهما.