نجاح البن الإثيوبي

عمر حاجي

إن جهود إثيوبيا لتعزيز ثمار تصدير البن تحقق ما هو متوقع من أي قطاع آخر، هناك حاجة إلى الكثير من العمل الجاد والالتزامات. في مسار الارتقاء بالاقتصاد الإثيوبي، وتبذل الحكومة، جنبًا إلى جنب مع  الجهات المعنية والمسؤولين، ببذل قصارى جهدها.

الوقت هو الشاهد كيف سعت حكومة إثيوبيا للحصول على أفضل النتائج من موارد البلاد غير المستغلة. وبأخذ الدور الريادي من الموارد العديدة التي تنعم بها البلاد سجل البن رقما قياسيا كبيرا من خلال توليد كمية ملحوظة من العملة الصعبة. بالإضافة إلى نشأته من إثيوبيا، أصبح البن المعروف محليًا باسم الذهب الأخضر واحدا من أكثر السلع قيمة في الأسواق العالمية. وقد بذلت الدولة، بهدف استغلال المورد بشكل صحيح جهودًا متضافرة على إنتاج البن الحديث.

ومن المفهوم أن إثيوبيا لم تنتج ما كان متوقعًا من القطاع خلال السنوات العديدة الماضية. على الرغم من أن الدولة كانت تنتج وتصدر أطنانًا من البن، إلا أن الدخل كان منخفضًا جدًا في المقابل. بدلاً من التدفق في مسار التاريخ السابق في إنتاج البن وتحقيق نتيجة أفضل، فقد عملت الجهات المعنية بلا كلل كفريق واحد مع الحكومة لزيادة إنتاجه نوعاً وكماً.

بالنسبة للإثيوبيين، فإن البن هو كل شيء. ويثني شعب إثيوبيا على حفل البن لأنه يتمتع بمزايا هائلة بالنسبة لهم. وفي العديد من المناسبات، يتم التعبير عن حفل البن كصحيفة حية لمعظم الأسر والأحياء.

خلال دعوة شرب البن”Bunna Tetu” محليًا، يعني دعنا نشرب البن، يجتمع الناس ويناقشون القضايا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية للبلد. حتى أنهم يستخدمونها للتحدث عن مشاكلهم الخاصة. بالإضافة إلى مزاياها الاجتماعية، ويعد البن العمود الفقري لاقتصاد البلاد.

ومقارنة بالمنتجات الأخرى، يتميز البن الإثيوبي بمذاق متنوع بحيث يعتاد العديد من البلدان على هذا الأصناف. في العديد من البلدان بما في ذلك الولايات المتحدة وأوروبا، هناك حاجة ماسة إلى منتجات البن الإثيوبي. وأفضل طريقة لتغيير نظام إنتاج المحصول هو خلق بيئة يمكن أن تعطي فرصة أوسع للمشاركين للعمل بكامل طاقتهم. وكان أحد الإجراءات الملهمة التي اتخذتها حكومة إثيوبيا هو تصميم وتنفيذ إصلاح يمكن أن يوفر مناخًا مناسبًا. وفي الآونة الأخيرة، بدأت تظهر تقارير من اتجاهات مختلفة تخبرنا أن مزارعي البن الإثيوبيين يحصدون ما زرعوه. ليس ذلك فحسب، فإن الحكومة تولد دخلًا أفضل من أكبر سلعة متداولة في العالم.

وفقًا لتقرير صادر عن مجلة جغرافيا البن سجل دخل إثيوبيا من منتجات البن زيادة بنسبة 113 في المائة في الأشهر التسعة الماضية. وأضاف التقرير إلى أن السبب الرئيسي لتسجيل هذا الرقم هو الإصلاح الذي نفذته هيئة البن والشاي الإثيوبية.

كما يشير التقرير إلى أن الهيئة أوجدت طريقة لتحويل قدرة مزارعي البن بطرق ممهدة لشركات البن الأجنبية للانخراط مباشرة في الأسواق الدولية. وسلطت المجلة الضوء على أن الحكومة أنشأت نظامًا يمكن لتجار البن الدوليين بناء علاقاتهم مع صغار مزارعي البن والتعاونيات دون الاتصال بنظام تبادل السلع الإثيوبي. مثل هذه السندات أمنت إمدادات طويلة الأجل بجودة أفضل.

ومن خلال التعرف على مثل هذا النظام، بدأ مزارعو البن في تحقيق دخل أفضل بكثير في السنوات الثلاث الماضية. وإلى جانب ذلك ، أشار التقرير إلى أن المسار الذي استخدمته هيئة البن والشاي الإثيوبية لتغيير النظام بأكمله أدى إلى نتائج أفضل.

كما ذكر تقرير المجلة ، بأنه خلال نظام الحكومة السابقة من 1990 – 2019 ، تعرض المزارعون لسوء المعاملة بسبب الافتقار إلى الشفافية مع الممارسات الفاسدة لبورصة السلع الإثيوبية. ومنذ إعادة هيكلة إنتاج البن والشاي مع الإدارة الجديدة برئاسة الدنيا دبلا تمكنت هيئة البن من صياغة النظام للحفاظ على مصلحة المزارعين، وكذلك المشترين الأجانب الذين يستحقون المنتجات عالية الجودة من المصدرين.

من ناحية أخرى، نظمت الحكومة الإثيوبية جنبًا إلى جنب مع المؤسسات المسؤولة العديد من المنتديات والفعاليات للترويج لمنتجات البن الإثيوبي. ومن الأمثلة البسيطة على ذلك، أن السفارات الإثيوبية في جميع أنحاء العالم تنظم منتديات بهدف تعزيز العلاقات التجارية وربطها.

وقبل أيام، تفيد السفارة الإثيوبية في بكين نظمت مناقشة افتراضية لترويج البن الإثيوبي تحت عنوان “بن من أرض المنشأ”. وفي هذه المناقشة الافتراضية، حضر الحدث أكثر من 92 شركة بن من إثيوبيا والصين، بالإضافة إلى ممثلي الشركات، وفود من وزارة الخارجية الإثيوبية، ووزارة التجارة والتكامل الإقليمي، وهيئة البن والشاي الإثيوبية، ومن الجانب الصيني، هيئة البن الصيني، كما شارك في المناقشة كل من جمعية رابطة البن في بكين ومركز ثقافة البن الإثيوبي.

قال المدير العام لشؤون الشرق الأوسط  وآسيا بوزارة الخارجية السفير جيبيهو جانجا في كلمته الافتتاحية إن البلدين أقاما شراكة استراتيجية عميقة الجذور ستستمر في جميع القطاعات في إطار منتدى التعاون الصيني الأفريقي.

علاوة على ذلك، كشفت الأمينة العامة لجمعية البن الصيني، لوسي فوجينجيا، أن منتجات البن الإثيوبي محبوب للغاية من قبل مستهلكي البن الصينيين. كما تحدثت عن مزيد من العلاقات الاقتصادية مع إفريقيا بأكملها من خلال مبادرة “الممرات الخضراء”. ومع كل هذه الجهود لتحديث النظام بأكمله وتعظيم جودة وكمية منتجات البن الإثيوبي، حصدت الحكومة ومزارعي البن ما زرعوه.

ووفقًا لتقرير هيئة البن والشاي الإثيوبية، حصلت إثيوبيا لأول مرة على أكثر من مليار دولار أمريكي من صادرات السلع في الأشهر العشرة الماضية من السنة المالية الحالية.

وقال شافي عمر نائب مدير الهيئة في حوار مع مؤسسة الصحافة الإثيوبية، إنه بعد أن بدأت السلطة التحول لتقليل سلسلة تجارة البن وخلق بيئة مواتية للنظام التجاري ، حصل حوالي 1500 مزارع على تراخيص التصدير، مشيرا إلى أن نظام تجارة البن السابق أوقف المستفيد العادل والمتساوي لمزارعي البن، مضيفا إلى أن مزارعي البن يحصلون حاليًا على 92 في المائة من التجارة.

وأشار المدير فيما يتعلق بتصدير منتجات البن ذات القيمة المضافة في السلسلة التجارية، كان هناك العديد من التجار الجشعين الذين فشلوا في إضافة القيمة المتوقعة على المنتجات. ونتيجة لذلك، لم تتح للمزارعين الفرصة للحصول على ما كانوا يتوقعونه. وأن نظام التصدير لم يكن جذابًا بدرجة كافية للتجار. وكان بسبب إجراءاتها الطويلة، والتخفيف من حدة تلك التحديات، أجرت الهيئة دراسة تمهد الطريق لتحقيق إنجازات أفضل.

وقال المدير:  لقد أتاحت الدراسة التي تم إجراؤها فرصة تتيح للمزارعين تصدير منتجاتهم مباشرة إلى الأسواق الخارجية. وبالمثل، فقد أعطت الضوء الأخضر للمزارعين لتصدير مواد أخرى بصرف النظر عن التصدير المباشر. ويتم تمكين المزارعين من الإمداد بتبادل السلع، على أن يتم تنظيمهم في اتحادات تجارية وكذلك تقاسم المنافع مع الآخرين في سلسلة السوق بالتساوي.

وبهذه المناسبة هنأ وزير الزراعة الإثيوبي عمر حسين في رسالة عبر وسائل التواصل الاجتماعي على “تويتر”، الإثيوبيين على الإنجازات العظيمة والكبيرة التي حققوها في قطاع تصدير البن.أن البن استمر في أن يكون من أهم سلع التصدير لإثيوبيا ، مشيراً إلى أن الصين كوجهة رئيسية للسوق.

وأن صادرات البن الإثيوبي إلى الصين زادت على أساس سنوي بنسبة 196% خلال الفترة من يناير حتى نوفمبر 2021 ، مقارنة بالسنة المالية السابقة.

ووفقاً له ، تواصل تجارة البن الإثيوبي نجاحاتها وتحقق عائدات تاريخية ضمن الاستراتيجية التي وضعتها الحكومة لزيادة الإنتاج خلال السنوات الأخيرة.

وعليه  تم إجراء مناقشات مع المديرين التنفيذيين لمحامص شركة Fennec Coffee الجزائرية الشهيرة ، لتقديم القهوة الإثيوبية المميزة مباشرة للأسواق الجزائرية .وأجرت السفارة الإثيوبية في الجزائر محادثات مع مسؤولي الشركة ، ووفقا لها فإن إقامة علاقات مع المصدرين الإثيوبيين ستفيد الشركات الجزائرية من حيث السعر والجودة. وذكرت السفارة أيضا أن المناقشات الماضية كانت جلسات افتراضية حتى الآن بين شركات تصدير البن الأثيوبي ومستوردي البن الجزائريين.

وتجدر الإشارة إلى أن الجزائر تعتبر أكبر مستهلك للقهوة في إفريقيا.

وأن القهوة تمثل إحدى ثقافات الشعب الإثيوبي، فهي مصدر فخر تفرد لها طقوس خاصة داخل كل بيت إثيوبي وإن اختلفت من قومية لأخرى، لكنها ذات دلالة مهمة، تبدأ من تحضيرها حتى تقديمها وتناولها.

وفي الختام، أن الموارد الطبيعية غير المستغلة التي وهبه الله لإثيوبيا لم تستفد البلاد كما كان متوقعًا. كما شهدت هيئة البن والشاي الإثيوبية، يجب إجراء العديد من الأبحاث من أجل تطوير نظام يمكن أن يفيد البلد بأكمله. وتعتبر الطرق والإجراءات العلمية الأفضل هي مفتاح لتغيير نظام عنق الزجاجة الذي يعوق البلاد. ويمكن أن يكون هذا النوع من الإنجازات نموذجًا للمؤسسات الأخرى لتحقيق الأهداف المحددة للدولة.