حل المشاكل عبر الحوار والمصالحة الوطنية
(نظام أباغدا هو تراث ثقافي غير المادي يحتضن في طياته حماية حقوق الإنسان في أثيوبيا )
تقرير سفيان محي الدين
من الحقائق التاريخية التي يجب على كل أحد معرفتها أن القومية الأورومية هي قومية كبيرة وواسعة الانتشار ومتماسكة النسب ومتوارثة لعادتها وتقاليدها .. وتعيش على أراضيها الواقعة على الهضبة الحبشة ويشاركها كثير من القوميات الاثيوبية.
كما ان نظام أبا غدا هو نظام اجتما عي وتقليدي فريد من نوعه يستخدمه شعب أورومو في رعاية سيادة البلاد والأمن والسلام وليس فحسب بل( لاثيوبيا) ويتم إكتساب نظام أباغدا من خلال تجربة المجتمع عبر الأجيال.، ويحتضن ذلك النظام الأنشطة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية للمجتمع وهو الذي يتعامل مع قضايا أخرى وعلى سبيل المثال مثل حل النزاعات وإحلال السلام والتعويض وحماية حقوق المرأة وغيرها . وأنه أيضا هو بمثابة آلية لفرض السلوك الأخلاقي المثالي ، وبناء غرس التماسك الاجتماعي ، والتعبير عن أشكال ثقافة المجتمع وعليه التقت صحيفة –العلم- مع أباغدا غوبنا حولا واجرت حوار جاء علي النحو التالي حول نقل السلطة وتعزيز السلام والإستقرار في البلاد .
وفي هذا الصدد قال زعيم أباغدا غوبنا حولا في إقليم أروروميا :إن نظام أباغدا يتكون في خمس طبقات (أو خمس أحزاب ) وتعمل تلك الطبقة، هي طبقة حاكمة تتكون من رئيس ومسؤولين ومجلس. النواب ويتقدم كل فصل من خلال سلسلة من الدرجات في السلطة ، وذلك مع تغيير القيادة على أساس التناوب في كل ثماني سنوات. وله عضوية لأبناء البلاد ،من الآباء والأمهات، وهم أعضاء بالفعل ، بينما تتم استشارة للنساء لاتخاذ القرار بشأن حماية حقوق المرأة. ويتم توعية الفصول من قبل المؤرخين الشفويين الذين أصبحوا من خبراء التاريخ والقوانين والطقوس وحساب الوقت وعلم الكونيات والأساطير وقواعد السلوك ووظيفة نظام أبا غدا ،تعقد الاجتماعات والاحتفالات تحت شجرة يسمى أود ا( الجميز )التي تعتبر رمزا لتلك للوحدة والسلام والتماسك للشعوب من خلال إجراء انتخابات نزيهة وحرة ، وله أهمية حقيقية في بناء السلام بين المجتمعات والحفاظ عليه عبر التكافل الاجتماعي والتكامل. كما أن نقل السلطة (لأباغدا ) سلميا ولذلك هي الديمقراطية ،وهو النظام النموذجي للحكم الذاتي وتقرير المصير والتنمية المستدامة ، ويعمل نظام أباغدا كمؤسسة اجتماعية سياسية من خلال منع الاضطهاد والاستغلال وتعزيز السلام والأمن ومكافحة التعصب القومي ومواصلة التنمية المستدامة !!!!.
العلم : وفي الآونة الأخيرة تواجه أثيوبيا كثيرا من المشاكل من الحروب ومرض فيروس الكوفيد ( 19) وغلاء المعيشة كيف تتخلص عن هذه الأمور ؟
. وذكر أباغدا غوبنا في الوقت الحالي تواجه أثيوبيا العديد من المشاكل والحرب ومرض فيروس كوفيد ( 19) وغلاء المعيشة ،وأن هذه الأمور معقدة للغاية وتعرقل إزدهار البلاد ومن هنا أنه ينبغي علينا محافظة السلام والإستقرار ولايمكن أي إنسان تكدير السلام والإستقرارأنظر لوتكدر الماء “هل النفس تسعى لشرابه بل تكره النظر اليه ” ولذا كل من خبراء السياسين الكرام أن يساهموا في هذ المجال كل من رجال أباغدا والحكومة لإجل تعزيز حوار بناء مخلص لإنقاذ البلاد من المأزق وأن يكونوا واقعيين في غرس السلام والإستقرار بين الشعوب في البلاد، وأن السّلام بيئة مُشجّعة للإبداع ووسائله؛ فهو الذي يُحفّز النّاس على الإبداع وزيادة الجمال والإنتاج، على عكس الحروب التي تُنتج الدّمار والخراب والفساد.
أكد أباغدا على أنه يجب علينا إذا لم يوجد السلام والإستقرار مايمكن لكل فرد الذهاب إلى جيرانه لإجل قضاء حاجته اليومية وكذلك الذهاب العامل إلى مزرعته ،وطالب إلى مدرسته والمسافر كذلك لا يمكن أن يسافر سفره لأجل قضاء حاجته ، ولذا ينبغي لكل من يحب السلام أن يساهم في دور تعزيز التعايش السلمي بصورة ملموسة ومكثفة،و بعيد عن التعصب القومي وأن الشعوب الأثيوبية منذ ذلك الحين إلى وقتنا الحاضر تتقاسم الأفراح والأحزان ويذهب بعضهم مع بعض في تشييع الجنازة وحتى إلى المقابر بعضهم مع البعض سواء كانوا من المسلمين والمسيحيين ويوصي بعضهم ببعض المواساة والصبر والسلوان ، وكمايشاركون في حفلة الزفاف لإعداد الطعام بعضهم ببعض في المناسبات وهكذا يتقاسمون الأفراح والأحزان وحتى منذ ذلك الحين لايوجد في أثيوبيا بغض ديني وقومي ، بينما البلدان الأخرى في العالم لاتوجد هذه السمات المتميزة ، ولكن مع الأسف في هذ الوقت تنادي بعض الفئات التي تسعى لتحقيق أهدافها الخاصة ،وهذ اما نستنكره خلق الشحناء و البغضاء بين الشعوب ، وعلى جميع السياسين ورجال أباغدا ورجال الأديان وشيوخ القبائل إعادة النظر الآن وتأييد الحكومة والوقوف بجانب المحبين بالسلام وخاصة رأي الدكتور أبي أحمد الذي أظهر فكرة حل المشاكل عبر الحوار والمصالحة الوطنية.
وأشار زعيم أباغدا إلى أن أثيوبيا نفذت كثيرا من الإنجازات وذلك عبر الوحدة والتكافل الإجتماعي وعلى سبيل المثال إن بناء سد النهضة هدف منه تحقيق مصالح الشعوب ، لذا قال الزعيم الراحل السيد ملس زيناوي إن بنائه يكون من قبل خبراء المهندسيين الأثيوبيين في مجال البناء وكذلك العاملين والميزانية المخصصة من قبل المجتمع الأثيوبي ،وكل هذا تحقق بالحوار البناء وتبادل الآراء بين أبناء البلاد ، وكذلك أيضا يمكن حل المشكل الإقتصادية ومكافحة غلاء المعيشة وسوف تتحقق عبر العمل بالتنسيق مع الجهات المعنية من الحكومة لأجل التغلب لغلاء المعيشة علي الحكومة أن تركز وتتابع مكافحة تهريب التجارة غير القانونية من المواد الأساسية لضرورة الحياة اللازمة لان هذه الأمور اذا لم يتم السيطرة عليه ستؤدي الي تدهور البلاد وتعرقل تقدم الإزدهار .
وخلاصة القول: إن نظام أباغدا سيلعب دوارا بارزا في تعزيز السلام والأمن وأيضا يمكن في إستمرارية التعايش السلمي بين الشعوب والقوميات ،كما ينبذ ذلك النظام التعصب القومي والديني وهو نظام عادل وشامل في حماية حقوق الإنسان وهو نظام يقتدى به في إحلال السلام والإستقرار وتحقيق الديمقراطية في البلاد يجب ان ننظر اليه بمحمل الجد !.