سمراي كحساي
انطلقت يوم الاثنين الماضي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا فعاليات مؤتمر المؤسسات الدينية الدولية، الذي نظمته وزارة السلام الإثيوبية بالتعاون مع جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية.
وشارك في المؤتمر رئيس الجمهورية تايي أتسقى سيلاسي، ووزير السلام الإثيوبي بنالف أندوالم، إلى جانب قادة دينيين وممثلين عن جمعية المؤسسات الدينية الإثيوبية، ومؤسسات دينية من دول شرق إفريقيا، وروسيا، والمغرب، وجنوب إفريقيا، إضافة إلى عدد من المنظمات الدولية.
و في كلمته الافتتاحية، أكد رئيس الجمهورية تايي أتسقى سيلاسي علي أهمية دور المؤسسات الدينية في تعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي والتضامن بين الشعوب، مشددا على ضرورة تكثيف الجهود المشتركة لمكافحة الأفكار المتطرفة والانقسامات، التي تمثل تحديات جسيمة في عالمنا اليوم.
وأشار إلى أن إثيوبيا تعتبر نموذجا فريدا للتعايش بين الأديان، حيث يعيش أتباع الديانات المختلفة في وئام وسلام.
من جانبه، أكد وزير السلام الإثيوبي أن للمؤسسات الدينية دورا هاما في إحلال السلام. وأوضح أن هذه المؤسسات يجب أن تسعى لبناء خطاب التسامح والتفاهم بين المجتمعات المختلفة، لمواجهة الانقسامات والتوترات التي يشهدها العالم اليوم.
وأضاف أن رجال الدين والمؤسسات الدينية يتحملون مسؤولية خلق حوار وتفاهم بين الأديان المختلفة، بما يسهم في وكسر الصور النمطية وتعزيز الاحترام المتبادل.
وفي مقابلة مع صحيفة العلم قال مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، خليفة مبارك الظاهري، ان على الجميع تبني هذا الإعلان التاريخي، الذي يمثل عهدًا جديدًا والتزامًا بالحوار الديني، وهي لحظة محورية للتقارب والتفاهم.
وأضاف أن “هذا المؤتمر سيقود إلى إعلان أديس أبابا حول التسامح والسلام، وهو إنجاز تاريخي لإثيوبيا، ويمثل حضارة جديدة تقدمها إثيوبيا للعالم”.
وأشار الظاهري إلى أن مبادئ هذا الإعلان تشكل دليلاً إرشادياً للقادة الدينيين في مراكز البحوث والجامعات وأماكن العبادة والمجتمع ككل.
وقال ان المؤتمر سيكون له اثر عظيم في تعزيز التعايش الديني والكرامة الانسانية والمساواة وانه يعتبر ثمرة جيدة بين اثيوبيا والامارات.
ومن ناحيته قال الشيخ أبراهيم محمد سراج، رئيس المجلس العالي للشؤون الإسلامية في إقليم بن شنجول جوموز إن المؤتمر مؤتمر مهم وان الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل ينادي في آية بني الإنسان يقول يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائلا لتعارفوا.
واضاف ان الله سبحانه وتعالى خلقنا كلنا أن نعبد هذه الشرائع وهذه المعتقدات وبالتالي نحن مكلفون بأن نتعامل مع غيرنا و نتعايش مع غيرنا وان مثل هذه الاجتماعات و اللقاءات والمؤتمرات تعمق هذه المفاهيم وتجعل الناس يتعارفون فيما بينهم ويتفهمون وبالتالي لو عشنا هذه الحياة وتعمقنا واسترسلنا في المفاهيم الإسلامية الحقيقة يمكن أن نعيش مع غيرنا في سلام وامان.
واضاف ان المؤتمر جمع بين أقطاب كثيرة من الدول الأفريقية والعربية وان هذا يعمل على تعزيز التسامح بين الأديان والتناسق والتفاهم فيما بينها.
وقال ان أثيوبيا هي موطنا لكثير من الأديان التي تعايشت منذ زمن طويل مع بعضها البعض وإلى الآن تتعايش وفي المستقبل سوف تتعايش في ما بينها .
واضاف ان رجل الدين لا بد أن يتوفر فيه الخلق والأخلاقيات التي تجعله يكون رجل دين وان كل الأديان السماوية تدعوا إلى التسامح و التعاون وتنبذ الفرقة والشتات وبالتالي فان رجال الأديان منوط بهم أن يكونوا قدوة للآخرين في التعاون وفي التسامح وفي التعاضد وفي الترابط وخاصة في حل النزاعات والصراعات التي تنشأ بين الحين والآخر.
وقال ان رجال الأديان هم الذين يطلب منهم وينتظر منهم أن يطفوا نيران ولهيب النزاعات وأن يخلقوا حياة طيبة للمواطنين في أن يتعايشوا فيما بينهم بالمحبة والسلام وبالتالي فان رجل الدين هو الذي يحقق الرفاهية والسلام والتعاون للشعوب وبالتالي نتمنى أن يكونوا على قدر ذلك .
ومن جانبها قالت مدينة جبريل محمد من جنوب السودان التي تمثل المرأة في مجلس تعايش الأديان في جنوب السودان أن المؤتمر هو إنجاز تاريخي لأنه يمثل كل الأديان التي تعمل على تعزيز التعايش الديني بين المسيحيين والمسلمين واللادينيين.
واضافت أنه دائماً عندما يكون هناك تعايش ديني، يكون هناك سلام وان السلام يبدأ دائماً في الداخل لانه إذا لم يكن هناك سلام ديني، لن يكون هناك سلام بين الناس.
وقالت ان المؤتمر يعتبر مهم جداً لأديس ابابا وعالمياً للدول المشاركة في المؤتمر ووجهت الشكر لدولة الإمارات العربية المتحدة على مساندة المؤتمر ودعمه و لأنها وجدت أن أثيوبيا هي الدولة المميزة للتعايش والتسامح بين الأديان.
واشارت الي ان أثيوبيا منذ الأزل هي دولة قامت على السلام والعدل وانه عندما هاجر صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم أذهبوا إلى الحبشة فإن فيها ملك لا يظلم عنده أحد.
وقالت ان هذا دليل على العدل في أثيوبيا منذ القدم وان رجال الدين لديهم دور مهم جداً لأنه أحياناً قد يفشل السياسيين في تعزيز السلام لذلك يجب أن يكون رجال الدين أساسيين في تعزيز السلام بين الأديان.
واضافت أن العلاقات تتطور بين جنوب السودان وأثيوبيا وان الأثيوبيين يمتلكون استثمارات بشكل مميز في جنوب السودان وهذا يعزز العلاقات بين البلدين بشكل كبير .
ومن جانبه قال العضو في البرلمان الاثيوبي واللجنة الدائمة للشؤون الخارجية السفير توفيق عبد الله ان المؤتمر سيساهم في تعزيز العمل المشترك بين الاديان من اجل العمل بشكل اكبر في ضمان التعايش السلمي بين جميع الاديان في العالم.
وقال ان رجال الاديان يعملون على تقديم الارشاد والترويج للسلام والمحبة بين اتباعهم وان اثيوبيا استقبلت الاديان السماوية الثلاث وعملت على احتضانها وحماية اتباعها.