السفير اليمني: الشعب الإثيوبي فتح قلبه قبل أن يفتح الحدود لليمنيين!!

 

عمر حاجي

 

أديس أبابا(العلم) إن الاختلاط بين الإثيوبيين واليمنيين بدأ منذ عصور قديمة، ولايزال مستمراً حتى الآن، وتعود العلاقة بين البلدين إلى فترة قديمة من التاريخ منذ آلاف قرون عديدة من التزاوج والهجرات المتبادلة بين شعبي البلدين. كما أن اليمنيين المتواجدين حالياً في إثيوبيا يعيشون حياة مميزة مع الإثيوبيين عن معظم الجاليات الأخرى مع الحفاظ على العادات والتقاليد الخاصة بهم، ويحظون باحترام كبير من السلطات والشعب الأثيوبيين.

 وفي هذا الصدد، أجرت صحيفة (العلم) مع سعادة السفير يحي الأرياني سفير جمهورية اليمن لدى إثيوبيا، حول العلاقة الإثيوبية اليمنية الثنائية، وقال: إن ما يتبادر في الذهن في شرح منصوب العلاقات اليمنية الإثيوبية المتجذرة في التاريخ حكمتها الحدود والجرافية، والهجرات المتعددة بين البلدين، وحكمتها أيضا المصالح المتشركة، والمصير المحتوم، الذي نفتخر كيمنيين، أن لناعلاقات حميمة متميزة للحدود والعابرة للجغرافية، ولكنها تحلب بروح مشتركة يمنية وإثيوبية. وبالتأكيد على أن علاقاتنا متميزة منذ التاريخ والهجرات، صدرتها كثير من الكتب والصحف ووسائل الإعلام المختلفة، ودائما وأبدا ما نستحضر هذه العلاقة سواء على المستوى الرسمي أوالشعبي.

ما هي مميزات العلاقة الإثيوبية اليمنية من بين العلاقات مع الدول العربية والدول الأخرى؟

سعادة السفير يحيى الأرياني، دعني أحلل، بأن العلاقات العربية والإثيوبية هي علاقة تاريخية منذ فجر التاريخ، وتحكم هذه العلاقة المصالح المشتركة سواء كان في الماضي أو الحاضر أو في المستقبل، ولا غنى عن هذا العلاقات. لكننا نغرد ونعرض أهمية العلاقات الثنائية اليمنية الإثيوبية، هي متميزة طبعا تفوق منصوب العلاقات العربية الإثيوبية، ولنا علاقات تاريخية مشتركة وعادات وتقاليد مشترك، ولنا مصير مشترك، ربما تدخلت السماء في هذا الشيئ، وهذا المنصوب في العلاقة الأخوية متميزة بين شعبين اليمني والإثيوبي، ونحن فخورين جدا بهذه العلاقة على المستوى الرسمي والشعبي.

على الرغم من تحديات مختلفة تواجه البلاد، كيف ترون ما تشهده إثيوبيا من النمو والتطور في مجالات مختلفة؟

سعادة السفير، إنه عندما يتبادر في ذهن أي شخص أو أي بلد من البلد، هناك هدف معين، فلابد أن تدفع الثمن، وكمن أن التوجه الإثيوبي لا بد له أن يقلل من أهمية الأصوات التي تسمع من هنا وهناك، وطبعا أن المساعي الإثيوبية هي التوجه القاري والإقليمي والدولي، وهذا حق من حقوق أي دولة، وأن أي دولة تسعى وترغب التنمية عليها أن تعزز خطواته ومسيرته إلى الأمام، ولا تلتفت إلى الوراء، ولا يجب أن تسمع إلى ما يقال عن مدى صحته أوسلامة التوجه في هذا المجال. وبالتالي، دائما أن الشعوب لا تبني هويتها إلا بالإرادة، لان الإرادة لا تسمع لأي وشاية عن كلام يقال عن هذا البلد.

كيف ترون ما تشهده أديس أبابا، عاصمة إفريقيا من تطورات ملفتة النظر..؟

سعادة السفير يحي: أنا أقول لك صراحة، كما هو معروف وثابت أن إثيوبيا عاصمة إفريقيا، وأديس أبابا هي العاصمة الدبلوماسية الإفريقية والمنظمات الدولية. وأنا أرى من وجهة نظري شخصيا، بأن الحراك الدبلوماسي الكبير والواسع التي تشهده إثيوبيا كان لا بد أن يقابله عزيمة وهمة قوية في أن تظهر أديس أبابا كعاصمة وكدوحة للدبلوماسية الإفريقية والإقليمية، وأن ما نشهده حاضرا الآن من التطورات من البنى التحتية يعكس إصرار الأخوة الإثيوبيين على أن تكون أديس أبابا منبع الدبلوماسية ترتكز على بنى تحتية يفتخربها. وبالتالي، فإن مانشهده الآن في أديس أبابامن إعادة بناء شوارعها وتطويرها وجعلها عاصمة ملائمة ومنظرا جميلا هو نتاج الأخوة الإثيوبية، ولا بد أن يكون توجه رسمي وصياغة يجعل أديس أبابا فعلا عاصمة دبلوماسية يفتخر بها على المستوى الإقليمي والقاري.

فيما يتعلق بإعادة إعمار البني التحتية لأديس أبابا في قدرة تطوير الوجهة السياحية المفضلة، كيف تقيمونها؟

سعادة السفير: دعني أقول لك: إذا لم تكن البنية السياحة بيئة قابلة وملائمة ووجهة ترتكز على المبادئ والأسس السياحية لن تنج السياحة. ولكن ما نلاحظه وما نشاهده ومانتابعه في أن الحكومة الإثيوبية تبذل جل جهودها في أن تظهر البلد بمنظر جميل للسياحة وجذب السياح إليها. لأن البلد بكر وحبلى، بالمنظار الطبيعية الرائعة وكبشر، وهذه كتوءمة شئي جميل جدا، ودخل وطني كبير جدا وهو شيئ لا يستهان به. وأنت كمتابع تراهن أن سياحة الطبيعة أكثر من الموارد الأخرى. وبالتالي، أن المجال السياحي بالنسبة لإثيوبيا مجال مهم، وأنا كمواطن يمني أشعر أن السياحة في إثيوبيا سياحة روحية بالمناظر الطبيعية الجميلة والثقافة الدينية وغيرها. وهذه ملحمة تاريخية تشتهر وتتمتع بها إثيوبيا. وبالتالي، فإنه لابد أن يقابل بهذه الهبة الربانية في إيجاد بنى سياحية خاصة في المناطق الأخرى من البلاد، حتى تستوعب المجامع السياحية من خلال توفير الأشياء الأساسية التي تجعل من السائح أن يكرر الزيارة إلى إثيوبيا مرة بعد مرات.

تولي الحكومة الإثيوبية إهتماما كبيرا وتقدم التسهيلات، وتحفز الإستثمار فيها، كيف تتابعون وتوقيمون ذلك؟

سعادة السفير: في الواقع، نحن نتابع التطورات الأخيرة لإعادة الصياغة أو شروط الإستثمار أو معايير الإستثمار في إثيوبيا، وبالتالي، أنا أعتقد شخصيا، فإن الإجراءات التي اتخذت من الجانب الإثيوبي فيما يتعلق بتسهيل الإستثمارات هي خطوة ممتازة وفي الطريق الصحيح. وأن البنى الإستثمارية لا بد أن تكون أوسع من ذلك، لأن البلد عندها قدرة استيعابية كبيرة لجلب الإستثمارات الأجنبية. ودائما عندما تعطى للمستثمر مساحات الآمان والتسهيل يعود بالفوائد الكبيرة على تطور الإستثمارات وزيادة في منصوب الوضع المعيشي للمواطنين الإثيوبيين. وهذا شيئ جميل أن تتيح الفرصة وتزيد شروط التسهيلات حتى يستفيد الجميع منها، المستثمر والبلد في نفس الوقت.

هناك تحفيز الحكومة الإثيوبية للمتستثمرين اليمنيين، هل هناك متابعة الإنجازات وعدد المستثمرين من مكتبكم؟

سعادة السفير: طبعا نحن نتابع أي مستثمر يمني جديد يأتي إلى إثيوبيا. لوسئلت دائرة الإستثمارات الإثيوبية لوجدتها خاصة في الفترة الأخيرة. ولا شك في أن هناك آلاف من المستثمرين اليمنيين، ربما أن رأسمال اليمني يتوجه إلى إثيوبيا بإعتبار أن هذا البلد جار لليمنيين. ودائما عندما يتبادر لدى المستثمر اليمني العبور الحدود في الإستثمار خارج اليمن يتبادر إلى ذهنه إثيوبيا. وبالتالي، كثير من المستثمرين اليمنيين موجودين ويستثمرون في مختلف المجالات لا استطيع أن أحصيها، ربما أنتم تلمسوها على مستوى الشارع. كما قلت عندنا أرقام من مئات بل الآلاف للمستثمرين اليمنيين الذين وجدوا التسهيلات الأساسية للإنطلاق للإستثمار في مجال الإستثمار في إثيوبيا.

فيما يخص بكون إثيوبيا مأوى للاجئين من بلدان مختلفة، وخصوصا لليمنيين، كيف ترون ذلك؟

سعادة السفير: دعني أضع كلمة بين قوسين،(هذا هو قدر إثيوبيا) أن تستوعب اللاجئين، ولن أغوث في تاريخ الهجرة، من تاريخ الهجرة للصحابة الكرام (رضي الله عنهم)، لكنني أكتزل في تاريخ العلاقات اليمنية الإثيوبية، أنا أحيي إثيوبيا حكومة وشعبا، حيث فتح الشعب الإثيوبي قلبه قبل أن يفتح الحدود لليمنيين، وهذه المحبة التاريخية العريقة بين البلدين. وهذه يجب أن نضع في منظور التاريخ. ناهيك عن الهجرات البينية الطبيعية، حيث هناك هجرات طبيعية بين اليمن وإثيوبيا، حتمتها كثير من الظروف. لكن ماحصل في اليمن أثناء الحرب توجه اليمنيون إلى إثيوبيا بإعتبار أنها البلد الحاضن. ونحن نعتبرها كيمنيين بلد شقيق، وبالتالي، لاغرابة فيها لليمنيين الذين إكتووا بنار الحرب، ويصل إلى إثيوبيا مرحبا بهم، وأن اليمنيين حينما وصلوا إلى إثيوبيا رحبت بهم. كما سمحت الحكومة الإثيوبية لممارسة أعمالهم التي تعينهم على الحياة المعيشية في إثيوبيا. وبالتالي عندما أعطيت لهم هذه الروح أو النفس أو التسهيلات لليمنيين بدأوا ممارسة العمل، وهذا، ربما إستغناء في إثيوبيا بدلا من أن يكونوا عبئا أو آلة على البلاد. ونظرت إثيوبيا إلى هذا إنطلاقا من العلاقات التاريخية الإخوية التي تربطنا بالمصير، وهذا ليس غريبا على إثيوبيا.

كيف ترون دور إثيوبيا بإحلال السلام والإستقرار في منطقة البحر الأحمر التي هي منطقة الصراع والمنافسة عليه وفي القرن الإفريقي بصورة عامة؟

سعاد السفير، ” دعني أقول” إن المنطقة مشتعلة، وأصبح من الضروري أن يكون هناك رؤية مشتركة لإحلال السلام والأمن في منطقة شرق إفريقيا والبحر الأحمر، وهذه الرؤية التي يجب أن تكون حاضرة بين دول منطقة شرق إفريقيا والدول المشاطئة لا بد أن تكون رؤية تحقيق الأمن والسلام في المنطقة. وبالتالي، يعود هذا إلى الدول التي لها مصالحها الحيقيقة، وإثيوبيا تسعى كما نتابعها لإحلال السلام والأمن في المنطقة، وهذه الرغبة في أن تشترك إثيوبيا لإحلال السلام هو شيئ حتمته الجغرافية وهذا مهم جدا، وحتى المصالح الدولية متشابكة، إلى درجة أن هناك كثير من الفعاليات حول منطقة معينة، وتجد الدول في هذه الرؤية وإن كانت بعيدة.

وأنا أتنمى أن تكون الرؤية المشتركة بين الدول وصاحبة المصلحة الحقيقية في استتباب الأمن والسلام في منطقة شرق إفريقيا ومنطقة البحر الأحمر. وبالتالي، عندما تكون المصالح المشتركة سواء كانت عن طريق مباشر أو غير مباشر، فإنه من الضروري أن يكون تعاون يحفظ لهذه المنطقة الأمن والسلام، طالما عندك الرغبة في المشاركة في إحلال الأمن والسلام في المنطقة يجب أن تستقبل وتؤخذ وجهة الآخرين. وأن إثيوبيا ذات مساحة جغرافية كبيرة، وينعكس التاريخ التناغم، لأنه أساس في السلم والأمن والإقتصادي. وأما التنافر هو ثنائي، ولا يحقق شئيا لأي جهة كانت في هذه المنطقة، أو في أي بقعة من العالم.

أن إثيوبيا حققت نتائج ملحوظة في تطوير العلاقات مع الدول العربية بقيادة رئيس الوزاء الدكتور أحمد أبي كيف ترون ذلك أنتم؟

سعادة السفير: أولا،  وقبل كل شيئ، أوجه الشكر والتقدير لدولة رئيس الوزاء الدكتور أبي أحمد لما يبذله من جهود جبارة وزيادة منصوب العلاقات العربية الإثيوبية. وهذا التوجه هو توجه صادق في تقارب العربي الإثيوبي، لانه يخدم الشعب العربي والإثيوبي. كما أن هذا التوجه نابع من رؤية تبنتها الحكومة الإثيوبية في تعزيز العلاقة العربية الإثيوبية. وهذا مانشده الآن، من حضور متميز من الإستثمارات العربية في إثيوبيا بشكل عام. وهو يعزز العلاقات العربية الإثيوبية، وبالتالي نقول: “بمزيد  من التقدم لإثيوبيا ومزيد من الجهود المشتركة من خلال دولة الدكتور أبي أحمد الذي يسعى جاهدا إلى أن يبني أسس علاقات بينية “عربية إثيوبية” على هذا المضمار، ونحيي الحكومة والشعب الإثيوبيين مرة أخرى. وأخيرا، أتنمى للشعب والحكومة الإثيوبية الأمن والسلام والإذهادر. (والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته).

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai