*العلماء ركيزة أساسية لنشر العلم والمعرفة
عمر حاجي
أديس أبابا (العلم) قال الشيخ سلطان أمان أيبا، رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الإثيوبي بمدينة أديس، بعد الثناء على الله، والصلاة والسلام على النبي الكريم، محمد صلى الله عليه وسلم، يسعدني أن أُرحِّب بكم في المؤتمر السنوي الثاني لهيئة العلماء والدعاةِ الذي يقيمه المجلس العالي للشؤون الإسلامية الإثيوبي: إن المجلس يولي إهتمامًا كبيرًا بالعلماء والدعاة، لأن دور العلماء مهم وأساسي في الحفاظ على الوحدة الوطنية والسلام. ولأنهم الركيزة الأساسية لنشر العلم والمعرفة، ومُحاربة الجهل والتخلف.
وقال الشيخ سلطان: إنه يتعين علينا جميعا أن نتحمل المسؤولية وندعم العمل الذي يتم لضمان السلام في جميع أنحاء البلاد. وإننا نسعَ جاهدين للاعتِناء بهم وتقديم الدعم اللازم لهم، لينتفع بهم المسلمون فالعلماءهم قادةُ المُجتمع وهُداتُهم، ومن خلالهم يتمُّ توجيهُ الناس نحوَى الخير والصلاح والمحبَّة والوِئام، والتعاطف والتعاون والتكاتف. مؤكدا على أن العلماء والدعاة يحمِلون على عاتقهم مسؤوليةً كبيرةً في نفع المُجتمع بنشر العلم الصحيح والتوعية عن مخاطر الجهل والتخلف، وفضيلة الوحدة والتآلف والأخوة الإسلامية، { إنما المؤمنون إخوة}، إن رسالتَهم لا تقتصرعلى التعلم فقط، بل تتعدَّاهم إلى مُحاربة الخلافات والإنقسامات التي تفرق المُجتمع إلى التمسك والرجوع إلى الكتاب والسنة { واعتَصِموا بحبلِ الله جميعًا ولا تفرَّقوا..}، أيها الحضور الكريم.
وقال الشيخ سلطان: إن المُجتمع الإثيوبي يجب أن ينتفِع بالعلماء وطلبَة العلم وأن يستفيدَ من معرفتهم وخبراتهم، ولابد أن نعمل جميعًا على تجاوز الخلافات والنزاعات والتوجه نحو مستقبل أكثر تماسُكًا وترابطا بالاعتماد على العلم والمعرفة. وعلينا أن نعودَ ونرتفع إلى معالِي الأمور ونتركَ سفاسِفَها والانشغالَ بها، إنني أدعوكم إلى الاستِشعار بأهمية هذا اللقاء الميمون والاستفادة القُسوى من فرصة تبادُل الأفكار والرؤية والعمل بروحٍ الحدة، إن اجتماعَنا اليوم يُمثِّلُ خُطبةً هامَّةً نحو تحزيز الوحدة والتعاون بين أبناء الأمة وترسيخِ السلام والتعايُّش السلمي والمحبَّة.
وقال الشيخ سلطان: إن تواجُدَكم هنا اليوم، هو دليلٌ على التزامنا المُشترك في تحزيز الوحدة والمحبَّة والوئام، إن المجلس العالي للشئون الإسلامية بأديس أبابا يُؤمنُ بأهمية التعاون والتكاتُف بين أفراد المُجتمع لتحقيقِ أهدافنا السامية ونشرِ قيم الخير والسلام والمحبَّة، أيها العلماء والدُّعاة دعونا نعملُ معًا يدًا بيدٍ لبناء مستقبلٍ أفضل لأمتنا، ولنكن مثالًا يُحتذى به. وقال الشيخ سلطان: “إننا نطمع أن يكون هذا المُؤتمر نُقطة انطلاقٍ نحو تحقيق أهدافنا المُشترك وتعزيز دور العلماء والدُّعاة في بناء مُجتمعٍ قويٍّ مُتماسِك”. ولا بد أن نستغِل هذا المُؤتمر لتحقيق التغيير المنشُود في مُجتمعنا. لأن التحديات التي تواجهنا كبيرة، ولكن بإرادة الله سبحانه وتعالى وبتعاوُننا المُشترك سنتمكن من التغلب عليها وبناءمستقبلٍ مشرق ومُزدهِر.
كما أكد الشيخ سلطان، على أنه من الضروري الوقوف إلى جانب الفئات الضعيفة في المجتمع في كافة أنحاء البلاد ودعمهم ومشاركتهم في احتياجاتهم اليومية. ويجب في شهر رمضان بصورة خاصة، وأنه من الضروري التأكد من أننا نقف إلى جانب المجتمعات المتضررة من الكوارث الطبيعية، ومن صنع الإنسان في مختلف أنحاء البلاد من خلال التعبير عن دعمنا. وقال إن شهر رمضان المبارك والعظيم الذي سنستقبله خلال قليلة، يجب أن نستغله أكثر من أي وقت مضى في ممارسة تعاليم ومبادئ إيماننا. كما يجب على المجتمع الإسلامي، أن يتحمل مسؤوليته من خلال الدفاع عن السلام ووحدة البلاد. مؤكدا على أن العلماء والدعاة هم الأمل في تحقيق هذا التغيير، ومن خلالهم ودعمهم وتشجيعهم سنتمكَّن من نشر العلم والمعرفة ومُحاربة الجهل والتخلُّف وتعزيز روح المُحبَّة والتفاهم بين أفراد مُجتمعنا، وأسأل الله أن يُبارِك في جهودكم، ويجعل هذا المُؤتمر بدايةً جديدةً لتحقيق المزيد من الإنجازات والنجاحات، وأن يُوافِقَنا جميعًا لما فيه خيرُ للإسلام والمسلمين وينير دربَنا بالعلم والمعرفة ويجعلَنا منارةً يُهتَدَى بها الناسُ في كل مكان وأرجُو الله أن يجعل هذا المُؤتمر فاتحة خيرٍ وبركة، وأن يُبارِك في جهودنا جميعًا، وأن يجعلها خالصةً لوجهه الكريم، وأن يعينَنا على خدمة دينه ونُصرة أمته بكل صدقٍ وإخلاص.
ومن جانبه، قال الدكتور الفخري، الشيخ حجي إبراهيم، ضيف شرف المؤتمر: إننا اليوم فرحين، ومسرورين، وكل اليوم، لكن اليوم أفضل لعدة مناسبات أمامنا. وهي استقبال ضيف الرحمن، وهو شهر رمضان المبارك، شهر القرآن والعفو والغفران، {شهر أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والقرآن..}، وهذه المناسبة حقيقة عظيمة جدا، تناسب الوقت والمحل، وهي مناسبة للمودة، والتفاهم، والتناسق، والتضامن بين المسلمين. وقال: أيها الأئمة والخطباء والعلماء والقادة، علينا نحن كما هو معروف لدى الجميع مسئولية كبيرة وعظيمة. لأن دور العلماء مهم وأساسي في الحفاظ على الوحدة الوطنية والسلام. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، ( كلكم راعي وكلكم مسئول عن رعيته…)، فبدأ بماذا، الإمام مسئول عن رعيته.. الخ، ونحن الأئمة علينا أمانة عظيمة تحملناها، لا بد أن نذكرها، ونذكرها، ونعمل بها. ونطبق قول الله وقول الرسول صلى الله عليه وسلم { إِنَّ عرضنا الأمانة على السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَا مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظلوما جهولا..}، فعلينا أن نعمل بها ونطبقها، إن شاء الله تعالى.
وقال الشيخ حجي: إنه من المتوقع أن يعمل الجميع لضمان أن تكون انتخابات مجلس الشؤون الإسلامية الإثيوبية المقبلة نزيهة وديمقراطية، مما يسمح لجميع أتباع البلاد بانتخاب زعيم يمثلهم عن إيمانهم. وأنه يتعين علينا جميعا أن نتحمل المسؤولية وندعم العمل الذي يتم لضمان السلام في جميع أنحاء البلاد، كما أشار إلى أنه يجب علينا أن نستغل شهر رمضان المبارك الذي سيقبلنا خلال أيام قليلة أكثر من أي وقت مضى في ممارسة تعاليم ومبادئ إيماننا. مؤكدا على أنه من الضروري الوقوف إلى جانب الفئات الضعيفة في المجتمع في كافة أنحاء البلاد ودعمهم ومشاركتهم في احتياجاتهم اليومية.