سمراي كحساي
أداما – قالت وزيرة العمل والمهارات، مفرحات كامل، أن الإصلاحات الاقتصادية الكلية التي تنفذها الحكومة بدأت تؤتي ثمارها، حيث أسهمت في تعزيز فرص العمل وخلق بيئة واعدة للتشغيل.
جاء ذلك خلال مشاركتها في جلسة نقاشية حول فرص العمل في إثيوبيا، نظمتها مؤسسة الصحافة الإثيوبية في مدينة أدما الثلاثاء الماضي، بمشاركة عدد من الخبراء والفاعلين في القطاعين العام والخاص.
وأشارت الوزيرة في كلمتها إلى أن الجهود الجارية تستهدف استثمار الثروات والموارد الطبيعية الغنية التي تتمتع بها البلاد، من خلال تنفيذ خارطة طريق وطنية تركز على قطاعات استراتيجية تشمل الزراعة، الصناعة، السياحة، التعدين، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وأضافت أن الإصلاحات الاقتصادية لعبت دورًا كبيرًا في تحفيز سوق العمل، مؤكدة على أهمية تعزيز مساهمة القطاع الخاص في توفير فرص عمل مستدامة ومنتجة، والانتقال من أنماط العمل اليومية المؤقتة إلى مشاريع تولّد الثروة وتسهم في التنمية الشاملة.
كما أوضحت أن وزارة العمل والمهارات تعمل على تطوير برامج بناء القدرات وتدريب الكوادر بما يتماشى مع متطلبات السوق، من أجل ضمان استمرارية التقدم في مجال التوظيف.
ومن ناحيته قدم المدير التنفيذي لمجموعة “مدروك للاستثمار”، السيد جمال أحمد، ورقة نقاشية خلال المنتدى، شدد فيها على ضرورة تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، بهدف توسيع قاعدة التوظيف في القطاع الخاص.
ولفت إلى أهمية توظيف التكنولوجيا الحديثة في تدريب الشباب وتنمية مهاراتهم، داعيًا إلى تشجيع المواطنين على تبنّي المشاريع الإنتاجية والابتعاد عن ثقافة التبعية والاعتماد على الغير.
وقال جمال إن مجموعة مدروك تولي أهمية خاصة للتوظيف، وقد تمكنت حتى الآن من توفير أكثر من 68,000 فرصة عمل، مشددًا على أن ريادة الأعمال ليست مسؤولية حكومية فقط، بل يجب أن تكون أولوية مشتركة بين جميع الفاعلين الاقتصاديين.
وأضاف أن على القطاع الخاص أن يتجاوز منطق الربح قصير المدى، وأن ينظر إلى مساهمته في خلق الوظائف كجزء من مسؤوليته تجاه الأجيال القادمة.
كما أشار جمال إلى ضرورة تنويع قاعدة التصدير الإثيوبية، موضحًا أن 70% من عائدات التصدير لا تزال تعتمد على الذهب والقهوة، وهو ما يتطلب توسيع نطاق الإنتاج الوطني، وخلق بيئة تدعم الابتكار وتفتح مجالات جديدة أمام رواد الأعمال.
وشدد في ختام مداخلته على أن تمكين القطاع الخاص هو رافعة أساسية للتنمية المستدامة، داعيًا إلى شراكات أقوى بين الحكومة والقطاع الخاص لمواجهة التحديات الاقتصادية وتوفير فرص حقيقية للشباب.
ومن جانبه دعا عزالدين كامل، الرئيس التنفيذي لشركة تينو مارت، الشباب الإثيوبي إلى التغلب على فكرة انعدام فرص العمل، والتحول إلى ريادة الأعمال كحل فعّال لمواجهة التحديات الاقتصادية.
وفي مداخلته، شدد كمال على أن خلق فرص العمل لا يعني فقط توفير وظائف، بل إيجاد حلول جديدة وتحويل الأفكار إلى مشاريع واقعية. وأوضح أن العديد من الشباب يمتلكون أفكارًا مبتكرة، إلا أن التمويل يظل العقبة الأبرز أمام دخولهم السوق.
وأضاف أن أحد مفاتيح التقدم يتمثل في زيادة وعي الشباب بوجود مراكز حضانة الأعمال والمؤسسات الداعمة، التي تلعب دورًا مهمًا في دعم المشاريع الناشئة، داعيًا الجهات المعنية إلى الاستثمار في الأفكار، لا الانتظار حتى تكتمل المشاريع.
كما أشار إلى أهمية الاستفادة من تجارب الدول الأخرى التي قطعت شوطًا في دعم ريادة الأعمال، مؤكدًا أن التحول العقلي لدى الشباب من البحث عن وظيفة إلى خلقها بأنفسهم هو حجر الأساس لنمو اقتصادي مستدام.