العادات والتقاليد في اقليم الصومال تعزز السياحة والنما ء

الأستاذ كمال زكريا : الاتفاقية بين أرض الصومال وأثيوبيا تعزز النمو الإقتصادي وتكسب الفوائد لكلا البلدين

 

 تقريرسفيان محي الدين

 

تمتلك أثيوبيا مواقع أثرية جذابة  في جميع أنحاء البلاد  شرقا وغربا  كما تعيش فيها عدة قوميات  مختلفة ولها عادات وتقاليد قيمة تجذب السياح إلى البلاد كما لها سمات متميزة  وفريدة من نوعها في مجال التعايش السلمي  والأديان بين جميع  القوميات عن باقي  العالم  وحول هذا نضيفكم  اليوم  عن العادات والتقاليد من القوميات الصومالية  في مدينة  جيجيجا  وضواحيها في الإقليم.

 ومعلوم إن الصومالين يتميزون بالحفاظ على عاداتهم الثقافية  والإجتماعية في سير الحياة  منذ آلاف السنين  وهم يتقيدون ويلتزمون بالحفاظ  على ألبستهم  التقليدية وسيرالحياة ، وخاصة استخدام الماعون الأصلية في صناعة أدوات المأكولات والمشروبات وخاصة أدوات حلب لبن الإبل  والبقر  ويسمونها  بتسمية مختلفة ، وسوف نسرد لكم  كل واحدة من الآنية التي تحلب فيه الإبل والأبقار من العادات الجذابة  والفريدة من نوعها  ومن هنا   نضيفكم اليوم  الخبير بالثقافات الصومالية / الأستاذ كمال زكريا عبد الله الذي بذل جهده في إحياء التراث والثقافة الصومالية  وهو كان يشتغل في متحف  الآثار والعادات في إدرة  الثقافة والسياحة في مدينة جيجيجا وضواحيها وجاء  الحوار كالتالي :

 العلم : نبذة قصير عن حياتكم  الشريفة  بصورة موجزة ؟

وفي هذا الصدد قال الأستاذ كمال زكريا عبد الله إنني قد ولدت في مدينة هرر عام 1964 بالتقويم الأثيوبي وبعد وصولي  من العمر8  سنة أخذتني أسرتي إلى زاوية القرآ ن الكريم وختمت القرآن الكريم ثم تم إرسالي إلى  “مدرسة جاما النظامية ” الإبتدائية  في حي 03 داخل “جغول مدينة هرر “ثم واصلت  الدراسة المرحلة الثانوية مدرسة تسمى مدرسة “مدان ألم ” الثاني عشر ،وبعد ذلك تعلمت كلية التجارة في مدينة هرر وتخرجت منها بشهادة  الدبلوم  قسم اللغة،  الإنجليزية  والأمهرية والأدرية  والصومالية ، وأنا أعرف حاليا خمس لغات  وبعد ذلك واصلت  الدراسة في” كلية  أفرن قلعو”قسم  الإدرة في مدينة هرر وبعد ذلك تم تعييني في أحد المدارس في مدينة هرر قسم اللغة  الإنجليزية والأمهرية  ،والصومالية ، والأدرية   حوالي  إحدى عشر سنة   في المدارس المختلفة  لمدينة هرر ،وكنت اعطي دورة تدريبة للمدرسين في مجال الكمبيوتر على هامش التدريس وفي عام 2003   إنتقلت إلى مدينة جيجيجا بعد قبولي وتعييني في مكتب الثقافة والسياحة  في مدينة جيجيجا ،وكان لي خبرات عالية  من بعض خبراء  المتاحف في مدينة هرر وكان هناك خمس متاحف في مدينة هرر ومن بين المتاحف  المتحف الكبير للشيخ عبد الله الشريف وأخذت  عدة خبرات  في مجال دراسة المتاحف والعادات  والتقاليد وقد كان  الذين يشتغلون  في متحف  الشيخ عبد الله  الشريف  وهم ثلاث  يعرفون العادات الصومالية ، والهرية ، والأرومية  ومن خلال هذا أخذت  خبرات منهم  في مجال  تنظيم المخطوطات وجمع المعلومات حول العادات  الصومالية ومن هنا  قررت تأسيس متحف الثقافات  الصومالية  والعادات وقد قدمت  السندات إلى مكتب  الثقافة والسياحة  في مدينة جيجيجا  من الجهات المعنية  في إقليم  الصومال، وتم تعييني في مجال العمل وثم أعطوني عمارة  تتكون من تسع غرف  وبدأت العمل  وجمع المعلومات  الثقافية حول العادات الصومالية  في المناطق المختلفة ، ثم واصلت العمل  في هذا خلال  عشر سنوات في متحف  الثقافات الصومالية كما حصلت على جوائز عديدة من الرؤساء  السابقين  من الحكومة الفيدرالية ، كل من رئيس  الوزراء الراحل السيد ملس زيناوي ،وجرما ولد جيوجرس  وكذلك  من السيد  هيل  ماريم  في مجال الرسومات والفن والنحت وبذلت جهودا لإظهار  العادات الصومالية عبر الرسومات  كل من الألبسة  الصومالية ،ومن أدوات المأكولات  والشراب  وأيضا  الأدوات التي تحلب الإبل  والبقر وكذلك عادات بناء البيوت التقليدية  للضيوف والأسر وكل هذا يختلف بحسب  التنقل  بالحيوانات  من مكان إلى مكان آخر وطبعا عادات التنقل  مع الحيوانات  لأجل بحث المياه والعشب  وذلك  بهدف تمكين الحياة للإنسان  والحيوانات وطبيعتهم و سير حياة الرعاة  وسماتهم المتميزة  والفريدة  في هذا المجال .

 العلم : ماهي الأدوات التي يستخدمونها في رحلاتهم لرعاية  الإبل  والأبقار  والبحث عن الكلأ والعشب   ؟

وأشار الأستاذ كمال إلى أن  الصوماليين  يستخدمون “قلال” وهوشيئ  يعلق  على عنق الجمال المتميزة والفريدة  والشريفة لد ي صاحب  الإبل وهي متميزة عن باقي الجمال التي يعلق  القلادة  ولها قيادة  في توجيه قطعان الجمال  وتعتبر  هي كالملك  لباقي الجمال .

ويقول الأستاذ كمال انه حين تموت إبنتها هناك طريقة  لحلب البقرة التي تتآنس الأم البقر  والإبل إذا ماتت إبنها أوإبنتها ويعمل  لها مايشبه إبنتها صنعة من الجلد  تشبه” تمثال يقوم أمامها  ” بهدف   مآنستها  وهي  تفكر كأنه لها الحياة تتحرك و يصنع  من الجلد ” مايسمى “سبرا” أو”غندال ”   وتحلب  فيه  لبن البقرة في  “أوكولي ” أو يسمى  في بعض المواقع “منقار ”  يختلف حسب المنطقة حتى تتآنس وتعطي  اللبن  للأسر  الأبقار والإبل  وهي تلمس  باللسان وتتعاطف  وتحسب  لها الحياة.ومن هنا تدر اللبن .

وأما ” غاوي ” من إناء  الحليب التي  تحلب عن  الإبل  وأما هناك نوع آخر من الإناء  التي تحلب الأبقار  فيه يسمى “غرف “أو ساب ، و ديل ”

وأما أشياء التي  يؤكل  اللحم والأصيدة  يسمى  ” من صنعة  خشب يسمى حيطو”  وأما “هندال ” يؤكل منها “غرشيمو ”  وباللغة العربية  حريسة نوع  من المأكولات لدي الصوماليين  .

ويحمل  الراعي أيضا  مايسمى “هنكول  “وباللغة الأرومية ” هوكو ” ويستخدم  في مجال إنزال  الأوراق من الشجرة بهدف  تغذية الإبل  والأبقار  والماعز  وذلك  عبر  قطف أوراق الشجر العالي   وهومعوج  ويقطف لهم من الأشجار العالية  التي  لاتستطيع  الحيوانات  إنزالها .

 وأما الأشياء التي  تجذب السياح إلى المنطقة هناك مكان الذي بناه هيل سلاسي  وهو موقع المياه الساكن  يستخدم  لعلاج المرضى  والجروحات  الجلد ية، واستخراج البرد من الأعضاء وكان  في موقع  تبعد عن مدينة جيجيجا 32 كيلو متر وهي  تسمى “دربي “أو أرغوتا.

ويحمل  الراعي  أيضا معه مايسمى ” قربت ” لحمل المياه وإذا إحتاج الراعي  إلى المياه  للشرب  يأخذ من ذلك (  وهوضروري لدى الرعاة  للشرب  والذي يشرب منه  يسمى “بودا ” وذلك بهدف  الإحتفاظ لمنع إسراف المياه “).

(رحل “) يستخدم  لوضع القرآن  بهدف قراءة القرآن الكريم ويصنع من الخشب من الآثار الإسلامية

وفي موقع  الحرب  يستخدم الصوماليون “غاشا” وفي اللغة العربية  “الدرع ”  لأجل وقاية الأنفس من الأسلحة التي تطعن  الإنسان  ،وهناك “ورانا ” ويعتبر باللغة العربية  الرمح وأيضا  بأن الصوماليين  يستخدمون في الحرب التقليدي  (قانسو )  وباللغة العربية  يسمي  القوس  والسهام  وأما السيف  وهو يربط في خاصرة الرجال .

ومن الآثار  السياحية   موقع “كارمارا ” التي دار ت الحرب رحاحها  بين الصومال وأثيوبيا   في عهد  منجسوتو هيل ماريم عام 1969 بالتقويم الأثيوبي .

وهناك المواقع السياحية  التي تجذب السياح الأجانب والمحليين  وهو موقع العصافير  الفريد ” الذي يسمى  باللغة الصومالية “ليبن زون”ووف”  وهو من العصافير الفريدة  التي لايمكنها الحياة إذا ابتعدت من تلك  المواقع ب  5 كيلومتر ” واسمه بالإنجليزية “داغود لارك ”  وهوفريد من نوعه  في ذلك الموقع .

وموقع الأثرية الجذابة ألاوهو موقع  الشيخ سعيد محمد عبد الله  حسن  (في قبر دار  وهو موقع  اسلامي في الإقليم ، وأن تمثاله يوجد في مقدشو، وفي مدينة  جيجيجا  وهو الذي عرف سياسة  الإستعمار الإيطالي والإنجليزي  وهو أول  من وقف صمود  المقاومة الإستعماري في منطقة أوغادين  وكل  هذا من الآثار الصومالية  الجذابة  في المنطقة .

ومن الموقع  الأثرية  الأخرى الجذابة  وهو (دار  بلاي) الذي دفن  الإبل الفريد إسمها”هش غرو”وهي كبيرة  حين ماتت كأنها  كمثل  الإنسان من شدة حب الصومالين للجمال  وكأنها تعرف لغة   الإنسا ن الغاية عن باقي الجمال  وكماهي مدرة اللبن بالكثرة  وأما الإنهار التي تدخل من الحبشة إلى الصومال منها نهر وابي شبلي، نهر غنالي  نهر سنلو ونهر ويبي وهي تجذب السياحة  إلى البلاد  .

 العلم : ما هي الأشياء التي تعزز السياحة الصومالية وتلعب دورا بناء لجذب السياح ؟

 وأكد  الأستاذ كمال على أن الذي ينبغي على الجهات المعنية  تزكيز على البحوثات الأثرية  الإسلامية  والمسيحية لأن هولاء الآثار تعزز النمو الإقتصادي  وذلك عبر  تدفق السياح  والإقبال إلى أثيوبيا  وأن أثيوبيا   أيضا تتمتع الموارد الطبيعية الخلابة والجذابة  وأيضا جوها معتدل للغاية  أثناء تجوال السياح  في المناطق المختلفة في البلاد ، ومن هنا يجب  على  الجهات  المعنية  والإدارة  الثقافة   والسياحة  والفيدرالية  والإقليم تحسين البنية التحتية من الطرق المعبدة  وبناء الفنادق السياحية  الملائمة  للسياح في المنطقة .

العلم : كيف تلعب الإتفاقية بين أرض الصومال وأثيوبيا  في تعزيز مصلحة الطرفين ؟

أشارالاستاذ كما ل  إلى أن الإتفاقية  التي  جرت  بين  الطرفين ستلعب  دورا بارزا  في تعزيز النمو الإقتصادي و كما تتوسع التجارة بين البلدين لأن أثيوبيا  يبلغ عدد سكانها حوالي 120 مليون نسمة  وتحتاج  إلى تصدير المنتجات إلى الخارج  و إدخال البضائع التجارية والإستيراد كما يمكن للصوماليون  زيادة دخلهم وأيضا  ستتوسع فرص العمل  للطرفين على حد سواء.

وأكد الأستاذ كمال  ان أرض الصوما ل ستكتسب الفوائد  الأخري  ويتحقق لها  الأمن والسلام  لأن أثيوبيا ستتمكن من محاربة القرصنة البحرية بشكل فعال.

مضيفا إلى أن البلدين سيعززان بناء  الإقتصاد والتطور السريع  في شتى  المجالات وسوف تكونان  قدوة  لدول القرن الإفريقي  في مجال التعاون في التبادل التجاري والثقافي  .

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai