سمراي كحساي
أكد محللون أن مطالبة إثيوبيا بالحصول على منفذ بحري ليست مسألة آنية فحسب، بل قضية استراتيجية تؤثر بشكل مباشر على مصير الأجيال القادمة.
وأوضح المحللون أن هذه المطالبة تمثل تصحيحًا لأخطاء تاريخية وقعت في ظروف خاصة، ما يجعل من الضروري مواصلة الجهود الدبلوماسية التي بدأتها الحكومة الإثيوبية من أجل نيل حقها في الوصول إلى البحر.
وقال الباحث في الشؤون الافريقية موسى شيخو إن مطالبة إثيوبيا بالحصول على منفذ بحري، ليست جديدة ولا تعني النية في الاحتلال أو خوض الحرب، بل هو حق قانوني ومشروع وفقاً للمواثيق الدولية. وأضاف: “نحن دولة ذات كثافة سكانية عالية، ولدينا أكثر من 20 مجمعات صناعية في مختلف الأقاليم بحاجة إلى تصدير منتجاتها لا يكفينا ميناء واحد، ونحتاج إلى منافذ متعددة” .
وأضاف أن ارتباط إثيوبيا بالبحر الأحمر ليس فقط اقتصادياً، بل له أبعاد تاريخية وثقافية وأمنية أيضاً، مشدداً على أن اثيوبيا تواجه تحديات أمنية متزايدة في المنطقة، خاصة مع التوترات في اليمن ومقديشو، وتنامي الحضور العسكري الأجنبي في البحر الأحمر.
كما شدد موسى على أن إثيوبيا لا تسعى للحرب، وإنما تعتمد الدبلوماسية السلمية في تحقيق مصالحها الاستراتيجية، مؤكداً أن مطالب البلاد ستظل قائمة حتى تتحقق بشكل عادل وسلمي.
وقال: “نحن لسنا جماعة مسلحة بل دولة ذات سيادة ومسؤولية العالم يعرف أن مطالبنا منطقية، ولدينا سوابق مماثلة على الصعيد الدولي على الجميع أن يعلم: إثيوبيا باقية، وستبني مستقبلها بسلام، وشراكة، وتكامل مع جيرانها”.
وفي السياق ذاته، قال المتخصص في العلاقات الدولية عبد الرحمن احمد إن مساعي الحكومة الحالية تهدف إلى تعزيز الاستقرار الإقليمي، كما أنها خطوة نحو نيل إثيوبيا لحقوقها السيادية في المستقبل.
و أشار إلى أن إثيوبيا حُرمت من الاستفادة من البحر الأحمر نتيجة تفسيرات خاطئة للمعاهدات والمواثيق، وهو ما يستدعي إعادة تقييم المسألة من منظور سيادي وقانوني.
وأكد أن إثيوبيا، التي بقيت محرومة من الوصول إلى منفذ بحري لسنوات طويلة، تخوض اليوم نضالًا دبلوماسيًا سلميًا بدأ يحظى بقبول وتقدير على الساحة الإقليمية والدولية.
وأوضح الخبراء أن التحركات الدبلوماسية التي تقودها الحكومة تهدف إلى إعادة الاعتبار للدور التاريخي لإثيوبيا واستعادة حقوقها المشروعة بطريقة سلمية.
كما دعوا المواطنين إلى دعم هذه الجهود الدبلوماسية من خلال الحفاظ على وحدة الصف الداخلي والاستقرار لما له من أثر كبير في تعزيز الموقف التفاوضي للبلاد.