سمراي كحساي
أعربت إيران عن رغبتها في الاستفادة من العلاقات الدبلوماسية والسياسية الطويلة الأمد مع إثيوبيا كوسيلة لتعزيز الشراكة بين البلدين.
وفي هذا الاطار اجرت صحيفة العلم مقابلة حصرية مع سفير جمهورية إيران الإسلامية لدى إثيوبيا و الممثل الدائم لدى الاتحاد الأفريقي صمد علي لكيزاده والمقابلة كالتالي:
كيف ترى مستوى العلاقات الثنائية بين أثيوبيا وإيران؟ وما هي مجالات التعاون بين البلدين؟
طبعا هناك مجالات التعاون مختلفة ومتنوعة وكثيرة يعني هذه المجالات تشتمل كل القطاعات الصناعية والزراعية والتعليمية والتقنية و هناك الكثير من المجالات للتعاون موجودة بين البلدين إيران وإثيوبيا ولكن مستوى العلاقات برأيي أنا ليست بالمستوي المطلوب بالنسبة إلى المجالات والفرص المختلفة الموجودة بين البلدين مثل التعاون الاقتصادي والتجاري لأسباب مختلفة و هناك فرص أكثر ومجالات أكثر بإمكاننا أن نستخدمها لصالح كلا البلدين.
كيف تفسر التحول والإصلاحات السياسية والاقتصادية حاليا في اثيوبيا؟
طبعا هذا سؤال مهم لأن في المجتمع البشري دائما نحن بحاجة الى الى التغيير وخاصة في عصرنا الحاضر الذي يسمى بعصر التغييرات السريعة والعاجلة و التغيير هو نوعين تغيير جزري وراديكالي وراديكالية و التغيير التدريجي الذي يسمى بالإصلاحات. إذا أنا برأيي ان الإصلاحات والتطورات في السنوات الأخيرة وضعت اثيوبيا في الطريق الصحيح.
المجتمع دائما بحاجة إلى التغيير والإصلاح، وهذه الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي بدأت في الدولة والحكومة الإثيوبية الجديدة ستعمل علي تعزيز فائدة الشعب و استمرار الإصلاحات سوف يعزز مكانة إثيوبيا ليس في القارة الأفريقية فقط بل في العالم كله.
ماهي نوع الاستثمارات الإيرانية؟
في الحقيقة نحن لا نرضى بمستوى العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين إذا علي أن أقول بأن مستوى الاستثمارات الإيرانية في إثيوبيا ليس بالمستوى المطلوب وسابقا كان هناك استثمارات إيرانية كثيرة في مختلف المجالات في مجال الكهرباء والبناء والطاقة والزراعة والتجارة أكثر مما هي الآن. وهناك أسباب مختلفة، كما أشرت سابقا ومن تلك الاسباب هو الحصار الاقتصادي المفروض من جانب الغربيين والأمريكان على إيران والسبب الثاني هو عدم المعرفة من جانب رجال الأعمال الإيرانيين بالفرص الاستثمارية في إثيوبيا. كما تعلمون ليس هناك سفارة إثيوبية في إيران، رغم أن السفارة الإيرانية في أثيوبيا ناشطة أكثر من سبعة عقود. نحن أنشأنا سفارتنا في عام ألف وتسع مائة وخمسين ميلادي في أديس أبابا، ولكن ليس هناك سفارة إثيوبية في طهران، وهذا هو أحد أسباب لعدم تعرف رجال الأعمال والمستثمرين الإيرانيين والتجار الإيرانيين بالفرص الموجودة في أثيوبيا. طبعا هناك دلائل وأسباب أخرى مثل قلة العملات الأجنبية في أثيوبيا وبعض الصعوبات في قوانين التجارة والاستثمار في أثيوبيا، كذلك التي تحتاج الى تعديل أو إصلاح.
أرجو ان شاء الله بعد تطبيق وتنفيذ الإصلاحات الأخيرة في المجال الاقتصادي والاستثمار الاثيوبي وتسهيل القوانين ان نشهد استثمار الايرانيين في المجالات المختلفة في اثيوبيا خاصة في مجال التقنيات الحديثة كما تعرفون ايران لديها خبرات ومعلومات كثيرة ومهمة في مجال التقنيات الحديثة. وإثيوبيا هي دولة نامية بحاجة إلى الاستثمار خاصة في مجال التقنيات الحديثة و إيران لديها التقنيات الحديثة مثل التكنولوجيا الحيوية و الصيدلة و الطب والهندسة.
هل عندكم خطط لتعريف المستثمرين الإيرانيين على الفرص الاستثمارية في اثيوبيا؟
طبعا نعم لدينا خطط ودائما نحن في السفارة الإيرانية في أديس أبابا لدينا اتصال بالسلطات الإثيوبية المختلفة و نشجعهم لتسهيل العلاقات والاتصالات بين رجال الأعمال الإيرانيين والإثيوبيين. في السنة الماضية كان هناك وفود من إثيوبيا وفود نحن كـسفارة نظمنا زياراتهم الى ايران ونظمنا المعارض الاقتصادية والتجارية ونحن في إيران دائما نرسل ونوفر المعلومات والدعوات إلى الجانب الإثيوبي، وكذلك وقعنا على مذكرة التفاهم أخيرا بين غرفة التجارة الإيرانية والإثيوبية، ونعمل لتمهيد زيارة أخرى من جانب الإثيوبيين إلى إيران، ومن جانب غرفة التجارة الإيرانية إلى إثيوبيا حتى نتعرف على الفرص التجارية والاستثمارية بين البلدين كما عملت الخارجية الإثيوبية،على تعيين سفير غير مقيم في طهران يعمل من الدوحة في قطر و نرجو أن تكون هذه الخطوة مثمرة ومؤثرة في انفتاح أكثر للعلاقات التجارية والاقتصادية وغيرها بين كلا البلدين. من جانب إيران هناك إرادة سياسية تامة لتطوير العلاقات في كل المجالات خاصة مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري و الإدارة والحكومةالايرانية الجديدة لديها رغبة كبيرة في تطوير علاقاتها مع القارة الأفريقية وخاصة مع إثيوبيا لانها دولة كبيرة لديها أكثر من مئة وعشرين مليون نسمة.
ما هي المنتجات أو المواد التي يتم تبادلها بين البلدين؟
إيران تستورد المواد الغذائية والزراعية من إثيوبيا بما في ذلك اللحوم ونصدر إلى إثيوبيا المنتجات البتروكيماوية و منتجات البناء.
كيف ترى دورا إثيوبيا في التكامل الإقليمي بين الدول الأفريقية في شرق أفريقيا والقرن الأفريقي؟
لإثيوبيا دور مهم وتاريخي وكبير في التكامل الإقليمي ليس هذا حاليا وحديث. حتى في فترة الاستعمار كان لأثيوبيا كدولة وحيدة مستقلة في القارة الأفريقية كان لها دورا ملهما لمكافحة الاستعمار في الدول الافريقية . كما بادرت اثيوبيا في تأسيس الاتحاد الأفريقي وكون أديس أبابا كعاصمة للاتحاد الأفريقي أو كعاصمة سياسية للقارة الأفريقية كان لإثيوبيا دور مهم في التكامل الإقليمي والأفريقي وكذلك في المنظمات الإقليمية مثل الإيغاد وغيرها.
كما عملت اثيوبيا على تعزيز التكامل الاقليمي من خلال المشاريع مثل نقل الطاقة من سد النهضة إلى كينيا وجيبوتي و السودان. أنا أرى بأنه رغم أن إثيوبيا نفسها بحاجة الى الطاقة الكهربائية إلا انها عملت على المساهمة و المشاركة بما لديها من طاقة من اجل التكامل الإقليمي وهذه حكمة من الحكومة الإثيوبية لانها لا تركز على البلاد فقط بل تعمل في إطار إقليمي أوسع ، وهذا طبعا لصالح الشعب الإثيوبي وكذلك شعوب المنطقة كلها.
سعادة السفير هناك منطقة التجارة الحرة الأفريقية. ما هو دور إيران؟ هل هناك عندكم رغبة في تعزيز مثل هذه المشاريع التي ستلعب دور كبير في توسيع الأسواق بين دول القارة؟
رسميا الناطق الرسمي باسم الخارجية الإيرانية رحب بهذا الاتفاق لأن تأسيس منطقة منطقة التجارة الحرة الأفريقية سيكون له دور كبير في لتسهيل التجارة والتعاون الاقتصادي أولا بين البلدان الأفريقية وسيزداد دور الأفارقة والدول الأفريقية في الاقتصاد العالمي وفي التجارة العالمية شيئا فشيئا، و لهذا السبب رحبت إيران بهذه المبادرة و هناك فرص كثيرة بين إيران والدول الأفريقية و بين إيران وإثيوبيا، وعلينا أن نستخدم كل هذه الفرص لتعزيز العلاقات لصالح شعوبنا.